مع بدء كل عام دراسي، تتجدد معاناة الطلبة في مقاطعة الشهباء وقرى ناحيتي شرا وشيراوا جنوب مقاطعة #عفرين# المحتلة، وتستمر هذه المعاناة حتى نهاية العام الدراسي؛ بسبب عنهجية حكومة دمشق في حصارها للمقاطعة من جهة، وقصف جيش الاحتلال التركي ومرتزقته التي تعرض حياتهم للخطر من جهة أخرى.
للعام الخامس على التوالي، يعاني طلبة إقليم عفرين في مقاطعة الشهباء، من عنجهية حكومة دمشق وحصارها الجائر، حيث تمنع دخول الكتب المدرسية والقرطاسية إلى المقاطعة، عبر حواجزها الأمنية على الطريق الواصل بين مدينة منبج ومقاطعة الشهباء، بالإضافة إلى قصف جيش الاحتلال التركي ومرتزقته المستمر على القرى الآهلة في الشهباء وناحيتي شرا وشيراوا.
وبحسب هيئة التربية والتعليم لإقليم عفرين، فإن نحو 3 آلاف طالب/ة في ناحية شيراوا، موزعين على 14 مدرسة، شبه محرومين من الدراسة؛ بسبب قذائف جيش الاحتلال التركي ومرتزقته التي تنهمر على المدارس في قرى الناحيتين، وآخرها كان استهداف مدرسة قرية بينه للمرحلة الابتدائية والإعدادية، والتي أدت إلى تدمير أجزاء منها.
كما أن طلبة ناحية تل رفعت ليسوا بمنأى عن القذائف المدفعية والطائرات المسيّرة التي تنهمر على مركز الناحية، حيث استشهد 8 طلاب أثناء عودتهم من المدرسة في 2 كانون الأول عام 2019. جراء قصف الاحتلال التركي.
ووفقاً لإحصائيات هيئة التربية والتعليم في إقليم عفرين، فقد بلغ عدد الطلبة هذا العام 14 531 طالب/ة، موزعين على 72 مدرسة في مقاطعة الشهباء وقرى ناحيتي شرا وشيراوا.
'مرّق دبابة وممنوع تمرّق كتاب '
قال نائب الرئيس المشترك لهيئة التربية والتعليم في إقليم عفرين فاضل جاويش حكومة دمشق تمنع دخول الكتب المدرسية والقرطاسية إلى مقاطعة الشهباء؛ لأنها ترى فيها خطراً على سياساتها الخبيثة، على مبدأ (مرّق دبابة وممنوع تمرّق كتاب).
مضيفاً حكومة دمشق تعتبر دخول الكتب المدرسية إلى الشهباء أخطر من دخول الأسلحة والأشياء المحظورة، متسائلاً هل التعلم باللغة الأم جريمة يعاقب عليها القانون؟.
وحول استهداف المدارس، قال جاويش إن دولة الاحتلال التركي تعرض حياة الطلبة للخطر، واستهداف المدارس ومحيطها يؤثر سلباً على العملية التعليمية.
لفت جاويش إلى أن السياسات التي تمارسها دولة الاحتلال التركي وحكومة دمشق تصب في خانة واحدة، وهي منع أبناء المنطقة من التعلم باللغة الأم.
والجدير بالذكر أن مقاطعة الشهباء محاصرة من جميع الجهات، من قبل حكومة دمشق من جهة، وجيش الاحتلال التركي ومرتزقته من جهة أخرى، لوقوعها على خطوط التماس مع هذه القوى الموجودة.
أشار جاويش إلى سياسات دولة الاحتلال التركي في المناطق المحتلة، وخاصة في عفرين، مبيناً بعد احتلالها لعفرين، استهدفت دولة الاحتلال التركي المدارس، وحوّلتها إلى أماكن لتعذيب المواطنين وإلى مقرات عسكرية، بالإضافة إلى تتريك المنطقة وتغيير معالمها جذرياً، مؤكداً أنها تحاول تكرار السيناريو في مناطق الشهباء أيضاً.
وفي ختام حديثه، طالب نائب الرئيس المشترك لهيئة التربية والتعليم لإقليم عفرين فاضل جاويش، المنظمات الدولية والحقوقية للجم دولة الاحتلال التركي وحكومة دمشق.
الاحتلال التركي لن ينال مراده من استهداف المدارس
من جهتها، أشارت الإدارية في مدرسة مخيم العودة في قرية الزيارة التابعة لناحية شيراوا، هيفين خليل، إلى أن المرتزقة يتعمدون قصف المدارس لمنع الطلبة من ارتيادها بدأ العام الدراسي ونحن نسجل الطلبة الجدد، لكن قصف العدو المستمر على قرى ناحية شيراوا، يمنعهم من القدوم إلى المدرسة، فمنذ فترة تعرضت مدرسة قرية بينه للقصف ودُمّر جزء منها، لهذا يتخوف الأهالي من إرسال أولادهم إلى المدرسة.
أكدت هيفين أن المحتل لن ينال مراده في منع الطلبة من التعلم بلغتهم الأم هذه المدارس لا تبعد عن خط الجبهة سوى أمتار، والعدو لا يريد أن يرتاد الطلبة المدارس، إلا أننا نحن المعلمون والطلبة لنا هدف مشترك وهو التعلم، رغم كل الظروف.
وعن كيفية التصرف عند حصول قصف أثناء الدوام المدرسي، قالت هيفين عندما يبدأ القصف ونحن في المدرسة، نقوم فوراً بأخذ الطلبة إلى مكان آمن.
هذا وتستمر دولة الاحتلال التركي في تتريك مقاطعة عفرين المحتلة، وفرض اللغة التركية على المدارس، ومنع التعلم باللغة الكردية.
وبحسب إحصائيات هيئة التربية والتعليم، فإن الاحتلال التركي دمّر أكثر من 68 مدرسة في قرى ونواحي عفرين المحتلة، إبان احتلاله لها، وحوّل مدارس أخرى إلى مقرات للاستخبارات التركية وأماكن لتعذيب المواطنين.
وأفادت مصادر من عفرين المحتلة بأن الاحتلال التركي حوّل مدرسة أزهار عفرين إلى مقر للاستخبارات التركية (MIT) ومدرسة جكر خون إلى سجن لجيش الاحتلال التركي، ومدرسة الشهيدة عزيمة إلى مقر لمرتزقة الاحتلال التركي، بالإضافة إلى تحويل كلية الهندسة الميكانيكية إلى مقر لمرتزقة فرقة الحمزة.[1]