$إقليم كوردستان في الخطاب العربي(2)$
#بير رستم#
قلنا في المقال السابق بأنه ستكون لنا وقفة ثانية مع هذا “الرجل“؛ سمير عبيد وها نحن نوفي بوعدنا ونعود إليه مرة أخرى ومن خلال مقالٍ آخر له يحمل العنوان التالي: “حكومة كردستان الموحّدة حلم زائل وفريق سياسي يجلس على الخازوق” والمنشور أيضاً في “صحيفة كتابات” لصاحبها إياد الزاملي، ليوم 13-05-2006م. إننا لم نكن نعرف “الرجل” إلا من خلال التلفزيون وإطلالة فمه المزبد وهو يرشق كل مخالفيه بشتائمه وزبده المتطاير هنا وهناك، ولكن وبعد لقاءه بالأستاذ فريد الغادري؛ رئيس حزب الإصلاح السوري وفي البرنامج “الديوكي” لمديره ومعده وفارس العروبة الجديد؛ السيد فيصل القاسم وما تلته من ردود على الموضوع واللقاء وطريقة هذا “الرجل” في الرد على “الخصوم” السياسيين، عرفنا أن له مبرره بأن يزبد ويرغد وهو يواجه خصومه الفكريين، وهذه الصفة واحدة من خاصية “المجانين” والصرع و.. وذلك على ذمة الرواة والكتاب الذين تصدوا له.
بعد هذا التنويه بشخص السيد سمير عبيد، سوف نعود إلى مقاله والذي نوهنا إليه قبل قليل. إن ما نلاحظه بدايتاً ومن خلال العنوان؛ تلك السوقية الأخلاقية في خطابه السياسي وهو “يخوزق” الآخرين، أو على الأقل هذا ما يتمناه ل“حكومة كردستان الموحّدة“. والشيء الآخر الملاحظ عند هذا “الرجل“؛ هو ثقافة العنف والقتل والنفي والإلغاء، فهو يضمر ويضمن في عنوانه السابق؛ “حكومة كردستان الموحّدة حلم زائل وفريق سياسي يجلس على الخازوق“، ما يتمناه من نهاية للشعب الكوردي عموماً وليس لقيادته فقط؛ فها هو يكتب وبعد العنوان مباشرةً: (( يا أكراد العراق الشرفاء إتحدوا وإرفضوا صرح الرمال الذي سيدفنكم بعد حين))، فنعتقد أن هذه رغبة كامنة في اللاوعي عنده وبالتالي فهو يتمنى زوال أو انتهاء هذا “الكابوس“؛ إقليم كوردستان (العراق) المؤرّق له ولأمثاله من القومجيين والمتطرفين.
ليس هذا فقط، بل إن الغل القومي أودى بهذا “الرجل” إلى ما بعد البعثية والكمالية؛ من كمال أتاتورك، والتي يمكن لنا أن نسميها ب“العبيدية“؛ من عبد وعبيد، فهو يريد منا نحن الكورد إجمالاً أن نبقى عبيداً لديه ولدى أسياده من البعثيين والزرقاويين وبالتالي أن “نترحم” على الطاغية صدام حسين حين أعترف ببعض الحقوق للشعب الكوردي. فها هو السيد عبيد يكتب: “من قال إن صاحب نظرية إكذب إكذب حتى يصدقك الناس، ووزير دعاية هتلر السيد ( غوبلز) قد مات ورحل؟. أنه لم يمت بل وجدناه حيا ويُمارس السياسة في المنطقة الشمالية من العراق، والتي يسميها البعض ( كردستان)، فهو هناك وبنسخ متعددة ملّ منها ومن كذبها الشعب الكردي، بحيث إن آخر كذباته هو الإعلان عن ( الحكومة الموحدة) وكلمة موحدة تعني إتحاد حزب طالباني مع حزب بارزاني، بشرط أن يكون فتى وقمر كردستان نيجرفان رئيسا لها“.
