بيار روباري
قبل الحديث عن أسباب الحملة القذرة التي يشنها معظم أقطاب المعارضة السورية ضد الشعب الكوردي في غرب وشمال كوردستان، الذي يتعرض إلى حرب إبادة بكل معنى الكلمة على يد العصابة الإجرامية الطورانية بقيادة الطاغية ارادوغان التي تحكم تركيا منذ عشرين عامآ، فلا بد من التوقف أولآ عند خلفية القائمين على هذه الحملة الممنهجة والمدروسة التي تسعى جاهدة لتشويه سمعة الشعب الكوردي وتاريخه وتجريده من إنسانيته، وإلصاق تهمة الإرهاب والإنفصال به سواءً في غرب كوردستان أو شمالها، وذلك للنيل من وجود هذا الشعب وللتطغية على إحتلالهم لجزء كبير من أراضي كوردستان، ومنع هذا الشعب من نيل حقوقه القومية، وأخيرآ خدمة للباب العالي العثمو- تركي.
هؤلاء العنصريين المقيتين ينتمون لقوميات وأديان ومذاهب مختلفة وهم على الشكل التالي:
1- عرب سنة:
هؤلاء لهم مشارب فكرية مختلفة وعلى رأسهم يأتي:
جماعة الإخوان المسلمين الإجرامية.
الجماعات الإسلامية السنية الإرهابية (جبهة النصرة، جماعة أبو عمشة، …).
اليساريين الدجالين (جماعة رياض الترك، العمل الشيوعي، …).
القومجيين والناصريين والبعثيين المنشقين.
الليبراليين المنافقين والكذابين أمثال (برهان غليون، …).
2- التركمان بقايا الإحتلال التتاري والعثماني السرطاني:
جماعة السلطان مراد.
جماعة رئيس الحكومة المؤقتة السورية (عبد الرحمن مصطفى ووزير الدفاعه).
3- جزء من الدروز:
هم أفراد هنا وهناك أمثال (يحيى العريضي، فيصل القاسم، ماهر شرف الدين، لونا الشبل، رستم غزالة وأخرين، .. ).
4- جزء من المسيحيين:
هم أفراد موزعين على تنظيمات ومذاهب مختلفة، ومن هؤلاء المسخين (جورج صبرا، ميشيل كيلو، بعض رجال الدين المسيحيين، …).
والأن دعونا نتناول أسباب عداء كل طرف من هؤلاء الأطراف للشعب الكوردي ووقفوهم بشراسة ضد الإعتراف بوجود الشعب الكوردي، وحصوله على أية حقوق قومية وسياسية ودستورية في سوريا، فما بالكم بمنحه فيدرالية تحمل إسم “روزأفاي كوردستان”!!! سوف نتحدث عن أسباب كل طرف لوحده ومن ثم نتوقف عند القاسم المشترك بين كل هذه الأطراف المعارضة وتوافقهم مع النظام الأسدي العنصري والطائفي العلوي.
أولآ، عداء العرب المسلمين، القومجيين، اليساريين والليبراليين للشعب الكوردي بغرب كوردستان:
إن نسبة العربان في غرب كوردستان (سوريا) لا تتعدى 5% من عدد السكان، رغم طغيان اللغة العربية في البلد. والبقية الباقية مجرد مستعربون وفي غالبيتهم من الكورد للأسف الشديد. هؤلاء العربان عداوتهم وكراهيتهمى للشعب الكوردي وأسلافه ليس حديثة العهد، بل يعود تاريخها إلى ألاف السنين، وتحديد للغزو العربي الإسلامي السرطاني لأراضي كوردستان قبل (1450) عام وأكثر، أي بعد هزيمة الدولة الساسانية الكوردية في العام (651) ميلادية، وهزيمة الدولة البيزنطية في العام (637) وطردها من مدينة “دو-مشك، أي (دمشق) وهلچ أي (حلب) بحسب التعريب لإسم المدينتين الكورديتين. لقد كتبت عن هذا عن المدينتين دراسة تاريخية وهي منشورة لمن يرغب قرأتها. المحتلين العربان ناصبوا العداء للشعب الكوردي لعدة أسباب من أهمها:
التفوق الكوردي: الحضاري، العلمي، الثقافي، الإداري، الديني، اللغوي، الموسيقي، الأدبي، القانوني، على العربان.
