الأسم: عادل سليم
تاريخ الولادة: 15-12-1926
تاريخ الإستشهاد: 12-09-1978
مكان الولادة: اربيل
مكان الإستشهاد: كركوك
( في الذكرى السنوية لرحيل والدي عادل سليم )
( 1926 -1978 ﴾
#شمال عادل سليم#
في بيت كبير و في محلة خانقاه باربيل ولد الخالد عادل سليم في 15 كانون لاول سنة 1926 , كان والده الحاج سليم تاجرا للاقمشة وخبيرا بنوعية التبوغ وتصنيفها , في 1933 دخل عادل سليم المدرسة المظفرية الابتدائية واكمل الدراسة فيها ثم انتقل الى المرحلة المتوسطة و الثانوية , ويشهد اقرانه على ذكائه واجتهاده حتى اعفي من اداء الامتحانات النهائية للصف الرابع الثانوي وارسل تقديرا له مع عدد من الطلبة الاوائل الى مصيف سرسنك لقضاء 20 يوما على نفقة الحكومة في حينها ..
كان عادل سليم مناضلا و طنيا نشطا انخرط مبكرا في الحركة الوطنيه الكوردية منتميا اولا الى منظمة﴿ دار كه ر ﴾* ....ومن ثم حزب هيوا منذ ان كان طالبا في المتوسطة ومن ثم كومه لي ميلله ت و ( يه كيتى تيكوشين , وحدة النضال) .. وكان ايضا عنصرا بارزا في ﴿ حزب شؤرش – حزب الثورة ﴾ في كوردستان العراق الذي تم تاسيسه في عام 1943 على يد مجموعة من الماركسيين الاكراد و منهم ﴿ الخالد صالح الحيدري و الخالد موسي سليمان و الخالد نافع الملا يونس افندي و الخالد شيخ محمد محمد الملقب ﺒ﴿ شيخه شه ل ﴾ و اخرون ﴾ و اصدروا حينئذ جريدة لهم باسم ﴿ شورش﴾..... وقد ظل هؤلاء الثوريون الاكراد يواصلون عملهم حتى صيف 1946 حيث انضمت غالبيتهم و بعد حل حزب شورش و رزﮔﺎرى الى الحزب الشيوعي العراقي ... و منذ ذالك الوقت وحتى يوم استشهاده بقى عادل سليم يعمل في صفوف الحزب ووضع خلال 32 عاما من عمره النضالي كل طاقاته في خدمه الحزب و الوطن و الناس...
كان عادل سليم كاتبا سياسيا جيدا حيث كتب العديد من المقالات السياسية باسمه و باسماء مستعارة وكان رساما جيدا ايضا و له دور و نشاط بارز في الصحف و المجلات الكوردية ولقد تكلم باسم حزبه في عدد من المناسبات والاحتفالات كما كان قارئا ومتابعا جيدا , لقد كان عادل سليم محبا للحياة متواضعا ازاء الناس حانيا عليهم ومضحيا في سبيلهم وتلك صفات اهلته لان يحتل مكانة اثيرة في قلوب اصدقائه ومعارفه وجماهير مدينته ........ كتب مقالات كثيرة في جريدة ﴿ ئازادى ﴾ لسان حال الفرع الكوردى للحزب الشيوعي العراقي و اول صحيفة سرية كوردية صدرت تحت اشراف الخالد ﴿ ملا شريف عثمان اربيلي ﴾ ( 1 ) و التى تواصلت صدورها بصورة سرية الى ما بعد ثورة 14 تموز المجيدة وفي الاول من ايار عام 1959 صدرت بصورة رسمية و علنية و نال الخالد نافع يونس( 2 ) حقوق الامتياز لها والى يوم اغلاقها في عام 1960 .
وسرعان ما تحولت ﴿ئازادى ﴾ الى جريدة واسعة الانتشار وقد لعبت دورا تحريضيا و تثقيفيا كبيرين و باتت وسيلة الحزب المباشرة للاتصال بالجماهير و بالمنظمات و الاحزاب الديمقراطية الكوردستانية و الشخصيات الوطنية .
و يجدر التاكيد هنا على دور الشهداء الابطال ﴿ الخالد جمال الحيدري و الخالد عبدالله ﮔﻮران و الاساتذة كاكه حه مه ى ملا كه ريم و حسين عارف و د. عزالدين مصطفى رسول و الشاعر الكبير المناضل احمد دلزار و اخرون من الجنود المجهولين﴾ في الصحافة الكوردية السرية و العلنية ..
