حمل لنا هذان الشهران -آذار ونيسان- نبأ وفاة كوكبة من أعلام الكرد في سورية والأردن وكان لكل منهما دورا كبيرا في المجال الفني والطبي والقومي يحسب لدى بلدانهم وقومهم وكل من عرف قدرهم، ولكن الموت يقف بالمرصاد لكل واحد منا، فهو نهاية كل حي، وهادم اللذات، ومذل العباد والجبابرة، ولن يفلت منه أحدا، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.
في هذا العمر القصير يمني الإنسان نفسه بأماني كبيرة، ويحاول قدر الإمكان تحقيقها، لكن الدنيا لا يركن لها، فبعد برهة... يفارق المرء الأهل والزوجة والحبيبة والأولاد والأصدقاء والمنزل والكتب العزيزة... ويسجى في الثرى ويتحلل الجسد إلى أصله الأول وهو التراب، أما الروح فتغادر سجنها الجسدي إلى بارئها في السموات العليا، وتبقى الرمم في الأرض حتى يبعثها الله من جديد في ذلك اليوم المشهود، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، نسأل الله أن نكون من أصحاب القلوب السليمة، ويوضع الميزان، ويجرى الحساب، فمن أحسن وعمل صالحاً فجنة الفردوس مأواه، ومن كفر وفسق وظلم واستبد فالجحيم بانتظاره.
اترك باب الحديث عن الحياة والموت، وأحاول استعراض سير هؤلاء الأعلام أمام القارئ الكريم، لعلنا نستذكر سيرتهم العطرة، ونترحم عليهم، ونقتدي بعصاميتهم، ومشاعرهم القومية الجياشة:
الفنان الكبيرخالد تاجا
(أنتوني كوين العرب)
الفنان الكبير محمد خالد بن عمر تاجا هو ممثل سوري مخضرم من #أكراد سوريا#، ولد بحي الأكراد (ركن الدين) في دمشق يوم 6 نوفمبر 1939م.
في سن مبكر من حياته انتسب لفرقة المسرح الحر وتعلم التمثيل على جهابذة الفن، وأسس فرقة نادي الزهراء الفني، وكتب مسرحية بعنوان «الطفر كنز لا يفنى»، وأتجه إلى مصر وقرأ عن كيفية إعداد الممثل، ثم عاد إلى دمشق، والتحق بالمسرح الشعبي والعسكري، وعمل في الديكور، ثم التحق بالعمل بالتلفزيون وبعد ذلك كان مشواره الطويل في التمثيل.
عندما كان عمره 17 عاماً عمل مع عدد من الفنانين الكبار أمثال صبري عياد، وأنور البابا، وحكمت محسن. وقدم بعد ذلك أعمالاً كبيرة في ميادين المسرح والسينما والتلفزيون، فمنذ عام 1957م قدم للمسرح السوري أعمالاً جادة منها: (مرتي قمر صناعي)، و(آه من حماتي)، و(حرامي غصب عنه)، و(بيت للإيجار)، و(الناس اللي تحت)، و(النعمان عاشور)، و(غوليمانوف)، و(في آخر الليل، و(انتظار عبد الفتاح)، و(الطلقة الأخيرة).
بدأ حياته كممثل في فيلم (سائق الشاحنة(التي أنتجته المؤسسة العامة للسينما بدمشق عام 1966، وقدم بعده أفلاما سينمائية منها:(أيام في لندن)، و(الفهد) و(اللقاء) و(العار)، و(خيرو العوج).