ثراء كوردستان: بالمياه العذبة، المعادن، الأراضي الزراعية الخصبة، جمال الطبيعة، الغابات، الثروة الحيوانية، التقدم الزراعي، المدن المتطورة، نظام الري، الصناعة.
إمتلاك الكورد لدينين عظيمن: هما الديانة “االيزدانية، والديانة “الزرادشتية”. واليهودية والمسيحية والإسلام، أخذوا معظم مبادئهم وطقوسهم مسروقة عن هذين الدينين الكورديين.
إمتلاك الكورد لمدن أثرية وتاريخية: ألالاخ، پاتين، شمأل، دارازه، أگرو، دلبين، أرپاد، أزاز، باب، مبوگ، گرگاميش، إيمار، إسپيرا، هسك، أوركيش، گوزانا، هموكاران، گر- براك، رقه، در- زور، باخاز، دو-مشك، هلچ، رستن، خوران، قطنا، گولان، أور، أور، لاگش، أدابا، نوزي، هتوسا، شروپاك،
دلمون، إريدو، سيپار، لارسا، كيش، أوما، باد تيبيرا، وغيرها من المدن ويعود تاريخ أقدمها إلى حوالي (8000) ثمانية ألاف عام قبل الميلاد.
لهذه الأسباب وغيرها سعى الغزاة والمحتلين المسلمين العربان، منذ اللحظة الأولى وبشدة في طمس الهوية الكوردية للمنطقة، وطمس هوية الكورد كإمة وشعب ذو حضارة عريقة. فعلوا ذلك من أجل إلغاء هوية المنطقة الحقيقية، ألا وهي الهوية الكورية وتعريبها، وتنكر العربان لاحقآ لوجود الشعب الكوردي وكوردستان، وإدعى هؤلاء المحتلين الأوباش بأن الكورد (أبناء الجن). ولتحقيق هذه الأهداف الخبيثة إتخذوا الخطوات التالية، لمحوا الهوية الكوردية والكوردستانية من الواقع والتاريخ:
1- منعوا اللغة الكوردية بعد إستخدامها من قبل الدولة الأموية مدة (20) عشرين عامآ، وثم قالوا لا وجود للغة الكوردية!!!
2- منعوا تسمية المواليد الكوردية الجديدة بالأسماء الكوردية، وفرضوا عليهم الأسماء العربية المسخة.
3- تعريب أسماء المدن والقرى والقلاع والمناطق الكوردية مثل:
دو-مشك (الشام)، هلچ (حلب)، دلبين (إدلب)، مبوگ (منبج)، خوران (حوران)، گولان (جولان)، گرگاميش (جرابلس)، إيمار (مسكنة)، بگدا (بغداد)، أمبار (الأنبار)، دو- يالا (ديالي)، جي- زيرا (الجزيرة)، آمد (ديار بكر)، ….. إلخ.
4- ترويج نظرية مفادها، أن الكورد (أولاد الجن).
5- ترويج نظرية مفادها أن الكورد (عرب تاهوا في الجبال).
6- منع الديانة اليزدانية والزرادشتية، وملاحقة كل من كان يمارس طقوس الديانتين بشدة.
7- فرض الدين الإسلامي الشرير على الشعب الكوردي بقوة السيف، كما فعلوا في شنگال قبل سنين.
8- فرض اللغة العربية على الشعب الكوردي.
9- منع الأعياد الكوردية الدينية منها والقومية مثل توروز.
10- منع الرموز الكوردية القومية والدينية والوطنية.
11- إحداث تغيرات ديمغرافية هائلة في مناطق شاسعة من كوردستان منها:(درعا، السويداء، القنيطرة،
الگولان، دومشق، الرستن، أوگاريت، حماه، حمص، حلب، إدلب، جسر الشغور، المعرة، الباب، أزاز، دارازه، گرگاميش، رقه، در- زور، باخاز، أمبار، نينوى، كركوك، تكريت، بگدا، خانقين، شيخان (جنوب العراق)، شادبا (شهباء)، دلمون (البحرين)، الكويت، الإمارات، شمال عمان، فلسطين، … إلخ.