سوف لن نعلق على الجانب الذي يتعلق بالسيد نجيرفان بارزاني حتى لا نتهم بالبوقية؛ من البوق وإننا ندافع عن رموز السلطة والسيادة لنرعى ببعض الاهتمام والحظوة لديهم، فهذه ليست من أخلاقنا ولا نريدها لغيرنا، مع العلم إنه “يكذب“ في اتهامه لبرلمان وحكومة إقليم كوردستان؛ بأنه يجب “أن يكون فتى وقمر كردستان نيجرفان رئيسا لها“. فلقد حدد البرلمان بأن تكون رئاسة الحكومة دورية – تناوبية، على الأقل هذه الحكومة الحالية، وبالتالي فرئاسة السيد نجيرفان هي محددة ومنتهية لأجل مسمى؛ سنتان حسب الاتفاق، وهذه الحقيقة يتجاهلها السيد عبيد، ولن نقولها عن قصد وإصرار في طمس الحقائق، ولكن الواقعية والموضوعية السياسية كانا يتطلبان منه نقل الحقيقة كاملة، بل الذي يرفض الكذب كأداة ووسيلة لنقل الخبر والعمل السياسي وذلك على غيره، فالأجدى به أن لا يمارسه هو بنفسه.
ولكن ما نلاحظه ومن خلال خطابه العفلقي بأنه يريد أن “ينسف” حقيقة وجود جغرافية كوردية؛ “إقليم كوردستان (العراق)” وذلك عندما يقول: “.. المنطقة الشمالية من العراق، والتي يسميها البعض ( كردستان)“. بدايةً وقبل الخوض في هذا السجال، نحن أيضاً “نرمي إليه بمزدوجاته، وله الحق في أن يحتفظ بها، في ثنايا فوبياه الكردية، إلى يوم الدين، أو أن يبرأ، ذات يوم – وهذا ما نتمناه له – منها، فتنجرف مزدوجاته مع ما يتخذه من أحكام مسبقة حيال الشعب الكردي وقضيته“، وذلك كما رماها الصديق حسين عمر في وجه أحد المغالين من التيار اليساري العروبي؛ ألا وهو السيد محمد سيد رصاص، وفي مناسبة أخرى. وتالياً نقول لهذا “الرجل” وغيره من القومجيين والعروبجيين بأن “زمن عتونو راح” والشعب الكوردي لن تخيفه هكذا أبواق مأجورة بأن يصرح علنية؛ أحقيته في تقرير مصيره على جغرافيته كوردستان، والتي تريد أن تنفيها، وذلك مهما كان ذاك القرار، بما فيه الانفصال والاستقلال عن المركز بغداد وبالتالي قيام الدولة الكوردية والتي هي حلم كل كوردي.
الشيء الآخر والذي نريد أن نعلق عليه ما هو متعلق بتشكيل “حكومة وحدة وطنية” في الإقليم، حيث أن السيد عبيد وكعادته يتجنى على الواقع وينقل لنا أنصاف “الحقائق” وذلك عندما يقول: “إن آخر كذباته (كذبات الكورد أو على الأقل الكتاب والساسة الكورد والتوضيح من عندنا) هو الإعلان عن ( الحكومة الموحدة) وكلمة موحدة تعني إتحاد حزب طالباني مع حزب بارزاني“. أولاً إنه – وكما قلنا سابقاً – يتجنى على الواقع وذلك عندما يدعي بأن الحكومة الحالية فقط من الحزبين الرئيسيين في الإقليم، ألا وهما الحزب الديموقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستاني؛ حيث أن ومن خلال الإطلاع على التشكيل الوزاري يستبان لنا بأن حكومة الإقليم قد ضم كل الطيف الكوردستاني وليس الكوردي وحده، والفرق كبير بينهما؛ حيث الأول يعني تمثيل غير الكورد أيضاً في التشكيلة الوزارية وهذا ما تم فعلاً، وليس كما يدعيه سمير عبيد بأنهم فقط؛ أي الوزراء من “حزب طالباني مع حزب بارزاني“. وإننا لنرد عليه ومن خلال كذبه المتكرر في مقاله موضوع البحث، بمقولته هو بأن “هناك وبنسخ متعددة” من أمثالك القومجيين والذين “ملّ منها ومن كذبها الشعب الكردي” وليس كما تدعي بأن الشعب الكوردي “ملّ” من ساسته؛ فهؤلاء الساسة هم يمثلون الشعب الكوردي حقيقة وإن لم يكن بنسبة مئة بالمئة أو (99,99) كما أسيادك السابقون واللاحقون يدعون في انتخاباتهم التهريجية.
