=KTML_Bold=المملكة الخورية الميتانية=KTML_End=
تفيد الدراسات التاريخية بأنه ما أن ظهرت الحروف المسمارية في بلاد #السومريين# القديمة جنوب العراق منذ مطلع الألف الثالث قبل الميلاد ، وبدأ معها بتدوين التاريخ حتى تبين أن السكان الأصليين في كردستان كانوا مجموعة الشعوب و القبائل الكردية العريقة التي شكلت الجذور و الأصول القديمة التي انحدرت منها الأكراد جيلا بعد جيل . وكان من بين هؤلاء الأسلاف الأوائل - السوباريون - الذين يقول عنهم العلامة أمين زكي نقلا عن المؤرخ السيرسيدنب سميث كان هناك في العهود القديمة منطقة شمالها بحيرة وان وشرقها كركوك و جنوبها بابل و غربها وادي الخابور و كان يستقر في هذه المنطقة ( السوباريون =الشوباريون ) و كان أسم هذا الشعب علما لعشائر كبيرة في كردستان . وان السوباريون في القسم الغربي من نهر دجلة كانوا يعرفون باسم الهوريين أو =KTML_Bold=الخوريين أو الحوريين=KTML_End=
على أن عالم الآثار جورجيو بوتشيلاتي البروفسور في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس قد نجح أخيرا في حل لغز الهوريين حيث يقول بأنهم شعب قديم يعود الى فجر التاريخ وأن اساطير الحثيين و مقاطع من الكتاب المقدس و بضع تحف عثر عليها قبل خمسة عقود تضمنت كلها إشارات الى الهوريين و الاله الملك الذي كان يقيم في عاصمتهم اوركش ... وتحدثت نقوش أسدين مصنوعين من البرونز باللغة الهورية عن ملك اوركش و نعوار وربطت بمدينة أخرى قرب الحسكة على نهر الخابور .
ثم قاد البحث بسرعة الى تل موزان = كرى موزان قرب بلدة عامودة في محافظة الجزيرة . ةبالتنقيب في هذا التل تم العثور على عاصمة الهوريين اوركش كما عثر أخيرا على بوابة القصر المتوجهة نحو الغرب . كما تم العثور على مستودع و مخزن تابع للملك فيه الكثير من الاختام و البعض منها عليها نقوش تعطي اسم الملك توبكيش اندان أي الملك توبكيش باللغة الهورية .و يقول بوتشيلاتي بأن تاريخ هذا المستودع و المخزن و مواقع أخرى يغود الى فترة تتراوح بين 2300-2500 قبل الميلاد ، بينما يعتقد أن المستويات الأدنى للمدينة يمكن أن يرجع تاريخها الى /2000/ سنة قبل الميلاد.
ثم هاجرت أقوام كوردية من الساحل الشرقي للبحر الأسود في القرن التاسع عشر قبل الميلاد وهم الميتانيون الذين كانوا يقطنون على الساحل الشرقي للبحر الأسود في القرن التاسع عشر قبل الميلاد بجوار الميديين و السيثيين الاكراد في جبال القوقاز بعد عودتهم من أوربا المهجر في طريق عودتهم الىالوطن الام كردستان . ثم افترق الميتانيون عنهم و جاؤا الى غرب كردستان و استقروا في اعالي نهر الخابور حتى ان اسرة مالكة منهم تدعى ميتاني أسست حكومة بأسمها هناك. وجاء القرن السادس عشر قبل الميلاد ليبدأ اسم الميتانيين بالبروز الى جانب اسم الهوريين و صار علماء الآثار والتاريخ في غرب آسيا القديمة يطلقون على هذه المملكة اسما مركبا هو المملكة الهورية الميتانية وكانت عاصمتها واشوكاني = آشى كاني التي يظن ان موقعها هو تل الفخيرية = الفخارية على نهر الخابور شرقي تل حلف . و يقول الدكتور فيليب حتي كان الهوريون في هذه المملكة يشكلون أكثرية السكان و لكن الأرستقراطية و الملوك كانوا من الآريين أي الميتانيين وأن المصرين كانوا يعرفون الميتانيين باسم نهارين كما ان الميتانيين حافظوا بعد الهوريين على قيادة السياسة في قبضتهم في عدد من الحواضر في سورية مثل إمارة يمحاض= يمخد وكان مركزها حلبا = حلب . وكذلك إمارة ألالاخ =ألاخ في تل العطشانية عند سهل انطاكية ، وإمارة موكيش شمال مدينة حماة اضافة الى إمارة شي شمال دياربكر الحالية . هذه المملكة التي أصبحت ذات نفوذ وسلطان بعد ان بلغت ذروتها عام 1450 ق.م ، عندما أعلن الآشوريون استقلالهم بعد سقوط بابل في أيدي الكاشيين الاكراد ، الأمر الذي أدى بالملك الميتاني شاو شاتار لأن يشن حربا ضد الآشوريين و يحتل عاصمتهم آشور التي اصبحت خاضعة لنفوذهم ما بين أعوام /1450-1375/ ق.م . كما وسع الميتانيون دولتهم لغاية مدينة كركوك و سهول أربيل شرقا . كما اشتملت مملكتهم أيضا على مدينة الموصل شرقا و مدينة جرابلس كركميش على نهر الفرات غربا و هكذا فان الحكومة الميتانية هذه باتت احدى الحكومات الأربعة الكبرى في العالم ذلك الوقت و هي الهورية الميتانية ، الكاشية ، الحثية ، المصرية . ويقول الدكتور توفيق سليمان أن هذه المملكة امتدت من أروافا في مقاطعة كركوك الحالية شرقا حتى إمارة موكيش في الجنوب الغربي من حلب . أما الدكتور فيليب حتي فيقول امتد حكم هذه المملكة من البحر الأبيض المتوسط غربا الى مرتفعات ميديا شرقا و تضم بلاد آشور.
سقطت دولة الخوريون على يد الآشوريون عام 732 ق.م. ، و هكذا اسدل الستار على الحكومة الميتانية في أواخر القرن الثامن قبل الميلاد أيضا .
كانت القوة العسكرية الميتانية ،مثل قوة الكاشيين المعاصرين العسكرية ،التي كانت تعتمد كثيراً على المهارات الجديدة في الفروسية والتغيرات في التكتيك العسكري الناشئة عن إدخال العربة ذات العجلتين التي تجرها الخيول ، وهي آلة حرب أخذها منهم الآشوريون فيما بعد منهم واستخدموه بطريقة فعالة فيما بعد .وقد وصلتنا ادلة حورية في تدريب الخيول وسباقها وتتضمن مصطلحات فنية لها أشكال من أصل هندو-اوربي ( وهي احدى الادلة على الاصل ).ولعل الدور المهم للحورين الذي قدموه للإنسانية هو نقل الحضارة القديمة الى الحثيين والفلسطينيين والفنيقيين ،وبشكل غير مباشر الى بلاد الإغريق والعالم الغربي.
[1]