نداء ومناشدة لأحزابنا وللإدارة الذاتية.
الحوار المتمدن-العدد: 5436 – 2017-02-18
المحور: القضية الكردية
#بير رستم# (أحمد مصطفى)
بدايةً كل الشكر والتقدير لعموم الحركة الوطنية الكوردية والتي حملت تاريخياً عبأ العمل الوطني دفاعاً عن قضايا شعبنا وكذلك كل التحية والتقدير لجهود كل من يساهم في إدارة وحماية مناطقنا من كوادر سياسية فنية وقوات الحماية الشعبية وآسايش وغيرها من الإدارات ونأمل الارتقاء بعملهم وفي مختلف المجالات والمناحي الخدمية والأمنية، كما نأمل السلامة لهم ولعموم أبناء شعبنا وخاصةً أولئك الذين بقوا في الداخل حيث يستحقون على بقائهم وصمودهم كل تقدير واحترام ومودة.
إننا لن نطيل أكثر في هذه المقدمة والديباجة، كما إننا ندرك الظروف والمخاطر الصعبة للجميع وخاصةً بالنسبة للقائمين على الإدارة الذاتية حيث الإمكانيات القليلة وكثرة الأعداء المحيطين بهم وظروف الحرب والفوضى والصراعات الإقليمية والدولية في _وعلى_ سوريا حيث تزيد من تعقيد الأمور وبالتالي تلزم تضافر كل الجهود والقوى والفعاليات والأحزاب للمشاركة في التأسيس لمشروع سياسي يخدم شعبنا وقضايانا الوطنية حيث المرحلة تتطلب توافر كل تلك الجهود مجتمعةً.
وانطلاقاً من هذه القناعة والمبدأ فقد بادرت بتوجيه هذه الرسالة لكل الأطراف الوطنية والتي قد تلاقي بعض الآذان الصاغية، لتكون بادرة أخرى قد تساهم في رأب الصدع والتشظي الكوردي في روج آفاي كوردستان والتي تتطلب تنسيقاً سياسياً بين مختلف الفصائل والقوى السياسية المجتمعية الكوردية وكذلك مع باقي مكونات المنطقة الأخرى وذلك للمحافظة على ما أنجز وتحقيق المزيد من الإنجازات والمكاسب السياسية لشعبنا ولقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان عموماً.
وبالتالي _وبقناعتي_ فإن المطلوب هو العمل على إعادة الأمور إلى طبيعتها ولحمتها الأولية بحيث يكون العمل المشترك قدر الإمكان أو على الأقل الكف عن سياسات التخوين بحق بعضها -ونقصد بين أحزاب المجلس الوطني الكردي وحركة المجتمع الديمقراطي وكذلك أحزاب التحالف الوطني وباقي الأطراف والأحزاب الأخرى- كمرحلة أولية وذلك كي لا نساهم في المزيد من الشرخ المجتمعي بين أبناء شعبنا حيث بات الخلاف عدائياً بين الإخوة وأبناء القضية الواحدة بحيث بتنا نفقد صداقة الكثير من الأصدقاء الذين تربطنا علاقات صداقة أخوية طويلة الأمد بهم وذلك لمجرد الاختلاف بالرأي السياسي بين مؤيد و(معادي) وليس معارض وللأسف!!
ولذلك فإنني أدعو، كمتابع وأحد أبناء القضية، كل الأطراف والقوى السياسية والفعاليات الثقافية لإطلاق مبادرة وطنية خاصة ب”روج آفاي” كوردستان للالتقاء والحوار في كوباني تحديداً -لم لها من رمزية نضالية- حيث حريَ بمن يدعو إلى مؤتمر كوردستاني أن يبادر أولاً لمؤتمر أصغر وعلى مستوى روج آفا بحيث تكون منطلقاً لبداية جديدة للعمل الوطني المشترك وهنا تقع المسؤولية الأكبر على عاتق الإدارة الذاتية لم تملك من إمكانيات للقيام بتلك المبادرة والمسؤولية التاريخية، متمنياً أن يتجاوز الإخوة العقلية الحزبية والعمل بالعقلية المؤسساتية حيث سياسات الإلغاء والإقصاء أو التبعية والإلحاق لها نتائجها الكارثية والتي نعيشها اليوم في سوريا وعدد من دول المنطقة العربية والشرق أوسطية، كما ندعو في المقابل أن يتخلى الإخوة في المجلس الوطني الكف عن تلك السياسة العدائية ضد منجزات الإدارة الذاتية.
ملاحظة؛ إننا ندرك مدى ارتباط كل طرف بالمحاور الإقليمية وأجنداتها السياسية وكذلك ندرك أبعاد الانقسامات والمصالح الدولية والإقليمية وأبعاد تلك على ترسيخ الانقسام والشرخ السياسي للحركة الكوردية، كما ندرك بأن العقلية الشرقية والكوردية ضمناً لن تتحول بين ليلة وضحاها لعقلية مدنية ديمقراطية على غرار التجربة السويسرية، لكن كل ذلك لا يمنع أن نبادر إلى الدعوة للتنسيق والعمل الوطني المشترك ونأمل أن يلاقي النداء والمناشدة بعض الاهتمام والدراسة، لعلها تساهم في تشكيل وعي سياسي جديد وبداية أخرى للعمل الوطني المؤسساتي المشترك بين مختلف الأطياف المجتمعية والسياسية في روج أفاي كوردستان.[1]