البروفيسور بينجامين كوهين استاذ السياسات الدولية و الأقتصادية في جامعة كاليفورنيا و المتخصص في المشكلات الأقتصادية و السياسية العالمية، تطرق في معرض اجابته عن الأسئلة التي وجهتها له مجلة(كولان) الى الأوضاع الساخنة في العالم و مخاطر ارهابيي داعش على العالم.
ترجمة/ بهاءالدين جلال
* يواجه العالم الآن مجموعة من التحديات و التهديدات و المخاطر الجديدة، اذاً كيف يمكن للعالم مواجهة كل هذه التحديات؟
- كنتُ اتمنى العيش في بقعة من العالم لم يطالها التهديد و الأضطرابات، انا متفق معكم في ان العالم يعاني برمته من مشكلات مختلفة ولكنني لاأجد أية حلول، اتمنى فقط ان يجري احتواء جزء من اعمال التطرف و العنف التي يمارسها المجاميع الأرهابية والتي انهكت العالم بنسب مختلفة ليعم الأستقرار و السلام شعوبه، لا ارى اكثر من هذه الأمنية.
* كيف يمكن للعالم التعامل مع التغييرات الجيوبوليتيكية خاصة ما يتعلق منها بظهور دولة اسلامية في المنطقة؟
- نحن نتعامل مع تحديات الدول، وهذا هو احد عوامل هذه الظاهرة التي ادت الى نشوء اضطرابات وذلك بسبب مواقف و تصرفات بعض الدول امثال روسيا و الصين و خاصة كوريا الشمالية، وهي تتصرف وكأنها تعيش اوضاع القرن ال 19 و ال 20 حيث حاولت بعض الدول في تلك الفترة السيطرة على اراض غيرها من الدول، و الدليل ما جرى في كريميا، كما ان جمهورية الصين الشعبية تدعي ملكية اراضي في شرق بحر الصين و جنوبه، هذا هو احد مصادر هذه التحديات التي يواجهها العالم، التحديات الأخرى تكمن في اطراف غير دولية، امثال داعش أو مايسمى بالدولة الأسلامية، ولكن الأخيرة هي احدى هذه المجاميع التي لها ذات الدوافع، و التي تكمن في ممارسة العنف تحت غطاء الأسلام، و هي تتشابه في ممارسة العنف و التطرف مع بوكو حرام و القاعدة في الخليج العربي و المجاميع الباكستانية المتطرفة الأخرى، اعتقد ان خير خيار امام الحكومات هو استخدام القوە العسكرية لأحتواء تلك المجاميع الأرهابية من موقع ممارسة نفوذها، أي لاتوجد اية فرصة لأجراء الحوار الدبلوماسي مع عدو يصر على قتلك، ولكنني متأكد بانكم في اقليم كوردستان تدركون ذلك جيداً، لأنني لا أجد بديلاً آخر غير هذا الخيار العسكري، أي استخدام الضربات الجوية و القوات البرية.
* ولكن حرب الأرهابيين ليست من الحروب التقليدية بين دولتين، بل هي حرب واسعة و متعددة الأبعاد، هل بأمكان التحالف الدولي أن يحسم الحرب ضد داعش؟
- اعتقد انّنا نشهد نموذجاً آخر للصراعات العسكرية بين الدول، و آخر بين دول التحالف، وهذه مسألة خطرة بالنسبة الى سيادة تلك الدول في الحدود المعترف بها منذ اكثر من مائة سنة، وخلاصة المسألة هي اننا لانستطيع التركيز على العمليات العسكرية في دولة ذات سيادة، عندما نواجه عدواَ أو عدداً من الأعداء و التي لم تبق للحدود التقليدية اي احترام.