وأخيرا اتجه نحو الأعمال التلفزيونية، وكانت بوابة شهرته على مستوى العالم العربي، فقد شارك في الكثير من الأعمال التلفزيونية، منها: البحر أيوب،آخر أيام التوت،صيد ليلي،مسلسل دنيا، ليس سراباً،شبكة العنكبوت،الأبواب السبعة، المليونير الصغير، نساء بلا أجنحة، نهاية رجل شجاع،يوميات مدير عام،إخوة التراب،تمر حنة، أيام الغضب، شام شريف، الدغري، الغريب والنهر، غزلان في غابة الذئاب، قاع المدينة، النصية، أسرار المدينة، الزير سالم، المحكوم،جريمة في الذاكرة، سر النوار،التغريبة الفلسطينية، أيام شامية،الحصان،السندباد الجوي، سفر، الفصول الأربعة، أولاد القيمرية، عشتار،بقعة ضوء،ربيع قرطبة، ملوك الطوائف، صلاح الدين الأيوبي،على طول الأيام،أحلام كبيرة، وشاء الهوى، الحصرم الشامي، أيام الولدنة، أهل الراية، حاجز الصمت، زمن العار، أزهار الشتاء، عش الدبور، أبو جانتي ملك التاكسي، الزعيم.
ومن كثرة أعماله اتهمه البعض بأنه القاسم المشترك في الدراما السورية، واتهمه آخرون بانشغاله بأدوار معينة، كرم في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون تقديراً لحصيلة أعماله الفنية التي قدمها خلال سنوات طويلة. عرف بعشقه الشديد لتقديم أدوار الباشا والإقطاعي وغيرها من الأدوار الأرستقراطية، واتجه أيضاً للمشاركة في الأعمال التاريخية منها مسلسل (عمر الخيام) للمخرج شوقي الماجري، ومسلسل (صقر قريش)، للمخرج حاتم علي.
عندما أدى الأعمال المسرحية اتسمت هذه المرحلة من حياته بالصدق والأحلام، والتدفق التلقائي في الأداء، وعندما اتجه للسينما كان يرغب في الانتشار، لكن في مرحلة تالية قدم أدوراً كثيرة تركت بصمات في مشواره الفني شملت أنواعاً عديدة منها المتميزة والعادية مثل مشاركته في (شبكة العنكبوت)، و(جريمة في الذاكرة)، و(إخوة التراب)... الخ.ويذكر أنه انضم لنقابة الفنانين السوريين في 21 أغسطس 1968. أما حياته الاجتماعية فقد تزوج من 4أربعة نساء، انتهت علاقته بهن بالطلاق، وكان يتطلع إلى الخامسة لو مد الله بعمره، له بنت واحدة من زوجته الأوربية. وأطلق عليه لقب أنطوني كوين العرب، وعد من أشهر الممثلين السوريين المخضرمين.
نهاية رجل شجاع:
توفي الفنان خالد تاجا يوم الأربعاء الموافق 4 أبريل 2012 بعد صراع مع مرض سرطان الرئةفي مستشفى الشامي بدمشق عن عمر ناهز 73 عاماً. وقد ترك حزنا عميقا في قلوب أصدقائه من الفنانين الذين رافقوه خلال مشواره الفني الحافل، عبروا عن بالغ حزنهم على فقدان فنان وهب حياته للدراما السورية على مدار 73 عاما، والذي يعتبر علامة فارقة في تاريخ الدراما السورية.
وقد شارك نجوم سوريا في جنازته، حيث كان البكاء وكلمات الله أكبر هي الأصوات التي رنت في السماء حزناً على رحيله, وقد كانت معالم الحزن والأسى واضحة على وجوه نجوم الفن ونجوم الدراما السورية أثناء مرافقتهم لجثمانه إلى مثواه الأخير, حيث دفن في مقابر الزينبية وهي في نفس مكان مسقط رأسه في حي الأكراد (ركن الدين) بدمشق.
ويذكر أن الفنان الراحل خالد تاجا قام ببناء قبره وجهزه لنفسه، وكتب عليه بعضاً من الكلمات لتظل ذكرى في مشواره الفني وهي: مسيرتي حلم من الجنون...كومضة شهاب... زرع النور بقلب من رآها...لحظة.. ثم مضت.
اعتزازه بكرديته:
أجرت الصحفية الكردية (لافا احمد) مقابلة مع الفنان الراحل عام 2009 ونشرتها في موقع الكردي نيوز، وصرح لها حينها بقوله: نعم أنا كردي، واعتز بنسبي، الكرد شعب عريق له لغته وثقافته، وله حضارة ولغة، وتعرض لمظالم عبر التاريخ، ومن حقه أن يحيا بحرية وكرامة.
