*شيرزاد صمد
بدأت المشكلة الكوردية تظهر بصورة واضحة في العصر الحديث عند اصطدام الدولتين الصفوية الشيعية والعثمانية السنية عام (1514م) في معركة جالديران التي كانت كبيرة وغير حاسمة، كان من نتائجها تقسيم كوردستان لأول مرة، حيث تم إحتلال قسم منها من قِبل العثمانيين والقسم الآخر إحتله الصفويون. في 17 -05- 1639، تمّ تثبيت ذلك التقسيم نهائياً بموجب معاهدة قصر شيرين (زهاب) التي أُبرمت بين الإمبراطوريتين المذكورتَين.
منذ ذلك الحين ليومنا هذا كوردستان محتله ومقسمه ولن يتمكن استرجاع حقوقها المغتصبه وشمل اشلائها بعد تلك التاريخ جرت سلسله من المعاهدات والاتفاقيات وتم بموجبها تكريس تقسم كردستان وترسيم الحدود الاداريه بين الدولتين العظميين العثمانية والصفويه عرفت تلك الاتفاقيه باتفاقيه اماسيا سنه 1555م
والاسوء من ذلك الاتفاقيات التالية:
أ-معاهدة زهاو أو تنظيم الحدود عام (1639م)
ب-أرضروم الأولى (1823م)
ج-أرضروم الثانية (1847م)
د-اتفاقية طهران (1911م)
ه-واتفاقية تخطيط الحدود بين الدولتين: الإيرانية والعثمانية عام (1913م) في الأستانة
وبقى كردستان بين مطرقه العثمانين وسندان الصفويين اكثر من 400 سنه
*ضُرِبَت الجهود الكوردية للاستقلال في مقتل إثر اتفاقية سايكس بيكو عام (1916م)؛ التي ضمت القسم الاكبر من كوردستان العثمانية الى ثلاث كيانات سياسية مصطنعة
*معاهدة سايكس بيكو أول معاهدة دولية اشتركت فيها ثلاث دول كبرى، وحطمت الآمال الكوردية في تحقيق حلمهم في تقرير المصير.
لكن لاول مره بعد هزيمة الامبراطورية العثمانية اقترب الكورد من تحقيق حلمه حسب ماجاء في اتفاقية سيفر.
اتفاقية سيفر
وقّعت حكومة إسطنبول برئاسة علي رضا باشا يوم 10-08-1920 على معاهدة «سيفر» والتي نصّت على الاعتراف بأرمينيا، والعراق وسورية تحت الانتداب الفرنسي والبريطاني.
كما نصّت البنود 62، 63، 644 من الفقرة الثالثة على منح المناطق الكورديّة الحكم الذاتي، واحتمال حصول كوردستان على الاستقلال، والسماح لولاية الموصل بالانضمام إلى كوردستان، طبقاً للبند 62. ونصّ البند 64 من الاتفاقيّة على التالي: «في غضون سنة واحدة من هذا التاريخ، إذا ظهر الشعب الكوردي القاطن ضمن المناطق المحددة في المادة 62، أن اغلبيّة سكان تلك المناطق ترغب في الاستقلال عن تركيا، واذا رأى المجلس (مجلس عصبة الأمم) أن هؤلاء جديرون بهذا الاستقلال، وإذا أوصى بأن تمنح لهم، فعلى تركيا أن توافق على تنفيذ مثل هذه التوصية، وان تتنازل عن كل حقوقها وامتيازاتها في تلك المناطق.
#اتفاقية لوزان#
رفضت حكومة أنقرة معاهدة سيفر واعتبرتها إذلالاً للسلطنة وظلماً بحقّها، وتخاذلاً من حكومة إسطنبول والسلطان، وان الفريق الحاكم في إسطنبول قد خان الوطن.
ففي-30-10 -1922 قدّم مصطفى كمال اتاتورك مشروع قرار إلى البرلمان يطالب فيه بإلغاء السلطنة ويتهم السلطان بالخيانة العظمى.