ومن بعد هذه المقدمة الإنكارية للجغرافية الكوردستانية يؤتي هذا “الرجل” بألفاظ سوقية “ليسخر” من شخصيات سياسية كوردية، ننأى بأنفسنا من الرد عليه وعلى أوصافه المهينة أولاً وأخيراً بحق الكتابة والتحليل السياسي الموضوعي، ناهيك عن أولئك “الأشخاص“؛ وذلك عندما يوصف كل من السيدين نجيرفان بارزاني وعمر فتاح “بقمر بني برزان وأسد وادي رانيه” وذلك على التتالي وبطريقة ساخرة ومهينة تعبر عن أخلاقه وسلوكياته. أما ما يتعلق بجانب إدارة الحكومة في الإقليم وتشبيها بحكومة صدام حسين إنك لتكذب وتكذب و.. تكذب؛ فعلى الرغم من الأخطاء والتي نقرها وتقرها الحكومة، وبأن المجتمع الكوردي ما زال يدار بعقلية سياسية أقرب إلى القبلية منها إلى المؤسساتية، فإن القيادة الكوردية وعلى رأسهم الأخ مسعود بارزاني وفي أكثر من لقاء ومناسبة دعا إلى تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني ومسألة فصل السلطات والحد من هيمنة الأحزاب بما فيه “حزبه” – على حد قولك – وأيضاً التركيز على البنية التحتية وتحسين المستوى المعيشي للشعب واحترام حقوق الأقليات في كوردستان وغيرها العديد والعديد من الأمور والتي تؤسس بالفعل لدولة مدنية مستقبلية، فأين هذا من ذاك؛ من دولة أسيادك العروبيين.
وأما ما يتعلق بمسألة تعويض الكورد عما لحق بهم من أضرار وكوارث ومحن من قبل نظام الطاغية صدام حسين وزبانيته من العفلقيين فإنه يقول: “بأي حق (الكلام موجه لرئيس حكومة الإقليم والتوضيح من عندنا) تحمل الشعب العربي والتركماني ومن معهم في العراق بأن يدفعون لك ولحكومتك فصل ( ديّة) عن أفعال صدام حسين ونظامه، ومن ميزانية العراقيين؟ فهل كان صدام حسين يحكم باسم السنة أم باسم الشيعة أم باسم العرب أم باسم التركمان أم باسم المسيحيين ضدكم؟“. صحيح بأن كل الشعوب والمكونات العراقية عانت من بطش النظام المقبور إلا أن حصة الكورد منها كانت “حصة الأسد“، ولعلمك نقول: نعم أن النظام السابق حكم تحت شعارات ويافطات الدفاع عن العروبة والإسلام وما صمت وسكوت الدول العربية الاثنان والعشرون وأيضاً مجموع الدول الإسلامية والتي تتجاوز الخمسون دولة، بل دفاعهم عن النظام السابق وفي أكثر من مناسبة ولمدة ثلاثة عقود ونيف، إلا “خير” دليل على ما نقوله، بل إن دفاعك الغير معلن والكامن في عقلك الباطن عن هذه الأنظمة الفاسدة إلا دليل آخر نرميه في وجهك ووجه كل المغالين والمتطرفين والحاقدين على الكورد وقضيتهم.
ولكن وإن كان “للرجل” حقده الدفين على القضية الكوردية عموماً إلا أننا نشهد له بالدهاء والمكر والثعلبية؛ فإنه يستخدم كل الأساليب للإيقاع بين الكورد وذلك بالضرب على الوتر الحساس في مسألة الخلافات والصراعات الحزبية فها هو يكتب: “.. وماحصل للأهوار العراقية، ناهيك عن مسلسل الدم الذي كان يفوق تضحياتكم بكثير، ولكن لم يذهب الشهيد محمد باقر الصدر أو .. (إلى) حضن صدام حسين مثلما فعلتم أنتم بعد أحداث عام 1991، ولم يطلب أحد شيوخ العراق من العرب نجدة من صدام حسين ليذبح أهله العرب مثلما فعل مسعود البرزاني عندما طلب النجدة من صدام ليذبح أكراد السليمانية، ومن ثم يساندكم بحرب ضروس ضد أكراد السليمانية الذين يمثلهم جلال الطالباني، فهناك (4 آلاف) شهيد كردي لم يُحسم أمرهم سقطوا نتيجة هذه الحرب التي فتحتها أنت وعمك ضد أكراد السليمانية، وها أنتم اليوم تطاردون وتذبحون أبناء جلدتكم في حزب العمال الكردي المعارض لنظام تركيا؟“.