دعوته إلى الثورة على الطغاة:
قال الراحل خالد تاجا في حديث صحفي مع لافا أحمد عام 2009- أنا دعيت إلى ثورة ضد هذه الدكتاتوريات بثورات داخلية، قبل أن نحارب إسرائيل فلنرتب بيتنا الداخلي. لا أخشى أحدا، لا احد يستطيع اعتقال احد، النظام الذي يعتقل الحق هو نظام مقهور. تصريحات مثيرة في متناقضات الحياة، لا أحب الظلم والقهر والخنوع، أحب أن يكون الإنسان سليما معافى، كرامته محفوظة، أحبه أن يكون شريفا شجاعا لا يخاف قول الحق، يكره الكذب، أحب الشجاع الذي يقدم نفسه حتى لو ذهب للجحيم، والشعوب التي وصلت للقمة مرت بمجازر كثيرة، والتاريخ يشهد بأحداث كثيرة، وحتى يحرر الإنسان نفسه ويمتلك مقدراته عليه أن يضحي...
وبعد ثلاث أعوام من ذلك اللقاء قامت الثورات العربية ومن بينها بلده سوريا.. حيث انحاز مع الفنانين السوريين القلائل إلى ثورة الشعب السوري لنيل حريته وكرامته... أما أبطال عنتريات باب الحارة وأيام شامية فكانوا فقاعات صابون، حيث أشبعونا مراجل وثوار على الشاشة فقط، وعندما جاءت الثورة تخاذلوا وارتموا في حضن الطاغية... فالتمثيل شيء.. والواقع والمواقف شيء آخر. رحم الله فناننا الحر...
الدكتور أشرف الكردي
الدكتور أشرف علي سيدو الكردي طبيب أعصاب مشهور، ووزير وبرلماني أردني معروف. وهو ابن المؤرخ علي سيدو الكردي صاحب كتاب: من عمان إلى العمادية أو رحلة في جنوب كردستان، والقاموس الكردي- العربي الحديث.
ولد في مدينة عمان عام 1937م، حصل على شهادة الطب من جامعة بغداد عام 1961م، وعلى شهادة الزمالة البريطانية عام 1964م، وعلى شهادة الاختصاص في الأمراض العصبية 1970- 1973، وعلى أعلى شهادة شرف بالطب من بريطانية عام 1974م.
عمل في الخدمات الطبية الملكية الأردنية 1965- 1979م، وأسس مع زملائه أول وحدة لأمراض الدماغ والأعصاب في هذه المؤسسة، عمل بعدها أستاذاً سريريًّا في كلية الطب بالجامعة الأردنية 1979- 1982- ومحاضراً زائرا في جامعة هارفاد الأمريكية لمدة ستة أشهر 1975م. حتى شغل منصب الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب للعلوم العصبية 1965-1993م. ونائباً للرئيس العام للاتحاد العلوم لأطباء العلوم العصبية 1989- 1993م. وكان أول رئيس للجمعية الأردنية لأطباء العلوم العصبية 1983- 1985، ومستشاراً للمؤسسة الطبية العلاجية 1987- 1988. وهو عضو في الكثير من الجامعات الطبية والاجتماعية المحلية والدولية، وله أكثر من أربعين بحثاً منشوراً في المجلات الطبية الدولية، وعمل محررا لمجليتين طبيتين علميتين في العالم العصبي.
كما حصل على شهادة تقديرية من جلالة الملك حسين بن طلال عام 1977م، وحصل على شهادة شرف من الكلية الملكية البريطانية للأطباء (frcp) ، فكان أول طبيب أردني يحصل على شهادة، ونال العديد من الأوسمة الرفيعة.
عين عضواً في مجلس الأعيان الأردني خلال أعوامه (1993- 1997)، واختير وزيرة للصحة خلال عامي 1998- 1998م.
والدكتور اشرف الكردي طبيب معرف عند الصعيدين المحلي والدولي، وكان الطبيب الخاص للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات حتى وفاته، وهو أول من صرح وشكك في وفاته وقال بأنه مات مسموماً.