* من جهة أخرى وعلى صعيد آخر نشأت خلافات بين روسيا و الصين من جهة و بين الغرب بصورة عامة من جهة اخرى، هل تتوقعون بدء حرب باردة؟
- انا متشائم حول هذا الجانب، نحن نواجه الآن في اوروبا نوعاَ من الحرب الباردة بين الدول الغربية و روسيا، و التي تعتزم بناء نوع من الفيدراليات كما كانت في عهد الأتحاد السوفيتي، كما ان روسيا تحاول تشكيل اتحاد اقتصادي على نحو تحالف يعادي الأتحاد الأوروبي و امريكا، و الصين من جانبها تشدد على توسيع طموحاتها المتعلقة بالحصول على اراضي، الى جانب تطوير قواتها البحرية بغية توسيع نفوذها على الأراضي التي وقعت ابان الحرب العالمية الثانية بيد الأميركان، اذاَ هناك مسائل تؤجج الخلافات الحدودية بين روسيا و الغرب، وكذلك بين الصين و الغرب، هناك مخاوف من تزايد حجم تلك الخلافات في الشرق الأوسط، لأنه كماحدث في عهد الحرب الباردة، نحن نرى نسبة كبيرة من الحروب بالوكالة، وعلى سبيل المثال روسيا التي تدعم بشار الأسد في سوريا ضد الأعداء التي يتم دعمهم من الغربيين.
* كيف تفسر الموقف المختلف لتركيا وهي عضو في الناتو و عضو ايضاً في التحالف الدولي و الموقف القطري كعضو في التحالف الدولي في الحرب ضد داعش؟
- اعتقد انّ قطر ابدى المرونة الى حدما بضغط من السعودية و الدول الأخرى لمجلس التعاون الخليجي، ولكن المشكلة الحقيقية هي تركيا لأنه لايمكن شن أي هجوم شامل على داعش من دون التعاون و التنسيق مع تركيا، الحكومة التركية بصدد بناء مواقع السلطة، انتم جزء من هذا العالم و العلاقات بين حكومة انقرة و الشعب الكوردي غير جيدة، ولكن الغرب بحاجة ماسة الى المساعدة التركية، والأخيرة تدرك هذه الحقيقة لذا تحاول الحصول على مكسب مقابل كل مساعدة، انا على دراية تامة بأن تركيا تربطها علاقات جيدة مع اقليم كوردستان العراق، اتمنى انْ تؤدي هذه العلاقات الى المساعدات العسكرية، المشكلة هي انّ تركيا تصر على انْ تلعب دوراً مستقلاً أي عدم خضوعها لأوامر امريكية، ولكن بصورة عامة من الصعوبة بمكان دحر داعش قبل الحصول على المساعدات التركية.
* ما يمكن ملاحظته هو انّ الضربات الجوية لم تنجح في صد هجمات داعش، ولكن القوة الوحيدة التي تحارب داعش في ارض المعركة و تلحق به خسائر فادحة هي البيشمركة ، اذاَ كيف يمكن للمجتمع الدولي تقديم الدعم لقوات البيشمركة؟
- من مصلحة الغرب ان يقدم الدعم لقوات البيشمركة بكل ما يستطيع عليه، لدي احساس قوي حول هذا الجانب، من الضروري بذل كل المحاولات و المساعي من اجل اقناع العشائر السنية في محافظة الأنبار غربي العراق بهدف المشاركة في محاربة داعش، الكل يتفق على انّ القوة الجوية لاتستطيع بمفردها دحر داعش، ولكنها في الوقت ذاته تساعد المقاتلين على الأرض من الحاق الخسائر بالعدو كما جرى في كوبانى، نحن نعلم جيداَ انه من الضروري نشر القوات البرية، وحتى الآن القوة البرية الوحيدة التي تقاتل داعش هي قوات البيشمركة، كما ادعو الى كسب ابناء العشائر السنية و دعمهم و اعطائهم الضمانات بمنحهم مواقع و مناصب في حكومة بغداد، أي كل مايمكن تحقيقه من اجل حث السنة على المشاركة الى جانب قوات البيشمركة لمحاربة و دحر ارهابيي داعش.[1]