هنا لا من التأكيد على أن هدف كل إحتلال هو إقتصادي، أي نهب خيرات البلد وتسخير أبنائه للعمل لدى المحتل كعبيد. وهناك نوع أخر من المحتلين وهو أسأوا بكثير من النوع الأول الذي أشرنا إليه، ويسمى “الإحتلال الإستيطاني السرطاني”، ويأتي في مقدمة هؤلاء المحتلين في التاريخ، العرب المسلمين أتباع الدجال “محمد”، والعثمانيين التتار القادمين من منغوليا إلى كوردستان.
ومن خلال كل تلك الخطوات الإجرامية التي إتبعها المحتلين العربان، تمكنوا من تعريب أجزاء كبيرة من أراضي كوردستان وخاصة المناطق السهلية الجنوبية ومدنها، ومن خلال ذلك عربوا سكانها أيضآ من خلال الدين الإسلامي الشرير واللغة العربية المفلسة حينها.
بالطبع فعلوا كل ذلك بشكل مدروس ومقصود ومخطط جنهمي الهدف منه، تحطيم النفس الكوردية وإحتقارها وجعل الإنسان الكوردي يحس بالدونية، ودفعه للإنصهار والأسلمة من خلال الإستهزاء بدينه وألهته، والتقليل من شأن الأمة الكوردية. بهدف تسهيل عملية السيطرة على الشعب الكوردي، وصهره لاحقآ في البوتقة العربية الحقيرة والمتخلفة، وجعله تابعآ لهم من خلال فرض الإسلام عليهم، وهو دين شرير مثل صاحبه.
حتى اليوم هؤلاء الأوغاد والقتلة والإرهابيين العربان والمستعربين يستهزؤون باللغة الكوردية الرصية أم جميع اللغات الهندو-أوروبية. ومن خلال البحث الذي كنبته عن المفردات الكوردية في اللغة العربية وقرأن العربان، تبين لي مدى فقر لغة هؤلاء، وكم أنهم حرامية ولصوص وهذا واضح من كمية الكلمات الكوردية التي يحتويها لغتهم والمصطلحات اليونانية والحبشية واليهودية، تمامآ كما هو الحال مع دينهم ودين اليهود، حيث جميع قصصهم وطقوسهم الدينية مأخوذة عن اليانة اليزدانية والزرادشتية، رغم أنهم لا يقرون بذلك. فمن يسرق أوطان الأخرين يسهل سرقة ديناتهم ولغتهم وتاريخهم وموسيقاهم، البحث الذي أشرت إليه أنفآ، يقع في (220) صفحة من القطع المتوسط.
هذه الحثالة العربية المحتلة والمتخلفة، إعتقدت أن الكورد قد إنتهوا وخاصة مع إنصهار ملايين الكورد في غرب وجنوب كوردستان في البوتقع العربية، للعوامل التي ذكرناها قبل قليل، ولهذا تفاجئت جدآ عندما نهض المارد الكوردي من جديد، وتمكن من تحرير 60% من أراضي غرب كوردستان، وبلور إدارة ذاتية له في هذا الجزء من كوردستان، وبني إقليم فيدرالي وأطلق عليها إسمه التاريخي “روزأفاي كوردستان”.
من هنا وجد هذا النباح العالي والحقد والبذاءة والتهجم على الشعب الكوردي وقيادته السياسية المتمثلة بالإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، وإلتقت هذه الحثالة في موقفها هذا مع النظام الأسدي العنصري والطائفي البغيض. فهم موحدون في موقفهم المعادي للشعب الكوردي، وهي القضية الوحيدة التي يتفق الطرفان عليها.
العوامل التي تقف خلف هذه الحملة القذرة الأخيرة ضد الشعب هي:
العامل الأول:
تمكن الشعب الكوردي من إقامة كيان فيدرالي له في غرب كوردستان وتشكيل إدارة سياسية تقود الإقليم وبناء قوة مسلحة نظامية وعلى أسس غربية حديثة.