اصدر كتاب «دور العرب والمسلمين في العلوم العصبية» وقد فاز بجائزة المنظمة الإسلامية للعلوم العصبية، لعام 2005م.
قال عنه الدكتور جمال الخطيب: هو احد قمم الطب في العالم العربي وربما العالم، وهو بالنسبة لنا في الأردن العمود الفقري لطب الأعصاب وشجرته الراسخة التي أثمرت الكثير من التلاميذ الذين تلقوا هذا العلم والفن والخلق الرفيع من أستاذهم الحاذق.
انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الخميس 5 نيسان 2012م في عمان بعد معاناة طويلة مع المرض تجاوزت الثلاث سنوات. وقد نعى رئيس الوزراء الأردني عون الخصاونة ومجلس الوزراء وتقدم الرئيس ومجلس الوزراء من أسرة الفقيد وآل الكردي بأحر العزاء والمواساة.
كما رفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتاريخ 8/4/2012م برقية التعزية الى ذويه وقال: آلمنا جدا تلقي نبأرحيل معالي الأخ د.أشرف الكردي إلى جوار الرفيق الأعلى بعد حياة كرسها لخدمة وطنهوقضايا أمته، فقد عرفناه -رحمه الله- أخا عزيزا وطنيا وإنسانا بكل ما تحمله هذهالكلمات من معان سامية، مخلصا ومتفانيا في كل المواقع التي تبوأها...ووفي هذا المصاب الكبير الذي لا راد لقضاء الله فيه، فإنني أعزيكم كما أعزينفسي، داعيا الباري جل وعلا، أن يشمله بعميم عفوه وغفرانه ويسكنه فسيح جناته،ويلهمكم وكل محبيه جميل الصبر وحسن العزاء.
قال الدكتور باسم الكسواني عضومجلس نقابة الأطباء الأردنيين: لقد عرفت الرجل في ثمانينيات القرنالماضي طبيبا بارعا يشار إليه بالبنان في اختصاص إمراض الأعصاب، وكان الرجل قريبا للأخ القائد أبو عمار، ولم يكن أبا عمر طبيبامعالجا وبارعا فقط، بل كان سياسيا متميزا يعرف خفايا الأمور، ومناصرا قويا للقضيةالفلسطينية والتي كان يعتبرها قضيته، كيف لا وهي قضية العرب والمسلمين الأولى؟ بلوقضية أحرار العالم, كان الرجل يعشق بغداد ويتحدث عنها بحرارة ,كيف لا وهو احدخريجي جامعاتها العريقة, كان الرجل يحدثني عن معاناة الأكراد وحقوقهم، وكان يتحدث عنبطل محرر القدس المجاهد صلاح الدين الأيوبي ويقول: متى سيظهر في هذه الأمة صلاحالدين من جديد؟ كان الرجل واقعيا وطموحا، وكان يميل إلى العقلية العسكرية أحيانا... كان كريم النفس يحرص على من يصاحبه في السفر، وكان رجل موقف له من يؤيده ومن يعارضه، وكان لا يهرب من معركة أو استحقاق، ويواجهبصلابة الرجال...
كان عالما في مجال اختصاصه ومتابعا لكل جديد في إمراض العلوم العصبية،وكانت أخر زيارة قد حملت شجونا كثيرة حدثني عن اغتيال القائد أبو عمار وشكوكه حولالموضوع وخوف البعض من تبعات القضية, وكان قد حسم أمره إن أبو عمار قد اغتيل. وهكذاترجل الفارس والطبيب وفي قلبه حب فلسطين والأردن والعراق وحبه لصلاح الدين أهله...
قاسم محمد فهمي الكردي
قاسم محمد فهمي الكردي، من مواليد مدينة عمان، تعلم ونشأ فيها، ثم يمم شطر ألمانيا للعمل هناك، وبعد فترة عاد إلى عمان ليستقر في محل لبيع الملابس الجاهزة في شارع السلط بعمان، وكانت التجارة في فترة الثمانينات والتسعينيات من القرن الماضي مربحة ومزدهرة، مما شجعه على الاستمرار في هذا العمل، لكن بعد توسع عمان الكبير وانتقال الطبقة البرجوازية من جبلي عمان والحسين إلى الأحياء الراقية في غربي عمان - عبدون والشميساني والصوفية وأم اذينة- واستحداث أسواق ومولات جديدة في هذه المناطق، أخذت التجارة في عمان البلد تضعف وتتراجع شيئا فشيئا مما سبب في تدهور الوضع الاقتصادي حتى أصاب المحالات التجارية الكساد مما اضطر أصحابها إلى إغلاق بعضها، وأصبحت المردود المالي بالكاد يوفر ثمن الإجار والكهرباء وأجرة العمال.