ووافق البرلمان على ذلك في01 -11-1922 بفصل السلطنة عن الخلافة وإلغاء الأولى!.
نجحت حكومة أنقرة في إقناع الكورد بإرجاء مطالبهم القوميّة، عبر قطع الوعود لهم، فأرسل مصطفى كمال وفداً إلى مؤتمر لوزان، برئاسة صديقه عصمت إينونو (1884 - 1973). وأثناء تواجد الوفد هناك، طلب مصطفى كمال من النواب الكورد في البرلمان (72 برلماني)، الرد على الاستفسار، الذي وصله من إينونو (كوردي الأصل)، في مؤتمر لوزان، حول رغبة الكورد في البقاء ضمن الدولة التركيّة الجديدة. فردّ النائب الكردي عن محافظة «أرضروم» جنوب شرقي تركيا، حسين عوني بيك، قائلاً: «إن هذه البلاد هي للكرد والأتراك. وإن حقّ التحدّث من هذه المنصّة (البرلمان)، هو للأُمتَين، الكرديّة والتركيّة». وأيده النواب الكورد في البرلمان. وبموجبه، أعلن إينونو في مؤتمر لوزان، أن «تركيا هي للشعبَين، التركي والكوردي، المتساويَين أمام الدولة، ويتمتعان بحقوق قوميّة متساوية».
وحين وجد المشاركون، أن الكورد، لا يريدون الانفصال عن تركيا، وأن الأخيرة وعدت بتلبية مطالبهم القوميّة، وافقوا على غض النظر عن أي فكرة لاستقلال كردستان، وحذفوا ذكر الكورد من وثائق المؤتمر.
وتمّ التوقيع على معاهدة لوزان بين الحلفاء وحكومة أنقرة في-24-07-1923.
نتيجة خيانة الأتاتورك لوعوده لشعب الكورد اندلعت الثورات الكوردية المتتالية
وبدأت مرحلة مريرة ومظلمة في حياة كورد تركيا. وكردّ فعل على «خيانة» أتاتورك لوعوده التي قطعها للكورد، اندلعت انتفاضة الشيخ سعيد بيران، عام 1925، وساندها الأرمن والشركس والعرب والأشوريين في مناطق جنوب شرقي تركيا.
وانتهت هذه الانتفاضة بالسحق واعتقال الشيخ سعيد وإعدامه مع رفاقه في30-50 -1925. ثم اندلعت انتفاضة جبل آغري، بقيادة الجنرال في الجيش العثماني، إحسان نوري باشا (1893 – 1976) عام 1926 واستمرّت لغاية 1930. وأيضاً تمّ سحقها.
ثمّ أتت انتفاضة الكورد العلويين في محافظة ديرسم، بقيادة سيد رضا، عام 1937 - 1938. وتمّ سحقها عبر استخدام الطيران. وكانت ابنة أتاتورك بالتبنّي، صبيحة غوكتشن (أوّل أمرأة تقود طائرة حربيّة في تركيا والعالم. ويقال إنها من أصول أرمنيّة، بحسب الكاتب التركي الأرمني الراحل هرانت دينك) هي التي تقصف مدينة ديرسم بالقنابل.
وراح في المجازر التي ارتكبت في سحق الانتفاضات الكورديّة عشرات الألوف من الكورد، ومئات الألوف من المشرّدين والمهجّرين قسرًا
يقول جواهر لال نهرو ردًا على الثورات الكردية في الدولة التركية المبكرة:الأتراك، الذين يصارعون مؤخرًا لنيل الحرية، اصطدموا بالكرد، الذين يسعون لحريتهم.يستغرب المرء من تحول القومية الدفاعية إلى قومية عنيفة، ويتحول القتال على الحرية إلى سيطرة على الآخرين.» -
منذ زمن طويل لايزال كرد الجزء الكردستاني في تركيا يعيشون تحت مطرقة الأتراك وسندان العالم الرأسمالي وحقوقهم ضائعة ضمن مصالح الأمبريالية الجديدة في الشرق الاوسط.[1]