تنشر شبكة رووداو الاعلامية الفيلم الوثائقي البيت الابيض والذي يتحدث عن قصة ناجيتين ايزيديتين من تنظيم #داعش#، تم بيعهما في سوق النخاسة، تزامناً مع إحياء الذكرى السنوية للإبادة الجماعية التي تعرضت لها سنجار، على يد تنظيم داعش.
خيرية مال الله، وهي محررة من يد تنظيم داعش، تقول ان أخي مفقود، وأبي أيضاً كذلك وخالي وابن خالي. في المرة الأخيرة عندما أخذوا أولئك الرجال من تلك القرية ولم أكن عندهم، وعندما أخذوهم، كنت عند ذلك الداعشي. جئت فقالوا لي: لقد أخذوا أباكِ وأخاكِ والآخرين.
فيما تقول هيام صبري، وهي محررة من يد تنظيم داعش: كنا أبي وأخي الصغير وأنا، وكانت عندنا حفلة عرس في (خانهْ سۆر). كنا قد ذهبنا إلى عرس ابنة عمي. حتى الآن، أنا وأمي وأختي وأخي، حُرِّرْنا، وحُرِّرت اثنتان من بنات عمي. أبي وثلاثة من أبناء عمي لا يزالون في أيدي داعش، لا نعرف عنهم شيئًا.
هذه المرأة ولدت عام 1995، وفي عام 2013 صارت زوجةً لداعشي، وفي نهاية عام 2016 بسبب قصف عدد من مواقع داعش، قُتِل زوجها في صحراء سَمارة، وحاليًا تعيش مع طفليها في حي (أَمِيْل) في الجانب الأيمن من مدينة #الموصل#.
زوجة داعشي من الموصل، تقول: كنا نقرأ الشريعة. تدربتُ 15 يومًا. كتب الشريعة، سابقًا كنت مُصِرّة على الجهاد، وحاليًّا أكثر، إذًا لا تحاولوا، كفى، نحن هادئات. كان عنيدًا. قلت له سأذهب إلى أهلي، فقال اذهبي إلى أهلك. قلت له: لماذا؟. فقال: سأخطبك وأتزوجك. توجد فتيات كثيرات، لا أستطيع المجيء معكم.
زوجة الداعشيٍّ، عندما حُرِّرت الموصل، نزحتْ مثل جميع سكان المدينة، لكنّ القوات الأمنية اعتقلت زوجها بتهمة علاقته بمسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
هذه المرأة ولدت عام 1987 من سكان مدينة الموصل، وأمٌّ لأربع بنات، وتزوجت عام 2007، سابقًا كان زوجها شخصًا بسيطًا، لكن عندما وصل مسلَّحو داعش إلى الموصل، تواصلَ معهم وبايع الدولة الإسلامية، وحاليًا تعيش هذه المرأة في حي (تل الرمانة) في بيت بالايجار.
وتضيف: خرجنا. أوقفَ السيارة، فقلت له: إلى أين؟. قال: عندي قليل من العمل عند بعض الأشخاص، سآتي. ذهبَ وبقي مدة ساعة أو نصف ساعة، ثم عاد. وعندما عاد، كان قد اصطحب معه فتاتين. سألته: من هاتانِ الفتاتان؟ قال: فلتدخلا المنزل، ثم سأقول لك. لكني لم أصبر حتى أدخل البيت، فقلت له: إذًا قل لي، من هاتان في السيارة؟ قال لي: إنهما أيزديتان. فتحدثت وصرخت قائلة له: لماذا أتيت بهما؟ قال: لا علاقة لك بذلك، الأمر عندنا كذلك، يجب أن نفعل هذا. فعندما نَدْهَمُ منطقةً غير مسلمة، فإننا نأخذ نساءهم وفتياتهم كَجَوارٍ.
واشارت الى انها المرة الأولى التي كان يريد فيها أن يشتري الفتيات، كان يجعلهن يُسْلِمْنَ. وعندما يُسْلِمْنَ أيضًا، فإنني سأجعلهنّ خادمات لك في البيت. رفضت ذلك بادئ الأمر، لم أقْبَلْ. حدث بيننا بعض الشجار. قال لي: تعالي معي لتختاري. كيف، كيف ذلك؟! فقال: تعالي لتختاري. قلتُ: لا أختار. قال: تعالي معي. مضيتُ معه. طبعًا ذهبنا معًا إلى بيتنا في (الطيران).