عقب ثورة 14 تموز المجيدة ارسل عادل سليم الى كركوك و السليمانية , حيث اعتقل هناك مدة تسعة اشهر , وعاد بعدها الى اربيل , ليعتقل ثانية اوائل سنة 1962 في احدى شوارع كركوك من قبل دوريات الامن ليبقى رهن السجون و المعتقلات حتى 1965 .......وبعد خروجه من السجن التحق برفاقه الانصارفي منطقة ئاوه ﮔﺭد وعمل معهم بجد ونشاط حيث كان ينتقل بنشاط من منطقة الى اخرى لتنفيذ المهمات الحزبية ...... وفي عام 1969 ارسل الى موسكو وبعد ان اكمل دراسته بالتفوق عاد الى كوردستان , وفي اواسط اذار 1972 اصبح عادل سليم احد ممثلي الحزب في لجنة العلاقات مع القوى الوطنية وفي عام 1974 رشحه الحزب ليكون احد ممثليه في المجلس التنفيذي لمنطقة كوردستان , فاصبح امينا عاما لادارة النقل والمواصلات وبقى في وضيفته لغاية تشرين الاول 1977 حيث احيل على التقاعد .... استشهد في 12 -9- 1978 حيث كان في طريقه الى اربيل بعد تنفيذ مهمته الحزبية في مدينة كركوك ..
عادل سليم ..في ذاكرة الرفاق و الاصدقاء
يقول الفنان التشكيلي الاستاذ منير العبيدي :- ....
في أواخر العام 1976 بلغت من قبل منظمة الحزب الشيوعي العراقي في محافظة ديالى بأنني مرشح لأن أكون ضمن وفد للسفر إلى بلغاريا للإطلاع على التجربة البلغارية في مجال البناء والتنظيم ، وبعد أيام من هذا التبليغ وأيام أخرى تسبق السفر كنت في بغداد لكي ألتقي بأعضاء الوفد الآخرين الذين مثلوا مناطق العراق الخمسة تنظيميا : بغداد ، إقليم كردستان ، الجنوبية ، الفرات الأوسط والمنطقة الوسطى التي كنت ممثلا عنها ، وقد قام مسؤولون في مقر اللجنة المركزية للحزب بتعريفنا على بعضنا البعض وعلى ممثل إقليم كردستان والذي هو ، في نفس الوقت و بسبب مركزه الحزبي المتقدم ، سيكون رئيس وفد الحزب الشيوعي العراقي إلى بلغاريا ، ولم أكن بحاجة لأن أتعرف عليه لأنني عرفته قبل ذلك : إنه الرفيق عادل سليم .
في احد أيام الخريف الساحرة كانت الطائرة البلغارية قد أقلعت بنا من مطار بغداد الدولي متوجهة صوب الغرب عبر الأراضي التركية الشاسعة ، طوت بنا أراض شاسعة متعددة الألوان من سهول وحقول وجبال وحين دخولنا الأجواء البلغارية كانت السماء مغطاة تماما بالغيوم . كانت الشمس مشرقة في الأعالي تلقي بضوئها الساطع على الغيوم ناصعة البياض من تحتنا وكنا كمن يطير فوق قمم الجبال المغطاة تماما بالثلوج ، وحين اقتربنا من العاصمة البلغارية صوفيا بدأت الطائرة بالهبوط مخترقة الغيوم التي تحتنا وسادت دقائق من عدم الرؤية ، ثم بانت من تحتنا صوفيا العاصمة مبللة بالمطر وقد كنت انظر من النافذة إلى الشوارع التي تلتمع منعكسة فيها مصابيح السيارات ، كانت معالم المدينة تكبر وتزداد وضوحا كلما اقتربت الطائرة التي تقلنا من الأرض .
بعيد ذلك بدقائق كنا نجلس في قاعة المطار في صوفيا وكان المطر في الخارج ينزل مدرارا .
في قاعة الاستقبال في المطار كان في استقبالنا مرافق الوفد الذي كان جنرالا في جيش المقاومة البلغارية ضد الاحتلال النازي ، قدمه لنا مترجم شاب يقوم بمهمة الترجمة من البلغارية إلى العربية والعكس وكان يتحدث أيضا الإنكليزية والروسية ، وسنرى فيما بعد في علاقتنا المتوطدة كيف أن هذا الجنرال السابق والذي كان دائم الابتسام ، لا زال يحسن استخدام ميله للانضباط والدقة الممزوج بالمودة والحرص ، وكيف إن بعضنا على الأقل كان بحاجة إلى مثل هذا الانضباط .