هذه الظروف دعته إلى تحويل محله التجاري إلى مطعم، وبعد برهة تركه واتجه للعمل لدى أسواق (مكة مول)، وظل يعمل فيه حتى توفاه الله بمرض سرطان الرئة يوم الأحد من شهر آذار الماضي 2012م.
ينحدر قاسم الكردي من أكراد مدينة وان في كردستان الشمالية التي هاجر منها أجداده إلى دمشق، وعند تأسيس الأردن الحديث 1921 جاء والده إلى عمان ليعمل في الجيش ثم تركه ليعمل في القطاع الخاص، ولشدة وطنيته اختاره أكراد عمان مختارا لهم، وكان له دور كبير في خدمة أبناء جلدته الكرد، وقد تأثر قاسم الكردي بوالده، وغدا محله التجاري مقرا لكل وارد أو مسافر من والى عمان من أكراد سوريا والعراق وفلسطين وأكراد الأردن، وقد تعرفت عليه عام 1987 عندما كنت أقوم بتأليف كتابا عن أكراد الأردن الذي صدر لاحقا باسم: ألأكراد الأردنيون، وبالفعل رتب لي لقاءات عديدة مع أكراد عمان وجمعية صلاح الدين الأيوبي، وكان البوابة التي عرفتني بأكراد عمان، وفي كل مرة كنت انزل العاصمة عمان أعرج عليه واستمع إلى أخبار ونشاطات الأكراد، وأتعرف على زواره الأكراد القادمين من سوريا والعراق، وكنت أحدثه عن بعض القضايا الكردية فكان يعطيني الجواب الموجز والمقنع والكافي عن ذلك الموضوع، كما أرشدني إلى مكتبات في عمان التي كانت تبيع الكتب الكردية، بل كان يزودني بمؤلفات كردية من مكتبته الخاصة، وكان لها دورا كبيرا في كتابة مؤلفاتي، كما أنه رتب لي لقاءً تاريخيا مع المؤرخ الكردي الكبير علي سيدو الكردي عام 1987م.
كما رساما وفنانا، ويقوم بعمل رسوم لكتب الأطفال التي كان يؤلفها الأديب الكردي محمد أمين أرسلان المقيم في السويد، وكان يتقن اللغة الكردية، وله العديد من الملاحظات والتوجيهات لي خلال نشاطي واهتماماتي الجارفة، منها قوله لي:أخاف عليك من الإحباط... أخاف عليك من الذين تكتب وتنافح عنهم. لقد صدقت توقعاته.. ولكنني تجاوزتها ولم احفل بمن ينتقدني بدافع الحسد والغل، وعرفت مدى ضحالة ثقافة البعض، وتفاهة نقدهم، وعرفت كيف اشق طريقي إلى الأمام، ونجحت بتوفيق الله... وغدت مؤلفاتي يتناولها الكرد في كل مكان.. والفضل في بعضها يعود إلى هذا الصديق المرحوم قاسم الكردي، لقد نافح عن القضية الكردية حسب طاقته، وقدم جهده وماله ووقته لخدمة تلك القضيته، وكان محله التجاري ملتقى لكافة الأكراد ..
لقد غاب عنا (أبو أزاد) بجسده، أما أفكاره وأعماله ومآثره الكبيرة فستبقى يذكرها أصدقاؤه ومحبوه، وهنا نترحم عليه ونسأل الله له الفردوس الأعلى، وحسن العزاء لأسرته ولإخوانه، ولكل من أحبه وعرفه. [1]
د. محمد الصويركي الكردي
عمان/الأردن