وتقول خيرية مال الله، المحررة من يد داعش: كان هناك قبوٌ، وفوقه طابق، كنتُ في ذلك الطابق الأول وكان القبو في الأسفل، كانوا قد وضعوا فيه سيارات وكثيرًا من الأسلحة والمعدّات والمواد والأغراض الأُخرى، لكن في المرة الأأولى قبل أن يُدْخلونا إلى القصر، أخذونا إلى القبو، حتى لا يرانا الطيران. في ذلك القبو، كان ثمة دَرَجٌ للصعود إلى الطابق الأعلى. وكان الطابق الثاني فوق أيضًا، كذلك كان له دَرَجٌ يصعد إلى الأعلى. كان في ذلك القصر غرفٌ كثيرة.
زوجة الداعشي من الموصل، تضيف في الخارج، وقفتُ عند الحديقة. وقد اختارَ فتاتينٍ وقال: ها هما الفتاتانِ. قلت له: حسنًا. دفع المبلغ وأخذهما وخرجوا. أتينا إلى البيت. عقدت معهما صداقة. لم أعادِهما ولم أعاملهما معاملة السبايا. بل كصديقة أو كأخت.بقيتا عندي في البيت. وقد حاول أن يجعلهما تُسلِمان، لكنهما لم تُسِلِما. حوالي 15 يومًا، أقل، أكثر، لم تمكثا شهرًا. كانتا تبكيان. دُمِّر مستقبلهما. حالتهما النفسية كانت صعبة جدًّا. لا تعرفان أين بقي أهلهما، ولا أهلهما يعرفون عنهما شيئًا. حاولنا لكي تهربا، لكننا لمن نستطع. حاولتا الفرار ساعدتهما، لكننا لم نتمكن من ذلك ولم ننجح. عندما كان أبو عائشة يخرج من البيت، كانتا تساعدانني في أعمال البيت، أعمال أطفالي، في كثير من الأعمال، كانتا تساعدانني. وعندما كان أبو عائشة يأتي، كان يحادثهما عن الدين والإسلام، لكن ملامحهما كانت تتغير، لأنهما ما كانتا تريدان أن تُسلِما. قال لي: إن لم تُسلِما، فليس لديك أطفال كثر ولا حاجة لك بخادمات، ذلك، إن لم تُسلِما، فإني سآخذهما لبيعهما. قلت له: كما تريد. بعدها بفترة، جاء أميران، وأخذا تَيْنِكَ الفتاتين بعد أن اتفقوا على سعرهما، وأُخِذت الفتاتانِ.
في حن تقول هيام صبري، المحررة من يد داعش: أخذونا جميعًا إلى أحد البيوت. بعدها كانت جماعات من الداعشيين تأتي وتختار. كلٌّ يختار واحدة لنفسه. لكنهم لم يسمحوا لنا أنا وليلى أن نذهب، بسبب صغر سنِّنا، وكان لك منا طفلانِ. عندما جاؤوا، أخذنا نحن الاثنتين، أبو عزّام الجزراوي.كان أمرًا سيئًا حقًّا، يحدث أمام أعيننا، كأنه شيء بلا قيمة، ما كنا نعرف، إلى أن قالوا، قال بعضهم، بمبلغ زهيد، أهكذا ترفعون السعر.
واشارت الى انه في فترة كنا في قصر المحراب، كذلك كانوا يحاولون أن يأخذوا الفتيات اللواتي يلتقونهنَّ. حتى 24 من الشهر الثاني عشر 2014، كنا في تلك القرية. كانت قوات البيشمركه تقترب، وتحرر سنجار وما حولها، لذلك خافوا أن يصل البيشركه ويحررونا، ذلك أخذونا من هناك إلى الموصل.
هيام صبري، توضح: جاؤوا بشخص اسمه أبو عبد الرحمن داغستاني، من روسيا. منحوني له. بقيت عنده حوالي عام، إلى أن هربتُ. عانينا الكثير من العذاب والمشقة. كنا نُضرَب. ودائمًا كانوا يقولون: صلّوا، اقرؤوا القرآن. فإن كنا لا نعرف ذلك فإنهم كانوا يضربوننا، أو إن كنا نقول لن نقرأ، أيضًا كانوا يضربوننا. فإن كانوا يقولون عليكنّ أن تحفظنَ سورة من القرآن، كان يجب أن نحفظها. كان ذلك أمرًا أجباريّا علينا. بعد عام من بقائي عنده، قرأت كثيرًا وتعلمت وحفظت كثيرًا من الأشياء.أخيرًا، بطريقةٍ ما تواصلت مع المهربين وهربت. المكان الأخير الذي هربت إليه، كان (الرَّقة). الأوضاع في الرّقة كانت صعبة جدًّا. كانوا يقولون إن سدّ الطبقة سينهار، لذلك خاف الناس جميعًا، المدنيون والداعشيون كلهم هربوا من داخل الرّقة. أرادوا أن يتجهوا نحو المرتفعات. أخيرًا خرجنا نحن أيضًا من بيوتنا. وقبل أن نخرج من بيوتنا، عبد الله شريم أرسل مهربًا إلينا. حاول أن يهرّبنا. لكن لأني لقيت خوفًا كثيرًا، قلت لن أهرب. قلت لا أستطيع، فإن ألقوا القبض عليَّ هذه المرّة فإنهم سيقتلونني. في النهاية، مَرّتين أو ثلاث مرّاتٍ، جاءنا المهرب إلى تلك المنطقة التي كنتُ فيها. كان يأتي مع جيراني، يحاولون التحدث معي لتحريري، واخيرًا قلت لهم: سآتي، لكنْ بشرط، ففي المرة اسابقة قلت لم يكن معي أحد، كنت وحدي أخاف كثيراً، لكن هذه المرة لن أهرب إلا إذا رافقتني فتاة أو امرأة من نسائكم، حتى أمضي بلا خوف. وأخيراً وافقوا. اقتنعوا.
