محسن جوامير
أصدر الإخوة في المكتب السياسي للحزب الفيلي العراقي بيان ترحيب بالدستور الإتحادي... قيموا فيه ما جاء في ديباجته من ذكرهم، وذلك تقديرا وتكريما لتضحياتهم ولما تعرضوا له من إضطهاد وتشريد في زمن لم يسلم الحجر والشجر من شر طاغية مازال وجهه يرمي بشرر، قل نظيره في عالم الوحوش، ناهيكم عن عالم البشر..!
والجدير بالذكر والتقدير أنه وقبل صدورمسودة الدستور أصدرت مجموعة من الكتاب والمثققفين الكورد الفيليين بتوقيع 1107 إسم، بيانا نشر في موقع صوت العراق الألكتروني كذلك، طالبوا فيه بدرج إسمهم في الدستور، مع ملاحظة انه في حالة ذكر القوميتين الرئيسيتين العربية والكوردية قالوا: فاننا نكتفي بذلك لأننا جزء من القومية الكوردية، كما جاء في البيان... طوبی لهم ولأصالتهم..!
أكاد أقول أن صمود الكورد الفيليين لا يوازيه صمود أي شريحة كوردستانية أخری، بوجه الظلم والقهر وحملات الإبادة والتهجير... فهم من أوائل من بدأ بهم شبح بغداد بعد إتفاقية آذار 1970 بالنفي والإبعاد والسطو علی ممتلكاتهم ومقتنياتهم بأبشع صورة، والتفريق بين المرء وزوجه وبين الأخ وأخيه، وما إلی ذلك من جرائم تتعب بذكرها الذاكرة، وتدمي باحصائها القلوب الحائرة، ويصعب حتی علی كتاب القصص رواية ما صدر بحقهم من أحكام جائرة... من ظالم مازال البعض من أذياله وأنيابه وأحذيته يريدونها سارية وسائرة... ومع ذلك فقد صبروا وما استكانوا أمام ظروف قاهرة، وجاء النصر من الرحيم بالقاصفات علی الرجيم من القوی المستهترة...
ثم إن أول وأبرز ميزة تميزت بها هذه الشريحة، والتي هي مبعث فخر لكل كوردي وكوردستاني، هي أنها إحتفظت بلغتها الكوردية وكورديتها وما تنازلت عنها قيد أنملة، رغم سوء أحوالها وتقلب أجواءها، سواء في حلها أو ترحالها، في حلوها او مرها... سواء في بغداد أو طهران أو السويد أو حواليها...
وجمعياتهم ومراكزهم ونواديهم في الخارج، تجد أنها مراكز إستقطاب للكل ولاسيما للكورد بمختلف مشاربهم وإتجاهاتهم وأفكارهم وتوجهاتهم، وللكل حق ممارسة نشاطاتهم فيها...
كلنا مدينون لنضال إخوتنا واهلنا وبني جلدتنا الفيليين ومازلنا مقصرين بحقهم وحقوقهم ونضالهم وجلدهم ورباطة جأشهم...
وكلنا أمل أن يكون برلمان كوردستان وكل الأطراف والأطياف الكوردستانية وأخص بالذكرالرئيسين مام جلال وكاك مسعود، خير معين لهم وفي مستوی مسؤوليتهم لترتيب أوضاعهم باعادتها إلی حالتها الأصلية، بل وبشكل أفضل من السابق، وتقديم أقصی الخدمات لهم... فهم طاقة لا يستهان بها، وضياعها خسران مبين...
وكذلك وزارة التربية في كوردستان... فان عليها أن تقوم بتقديم أقصی الخدمات والعون لهم، وهو واجب، في مجال التعليم باللغة الكوردية... وذلك ببناء المدارس أينما وجدوا وتوفيرالكتب واللوازم المدرسية وتهيئة الكوادر التعليمية والتدريسية وفق خطة مدروسة وعاجلة في كل منطقة بالكورد الفيليين آهلة.
إن ما عند الكوردي الفيلي من خاصية الذكاء في مختلف الميادين الثقافية والسياسية، وما عرف عنهم من عبقرية ولاسيما في عالم المال والإقتصاد، لواستغلت، لأعطت البنية الإقتصادية والتي هي عصب الحياة ومقص المشكلات لشعبنا زخما هائلا من القوة والمتانة... وما أحوجنا إليها اليوم..!
فعضوا علی عبقرية الكورد الفيليين بالنواجذ يا شعب وحكومة كوردستان..! فهم ذخر لنا وكانوا سفراء كوردستان في أي بلد دخلوه.[1]