إن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا كان موقفها واضحاً منذ بداية العدوان على سيادة الأراضي السورية، شرقي الفرات، ولقد حاولنا أن لا تحدث هذه الحرب وهذا الاعتداء التركي على مناطق الإدارة الذاتية وأبدينا جانباً مهماً من المرونة قبل بداية العدوان لتبديد المزاعم و المخاوف الأمنية التركية على الحدود، وفق الجهود التي كانت تقوم بها الولايات المتحدة الامريكية مع الجانب التركي.
إلا أن النظام التركي هو نظام استعماري توسعي لم يقبل بكل المحاولات التي بذلناها لمنع وقوع الحرب، وكان يحشد قواته العسكرية باستمرار.
وفعلاً بدأ هذا العدوان بتاريخ #09-10-2019#، وتصدت له قوات سوريا الديمقراطية بكل قوة وشجاعة، واستعمل النظام التركي كافة صنوف الأسلحة المتطورة ضد أهلنا وشعبنا من طائرات ومدافع ودبابات وصواريخ وحتى الأسلحة المحرمة دولياً كالفوسفور الأبيض، وخاصة في المناطق الممتدة من =KTML_Bold=كري سبي=KTML_End=/=KTML_Bold=تل أبيض=KTML_End= إلى =KTML_Bold=سري كانيه=KTML_End=/رأس العين.
ونجم عن ذلك مأساة وكارثة إنسانية صعبة نتيجة هذا القصف الهمجي الممنهج، فهُجِّر أهلنا من قراهم ومنازلهم إلى مناطق أكثر أمناً، ونزحوا إلى الرقة وإلى الحسكة وكثير منهم بلا مأوى ولا مسكن، ليصل عدد النازحين إلى أكثر من 300 ألف نازح.
ولمنع هذا العدوان من التوغل أكثر داخل الأراضي السورية، اتفقنا مع الحكومة السورية لإدخال الجيش السوري إلى مناطق شمال سوريا للدفاع عن سيادة ووحدة الأراضي السورية، وحماية الحدود من أي اعتداء لأن حماية الحدود هو واجب أصيل يقع على كاهل الجيش السوري، وكان هذا الاتفاق بضمانةٍ من روسيا الاتحادية.
إننا كإدارة ذاتية لشمال وشرق سوريا أبدينا قبولنا بالهدنة لوقف إطلاق النار بيننا وبين الجانب التركي الذي جاء بجهود أمريكية إلا أن الدولة التركية و حتى هذه اللحظة لم توقف هجماتها و تعمل تحت غطاء عملية وقف اطلاق النار على احتلال قرى جديدة في سركانية، وهذا يعني أنها مستمرة في خيار الحرب ضد شعبنا، و على الضامن الأمريكي أن يتدخل فورا لوقف هذا العدوان.
هذا وكما يعلم شعبنا و يتابع تم عقد اتفاق بين روسيا الاتحادية و بين الدولة التركية بصدد منطقتنا ونود القول بأن محاولات روسيا الاتحادية في إيقاف الحرب في منطقتنا تحمل قيمة و أهمية كبيرة ، لكن نريد أن نبدي تحفظنا على المواد التي تضع أمننا و مكتسباتنا في خطر لذلك نحن و قيادة قوات سوريا الديمقراطية نعمل ما في وسعنا من أجل إيصال صوتنا لكل الاطراف بما فيها أمريكا و روسيا لوقف هذا العدوان وضمان حقوقنا و مستقبلنا، هذا و نريد أيضا أن يعلم شعبنا بأن الخطر مازال قائم و يجب أن نستمر في مقاومتنا إلى أن نحقق طموحاتنا في تحقيق سلام مشرف.
كما ندعو المجتمع الدولي و الأمم المتحدة بأن ترسل قوة دولية محايدة تشرف على كل من منطقتي سري كانية/رأس العين و كرى سبي/تل أبيض كي يعود أهلها إلى بيوتهم، لكي يتم تجنب التطهير العرقي الذي بدأت به الدولة التركية و مرتزقتها منذ اليوم الأول من انسحاب قواتنا، وأن تتوجه المنظمات الدولية إلى مناطق شمال و شرق سوريا لمساعدة النازحين و لتوثيق الكوارث الانسانية في المناطق المحتلة من قبل تركية.[1]
عين عيسى في 24-10-2019
الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا