=KTML_Bold=الكوردي كائن مسلوب.!!=KTML_End=
#بير رستم#
نعم لديكتاتورية العمال الكوردستاني ..وألف لا لدولة “داعش” الإسلامية أو حتى العروبي
تنويه :الموقع غير مسؤول عن الأخطاء الإملائيّة أو النّحويّة ضمن المادة المنشورة إن وُجِدت؛ لأنها تُنشر وفق ما يرسلها الكاتب، كما أن مواد الرأي تُعبّر عن رأي كاتبها وليس رأي الموقع وكل ما تنشر تكون بموافقة كاتب .
لنتعرف بدايةً على العنوان ومفهوم السلبية _أو اللامبالاة_ دلالةً وإصطلاحاً؛ حيث تقول الموسوعة الحرة في ذلك ما يلي: “اللامبالاة حسب علم النفس هي حالة وجدانية سلوكية،
معناها أن يتصرف المرء بلا اهتمام في شؤون حياته أو حتى الأحداث العامة كالسياسة وإن كان هذا في غير صالحه. مع عدم توفر الإرادة على الفعل وعدم القدرة على الاهتمام بشأن النتائج أو هي قمع الاحاسيس مثل الاهتمام والاثارة والتحفز أو الهوى، فاللامبالي هو فرد لا يهتم بالنواحي العاطفية أو الاجتماعية أو الاقتصادية وكذلك قد يبدي الكسل وعدم الحساسية. وقد يكون هذا التصرف جراء عدم قدرة المرء على حل المشكلات التي تواجهه أو ضعفه أمام التحديات. إضافة إلى استخفافه بمشاعر الاخرين أو باهتماماتهم الثانوية كالطموح والامال والهوايات الفردية أو المشاعر العاطفية المختلفة كالحب والكراهية والخصام والحسد وغيرها إذ أن اللا مبالي لايجد اي فرق بين كل تلك المشاعر وان لم يبد هذا الامر صراحة امام الاخرين” وتضيف الموسوعة بأن “أول من انشأ مصطلح السلبية أو اللامبالاة هم الرواقيون: انطفاء المشاعر بسبب سيادة العقل. وفي المسيحية دخلت اللامبالاة الفكر الديني على يد كلمنس الكسندروس الذي اعتمد المصطلح للتعبير عن الازدراء من جميع الشواغل الدنيوية، حالة من إماتة الجسد، كما يصف الإنجيل. الفيلسوف روبرت مينارد هاتشينز اوضح ان موت الديموقراطية هو بسبب اللامبالاة السياسية. الدكتور النفسي روبرت مارين يقول إن اللامبالاة ممكن اعتبارها عرض أو متلازمة أو مرض”.
وهكذا فإن الإنسان أو الكائن السلبي والمسلوب الإرادة _اللامبالي_ هو الكائن المعطل من أي مبادرات ذاتية خلاقة تبرز جانبه الإيجابي الفاعل في الحياة حيث يكون في كل شيء تابعاً خانعاً ذليلاً للآخر ومشاريعه المختلفة؛ الدينية والفكرية وأخيراً السياسية فهو في أقصى طاقاته “الإنتاجية” يحاول مسايرة الآخر وتقليده، بل وفي أغلب الحالات تمجيد الآخر والولاء له ولمشاريعه المختلفة.. وبالتأكيد فإن هذه الخاصية هي ليست نتاج جينات وراثية بأمة وشعب ما وإنما تكونت وتبلورت في مجتمع ما وذلك عبر مسيرة تاريخية طويلة من القمع والإلحاق والإذلال والخنوع وهكذا فهي صفات سايكولوجية إجتماعية مكتسبة تتوارثها الأجيال عبر منظومات ثقافية فكرية خانعة تكرس الضعف والهوان تحت شعار “السلامة والتعايش المشترك والأخوة الزائفة” و”ربي السترة” و”من الحيط للحيط” و”من يتزوج أمي نقول له عمي”.. وإلى آخر الإسطوانة التي تمجد طغيان وإستبداد الآخر بحجة السلامة والإبتعاد عن الدخول في مواجهات “لسنا مستعدين لها” وهم في حقيقة الأمر يخفون جبنهم وسلبية الإرادة والقرار السياسي والنابع من سايكولوجية الإنسان المقهور، بل المسلوب الإرادة حيث إن الأخير يعبر عن أسوأ حالات القهر الإنساني والذي يكون فيه الإنسان قد تخلى عن كل القيم الإنسانية في الكرامة وعزة النفس والدفاع عن الذات في وجه الإستعباد والإذلال للشخصية الوطنية.
وبالتالي فإن القبول بحالة “الديكتاتورية الوطنية” تكون سايكولوجياً نفسياً أفضل من الحالة السلبية اللامبالية والخنوع لإرادة الإستعباد والإستعمار الخارجي وقد يستغرب الكثير منكم؛ أن أدعي إنتمائي للنهج الليبرالي الديمقراطي وكوردياً للبارزانية وأنا أقول كلاماً كالذي جاء به عنوان البوست كون الآبوجية هي الخصم والمنافس للبارزانية من جهة ومن الجهة الأخرى تفتقد لبعض المرونة الديمقراطية وتمارس سياسة أقرب إلى حالة الاستبداد والديكتاتوريات التي عرفناها في المنطقة العربية والشرق أوسطية عموماً ولكن وعندما تكون هناك مقارنة وتفضيل بين الحالتين فالبتأكيد سيكون الأفضلية وبدون تردد للأوجلانية وعلى حساب الداعشية والعروبوية النافية والملغية لشخصيتي الوطنية الكوردية؛ حيث وبمقارنة بسيطة للمرحلتين _النظام سابقاً والكانتونات حالياً ورغم كل السلبيات_ فإن في مرحلة النظام وعندما كنا صغاراً كانت تفرض علينا لغةً لا نفقه فيها كلمة، بل ويوبخنا “المعلم” وربما يحتقرنا لأننا لا نتقن لغة الضاد وهو يسخر منا وبكل عنجهيته ووقاحته؛ بأننا نتحدث “لغة سنسكريتية” وهي بالمناسبة لغة أجدادنا الأولين _وربما لا يعلم الكثير منا تلك الحقيقة_ ولذلك تجده هو نفسه؛ أي “الكوردي المسلوب” الإرادة وهو يقول عن حديث وكلام لرفيقٍ له: بأنه “سنسكريتي” وذلك في إشارة إلا عدم بلاغته أو غوغائيته وللأسف بلهجة تهكمية ساخرة وهكذا نكون قد تنكرنا لشخصيتنا وذاتنا الكوردية وفي حالة إستلاب كلي للشخصية.
لكن ما نجده اليوم ورغم كل سلبيات الكانتونات والإدارة الذاتية؛ فإن أطفالنا يتوجهون لمدارسهم وهم يتعلمون بلغة الأم وبإفتخار وعزة وكرامة في تكوين شخصية وطنية تفتخر بالإنتماء للجذور التاريخية والقومية.. وأعتقد بأن الفارق شاسع بين أن تتعرض في اليوم الدراسي الأول بحياتك _طفل في السادسة من العمر_ للتوبيخ والإستهزاء والسخرية من المعلم _وهنا المعلم يمثل القدوة والمثال للإقتداء به من قبل التلميذ وذلك من بعد شخصية الأب_ وبين أن يستقبلك معلمك وأستاذك بلغتك وهو يبتسم حيث الفارق عميق من الناحية النفسية السايكولوجية؛ ففي الحالة الأولى التوبيخ والسخرية منك ومن لغتك “السنسكريتية، الكوردية” تعني تحطيم وتقزيم الشخصية الوطنية والدخول ضمن القوقعة الإنطوائية وهي تمهيد لحالة تكريس شخصية العبد لدى الإنسان المسلوب الإرادة بينما في الحالة الأخرى _التعلم بلغتك_ والإعتزاز بها وبثقافتك وتاريخك.. فإنها تعمل على تكوين وترسيخ الشخصية الوطنية الكوردية والإفتخار بها وبالتالي فإن الفرق بين الحالتين سوف يجعلنا أن نفضل حالة الاستبداد الوطني على الإسلام الداعشي أو حتى العروبي القومي وهما في الحالتين؛ الإسلامية والعروبية يقمعان الشخصية الوطنية الكوردستانية وهذه ليست دعة للحالة العصبية والعنصرية للقومية، بل هي دعوة لبناء الشخصية الكوردية الفاعلة والإيجابية وبعيداً عن الروح السلبية الإنعزالية.
وأخيراً نأمل من كل الذين يعملون في الحقلين الثقافي والسياسي الكوردي تدارك هذه الخصوصية في بناء الذات الكوردية في المرحلة الحالية والعمل على وحدة الكلمة الكوردية ومن خلال برنامج سياسي وإستراتيجية واحدة كون المرحلة تتطلب منا جميعاً الحرص على الوحدة الوطنية وإلا فإن التاريخ لن يرحم أحد ونعيد المأساة الكوردية المتكررة عبر التاريخ والتي تقول بأن “الكورد يخسرون على طاولة المفاوضات كل ما حققوه من مكاسب في معاركهم البطولية”.. وهكذا فلنتعلم أن نعمل من أجل القضية وأن ننتقل من مرتبة العبد إلى مرحلة السيد الذي يملك مشروعه الحضاري الخاص به وذلك بدل أن يكون عاملاً أجيراً في مشاريع الآخرين وإلا فإن كوردستان سوف تكون في مهب الريح مرة أخرى وبالتالي نستحق لعنة الأجيال القادمة.
[1]