العامل الثاني:
إكتساب الشعب الكوردي تعاطف العالم الحر بأسره، نتيجة محاربته لاتنظيم داعش الإرهابي ودحره تمامآ بدعم من التحالف الدولي، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.
العامل الثالث:
تقبل العالم الغربي الحر مطلب الشعب الكوردي المتمثل بالفيدرالية والإحتفاظ بقوات حماية الإقليم ونعني بذلك قوات “قسد”.
العامل الرابع:
تمكن الشعب الكوردي من إنتزاع موارده الطبيعة من يعد النظام البعثي-الأسدي المجرم ومن يد إرهابيي المعارضة السورية، وإستفادة شعبنا الكوردي من موارده ولو بشكل محدود بسبب إغلاق منافذ التصدير في جوه شعبنا في غرب كوردستان.
العامل الخامس:
تمتع غرب كوردستان بالإستقرار النسبي الأمني والسياسي والإقتصادي، والتطور الخدمي والتعليمي والطبي الذي شهده الإقليمةونطمح للمزيد في هذا المجال ومجال الحريات العامة.
العامل السادس:
تلقي قوات سوريا الديمقراطية الدعم والمساندة من قبل التحالف الدولي، وحماية الإقليم من قبل أمريكا.
العامل السابع:
فشل المعارضين السوريين في إسقاط النظام الأسدي وتخلي العالم عنهم، بما فيهم الدول العربية.
العامل الثامن:
خوفهم من أن يتحول الوضع الراهن إلى وضع دائم، ويتحول الشعب الكوردي إلى طرف أساسي في معادلة حل القضية السورية في المستقبل، وبالتالي يصبح شريك أساسي في حكم البلد.
العامل التاسع:
صعوبة قبول هذه الحثالات نفسيآ، أن يكون الكورد ندآ لهم، وهم للبارحة كانوا أجراء يعملون عندهم!!
العامل العاشر:
خوفهم من خسارة الثروات الطبيعية والزراعية والحيوانية والمائية والحرشية، التي يتمتع بها أراضي غرب كوردستان. وخسارتهم ليد العاملة الكوردية الرخصية فيما لو تحول غرب كوردستان إلى كيان معترف به داخليآ وخارجيآ بشكل رسمي.
وبعد إغلاق محطة “أورينت” التلفزيونية من دولة قبل الإمارات، التي كان يملكها الإخواني والمستوطن العربي “غسان عبود” الذي يحتل هو وغيره من المستوطنين مدينة دلبين الكوردية، هذه القناة كانت رأس الحربة في محاربة ومعادة الشعب الكوردي وفي مقدمتهم قوات الحماية الذاتية (ي ب ك، ي ب ج)، على السنوات الماضية، فأخذ هؤلاء العنصريين مكان ودور محطة أورينت على عاتقهم. وتجدهم مرة يستخفون بتاريخ الكورد، وتارة يستخفون بلغتهم، وتارة يقولون أن الكورد ليسوا شعب ولا إمة، وتارة يقولون الكورد ليس لهم لغة أو لغتهم شفهية، وتارة يهددون الشعب الكوردي بالويل ويقولون لا بد للأمريكان الرحيل عن سوريا وعندها سنبتلعكم ونرحلكم من سوريا، وتارةً يهددوننا بالفاشي التركي حليفهم الإخواني!!!
ثانيآ، عداء التركمان (بقايا التتار) للشعب الكوردي في كل كوردستان:
هذه العصابة التركمانية الحقيرة طوال مئات الأعوام تعادي الشعب الكوردي في كل كوردستان صاحب هذه الأرض، وجن جنونهم عندما تمكن شعبنا الكوردي في جنوب كوردستان من الحصول على جزء من حقوقه القومية والسياسية والدستورية وتسلم “مام جلال” رئاسة العراق، وذلك بفضل تضحيات شعبنا العظيمة، ودعم الولايات المتحدة وعموم الغرب له.