هذه واحدة من الأساليب الثعلبية والتي يستخدمها وذلك في محاولة يائسة منه، لضرب صف الوحدة الوطنية، ليس في الإقليم وحده وإنما على مستوى الوجود الكوردي عموماً. وإننا لنقر معه بأن تلك السياسة؛ “الغريق الذي يتمسك بقشة” أو “الأعمى الذي يتسول على باب الجامع” على حد تعبير الأب بارزاني الخالد، كانت واحدة من أخطائنا الإستراتيجية والتي جعلتنا نحن الكورد ندفع أثماناً غالية جراء فرضها علينا فرضاً وليس إتباعها طواعيةً، ولكننا “نبشرك” نحن بدورنا – وكما “بشرتنا بالعثرات” لحكومة الإقليم أو على الأقل هذا ما تتمناه وتتطلبه من أصدقاءك الزرقاويون والصدريون لتنفيذ عملياتهم الإرهابية في الإقليم – بأن القيادات الكوردية والشعب الكوردي عموماً تجاوز تلك المرحلة؛ وما حماية معسكر قنديل إلا خير دليل على ذلك ولن نزيد ونقول بأن العديد من الحكومات العربية ضربوا الأخوة الفلسطينيين؛ إن كان في تل الزعتر أو أيلول الأسود، ولكن لم يستخدم مثقف أو سياسي كوردي، تلك الأحداث الدموية ليؤجج الخلافات بين الفصائل الفلسطينية أو أن يستخدمها كذريعة وحجة واهية لنسف القضية الفلسطينية، وهذه تعكس أخلاقيات كل “طرف“؛ وضعناها بين مزدوجتين لأنك لا تمثل كل الطرف العربي.
وأما بخصوص استهزاءك بأن الكورد يسكنون الجبال ويريدها – نجيرفان بارزاني – أن “يحولها قصر ملكة سبأ ( بلقيس)؟“. فهذا أيضاً حلم كل الكورد كبيرهم وصغيرهم وقد صرح به الأخ مسعود في آخر مقابلاته التلفزيونية إنه يتمنى أن تصبح كوردستان دبي الثانية في المنطقة، وأما بصدد ما تجده “ناقصاً” في سكن الجبال فإننا نجده وطناً لشعب عانى الكثير من الويلات وعلى أياد أمثالك القومجيين والإسلامويين و.. المتطرفين ولن ننجرف مع خطابكم السياسي البدائي الوحشي لنقول: بأن الجبل عرين الأسد وأننا لن نبدلها برمال باديتكم؛ لأننا نحترم جغرافية الآخرين كما نحترم ونحب جغرافيتنا و.. لتكن لنا جبالنا ولكم جنان أوربا ومواخيرها.
وبصدد مسألة كركوك وضم بقية المناطق الكوردستانية إلى إقليم كوردستان (العراق) والتي تم اقتطاعه بموجب قرارات حكومة الطاغية صدام والتي كان يتبع سياسة التعريب المستوردة من الأشقاء فإنه يقول: “وكذلك بأي حق تتكلم وتوحي بأنك ستحارب من أجل ضم الأرض التي أسميتها ( التي تعرضت للتعريب) فماذا تسمي هذا…هل هي إشارات حرب أم هي تبشير بنظرية كردية مستنسخة من النظريات الصهيونية التي تؤمن بالإستحواذ ونهب الأراضي وعدم الوقوف عند حدود معينة؟” فإننا نحيلك إلى أول من كتب وخطط لمسألة تعريب المناطق الكوردية؛ ألا وهو أستاذك وسيدك محمد طلب هلال، ضابط الأمن في الجزيرة السورية، لتعلم من منا يؤتي بنظريات “مستنسخة من النظريات الصهيونية التي تؤمن بالإستحواذ ونهب الأراضي وعدم الوقوف عند حدود معينة؟“.
