نضال المرأة ضمان نجاح الثورة
نالين موش
ولادة كافة الثورات كانت نتيجة كدح ونضال الشعوب وعلى وجه الخصوصنضال المرأة. كما أن فرصة نجاح الثورات التي تطورت على مر تاريخ الإنسانية بطليعة المرأة عالية وكبيرة جداً وكللت الكثير منها بالنصر. بلا شك أن كدح ونضال المرأة هما الضمان الحقيقي لنجاح الثورة فنحن كحركة المرأة أصحاب تجربة وميراث يمتد لآلاف سنين. فالمرأة منذ نشوء الإنسانية وإلى يومنا هذا صاحبة دور أساسي في كافة مراحل النضال والمقاومة. فتطور أية ثورة حقيقية في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط وعلى وجه الخصوص في غرب كردستان لا بد أن يكون بطليعة المرأة، والسبب نابع من استنادها إلى ميراثها التاريخي، واتخاذها كأرضية أساسية في تحديد سياساتها المستقبلية.
فبالرغم من وجود جوانب خاصة للثورة في غرب كردستان إلا أنه لا يمكننا التطرق لها بشكل منفصل عن ميراثها التاريخي للنضال المرأة الممتد لآلاف السنين سواء أكانت تلك النضالات تمت بطوابع شخصية أو باسم حركات.
فالنتيجة توضح بأنه تم تسيير نضال جاد في هذا المجال. فهذا النضال مازال مستمرا إلى يومنا الراهن حيث نرى كيف أن المرأة تقوم بإبداء نضال قوي في كافة ميادين الحياة. بلا شك بأن كفاح المرأة يمتد الى آلاف السنين أي قبل أن نقوم نحن كحركة بالنضال، و قد حققن النتائج وأبدين مقاومات باسلة في أصعب الظروف والشروط. فنضالنا في يومنا الراهن هو استمرارية لتلك النضالات التي تمت وهي دوامة لتلك المسيرة. حيث ان كل الثورات التي اندلعت في الشرق الأوسط تطورت بطليعة الشعب والمرأة الكادحة. فالخاصية التي تميزت بها هذه الثورات هي استنادها إلى قوتها الذاتية، أي تم تسييرها بالاستناد إلى إرادة خاصة وفكر خاص. فحقيقة نضال المرأة ونضال المرأة الشرق الأوسطية من ناحية مليئة بالمخاضات والالآم ومن ناحية أخرى صاحبة نتائج ثابتة. فهي صاحبة ثقافة تاريخية ومقاومة أنثوية. فبالرغم من معايشة بعض الصعوبات من الناحية الذهنية نتيجة اتباع سياسات خاطئة. إلا أنها منفتحة للتحول والتغيير وخطو الخطوات ضمن الممارسة العملية، وإمكانية الانسجام بسرعة مع هذا التغيير والتحول. فالمرأة إذا آمنت بفكر أو بطريقة أو بأسلوب أو بولادة جديدة، لها القدرة على تحقيقها وتطبيقها من الناحية العملية بشكل سريع جداً. حيث أنه توجد في حقيقة المجتمعات الشرق الأوسطية خاصية ألا وهي القدرة على التطور ووصول إلى النتائج بسرعة. يمكننا رؤية هذه الخاصية بشكل واضح لدى المجتمع الكردي.
فمنذ ظهور الحركة التحررية وإلى يومنا الراهن تم إبداء مواقف استراتيجية تجاه انضمام المرأة واتخاذ مواقع طليعية ضمن صفوف الثورة في كل المراحل، وهذه ساهمت في ولادة أو نشوء ثقافة وحياة ديمقراطية ونظرة تحررية سليمة.
فالنضال أكثر توسعاً وانتشاراً التي أسفرت عن النتائج مهمة وكسبت قاعدة جماهيرية واسعة هو نضال حركة الحرية التي تمت بطليعة القائد أبو في الأجزاء الأربعة من كردستان. إن سبب تطور هذا النضال هو استناده إلى أسس تاريخية صحيحة.
