جمع الحظ العاثر الشابة الإيزيدية أشواق حجي بخاطفها من تنظيم الدولة الإسلامية مرتين: الأولی عندما كانت أسيرة لدی مقاتليه قبل أن تتمكن من الفرار، والثانية عندما التقت خاطفها وجها لوجه داخل ألمانيا التي لجأت إليها، في قصة تسلط الضوء علی قلق هؤلاء اللاجئات من إمكانية تسلل عناصر التنظيم وسط المهاجرين إلی أوروبا بسهولة.
بعد عودة أشواق إلی شمالي العراق قبل شهر، اتهمت سلطات الأمن في ألمانيا بعدم التعاون رغم معرفتهم بقصتها. ويجري الادعاء العام الألماني تحقيقات في هذه الواقعة منذ يونيو/حزيران الماضي.
تقول أشواق إن تنظيم الدولة اختطفها عام 2014 وباعها في سوق الرقيق لأحد أعضاء التنظيم، الذي قام بضربها والاعتداء عليها علی مدی شهور، قبل أن تتمكن من الفرار منه والسفر إلی ألمانيا.
وتذكر أنها لاقت في موطنها الجديد بمدينة شفيبيش غموند بولاية بادن فورتمبرغ (وسط ألمانيا) هذا الرجل في أحد الشوارع، مضيفة أنه هددها مجددا.
وتابعت أن الداعشي قال لي إنه يعرف كل شيء عن حياتي في ألمانيا، فشعرت بالخوف لدرجة أنني لم أستطع الحديث.
هذه القصة دفعت إيزيديات أخريات لعدم العودة إلی ألمانيا، لأنها لم تعد بلدا آمنا بالنسبة لهن.
تقول نسرين سعدو مراد لقد عانيت كثيرا من ظلم داعش حيث تعرضت 28 مرة للبيع والشراء.. حاولت الانتحار مرتين ولم أنجح.
نسرين التي تعيش اڵان في مخيم شاريا للنازحين الإيزيديين (شمالي العراق) تروي أنها سمعت عن خطة لإرسال الناجيات إلی ألمانيا لتلقي العلاج، وأنا أحتاج إلی علاج نفسي وجسدي، ولذلك قررت الذهاب إلی هناك لأنها فرصة لن تعوض.
لكنها لم تعد تريد الذهاب إلی ألمانيا بعد أن سمعت عن قضية أشواق وناجيات أخريات مثلها صادفن عناصر من داعش هناك.
أما المراهقة هينا عباس فتروي أن عناصر تنظيم الدولة خطفوها عام 2014، قبل أن يتم تحريرها من بين أيديهم بعد أشهر.
وتكشف هينا أن أشواق صديقتها وأنهما كانتا معا تحت أسر عناصر التنظيم، ولذلك انتابها القلق عندما سمعت عن قصتها في ألمانيا.
جنسيات أوروبية
ومع أن والدتها وشقيقتها تعيشان في ألمانيا، فإن هينا ترفض الذهاب إلی هناك حتی لو تعرضت للموت هنا في العراق.
وتذكر أن العديد من عناصر تنظيم الدولة كانوا من جنسيات أوروبية، ومن الطبيعي أن يعودوا إلی دولهم، مما يعني أنهم يشكلون خطرا علی الإيزيديات في أوروبا.
وتضيف أبلغتني أشواق أنها لن تعود إلی ألمانيا مرة أخری، وأنا أشجعها علی قرارها.
أما الثلاثينية حنان مراد فتقول رأيت قبل عامين في مدينتي بألمانيا داعشيا كان قد اغتصبني عندما كنت سبيّته لمدة شهر في مدينة الرقة السورية.
وعندما أخبرت الشرطة الألمانية، كان ردها بكل وضوح نحن لا نستطيع أن نحاسب أحدا لم يرتكب جريمة في بلدنا، فهو كان داعشيا في بلده.
بيد أن الشرطة أرسلت عددا من أفرادها لحمايتنا في منزلنا ليل نهار، وحتی اڵان الحماية تحرسنا.
وعما إذا كانت ترغب في العودة إلی ألمانيا بعد انتهاء إجازتها في كردستان العراق، قالت حنان رغم أنني خائفة، سأعود من أجل عائلتي لأن الحياة في المخيمات بؤس وشقاء. وكما قلت فإن أفرادا من الشرطة يحرسوننا هناك.
وبلهجة حانقة تقول شريهان رشو (19 عاما) لقد رأيت العذاب بعيني من داعش، ومن يريد أن يعرف من هم الدواعش ومدی الخطر الذي يشكلونه علی كل البشرية فليسألنا نحن الإيزيديات.
بدورها، طالبت منظمة روزا شنكال لحقوق الإنسان الحكومة الألمانية بحماية الناجيات الإيزيديات الموجودات لديها.
وناشدت المنظمة السلطات الألمانية إبداء اهتمام أكبر بقضية أشواق حجي، والتحقيق مع الشخص الذي تتهمه وإعلان إجراءاتها.
المصدر : الجزيرة + وكالات[1]
#21-08-2018#