وإدعوا هؤلاء المحتلين الأوغاد أن كوردستان هي أرض التتار (التركمان)، وأن عددهم يفوق عشرة ملايين في العراق!!! وعندما أجريت أول إنتخابات البرلمانية للبرلمان الفيدرالي، لم يتمكن هؤلاء الحثالة من إيصال عضو واحد للبرلمان. مام جلال، كرمآ منه خصص مقعد لهم في البرلمان على شك كوتة، ومع ذلك تنكروا للكورد. ولا ننسى ووقفوهم مع المجرم صدام حسين ضدهم الشعب الكوردي، واليوم يدعمون تركيا!!
عددهم لا يتجاوز في كل العراق لا يتجاوز (500.000) نصف مليون تركماني. ومارسوا نفس الشيئ مع الكورد في غرب كوردستان، حيث وقف هؤلاء الأوغاد الأشرار مع مع النظام الأسدي المجرم، ومع إندلاع الثورة السورية وقفوا مع تركيا ضد الشعب الكوردي في كل من غرب وشمال كوردستان، ولليوم يعادون الشعب الكورد، ويدعون أن كل شمال سوريا أراضي تركمانية مع أن عددهم لا يتعدة في أحسن الأحوال (160.000) ألف في عموم سوريا.
هذا الحقد والكراهية التتارية – التركمانية ضد الشعب الكوردي، تعود للعوامل التالية:
الأول: تاريخي لأن الكورد قاوموهم عندما وفدوا إلى كوردستان كغزاة ومحتلين العام (1258م).
الثاني: حصول الكورد على جزء من حقوقهم وإقامة إدارة خاصة بهم في غرب وجنوب كوردستان وخروج هذه العصابة بخفي حنين، رغم الدعم التركي الهائل لهم.
الثالث: تحريض النظام التركي لهم، ودفعهم لمعادة الشعب الكوردي، أي تستخدمهم تركيا كورقة للدفاع
عن مصالحها في جنوب وغرب كوردستان.
هذه العصابة التركمانية الفاشية والإنتهازية، لولا الدعم التركي لها لا وزنها ولا محل من الإعراب لا في جنوب كوردستان، ولا في غربها، هم مجرد حفنة من المستوطنين الأشرار وطوال عمرهم وقفوا إلى جانب المجرم صدام حسين والطاغية حافظ الأسد، واليوم يحتلون منطقة أفرين وغريه سبي وسريه كانية بدعم من الجيش التركي الفاشي والمجلس الوطني الكوردي القذر التابع للمسخ مسعود البرزاني. كما ويتحكمون بالمعارضة السوركية العميلة لتركيا، رقم قلة عددهم في سوريا ولا يشكلون سوى (0.5%).
ثالثآ، عداء جزء من الدروز للشعب الكوردي:
قد يستغرب بعض الكورد السذج وجود مجموعات درزية تعادي الشعب الكوردي وخاصة في سوريا ولبنان. وخاصة اولئك الذين يدعون كذبآ أنهم عربان ومن “بني معروف” التي كانت تعيش في اليمن. وهؤلاء المناهضون للشعب الكوردي في معظمهم كانوا مرتبطين بنظام البعث الفاشي والنظام الأسدي الطائفي والقاتل من أمثال: يحيى العريضي، فيصل القاسم، رستم غزالة، لونة الشبل، أشرف زهر الدين، وئام وهاب، طلال أرسلان، إضافة لشيوخ الطائفة.
