=KTML_Bold=إعلان هولير بين الضرورة التاريخية لنضال الشعب الكردي ومواجهة السياسات المعادية=KTML_End=
كورداونلاين
الاتفاقية ضربة قاصمة لظهر البعير التركي و مخططاتها لضرب الحركة النضالية السلمية للشعب الكردي في غربي كردستان و سوريا
للتاريخ عبر و فوائد يمكن الاستفادة منها من خلال التفسير الصحيح لمجرياته و النقد البناء لحركته السيرورية وتحليل حركة المجتمع في كل من أوقاته و أحداثه، و في تاريخينا الكردي الممتلئ بالأحداث وكيفية التعامل الخارجي مع القضية الكردية الكثير مما يمكنننا الاستفادة بشكل جدي منها في وضعنا الحاضر لضمان الوجهة الصحيحة لنضال شعبنا الكردي في غرب كردستان و سوريا في ثورته ضد أعتى الأنظمة وحشية، وعلى السياسات الممنهجة ضد مستقبله، الذي يرسمه بدماء و كدح جميع أبنائه، و أثبت بأن وحدة الكرد هي السبيل الوحيد لإيصال شعبنا الكردي إلى حريته بأقل خسارة في الزمن و الارواح الكردية، بموازة الالاعيب و الخطط المسيَرة في خنق هذا الهدف الكردي الساميَ كأي شعب على وجه الخليقة.
فكان إعلان هولير هي النتيجة المثمرة للقوى الكردية في غرب كردستان للوصول إلى صيغة توافقية كردية لبناء إرادة كردية مشتركة، جاءت نتيجة المحاولات الحثيثة من القوى الكردية خاصة حزب الاتحاد الديمقراطي و مجلس شعب غربي كردستان و المجلس الوطني الكردي في سوريا، و استكمالا لمبادرة قامشلو للاحزاب الكردية في أيار عام 2011 و اتفاقية 19 من كانون الثاني 2012، و تحت الضغط الشعبي الذي دعا بشكل واضح في إحدى جمعه جمعة و حدة الصف الكردي، دعى فيها الشعب الكردي بشكل واضح و صريح القوى الكردية لتوحيد صفوفها وذلك منذ بدايات الثورة لتشكيل جبهة كردية موحدة أمام القمع و الاضطهاد الممارس من قبل النظام البعثي والانكار الممارس من قبل المعارضة العربية، هذه المعارضة التي تثبت كل يوم نياتها المستورة تحت عورات تركيا الاردوغانية، و كان مؤتمر القاهرة الأخير خير دليل على استمرار النهج الانكاري مع وجود هذه المعاراضة التي تتوق لاستلام السلطة من بعد اسقاط النظام الشوفيني البعثي حتى و لو ذخرت دماء الكرد و باقي المكونات الشعبية في سوريا في سبيل غاياتها.
و من أهم نقاط هذه الاتفاقية هو تشكيل الهيئة الكردية العليا وهي الهيئة الرئاسية السياسية تمت في تحديد السياسة العامة و الحراك الكردي في مرحلة مصيرية للشعب الكردي وكذلك الهيئة المشتركة للحوار مع الجهات الاخرى و الاطراف الخارجية، وبذلك تكون الهيئة الكردية العليا و باقي اللجان المشتركة التي تنص بنود الاتفاقية على تشكيلها هي بمثابة الجسد الكردي الموحد و تتحمل كامل المسؤولية التاريخية أمام الشعب الكردي في أداء واجبها الوطني و الاخلاقي أمام التضحيات الجسَام التي قدمها شعبنا في غربي كردستان و المستعد لتقديم المزيد في سبيل نيل حريته و حقوقه العادلة كشعب يعيش على أرضه التاريخية و تعتمد على النضال السلمي في ثورته.
و تتلقى لجان الحماية الشعبية أهمية كبيرة أيضا في هذا الاتفاق حيث أدركت جميع القوى الكردية أهمية هذه اللجان و دورها الاساسي في حماية المناطق الكردية، و توصلت النقاشات في توسيع اللجان الشعبية و الاهتمام بها أكثر لتكون حصنا منيعا للمدن و القرى الكردية و مناطق تواجد الشعب الكردي أيضا، من أية سياسات و خطط ممنهجة هادفة لضرب نضال وأمن الشعب الكردي، وذلك من خلال مشاركة المجلس الوطني الكردي فيها وألاَ تكون على كاهل مجلس شعب غربي كردستان وكذلك التكثيف من عملها في خلق الآمان ومنع انتشار حالة الفوضى في المجتمع الكردي.
ان ما أتفق عليه في بنود وثيقة هولير بين المجلسين الكرديين القوتين الاساسيتين في غرب كردستان، تعتبر خطوة تاريخية في كسر الحواجز التي يبنيها أعداء الشعب الكردي في عموم كردستان لأعاقة شغفه بالحرية، و تجبر الولايات المتحدة الامريكية وأوروبا إلى الكف عن ممارساتها الداعمة لهم في قتل وانكار الشعب الكردي في الاجزاء الاربعة، وهي الأعرف من الجميع بمدى أحقية النضال الكردي في نيل حريته، إلا إن فرقة الكرد والمصالح الامريكية و الاوروبية مع الدول المحتلة لكردستان، تغمض عيونها على الممارسات اللاأخلاقية بحق الشعب الكردي، كما و ستجبرها أيضا الجلوس على طاولة الكرد كقوة أساسية ورئيسية في معادلات الشرق الاوسط و العالم.
لقد كانت هذه الاتفاقية ضربة قاصمة لظهر البعير التركي و مخططاتها لضرب الحركة النضالية السلمية للشعب الكردي في غربي كردستان و سوريا و التي انكشفت في الوثيقة السرية المسربة لوزارة الخارجية التركية الى قنصليتها في هولير و محاولاتها الاستفادة من الاختلاف السياسي للقوى الكردية في غرب كردستان، وخلق أزلام لها متواطئين لها في مدن و قرى غربي كردستان لخلق نوع من الفوضى بين صفوف المجتمع الكردي يكون المستفيد منه أعداء الشعب الكردي، ومحاولة الأتيان بالجيش السوري الحر الى المناطق الكردية ليس لأي غرض وطني وإنما لتكون فريسة سائغة بيد الجيش النظامي الوحشي، لتدمير المناطق الكردية وإراته السياسية الحرة.
دلكش خليل
[1]