أمريكا .. تركيا .. والكرد 4
#شكري شيخاني#
الحوار المتمدن-العدد: 7706 - #2023-08-17# - 10:43
المحور: القضية الكردية
سنتناول في هذه الحلقة, تتمة السياسة الامريكية في الشرق الاوسط ,مع حليفيها الرئيسيين وهما اسرائيل وتركيا... وسيكون حديثنا عن العلاقة التركية الامريكية بأدق تفاصيلها بعد ان استعرضنا جملة من حزم العلاقات الثنائية .. وحتى يتأكد كل من يريد التعامل مع الولايات المتحدة بأن يعرف جيدا اهمية العلاقة التركية الامريكية وبناء على ذلك ينسج خيوط علاقته مع العم سام.. وأيضا حتى لا تأخذنا العاطفة.. ونعتقد ولو للحظة واحدة, ان الولايات المتحدة يمكن ان تقطع علاقاتها مع تركيا من أجل سواد عيوننا.. فيكون ذلك هو قمة الغباء السياسي بعينه.. وأيضا حتى لا ينساق بعض قادة الاحزاب الكردية وراء سراب الوعود والامنيات...بل عليهم قراءة التاريخ مجددا.. وهنا بالطبع لا أدعو الى مقاطعة الولايات المتحدة الامريكية,بل على العكس أدعو الى تقوية العلاقات وتمتينها..والتطلع الى تعاون سياسي ودبلوماسي يعادل التعاون العسكري... ويكون هذا التعاون مدخلا مهما الى تسوية العلاقات مع الجار التركي اللدود وضرورة التوصل الى حلول مرضية للطرفين قدر الامكان.. حفاظا وامانا على المكونات في شمال شرق سوريا, التي امنت بنا , ووثقت بخططنا ,ولا زالت ملتفة حولنا..هذا الرصيد الشعبي هو من يدعم مسيرتنا نحو تقوية وتعميم مشروع الادارة الذاتية. وفي ذات الوقت منطلقين نحو حكم لا مركزي ديمقراطي حقيقي...
ونعود الى بعض تفاصيل العلاقات التركية الامريكية والتي من الضروري ان نعرفها ونتعرف عليها
محددات العلاقات الأمريكية - التركية
منذ نهاية الحرب الباردة راجت أطروحات عديدة حول تراجع الأهمية الإستراتيجية لتركيا، خاصة من المنظور الغربي، وذلك عطفاً علي انتهاء الخطر الشيوعي وعدم الحاجة لسياسة سد المنافذ التي وفرت لتركيا دوراً مهماً طيلة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق.بيد أن التاريخ أثبت لاحقاً عدم صحة هذه الأطروحات، ليس فقط بسبب تغير ديناميات البيئة الدولية في مرحلة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001، وما فرضته من أدوار جديدة للقوى التقليدية ومنها تركيا، وإنما أيضا بسبب إدراك الأتراك أنفسهم لطبيعة هذا التغير وسعيهم للتعاطي معه وفق رؤية مغايرة وأدوات مختلفة زادت من حضورهم ورفعت من حظوظهم الإقليمية والدولية وعلى عكس ما كان مطروحاً سلفاً من احتمال تراجع أهمية تركيا وافتقاد دورها الحيوي، بدا لاحقاً أن ثمة حاجة غربية وأمريكية ملّحة للدور التركي خاصة في ظل تعقد الأوضاع في الشرق الأوسط، ودخول الولايات المتحدة للمنطقة بكل ثقلها تحت ذريعة الحرب علي الإرهاب التي أفقدتها كثيراً من حضورها الرمزي، وأثقل كاهلها بالعديد من المشاكل التي لا تزال آثارها باقية حتى الآن.وذا كانت العلاقات الأمريكية – التركية قد شهدت توتراً ملحوظاً في مرحلة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر، إلا أن الخيط الناظم لهذه العلاقة يؤكد أن كلا الطرفين كان حريصاً علي ألا تؤثر خلافاته مع الطرف الآخر علي الشراكة الإستراتيجية بينهما، ما دفعهما إلي إعادة تقييم العلاقة بشكل يضيّق فجوة الخلافات ويزيد من مساحة الالتقاء.ومنذ انضمامها لحلف شمال الأطلسي الناتو عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، بدت تركيا أشبه بالحصان الأسود بالنسبة للغرب والولايات المتحدة التي سعت لتقوية علاقاتها مع حليف إستراتيجي مهم ومؤثر جغرافياً وسياسياً وحضارياً.وقد نسج كلا الطرفين علاقاته بالآخر في إطار عدد من المحددات أهمها المحدد الإستراتيجي، حيث تنظر الولايات المتحدة لتركيا باعتبارها أحد المفاتيح الإستراتيجية في المنطقة الممتدة من أوروبا وحتى القوقاز مروراً بالبلقان والشرق الأوسط.وقد حرصت الولايات المتحدة طيلة نصف قرن خلا علي توطيد علاقتها بأنقرة ودعمها عسكرياً واقتصادياً. وقد توطدت العلاقات بين البلدين خلال مرحلة الحرب الباردة وما بعدها، خاصة في ظل تكثيف الولايات المتحدة لوجودها في منطقة الشرق الأوسط عقب حرب الخليج الثانية عام 1990.أهمية تركيا لأمريكا....يتبع ...[1]