وهناك قسم من الدروز يعادون الشعب الكوردي من منطلق عروبي عنصري بغيض، ويزايدون على العربان أنفسهم كي يثبتوا عروبتهم من أمثال هؤلاء “ماهر شرف الدين”. لهذا قام هؤلاء المتسعربون الدروز بتغير إسم الجبل الذي وإسمه الحقيقي جبل خوران (حوران) إلى “جبل العرب”! هل رأيتم جبلآ في السعودية أو اليمن يحمل إسم “العروبة”؟ هذا النفاق الدرزي موروث بعثي هفلقي صارخ ولا يختلف بشيئ عن نفاق المستعربين في عموم سوريا، الذين أطلقوا على مدينة الكورد “دو-مشك” تسمية (قلب العروبة)، فهل هناك أوسخ وأقبح من هذه التسمية؟؟
رابعآ، عداء بعض الأسوريين للشعب الكوردي في عموم كوردستان:
هناك مجموعة أسورية موتورة فاشية، تعادي الشعب الكوردي بشكل شرس وعنيف جدآ، وهي أكثر حقدآ وكرهآ للكورد من البعثيين والطورانيين. قبل الحديث عن أسباب كراهية وحقد هؤلاء الموتورين دعونا نبحث في التاريخ قليلآ، إن كان قد وجد شعب بهذه التسمية أصلآ.
من خلال البحوث التاريخية العديدة التي كتبتها عن التاريخ القديم بدءً بالسومريين ومروورآ بالأكديين وإنتها بالغزو العربي الإسلامي، لم أجد ربع وثيقة تثبت وجود شعب بهذه المسميات: “أشوري، فينقي، سرياني، كلداني، أراميي، عثماني، سعودي، تركي، لبناني، سوري، عراقي، كويتي، إماراتي وقطري وبحريني، أردني”. وجميع تلك الدراسات والبحوث التاريخية منشورة، ويمكن الإطلاع عليها وتتعدى صفحاتها (1000) ألف صفحة وكلها تعتمد على الوثائق التاريخية والمراجع والمصادر العالمية الموثوقة و(99%) من هذه المصادر غير كوردية.
أسور (أشور)، هو مجرد شخص، أسس دولة وأطلق عليها إسمه مثل” بنوا ساسان، السلطان العثماني، إبن سعود، بنوا أمية، الأيوبيين، أورنج مؤسس هولندا. والدولة الأسورية (الأشورية) كانت تضم شعوب كثيرة وعلى رأسهم وأهمهم الشعب الكوردي. لأن الدولة الأسورية أقيمت في البداية على أرض جنوب كوردستان، ومن بعدها إتسعت لتشمل معظم أراضي كوردستان وبلدان أخرى. وبسبب طغيان “أسور” وتجبره ودمويته والظلم الذي مارسه بحق الناس وخاصة الكورد، إنتفض أسلاف الشعب الكوردي في وجهه، وقضوا عليه على حكم الدموي وأنهوا دولته إلى الأبد.
والعامل الأخر، الذي أدى إلى إنزعاجهم الشديد والحقد على الكورد، هو تمكن الشعب الكوردي من نيل جزء من حقوقه القومية المشروعة في جنوب كوردستان وعلى رأسها إنجاز الفيدرالية، وتمكن الشعب الكوردي في غرب كوردستان من تأسيس كيان فيدرالي على أرضه، وإن لم يتحول بعد إلى كيان رسمي معترف به دوليآ. لا ننسى كل ذلك تحقق بدماء ملايين الشهداء والجرحى والمعوقين والمهجرين، ولم يكن ذلك هبة من أحد.
من هنا كل هذا الحقد والكراهية للشعب الكوردي من قبل هذه العصابة الفاشية، تأخذ من أمريكا وكندا مقرآ لها بشكل رئيسي، ويظنون بنباحها العالي سيخيفون أبناء الشعب الكوردي، ونسوا قول الشاعر الراحل “محمد مهدي الجواهري” طيب الله ثراه عندما قال في قصيدة الشهيرة: “كردستان يا موطن الأبطال”: “شعب دعائمه الجماجم والدمُ &&& تتحطم الدنيا ولا يتحَطٌمُ”
القاسم المشترك الذي يجمع كل هؤلاء الأوغاد معآ والنظام الأسدي هو: عدائهم للشعب الكوردي فقط. تمامآ كالحال مع الدول المحتلة لكوردستان (تركيا، ايران، سوريا، العراق)، حيث يختلفون على كل شيئ فيما بينهم، ويتحدون في عدائهم للإمة الكوردية فقط. وسبب إتفاقهم الشمؤوم هذا والمعادي للكورد، هو أنهم جميعآ محتلين لتراب كوردستان، والإعتراف بالشعب الكوردي ومنح حقوقه القومية، يعني نهاية إحتلالهم لكوردستان وضورة رحيلهم عن أرضنا، أو العيش في دولة كوردستان لغتها الرسمية اللغة الكوردية، وهذا ما لا يريده هؤلاء المحتلين الأوباش.