قادنا مرافقنا الى الفندق الذي سنقيم فيه في قلب العاصمة البلغارية صوفيا وتسلم كل واحد منا مفتاح الغرفة التي سيقيم فيها وقبل أن يودعنا مرافقونا لكي نرتاح من عناء السفر ألقى علينا الجنرال عبر المترجم خطة اليوم التالي : الاستيقاظ ، الفطور ثم المغادرة لحضور إحدى اللقاءات أو لزيارة مؤسسة أو مدرسة ما ، كان كل شئ مخططا بالساعة والدقيقة ، مما سيتكرر طيلة أيام مكوثنا في العاصمة البلغارية والمدن الأخرى التي قمنا بزيارتها .
في قاعة الفندق في الطابق الارضي كان يقع مطعم الفندق وفيه يكون لقاءنا اليومي من الصباح الباكر ، مائدة الفطور تكون معدة مسبقا ويكون الجنرال قد سبقنا في الحضور وبعد تناول الفطور نغادر بسيارة الباص الصغيرة إلى حيث خطط لنا أن نزور .
وفي خلال هذه الفترة القصيرة التي دامت أكثر بقليل من أسبوع واحد ومنذ اليوم الأول توطدت العلاقة بين أعضاء الوفد بشكل عام وعلاقتنا برئيس الوفد بشكل خاص ، كنا نجلس في غرفة احدنا أو في إحدى صالات الفندق نتبادل الحديث والتعليقات والطرف ، وفي هذه الأيام القليلة تعرفت على خصال الرفيق عادل سليم عن كثب بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ، و كان انطباعي الذي نشأ في اللحظة التي استمعت إليه عبر وسائل الإعلام ، بساطة التعبير و الصراحة والصدق قد ترسخ و لم يعد أمامي شك بأن هذا الرجل من الشفافية بحيث لا يمكن أن يكون له موقفان معلن ومموه و انما كان يقول ببساطة كل ما يفكر فيه كما وجدت أنه قادر على أن يصوغ أفكاره بأبسط طرق التعبير المتاحة للفهم حتى بالنسبة للناس البسطاء ، و بالرغم من اللغة العربية لم تكن لغته الأم ، وهي شئ اعتدنا أن لا نوليه حينذاك أي قدر من الأهمية كما لو أن معرفة اللغة العربية بالنسبة للشخص الكردي أمر بديهي بنفس قدر لا ضرورة تعلم الكردية للشخص العربي ، أقول رغم ذلك كان قادرا على التعبير بواسطة اللغة بشكل يحسده عليه الكثير من العرب .
يقول الخالد اسعد خضراربيلي : – تعرفت على الشهيد عادل سليم عن القرب بعد ثورة 14 تموز المجيدة عام 1958 مباشرة حيث كنا نعمل في هيئة حزبية واحدة وهي﴿ اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي﴾ في محافظة اربيل وكان الرفيق الشهيد﴿ نافع يونس﴾ المحامي سكرتير اللجنة المحلية انذاك و عملنا سوية قي هذه الهيئه الحزبية لمدة اكثر من 3 سنوات لحين ابعادي الى الكوت عام 1962 . كان عادل سليم رفيقا مبدئيا و جريئا في طرح ارائه و مواقفه و كرس جل حياته للدفاع عن الحزب و سياستة لتحقيق طموحات و اماني شعبه العادلة
كان الشهيد عادل مناضلا باسلا اتصف بالهدوء و الشجاعة تعرض للملاحقة و الاعتقال و التعذيب الوحشي عدة مرات ...
كان الشهيد كاتبا ممتازا كتب المقالات العديدة في الجرائد و المجلات و التي فضح فيها تنامي النشاط الرجعي للحكومات المتعاقية ﴾﴾ ...
يقول الرفيق احمد قادر بانيخيلاني :- ..
في اوائل الستينيات تعرفت بالفقيد عندما كان مسؤولا لمنظمة الحزب في السليمانية , ثم جاء الى كركوك وعمل في مكتب اقليم كوردستان وفي منظمة الحزب بكركوك . وفي هذه الفترة بدا الحكم حملته ضد رفاقنا واصدقائنا ,فاعتقل عادل سليم في احد شوارع كركوك من قبل احدى دوريات الامن . وفي السجن دافع كشيوعي مناضل عن الحزب وسياسته .
