البروفيسور بينجامين شيف يحمل شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة كاليفورنيا، وهو محاضر في مجالات السياسة الدولية و التنظيم الدولي و سياسات الشرق الأوسط و الصراع الفلسطيني- الأسرائيلي، التقته كولان و تحدث من خلال اجابته عن الأسئلة حول اوضاع الشرق الأوسط و المستجدات و التطورات الحاصلة في خريطة المنطقة.
ترجمة/ بهاءالدين جلال
البروفيسور بينجامين شيف يحمل شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة كاليفورنيا، وهو محاضر في مجالات السياسة الدولية و التنظيم الدولي و سياسات الشرق الأوسط و الصراع الفلسطيني- الأسرائيلي، التقته كولان و تحدث من خلال اجابته عن الأسئلة حول اوضاع الشرق الأوسط و المستجدات و التطورات الحاصلة في خريطة المنطقة.
* لقد تحولت الشرق الأوسط و بالأخص سوريا الى مسرح لتوسيع نفوذ القوى العظمى على حساب شعوب المنطقة، وهذا ادى الى التردي الأكثر للأوضاع فيها، ألا تعتقد ان مستقبل الأوضاع في المنطقة سوف تتجه نحو الأسوء و ان على هذه القوى التعامل معها من منطلق المسؤولية؟
- اعتقد ان ما تقولونه هو الصحيح، التدخلات الخارجية في المنطقة كانت عاملاً لتأجيج الأوضاع، اتمنى على القوى العظمى العمل على حسن التعامل مع شعوب المنطقة و دعم عملية المرحلة الأنتقالية و بدء الحوار الجاد و البناء لتقليل مستوى اعمال العنف التي تسود المنطقة برمتها، ولكن ما هو مؤسف ان تلك التدخلات ادت الى تفاقم الأوضاع و زيادة مستوى الصراعات و الخلافات بين شعوب المنطقة.
* دخلت حرب داعش الآن مرحلة جديدة، و قد اثبت هذا التنظيم انه تهديد جدي و خطير لعموم العالم و على الدول التصدي له بحزم و جدية، اذاَ كيف من الممكن صياغة خطة قوية لدحر الدولة الأسلامية؟
- اعتقد ان داعش يشكّل تهديداَ جدياً، و هو يمتلك امكانية من ناحية المعلومات و التقنيات الحديثة ، اما من الناحية العسكرية فإنه له القدرة فقط في سوريا و العراق، و اعتقد ان تعاطف البعض معه لم يتم تنظيمه بشكل يعد خطراً، لذا ارى ان المشكلة الرئيسة تكمن في التقليل من قيمة الفكر الداعشي لدى هؤلاء الذين قد يقدمون على الألتحاق بهذا التنظيم في عموم العالم، وهذا يستوجب بذل جهود كبيرة من اجل زرع روح التفاؤول في نفوس الأشخاص الذين يأسوا من معيشتهم و يرغمون الألتحاق بهؤلاء الأرهابيين و اظهار الصورة الحقيقية لهذ التنظيم و هي تشويه الأسلام و مبادئه السامية، وهذا هو عمل سياسي و ليس عسكري و يحتاج الى توسيع الديمقراطية داخل اجهزة الحكومة، اما من الناحية العسكرية فالعالم مدعو جميعاَ الى الدفاع و محاربة هذا التنظيم و دحره نهائياً في العراق و سوريا.