الختام:
إذا فشل كل الإعلام الأسدي والطوراني وقنوات المعارضة السورية، وإعلام صدام اللعين، وإعلام المقبور الشاه وإعلام ملالي الأفاعي الشيعة الفرس، وإعلام حكام الشيعة في العرق، والإعلام القطري الخسيس في تشويه سمعة الشعب الكوردي وتخويفه ، فهل يستطيع هؤلاء الأوغاد والأوباش المفلسين من تشويه سمعة الشعب الكوردي وبشكل خاص في في كل من غرب وشمال كوردستان وتخويفه؟؟
الجواب بالتأكيد لا.
ما المطلوب كورديآ:
المطلوب كورديآ، هو مواجهة هذه العصابات الإرهابية والعنصرية والطائفية المقية بالكلمة والحقيقة والتحدث في الإعلام. لكن للأسف الشديد لا نملك إعلام وطني كوردي، كل ما نملكه هو مجرد إعلام حزبي تافه وخسيس، كل همه تلميع الوجوه القبيحة والكالحة لقادة الأحزاب الكوردية الهزيلة والشخصية، وإستضافات العاهرات السياسية للتطبيل لتلك القيادات وترسيخ مفهوم عبادة الفرد على الطريقة الأسدية، والتسويق للحكام الكورد الوسخين والحرامية والمستبدين، وإقصاء المثقفين الكورد الحقيقين عن الإعلام، الذين يمتلكون رؤية وطنية وجرأة في الحديث عن الخطايا وكشف عورات السياسيين الكورد، ويدافعون عن مصالح شعبهم الكوردي وقضيته العادلة، بصدق وبكل السبل الممكنة.
نحن بحاجة ماسة إلى برامج تلفزيونية وثائقية، تقدم سلسلة حلقات تاريخية عن تاريخ الشعب الكوردي المادي أي تاريخ المدن الأثرية الكوردية والتاريخية، هذا إلى جانب التاريخ العام لهذه الإمة العظيمة من خلال مشاركة كوكبة من مؤرخينا الأحياء وأنا واحد منهم وأقترح إلى جانبي الإخوة ” محمد مندلاوي، ومهدي كاكائي”. وإنتاج سلسلة وثائقية حول تاريخ اللغة الكوردية ومصطلحاتها ومعانيها والعلاقة بينها وبين اللغة السومرية والميتانية والهيتية والأوگاريتية والميدية والبهلوية الساسانية.
دور الإعلام مهم جدآ ويلعب دورآ مؤثرآ للغاية وخاصة نحن نخوض معركة وجود، ولهذا نحن بحاجة لإعلام حر ووطني ومهني، كي يستطيع مواجهة الإعلام المعادي القوي للغاية، وما أكثر عدد المحطات التلفزيونية والإذاعية والصحف الورقية والمواقع الإلكترونية، التي يملكونها ويصرفون عليها المليارات من الدولارات سنويآ، ونحن مازلنا نحارب كتابنا ومثقفينا الأحرار في لقمة عيشهم ونلاحقهم ونطاردهم!!
في المقالة تحدثت فقط عن المعارضين السوريين، الذين يدعون كذبآ أنهم ديمقراطين ويؤمنون بحق الشعوب في تقرير المصير وحرية الإنسان، وحقه في الحياة الكريمة وحرية المرأة ومساواتها بالرجل. هذا لا يعني أن النظام الأسدي اللعين هو أفضل من هذه الجماعات القذرة والمتخلفة والعنصرية، أبدآ. بل هذه الحثالات المعارضة هي نتاج فكر وجهد هذا النظام الأسدي العنصري والطائفي والفاسد والقاتل على مدى (50) خمسين عامآ مضت. بجملة واحدة المعارضة والنظام أوسخ وأقذر من بعضهما البعض.[1]