بعد خروجه من السجن سنة 1965 التقيت به مرة ثانية وكان يعمل بجد ونشاط بين صفوف رفاق مكتب اقليم كوردستان , ويعد تقارير لجنة الاقليم الى الكونفرنس الحزبي الاول في المنطقة , الذي عقد في ايار 1966 وخلال تلك الفترة وبعدها عمل عادل سليم بين صفوف الانصار في مناطق ( كويسنجاق و ﮔﻪلا له وبهدينان والموصل ) ... وكان ينظم الامور الحزبية ويساعد اهالي القرى ويعالجهم , وقد سماه الاهالي بالدكتور عادل ..
يقول الشاعر احمد دلزار:- ...
تعرفت على عادل سليم في سجن اربيل سنة 1948.... كان عادل شابا ذكيا ونشطا وعندما كان يشعر بالفراغ , يبدا بقراءة عدد من الجرائد ويشرحها للموقوفين بشكل واضح , كما كان ينفذ جميع الاعمال الموكلة اليه بجد ونشاط ......
بعد ثورة 14 تموز 1958 التقيت به في اربيل وكان كادرا حزبيا ومساعدا للرفيق نافع يونس . وفي سنة 1965 التقيت به مرة اخرى بين صفوف الانصار في كوردستان , وفي اواسط اذار 1972 وعندما بدا حزبنا يمارس نشاطه العلني اصبح الرفيق عادل سليم احد ممثلي الحزب في لجنة العلاقات مع القوى الوطنية ومسؤولي الدولة ..وفي عام 1974 رشحه الحزب ليكون احد ممثليه في المجلس التنفيذي لمنطقة كوردستان , فاصبح امينا عاما لادارة النقل والمواصلات وبقى في وظيفته لغاية تشرين الاول 1977 حيث احيل غلى التقاعد وذالك بسبب انتقاداته الجريئة والمستمرة للبعثيين حتى دفع دمه ثمن مبادئه وشجاعته النادرة ......... !!
وفي المؤتمر الوطني الثالث لحزبنا المنعقد في ايار 1976 انتخب عادل سليم عضوا احتياطا للجنة المركزية..
يقول المناضل قادر رشيد :- ..
مع بداية الحملة الشوفينية البعثية على حزبنا ورفاقنا في اواسط عام 1978 تعرض منظمة حزبنا في كركوك الى ضربة قاسية وجراء ذالك الضربة انهارت معنوية عدد من رفاقنا حيث استسلموا للبعث وان سكرتير اللجنة المحلية في كركوك قد ترك الحزب مع بداية الهجمة البعثية , لدرجة ان هؤلاء القتلة قد حصلوا على معلومات شبه كاملة عن المنظمة والحياة الحزبية فيها وعن الكوادر واعضاء واصدقاء الحزب في المدينة .... فنادرا ما كنا نجد شخصا معروفا ولم يعتقل , وان الذين لم يعتقلوا هم فقط اولئك الذين كانوا خارج المدينة و لديهم المجال للاختباء والاختفاء ...... وبارغم من ان دوائر الامن و البعثيين كانوا يجبرون رفاقنا على التخلي عن الحزب , الا انهم لم يكونوا واثقين من ولائهم للبعث , فكانوا يجبرونهم على تناول سموم مميتة ويضعون البعض تحت المراقبة وبعكس اكثر مدن الاخرى , حيث كانوا يجمعون الرفاق و الاصدقاء في احدى المدارس في كل اسبوع مرة واحدة على الافل ويسجل اسماء الحاضرين كما هو متبع في السجون عند تعداد السجناء , وفي حالة غياب احد من هؤلاء يقوم عناصر الامن بالبحث عنه والقاء القبض عليه واحضاره للتحقيق معه حول سبب غيابه , ولوتمكن احدهم الافلات منهم فان عائلته يتعرض للاستجواب والملاحقة .....