شاهد العيان، عدنان كريم، يقول طبعًا مكان التعذيب، بادٍ في البيت. بيت أحد شيوخ شَمَّر العَجِيل، مع الأسف صار مرتعًا لقيادات داعش، وبيع وشراء السبايا. في العام الأول من قدوم داعش، أتيت إلى هذا المكان، مررت بالشارع، رأيت الحرّاس أمام الباب، السلاح، الحرّاس، عند البيت. فالبيت الذي يوضع أمامه الحرّاس، يعني أنه مهمٌّ، مهمّ.
فيما توضح خيرية مال الله، المحررة من يد داعش: أنا وسبع فتيات كنا هناك. كانوا قد مضوا بالفتيات الأُخريات إلى قصور أُخرى. كذلك أيضًا، بالبكاء، أصيبت كثيرات بحالة نفسية صعبة جدًّا وكان يُغمى عليهنَّ. لكنهم ما كانوا يكترثون لذلك. فإن مات الإنسان أمامهم من الألم فإنهم ما كانوا يهتمون بذلك. حتى وقت الليل، كانوا يغلقون الباب علينا و أمام الباب حارسان، كذلك فوق سطح القصر. أعطوني لشخص مصري، ووزعوا صديقاتي أيضًا. أخذني المصري، بقيت عنده ستة أشهر، وبعد ستة أشهر قصفه الطيران.
وتضيف: الأول من الشهر الخامس، 2015، أعلم أنه كان يوم الجمعة. أيضًا جاءت مجموعة، كنا كثيرات قد بقينا، أخذونا بالسيارات والحافلات. قلت: إلى أين تمضون بنا؟ قالوا: هذا ليس شأنك، سنأخذكنَّ إلى مكان آخر. في النهاية، مضت سياراتهم في الطريق، فأدركنا أننا خرجنا من العراق وتوجهنا نحو سوريا. في الطريق، كثيرًا ما كنا نحاول معرفة المكان الذي بلغناه، فكنا نرفع ستائر نوافذ السيارة قليلًا وننظر لنعرف أين نحن.
زوجة الداعشي من الموصل، تبين: مثلًا، هذا الشخص جاهدَ. مسألة الأيزديين أبسط شيء في الموصل. جاهدَ، وأخذ الفتيات الأيزديات سبايا. ومن حقهم أن يفعلوا بهنَّ ما يريدون. فقد أخذوهن في الجهاد، بدمهم، شيء كهذا. عندما يأتي الأمير، يجمع الفتيات الأيزديات ويأخذهن إلى أحد البيوت. أشجع الأشخاص يحصل على واحدة كهدية، الفتاة التي يريدها هو، يمنحونها إياه هديةً. ثم يأتي دور من يريد شراءهنَّ. أما من كان في القتال، فإنه ينال إحداهن هدية ويأخذها إلى بيته، ومن حقه أن يفعل بها ما يشاء. يريد أن يجعلها خادمة، جارية، أَمَةً، يستطيع ذلك.
