=KTML_Bold=“باتزمي بيرالي” أقدم طقوس الكرد الإيزيديين.. فما هو؟=KTML_End=
ريناس رمو
يعد عيد باتزمي من أقدم الأعياد الإيزيدية التي ورثوها عن أجدادهم على مر التاريخ وتستمر طقوسها إلى اليوم ولكن بشكل علني بعد أن كانت الطقوس تمارس بشكل خفي.
كثيرة هي الأعياد التي يمارسها أبناء الدين الإيزيدي، هذا الدين الذي تعرض للكثير من الويلات والفرمانات التي هددت وجوده على الأرض وبفضل مقاومة أبناء هذا الدين وثورة روج آفا شمال سوريا تُمارس هذه المناسبات الدينية بحرية تامة اليوم .
كل ما يتعلق بالدين الإيزيدي مستمد من اللغة الكردية، والأعياد الإيزيدية مرتبطة بالطبيعة من حيث ممارسة طقوسها ومن مواعيد الأعياد المتزامنة مع الزراعة وقدوم الشتاء والربيع .
يأتي عيد باتزمي في الأسبوع الثاني بعد رأس السنة الميلادية بحيث يكون يوم ال 14 في التقويم الميلادي أي ما يوافق الأول من رأس السنة الإيزيدية في التقويم الشرقي.
باتزمي: كلمة باتزمي مستمدة من اللغة الكردية ولها معنى لغوي وتعني ( بي تشت ميي ) وهي كلمة كردية وتعني التجمد بدون شيء أو ( بي تيز ميي ) وتعني التجمد بدون خميرة.
والمعنى الديني لكلمة باتزمي هي مناسبة يتم الاحتفال بها لأمرين هما خلق الملائكة والكون والنور وأيضاً رأس السنة الشرقية.
تحتفل كافة عشائر جيلكا من أبناء الدين الإيزيدي بهذه المناسبة في كافة أنحاء العالم ويستمر الاحتفال بالمناسبة أسبوعاً كاملاً يبدأ من يوم الأحد وينتهي يوم الأحد ولكل يوم طقوس خاصة .
اليوم الأول ويسمى جل شو أي غسل الملابس وترتيب البيت وتقوم قبائل داسكا بتوزيع الخيرات في هذا اليوم على الفقراء من الجيران.
اليوم الثاني والثالث مخصصان لتوزيع خيرات الأموات عند عموم الإيزيديين وهذه الخيرات تتضمن الملابس بكافة أنواعها والأكل اعتقاداً أن هذه الخيرات تساعد الميت على دخول الجنة ويتم تجهيز خبز خاص لهذين اليومين.
يمثل رغيف الخبز كروية الأرض وأربع جهات في وسطها الشمس ويخرج من وسط الرغيف 12 وصلة ترمز إلى الأشهر ال 12 للسنة ويسمى الصوك ويجب جلب خمير هذا الخبز من بيت أحد من سلالة بيري الي .
اليوم الرابع وهو يوم ( بزكوران ) أي الذبح وفي هذا اليوم يقوم كل إيزيدي بذبح ذبيحة أو أكثر حسب الحالة المادية ويجب أن يذبح دابة مثل الماعز أو الغنم ويتم تقسيم الدابة إلى قسمين.
القسم الخاص ويسمى البارجا ويشمل 7 أقسام وتؤخذ كلها من الجانب الأيمن من الذبيحة وتشمل الكتف والصدر وفقرات من ظهر الذبيحة وهي تخصص لرب العيد يتم توزيعها فيما بعد.
القسم الثاني أو القسم العام وهو القسم المتبقي من الذبيحة ويمكن التصرف به بشكل حر يؤكل أو يوزع على الغير بينما يحتفظ برأس الذبيحة مع القبة حتى يوم الأحد وتعتبر حصة الشمس.
ومن طقوس عيد باتزمي صنع الجرا وتعني صنع القناديل من القماش الأبيض النظيف ويجب غسل القماش أولاً ثم يجدل ذلك القماش ويغمس في الدهن حتى يرتوي وينصب بعدها وتربط في أسفله كمية من الملح ومن الأعلى يربط بخيط ويبرد حتى يصبح على شكل شمعة وتشعل في يوم الخميس مساء من قبل رب البيت ويجتمع أفراد الأسرة ليقوم كل شخص بإشعال جرة والدعاء.
كما توجد طقوس أخرى لهذا العيد مثل الخورا وهو عبارة عن خبز خاص مقدس يصنعه الإيزيديون ويصنع من الطحين والحليب والسمنة وتختص عشيرة الداسكا بهذا الطقس المتوارث من الأجداد .
وأيضاً هناك طقس صناعة الدعبول والمهير وهي عبارة عن حبات الحنطة غير المطحونة والمقشورة واللبن ويضاف إليها الدهن ويطبخ يوم الأربعاء في ليلة البرات ويجتمع الجميع ويسهرون حتى ساعات الصباح ويقومون بالدعاء.
اليوم الخامس وهو يوم التجوال ويسمى ( الغر ) ويبدأ فيه الأطفال بالتجوال بين البيوت والحصول على الهدايا والحلويات بعدها يبقى شخص واحد فقط في البيت لاستقبال الضيوف بينما يخرج البقية للسلام على الجيران والأهل والإيزيدين .
اليوم السادس وهو يوم الاستراحة فبعد أيام من التعب من تنظيف وغسل واستقبال الضيوف يكون هذا اليوم مخصصاً للراحة والنوم مع بعض الزيارات الخفيفة.
اليوم السابع وهو يوم العمل من تنظيف البيت وطبخ الرأس والرقبة ولكن لايجوز القيام بعمل عادي كالحراثة.
اليوم الأخير يوم الأحد وهو يوم السرصال أي رأس السنة وهو آخر يوم من أيام العيد وفي هذا اليوم يتم طبخ فخذ السرصال ويوزع قسم منه على الناس وخاصة الفقراء من الجيران ويؤكل الباقي ويستمر الناس في زيارة بعضهم وبمباركة العيد ويقولون ( سرصال وباتزميا وا بيروزبي ) بمعنى مبارك عليكم رأس السنة وعيد باتزمي .
[1]