#شه مال عادل سليم#
يطالب عوائل ضحايا الاقتتال الداخلي من حكومة إقليم كوردستان بين فينة واخرى بالكشف عن مصير ابنائهم الذين فقدوا أثناء الحرب التي اندلعت في ايار 1994 واستمرت إلى عام 1998 في اقليم كوردستان بين الحزبين الديمقراطي الكوردستاني بزعامة السيد مسعود البارزاني والاتحاد الوطني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني، بسبب خلافات سياسية بينهما والتي ادت احداثها الدموية الى خسائر بشرية ومعنوية لاتعوض والتي ستبقى اثارها شاخصة الى الابد .............
حيث تظاهر امس الاثنين العشرات من العوائل المفقودين ,ضحيا الاقتتال الداخلي امام مبنى برلمان كوردستان في مدينة أربيل رافعين صوراً لأقربائهم ولافتات تطالب بكشف مصيرهم,وسلمو مذكرة بمطالبهم الى لجنة حقوق الانسان في برلمان كوردستان , وطالبوا فيها بالعمل من اجل الكشف عن مصير المفقودين ....بعد ان سئموا من الإنتظار القاتل .....!!
ويرى كثير من المراقبين والمهتمين بالشأن السياسي الكوردستاني وخاصة الذين عايشوا تلك الحرب، بإن قيادة الحزبين ( الاتحاد والديمقراطي ) قاما بإدارت الاقتال دون اعتبار للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان. فاعتقلا المئات من بعضهما البعض، ليختفي أثرهم تمامأ ......
كما لجأوا إلى وسائل قمعية مختلفة تجاه بعضهم البعض على سبيل المثال لا الحصر ( الترحيل والمضايقات والاحتجاز والتهديدات ومحاولات التخويف عبر تسخير أجهزتهم المخابراتية , والاكثر من هذا وذاك قسموا إلاقليم الى ادارتين وجيشين وميزانيتين ....
ويأتي ملف المفقودين والبحث عن مصيرهم اليوم، كأحد أعقد المشكلات التي خلفتها الحرب الاهلية المدمرة في كوردستان , إذ لم يحظ أولئك الضحايا بمحاكمات علنية يوم اعتقالهم ولم يعثر على جثثهم أو مقابرهم، بالرغم من مرور اكثر من 14 عاما على انتهاء الصراع ...
وقالت احدى المتظاهرات بان المذنب الوحيد في الاقتتال الداخلي هو الذي قرر الحرب والاقتتال ....وان ابنائنا هم ضحايا ووقود لهذه الاقتتال الداخلي اللعين ,وعليه نطالب الحكومة بحسم مشكلتنا وذالك باعلان عن مصير ضحايانا فورأ ......
وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها ( الى متى ننتظر ) و ( نطالب بالكشف عن مفقودي عملية الانفال الكوردية والاقتتال الداخلي , الذين كانوا من بيشمركة الحزبين ( الديمقراطي والاتحاد الكوردستاني )
ورفعت طفلة مشاركة في الاحتجاج ورقة كتبت عليها : (ابي اُنفلت بيد الكورد )... وهي كانت تبكي بحرقة وتقول : كل عيد انتظرعودة والدي .....لااريد اي شيء من الحكومة سوى ان تقول لي اين هو والدي ....وماذا حل به و هل مازال حيا ؟
فوالد هذه الطفلة كان أحد مفقودي الحرب والتي بدأت أولى شراراتها في أيار)مايو) 1994 لتستمر أربع سنوات , وجاء الاعلان عن وقف اطلاق النار بين الحزبين خلال اتفاقية برعاية أمريكية في واشنطن والتي سميت ب (اتفاقية واشنطن) ... إلا أن آثارها مازالت مستمرة لحد اليوم .
وتقول زوجة احد المفقودين وهي تصرخ : اسأل رئيس الاقليم والسيد جلال الطالباني ان كان زوجي حي فاعيدوه لي وان كان ميتأ , احترموا مشاعري وقولوا لي بانه ميت !!...كفى الى متى انتظر ........؟
نعم .......فلحد كتابة هذه المقالة لم يعلن بشكل رسمي عن مصير المفقودين، حتى ان وزارة الشهداء والمؤنفلين في حكومة الاقليم لا تعطي معلومات واضحة عن الضحايا بالرغم من أنها صاحبة الاختصاص ...!!
وتقول منظمات مدنية في الاقليم إن نحو( 250) من مواطني كوردستان ومعظمهم من بيشمركة الحزبين المتقاتلين إضافة إلى أنصار أحزاب إسلامية، فقدوا أثناء فترة الحرب بعدما وقعوا بقبضة الحزبين المتحاربين.
وبحسب تقرير لجنة حقوق الانسان في برلمان كوردستان، يناهز عدد مفقودي سنوات الاقتتال الداخلي نحو(120) شخصا، ويبلغ العدد لدى منظمة (كوردوسايد )(1) ( 200 ) ضحية ....!!
اخيرأ ...لم يبقى الا ان اقول بان ...مع ظهور المعارضة في البرلمان الكوردستاني ,عاد ملف ضحايا الاقتتال الداخلي بين ( الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني ) الى السطح مجددا. فأعدت مجموعة من أعضاء البرلمان مسودة قانون ل(محاسبة المسؤولين والمتورطين في الحرب الاهلية) وكان جزءا منها متعلق بمصير المفقودين ......
لكن من الواضح ان قانونا كهذا لن يرى النور في برلمان يسيطر عليه الحزبين الرئيسيين وهما المتورطان الرئيسيان في الحرب الداخلية .....وخاصة بعد ان وقعا (الاتفاقية الاستراتيجية) عام 2007 دون ان يتم الكشف عن تفاصيلها، وتم من خلالها تقاسم السلطة والموارد فيما بينهما. وان تلك الاتفاقية السياسية كانت كفيلة( بغلق ملف المفقودين) بعدما اتفق قادة الحزبين على ادارة الاقليم وتوزيع المناصب بالتساوي فيما بينهما ....
(1) منظمة كوردية مختصة بمراقبة الانتهاكات بحق المواطنين الكورد ...والتي تؤكد بان عمليات الاعتقال من قبل الطرفين المتنازعين ( الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني ) استمرت لحد عام 2000، أي حتى بعد عامين من انتهاء الاقتتال فيما بينهما .
الاثنين
من امام برلمان كوردستان.[1]