دولة كوردستان يقره البرلمان التركي!!
#بير رستم# (أحمد مصطفى)
إن قرار الأحزاب التركية الثلاث (AKP – CHP – MHP) ضد حزب الشعوب الديمقراطي والبرلمانيين الكورد يذكرنا بحكاية من المنطقة، حيث يحكى بأن كل من الراحل “علي عه كل”؛ فنان شعبي من ناحية شيخ الحديد بعفرين والراحل الآخر “شيخ حسين” إمام الجامع للبلدة، كانا على علاقة طيبة وصداقة متينة أمتدت من الطفولة وأستمرت إلى أن فارقا الحياة وذلك رغم إختلافهما وإفتراقهما الفكري بعد مرحلة الشباب حيث أصبح الأول فناناً شعبياً لا يفارق كأس الخمر وآلة البزق، بينما الآخر توجه صوب الإيمان والعقيدة الإسلامية إلى أن أصبح إماماً لجامع البلدة، لكن ورغم هذا التباين الفكري فقد حافظا على صداقتهما الطيبة وهذه هي إحدى سمات الحالة الدينية في المنطقة حيث التسامح الديني بين أبناء عفرين.
وهكذا فإن صديقا الطفولة إستمرا بعلاقتهما، لكن كانت دائماً هناك نوع من المناكفة والمماحكة بين الإثنين بخصوص إختيار نمط مغاير من الحياة وكل منهما يريد أن يؤكد؛ بأن الآخر إختار طريقاً كان يجب أن لا يختاره وبحكم البيئة والواقع كان صوت الإمام هو الأعلى وفي كل مرة يلتقيان يدعوه إلى العقيدة والإيمان والصلاة خلفه بالجامع إلى أن كان في أحد الأيام حيث كان فناننا الشعبي وكالعادة ساهراً مع كأس الخمر وإذا بصديقه يؤذن ويدعو الناس لصلاة الفجر، فما كان منه إلا أن أزاح كأس الخمر وتوجه إلى الجامع وبدخوله بين المصلين فاحت رائحة العرق فألتفتوا جميعاً وإذ لاحوا بأن الراحل “علي عه كل” بينهم فعرفوا مصدرها كون البلدة صغيرة والواحد منهم على معرفة بكل أهلها وناسها.
وهنا صعد الإمام “شيخ حسين” إلى المنبر ليقول لصديقه الذي أحرجهم بدخوله إلى الجامع ورائحة العرق تفوح منه؛ “أيها السكير لعنك الله، ماذا تفعل هنا في بيت الله.. هيا أخرج منها”. وعندما سمع فناننا بأن صديقه وأمام الملأ طلب منه الخروج من الجامع، ألتفت إليهم وقال؛ “الحمدالله هيّ أجيت منكم أو مو مني” بمعنى أنه أنتم من رفضتم أن أكون بينكم ولم تقبلوني ولست أنا من رفض أن يكون بينكم.. وهنا نود أن نعود لقرار الأحزاب التركية الثلاث برفع الحصانة عن البرلمانيين الكورد، بل ومحاكمتهم بأحكام قراقوشية ظالمة وغير عقلانية لم تقم بها أي محكمة أخرى بكل التاريخ الإنساني، بأن قرارهم وإخراجهم للبرلمانيين الكورد يشبه إخراج فناننا من الجامع.
ولذلك فإنني أطالب هؤلاء السادة الإخوة إلى الإقتداء بذاك الفنان العفريني الشعبي وبأن يقولوا للحكومة والبرلمان التركي؛ “الحمدالله هي إجيت منكم أو مو منا” وإن قراركم هو إعتراف أن ما يعرف ب(الدولة التركية) هي حقيقةً ليست إلا تركيا وكوردستان وهو بالمناسبة إقرار وإعتراف غير معلن من الحكومة التركية وبرلمانها بهذه الحقيقة الدامغة وأن على الجميع العمل وفق هذا الواقع الإنقسامي وبالتالي فإننا ندعو هؤلاء السادة الأفاضل من برلماني حزب الشعوب الديمقراطي إلى الإعلان والعمل تحت مسمى برلماني كوردستان والقيام بمهام المؤسسة التشريعية لإقليم كوردستان الشمالي.
وبذلك فإن تركيا وبشكل طبيعي عليها أن تذهب إلى الحل الأخير حيث الإنفصال والطلاق بين شعبين ومكونين ودولتين؛ أحدهما يقوم بدور المُحتَل المُستعمِر (تركيا) والثاني هو الواقع تحت الإحتلال ونير الإستعمار، بل الإستعباد التركي الطوراني الإخواني _أي كوردستان_ وقد حان الوقت لأن يرفع هذا الغبن عن شعبنا ووطننا وبالتالي أن نكون جيران بالحدود أفضل من أن نكون أناس غير مرحبين بنا في برلماناتكم ودولكم الغاصبة للجغرافية والقضية وتمارسون سيادتكم وغطرستكم على شعبنا.. ولتكون من هنا البداية نحو إستقلال كوردستان.[1]