وقد تم اغتيال مجموعة من رفاقنا من الكوادر العمالية , لتخويف وارهاب الجماهير ورفاقنا الاخرين , وان عددا من رفاقنا في شركة النفط لايزال مصيرهم مجهول , وان العناصر القيادية التي يتمتعون بالجراة وينتقدون البعث واعمالهم المشينة والغادرة , يتم القضاء عليهم , او يجبرون على الاستقالة من وضائفهم ..... على سبيل المثل لا الحصر كان الرفيق عادل سليم عضو اللجنة المركزية للحزب وعضو المجلس التنفيذي للحكم الذاتي وعضو في لجنة الجبهة مع البعث ...في عام 1977 ازاحه البعث بالقوة واحيل على التقاعد بمرسوم جمهوري صادر من الحكومة العراقية وبتوقيع احمد حسن البكرفي 5-11 -1977 .... لانه كان و ينتقدهم و لم يكن متسامحا معهم وكان جرئيا في انتقاداته حتى وقف بوجه صدام وانتقد سياسة البعث الخاطئة في احدى اجتماعات الجبهة في بغداد ... وكان ايضا قائدا محبوبا لدى الجماهير ولذا فان البعث كان يبحث دائما عن وسيلة وحجة للقضاء عليه ...وفعلا وفي احدى اجتماعاته مع هؤلاء القتلة في مدينة كركوك وبالتحديد في 12 - 9 - 1978 قدموا له فنجانا من القهوة السامة واستشهد جراء ذالك وهو في طريقه الى اربيل ... نعم كانت هذه بداية لنهاية الفلم التراجيدي الذي سميت بالجبهة مع البعث .....
تقول المناضلة فتحية محمد زوجة الشهيد عادل سيلم :- ....
اعتقل عادل سليم بتاريخ 17- 2 - 1949 و حكم عليه بالاشغال الشاقة مدة 7 سنوات مع سنة مراقبة ... فارسل الى سجن نقرة سلمان السيئة الصيت مع رفاق دربه واصدقاء طفولته الخالد نافع يونس و عاصم الحيدري و موسى سليمان .... حيث شاركو هناك في الاضراب البطولي الذي اعلنه السجناء السياسيون مطالبين بتحسين اوضاعهم و نقلهم الى سجن اخر . وقد رضخت السلطات امام اصرار السجناء و صمودهم و تم نقلهم الى سجن بغداد و بعقوبة .
وقف عادل سليم بثبات بوجه حملة السلطة لانتزاع البراءة سيئة الصيت وقاوم باباء ورجولة حملة السلطة وضغوطها عليهم ...... . ثم ابعد الى مدينة بدرة حتى عام 1957 حيث اطلق سراحه مرفوع الهامة و عاد الى مدينتة اربيل ......
بعد ثورة 14 تموز تعقدت و تشعبت و تعمقت مهمات الحزب و قد ساهم عادل سليم مع بقية رفاقه في قيادة عمل الحزب لاسناد الثورة و تدعيم انتصاراتها .......
و بعد انقلاب الدموي في 8 شباط 1963 اسقطت الرجعية البعثية حكم قاسم وا ستولت على الحكم . وكان الشيوعيين اول من تصدى لها و قدموا خلال تلك الاحداث مئات الشهداء من خيرة اعضائه و سجن منهم عشرات الالوف و سقط العديد من قادة الحزب الشيوعي وفي مقدمتهم الخالد ﴿﴿ سلام عادل و محمد صالح العبلي و عبد الجبار وهبي و جمال الحيدري و مهيب الحيدري و حسن عوينه و ابو العيس و شيخ حسين البرزنجي ونافع ملا يونس عدنان البراك وعبد الاحد المالح و حسين علي هورامي اخرون ﴾﴾ شهداء ..
نعم لقد تعرض الشهيد عادل سليم الىا بشع انواع التتعذيب و كسرت اضلاعه و ساقه تحت التعذيب وقضى 13 عاما في السجون و المنافي البعيدة ولكن بقى صامدا ...شامخا ... مخلصا ….كما عاهدنا وعاهد رفاقه واصدقائه عندما قال(( لاينبغي ان تذرفوا الدمع ايها ارفاق و الاصدقاء ...من انا ؟ انا انسان بسيط , وخادم لهذا الشعب , لقد خلقت للعذاب و الموت في سبيل هذا الطريق وهذه العقيدة ....... لست اول من ضحى ولن اكون الاخير , لقد ذهب قبلي اناس اكبر واعظم بكثير ..... تذكروا اني ماض على درب الرفاق الشهداء فهد وسلام عادل وصحبهم الاكرام , وثقوا بانني سابقى كما تعرفونني مخلصا عازما على الثبات فالموت اشرف من الخيانة .....وسوف تسمعون اخبار عادل سليم وموقفه المشرف ))..
نعم ياوالدي العزيز سمعنا ...وسمعنا…. وسمعنا كثيرا عن اخبارك ومواقفك وشجاعتك وصلابتك وشهامتك وكرمك ايها الانسان الرائع ... نحن نفتخر بك نعم نفتخر بمواقفك النبيلة والرائعة… نعم افتخر بك يا والدي العزيز .... كنت لنا ابا رائعا و صديقا ورفيقا وفيا ... احن اليك ...نعم احن اليك يا والدي …. احن اليك يا والدي واقول لك نم قرير العين ايها العزيز و الى اللقاء ... الى اللقاء ....الى اللفاء ايها العزيز الغالي ….