* هناك رأي بين المحللين وهو ان داعش هو نتاج مجموعة من المشكلات و المعضلات العميقة في المنطقة، و ان شعوبها قد ابتليت بين الدول الضعيفة و المتطرفة و الطائفية و الحركات الدينية الراديكالية، هل ان هناك احتمالاَ لظهور حركات اخرى متشددة غير داعش في المستقبل؟
- انا اتفق مع سؤالك، لذا اعتقد ان النتيجة هي المشكلة ذاتها، وهذا الأمر يتعلق بمدى نجاحنا في بذل الجهود كغربيين في بناء حكومات ديمقراطية قوية في تلك المناطق، والنتيجة حتماً غير مرضية، لذا اعتقد ان تعزيز و تقوية الدول من نايجيريا مرورا بباكستان و سوريا و لبنان هي المشكلة بحد ذاتها، وهذا هو تقصير واضح من الدول الغربية التي لاتهتم بهذا الجانب، لأنه من المفروض ان تسعى الدول العظمى الى مساعدة شعوب المنطقة من اجل اعادة النظر ببناء حكوماتها و نبذ اعمال العنف و التطرف، واعود الى مسألة اخرى و هي الأنقسام الواضح في الآراء بين السنة و الشيعة، و بالرغم من انني لست مطلعاً تماماً على هذا الجانب و لكن اعتقد ان هذا الأنقسام له مخاطر كبيرة ولكن كما سمعت عن هذين المذهبين ان هناك علاقات حميمة و عميقة بين الشيعة و السنة من خلال العلاقات الأجتماعية من الزواج و المصاهرة، ولكن في المقابل تعيش شعوب اخرى في حالات الفقر و الجهل و التأخر و تعاني من الازمة الأقتصادية الخانقة، لا اعرف كيف ان الغرب لا يلجا الى حل هذه المشكلات، ولكن انني على يقين انه يجب تقييد تحركات داعش و اظهار صورته امام العالم بأنه سوف يندحر قريباً كما يتطلب الأمر اعادة النظر في ستراتيجية المنطقة، واخيراً على دول العالم التي تؤمن بالديمقراطية مساعدة دول المنطقة على تبني الديمقراطية و السلام و التسامح و قبول الآخر.
* احياناَ يشير بعض الخبراء جراء بعض الخلافات في المنطقة الى ان اتفاقية سايكس بيكو هي السبب الرئيس للمشكلات، لذا يقترح البعض منهم حث السنيين للتصدي لارهابيي داعش و مشاركة الدول السنية في هذه العملية، و بالنتيجة يدعون الى اقامة دولة سنية في المناطق التي احتلها داعش، الى اي مدى يلقى هذا المقترح النجاح؟
- انا متفق مع ان سايكس بيكو منذ ان تم الأتقاق عليها لم يؤد الى تحسين الأوضاع الحياتية أو اعادة تنظيم الكيانات الأقليمية، ولم يكن له سجل مشرف، وكذلك مسألة بناء دولة كوردية و علاقات المناطق الشيعية بأيران، كل الشعوب التي لها مصالح في المنطقة بأمكانها الأتفاق فيما بينها، اعتقد ان هكذا مخطط سوف يلقى الفشل و ما ينجح هو اجراء الحوار بين الشعوب المتورطة فيها لمعرفة النتيجة النهائية بأنفسها دون ارغامها على التوقيع على النتيجة، اشك في بعض الحلول المطروحة للمشكلات السياسية الجدية، لأننا تعلمنا من التأريخ ان طرح و صياغة الحلول للمشكلات قليلة جداً و نادرا قد تنجح، وما يحدث الآن هو اعادة التأريخ لنفسه عن طريق سلسلة من الأحداث و هناك بعض المشاريع اما تتطور أو تفشل، اعتقد ان الحل يكمن في احلال السلام الشامل، بدلاَ من حث الشعوب على معاداة البعض ولكن نجاح ذلك تلفه شكوك، لا اعتقد ان هناك أي بصيص أمل في اعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بأختلاف الحدود، وقد يؤدي ذلك الى توريط الشعوب في حرب نتيجتها مسح الهوية الوطنية.
* واخيراَ هل لكم كلمة تودون توجيهها الى شعب كوردستان؟
- كما اقولها دائما لطلبتي، ان الشعب الكوردي هم شعب عريق و قد تعرضوا على امتداد التاريخ الى الغدر و بامكانهم تكوين دولتهم المستقلة، وانا يسعدني ما يتم من المحاولات و الأجراءات لتحقيق ذلك، ولكن بسبب تجزئة الكورد بين الحكومات و التي ترفض تحقيق احلامهم في اقامة كيانهم المستقل لذا انهم في صراع دائم و يسعون الى الوصول الى هدفهم المنشود.[1]