جنكيز تشاندار
ترجمة: عبدالقادر عبداللي
الدار العربية للعلوم-ناشرون
بيروت - 2014
كتاب قطار الرافدين السريع لا يقتصر على كونه تشخيص لواقع السياسة الدولية في الشرق والغرب، وما كانت وما آلت إليه الأوضاع في أكثر من بلد وعلى كل صعيد والتي لم يتحدد شكلها النهائي بعد، بل يمكن اعتبار الكتاب وبحق كتاب اللحظة التاريخية اليقظة تلك اللحظة التي وضعت القوى الكبرى ومراكز القرار في العالم أمام تحدٍ كبير، وعلى مفترق طرق... وهنا لا بدّ من طرح السؤال ماذا بعد؟
يعتبر مؤلف الكتاب أن وجه التاريخ تغير في الشرق الأوسط في مطلع 2011. فالحيويّات التي ظهرت مع مطلع عام 2011 أدت إلى انهيار أسماء اقترنت بأسماء بلدانها؛ وكأنها – والكلام للمؤلف – وكأنها تدير هذه البلدان من الأزل إلى الأبد كانهيار أوراق اللعب المتسلسلة أمام الجماهير التي لا اسم لها.
ويتابع: حلت الشعوب البطلة والأفراد العاديون في القرن الحادي والعشرين محل الأبطال وصناع التاريخ في القرن العشرين. لم يكن ثمة قائد تغيير ثوري أو بطل يدير الحركات الشعبية الكبرى في مصر وسورية. يبدو أن القرن الحادي والعشرين سيقلب كل ما في القرن العشرين، وستتغير الأنظمة الباقية وقواعد اللعبة.
لهيب نار التغيير الكبرى التي أشعلتها شرارة تونس انتقلت إلى مصر في #25-01-2011# ، وانتبهتُ إلى أن صفحة جديدة وطويلة من صفحات التاريخ قد فُتحت، وستؤثر على المنطقة أولاً، والعالم ثانياً.
أعتبر أنني ركبت قطار الرافدين السريع الذي سافرت بواسطته عبر التاريخ من الماضي إلى الحاضر من محطة بيروت.
[1]