اخيرا اقول..... ان هؤلاء هم الرجال الابطال الذين انجبهم الشعب و الحزب و هم الرجال الذين لا بد وان ننحني اجلالا لتضحياتهم و نضالهم ونعاهدهم بالوفاء لدمائهم الزكية التي ستبقى منارا لنا و درسا وطنيا في مواصلة النضال من اجل الحرية و الديمقراطية و العدالة الجتماعية ...........
الذكر الطيب على الدوام للا نسان عادل سليم فقد كان اسما على مسمى ﴿﴿ عادلا وسليما ﴾﴾ .. وستبقى ذكراه حية طيبة ... فتحية لك يا والدي وعهدا بالوفاء ..
* داركه ر.... كلمة كوردية تعني ( الحطاب) وهو اسم لمنظمة قومية ظهرت في عام 1937 وكانت الهيئة المؤسسة تضم كلا من مصطفى العزيزي ( من اربيل ), موسى عبد الصمد( من اربيل ) , فتاح ورستم جبار( من اربيل ) , و الشاعر يونس رؤوف ( دلدار ) من ( كويسنجاق ) .. ثم تحولت المنظمة الى حزب( هيوا , الامل ) و اصبح المرحوم ( رقيق حلمي) رئيسا للحزب , نظرا لمواقفه القومية ومساهماته الادبية و الصحفية وتجربته السياسية .... والجدير بالذكر ان المرحوم موسى عبد الصمد والذي كان من مؤسسي هذه المنظمة قد اثر على عادل سيلم وكسبه الى المنظمة باعتباره من احد اقربائه وكان له علاقة وثيقة معه ...
(1) ملا شريف عثمان اربيلي... من مواليد اربيل 1925 , كان والده الملا عثمان رجل دين ...صدر له عام 1959 كراس( الاخوة العربية الكردية) كما كان ينشر قصائده واشعاره في مجلة (ﮔﻪلاوﻴﮊ) , كان يحسن اللغة التركية والعربية والكوردية والفرنسية حيث ترجم كتاب( لمحة عن الاكراد) لمؤلفه تومابوا من الفرنسية الى اللغة الكوردية .....في شباط عام 1944 شارك في الكونفرنس الحزبي الاول وانتخب عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في شباط 1945 .... وافاه الاجل بنوبة قلبية في 28 - 4 - 1976
( 2) نافع يونس من مواليد اربيل 1926 من اقرب اصدقاء عادل سليم ومن اوائل زملائه ورفاقه في الحركة التقدمية الكوردية , كان والده الملا يونس افندي( كاتب اول في محكمة شرعية اربيل ) , تخرج الخالد نافع من كلية حقوق سنة 1948 , كان عضوا نشطا في حزب هيوا ثم التحق بالحركة التقدمية و الماركسية في اربيل حكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات قضاها في السجون نقرة السلمان وبغداد وبعقوبة ... بعد ثورة 14 تموز المجيدة اطلق سراحه فواصل العمل الحزبي و الصحفي فاصبح رئيسا لتحربر صحيفة ( ازادي )..... بالاضافة الى مساهماته في الصحافة العلنية فقد ساهم في الصحافة السرية منها ( يه كيتي تيكوشين , شورش , رزﮔﺎرى , ازادي ) وكتب العديد من الاعمال الادبية و السياسية و الاجتماعية حتى اصبح واحدا من المع الكتاب حتى لحظة استشهاده ..
القى القبض عليه في شباط الاسود 1963 المشؤوم فاستشهد تحت التعذيب الوحشي….. و تعرض الخالد نافع ملا يونس الىا بشع تعذيب ولمدة ستة اشهر و كسرت اضلاعه و ساقه تحت التعذيب ... وبعد فشل اللجان التحقيقية في النيل من صمودة مزقت جثته اربا اربا و فارق الحياة متاثرا بذالك ... لقد كانت قصة استشهاده امثولة في البطولة و ضربا رائدا في الصمود و التحدي و الحفاظ على الكرامة .
لقد كان الخالد نافع ملا يونس مثالا للشيوعي الشجاع مثله مثل رفاقه الابطال دافع بثبات عن مبادئ الحزب و سياسته و صان اسراره .[1]