وما كلامك الأخير هذا إلى ردة فعل خائبة “لنخبوية” عروبية راهنت على الغرب واستقوت به، بل أسست وبمساعدة مباشرة من الغرب، الذي ترفضه خطاباً سياسياً وتقبله مسكناً ووكراً لك ولأمثالك الثعلبيين وبأن تنعم في مواخيره المعربة، اثنا وعشرون بلداً عربياً وأن تسموا انقلابكم على الخلافة العثمانية بالثورة العربية الكبرى وقتلاكم “بشهداء” أيار – وهنا لا نريد أن يفهم إننا ضد استقلال البلدان العربية، ولكننا نقارن فقط – حتى تأتي أنت وتكتب: “وهل كلامك يعني أنكم أصبحتم دولة كي تقول ( نمد اليد الى دول الجوار ولا نقبل التهديد من أحد) فبمن تستقوي أنت، فهل إستقوائك بالأميركيين أم بقاعدة دوكان الإسرائيلية، أم بترسانة الاسلحة والطائرات والصواريخ والدبابات والأعتدة المختلفة التي سيطرتم عليها وسحبتموها الى المنطقة الشمالية بعد سقوط النظام ( والكاتب شاهد ذلك بعينه ويمتلك صور وشهادات حول هذه المآساة )“.
نعم لتعلم أنت وأسيادك القومجيون بأنكم ومن خلال هذه السياسة الرعناء والغبية قد دفعتم بجيوش التحالف لأن تدخل “عاصمة الرشيد” وأن يجيبوا على نداء الثكالى والمقابر الجماعية وحلبجة والأنفال وغيرها من الويلات والمآسي، ولربما هنا يعيد التاريخ نفسه ويعيد إنتاج بعض الأحداث وآلياته؛ من تلبية نداء شعوبٍ بأكمله وليس نداء امرأة مسلمة وحدها وهي تنادي “وا معتصماه“، و“فهمك” كفاية. أما بخصوص القواعد العسكرية؛ إن كانت أمريكية أو إسرائيلية، فلن نقول أكثر من إنك تزايد بطريقة غبية جداً على الكورد وإننا نوجه أنظارك شطر دولة قطر وقاعدة السيلية؛ أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في منطقة الخليج وأيضاً إلى السفارات الإسرائيلية والممتدة على الجغرافية العربية علناً أقلها وخفاءً ما أكثرها. وأما بشأن “ترسانة الاسلحة والطائرات والصواريخ والدبابات والأعتدة المختلفة التي سيطر“ عليها الكورد وسحبوها “الى المنطقة الشمالية بعد سقوط النظام“، فهذه “غنيمة حرب” وعلى “مبدئكم” وهل كنت تطلب من الكورد أن يتركوها في أيادي فلول الطاغية والزرقاويون ليعيدوا آلة القتل والدمار إلى ربوع كوردستان، نعتقد أن هذا ما تتمناه سراً وعلناً وكفاك بكاءً تمساحياً على الشعب الكوردي.
وأخيراً وليس آخراً نقول لك ولأمثالك: ما تهديدك الأخير؛ “فلو كانت هناك في بغداد حكومة وطنية ورجال وطنيون فعلا، و ينتمون الى العراق لقالوا لكم أن التعويض الذي تريدونه لكم هو عبارة ( إذهبوا وإعلنوا دولتكم الآن.. وإنسحبوا من بغداد.. وسنراهن على الزمن) وحينها أتحداك أن تعلن دولتك يا نيجرفان، لأنك تعرف ستسقط في اليوم التالي، ولن تعمّر طويلا، وعليك سؤال الإستراتيجيين والعقلاء والمتابعين، فحتما سيشرحون لك صدق كلامي“. إن تهديدك هذا ما هو إلا أمنية خائبة “لنخبة” سياسية قد أفلست بعد اندحار رموزها من الطغاة والحكام القومجيين، وإن تحليلك للمسائل والمشاكل الموجودة في الإقليم – والتي تقرها حكومة الإقليم أيضاً – وخاصة من النواحي المعيشية والسكن والتي هي من رواسب أحقاب “رمز” القومجيين العرب؛ “الرئيس الضرورة والمفدى” صدام حسين وسياسة حرق وتدمير كوردستان، نعم.. إن “تحليلك” السابق لا ينم إلا عن فقر فكري وضحالة في قراءة الواقع والمتغيرات الدولية الجديدة.
وآخراً.. فإننا نرمي إليك “بخازوقك” وأنت حر بما تفعله به.
جندريسه-2006م.
[1]