وتعود خيرية مال الله، الى القول ان أول مرة، عندما كانوا يسلمون مجموعة من الفتيات لأحد المسؤولين، ما كانوا يبيعونهن، بل كانوا يقولون لذلك المسؤول: أنت وزّع. سلّمونا لمسؤول في البعّاج، وهو سجل أسماءنا على قصاصات القرعى، وكلّ من يدخل يسحب قصاصة، بحيث إ1ا كان عليها اسم فتاة، فإنها تمضي معه. كنّا في البعّاج، هكذا فعلوا. ظهر اسمي عند شخص، كانوا ينادونه (أبو سعيد) من بغداد. قالوا له هذه سبيّة. قلنا لهم: لماذا تفعلون ذلك؟! لا نريد أن تفعلوا هذا!. كانوا يقولون: أنتنَّ سبايا في أيدينا، إلى أن تبقين غير مسلمات فالأمر طبيعيٌّ، بإمكاننا أن نبيعكنّ ونشتريكنَّ، لأنكنًّ كافرات. هكذا كانوا يقولون لنا. وكان على (أبو سعيد) أن يذهب إلى بغداد، حيث القتال، ولذلك أهداني لصديقه، ليس بيعًا، بل هدية. حينها كنا أنا وخمس فتيات هناك، كذلك أعطوهنَّ لأشخاص آخرين. كما أنهم أخذوا إحدى صديقاتي إلى غرفةٍ، وكبّلوها أمام أنظارنا، هناك في البعّاج، واغتصبوها.
وأردفت: ما كنّا نصدّق. جرى اتصال هاتفي. تحدثنا مع مكتب (نيجيرفان). بعد أن سمعنا صوتهم، صدَّقْنا. أخذونا إلى مكانهم. كانوا في خيم بجوار القرية، بتل رفعت. قرية ماريّا، شيء كهذا. في تل رفعت، يعيشون على الرعي والزراعة. قالوا لنا: سنبقى معكم حتى المساء ونغادر هذا المكان. ذهبنا إليهم سيرًا، الساعة السابعة. كنا 18 شخصًا، فقد كان بيننا ثلاث فتيات أيزديات أخريات. خرجنا. السبعة مساءً، غادرنا سيرًا. كان ظلامً، وما كانا نستطيع ارتداء اللباس الملون حتى لا يعكس الصوء، وكذلك كانت الطائرة فوقنا، لحمايتنا. في الساعة الثانية عشرة وصلنا إلى هنا، كوردستان.
بدوره، يقول خيري بوزاني، وهو مسؤول ملف تحرير المختطفين الإيزديين انه حتى الآن، فإن الذين حُرِّروا، 3545 شخصًا. 84% من هؤلاء المحرَّرين، كان تحريرهم عن طريق مكتبنا. بلا شك، فإنهم كانوا يُحرَّرون بطرق مختلفة. كثيرون عملوا معنا حتى حررنا أولئك الأشخاص. حينها، كان داعش يفتح الأسواق الخاصة، يقال لها (أسواق النخاسة)، هناك كانوا يبيعونهنَّ، وكانت ثمة أسواق في أماكن أُخرى. الذين كانوا يشترونهنَّ ممن كنَّ قد ألقي القبض عليهنّ أو يتمّ بيعهنَّ أو شراؤهنَّ، كان هناك أشخاص لنا أيضًا يتابعون الموضوع وبالتالي كانوا يحررونهنَّ. طبعًا بمبالغ مالية. وأكثرهنَّ بمبالغ باهظة. حتى الآن، صرفنا على عملية تحرير المختطفات الايزديات حوالي 7 ملايين دولار.
زوجة الداعشي من الموصل، تقول ايضا: لا نعرف، يقولون إنهم قتلوهم. في البداية، كان الدعشيون يقتلون. عندما حدث التحرير، اعتقلت القوات الأمنية زوجي، كنا في الطريق، نغادر القديمة. مضيت أنا وبناتي في جهة أُخرى. حدث هذا أثناء التحرير، ولا نزال حتى الآن نعيش من مساعدات الناس، أشخاص يقدمون لنا الخيرات لنأكل، وإن لم يُقدِّموا، فالوضع هكذا.
وتوضح انه لا أحد يحبنا في المجتمع، يقولون أنتم عائلات الداعشيين. لا أحد يحبنا ولا أحد يعطينا شيئًا. يقولون لا نستطيع أن نعطيك شيئًا، لأن زوجك داعشي. نقول لهم: لكنْ ما ذنْبُنا؟ فقلوبهم.... لا أحد يحبنا. إننا نعاني الكثير من المجتمع، من الناحية المادية والمعنوية أيضًا، أي في كلّ شيء.
ليست لدينا بطاقات شخصية. بناتي الثلاث بلا هويات شخصية. طلبوا منا أن نستخرج براءة الذمة. تطلّقتُ. أريد أن أتخلص من هذه المسألة، فبسبب زوجي، ضاعت كل حقوقي. لم يبق لنا أي حق في المجتمع، من ناحية المواد الغذائية، من ناحية البطاقات الشخصية والمعيشة والرواتب، لا يحق لنا شيء. أنا وبناتي، حُرمنا من أبسط الحقوق. حُرمنا من كل شيء، حسب قولها.[1]