ووصلت إلى النتيجة من خلالها وتحققت ضمن الممارسة العملية بسرعة. لهذا السبب لا يمكننا الفصل ثورة غرب كردستان عن ميراث الثورات التاريخية ولا عن ميراث الأجزاء الأخرى من كردستان. إن أسرع الطريقة للانتشار تتم عن طريق الثقافة وهي التي بإمكانها أن تصل إلى كافة الأماكن. فثورة غرب كردستان هي في الحقيقة ثورة اجتماعية ثورة ثقافية وثورة ديمقراطية.
لهذا السبب توسعت بسرعة كبيرة. فالنضال الذي تم خوضه خلال العامين المنصرمين كانت تقام على ميراث نضال استمر لمدة ثلاثين عام حيث تم تقديم الكثير من الشهداء الأبطال في هذه المسيرة. هذا النضال ساهم في ولادة مرحلة كهذا الشكل. حيث أن ولادة ثورة التاسع عشر من تموز كانت نتيجة النضال الذي تم خوضه في ميادين الحياة كافة خلال هذه الاعوام. الظروف الدولية كانت ملائمة لأن تتحول إلى قوة عملية إلا أنها وصلت إلى هذه النتيجة من خلال استنادها إلى قواها الذاتية.
لم تتوج كل الثورات التي اندلعت في العالم بنجاح. الكثير منها لم تصل إلى أهدافها. فنحن كحركة المرأة من المهم لنا استخلاصالدروس والنتائج من تلك النضالات. والدور الذي تم توكيلها للمرأة نتيجة تلك الثورات.
لإتخاذ تدابيرنا وإظهار قوتنا وتنظيمها وتقويتها. بلا شك يتم معايشة البهجة والهيجان من كافة النواحي في كل مراحل الثورة والنضال. إلا أن بناء النظام وخلق شيء جديد من الفكر والثقافة والحياة جديدة بعد انتهاء الثورة تحوز على الأهمية البالغة. إن القيام بالثورة قد لا تتطلب التحضير لها لفترة طويلة. فبعض الظروف أو بعض ردود الأفعال هي التي بإمكانها تهيئة الأرضية لولادة الثورة. فالأساس والمهم والواجب الوقوف عليه هو بناء أو تطبيق وتنظيم ما تم التفكير عليه في مرحلة الثورة وتحقيق البرنامج الذي تم النضال على أساسه بعد الثورة.
لهذا السبب يقول القائد آبو »السلام أصعب من الحرب. »فالقائد آبو بقوله هذا يلفت النظر إلى هذا الموضوع بالشكل المناسب. يعتبر التخريب أسهل الأساليب. فهذا ينطبق على الحقائق كافة. أي من السهل القيام بتحطيم شيء ما ولكن الصعوبة تكمن في خلق أو إنشاء ذاك الشيء. فإن لم يكن الأسلوب المتبع صحيحاً لا يمكنه أن يخدم الشيء المراد انشاؤه. فمن أجل هذا نحن كمرأة كردية وشرق أوسطية مدينين للحركات والشخصيات التي اقتدينا بهن واللواتي ناضلن في أصعب الظروف.
نعتبر ايصال نضال حرية المرأة ونضال تحرر المرأة إلى النصر ووصول إلى النتيجة، مهمة أساسية ضمن هذه المرحلة، وتجسيد مستقبل ثورة غرب كردستان على هذه الأسس بطليعة المرأة تحوز على الأهمية البالغة. فنضال المرأة لآلاف السنين وحقيقة مجتمعنا الشرق الأوسطي والذي تعتبر في جوهرها حقيقة غرب كردستان تعطينا توجيهات مستقبلية بشكل موسع لأجل تطوير نضال على قاعدة نضال مشترك. تعتبر هذا من أهم الدروس والأسس التي اتخلصت من الثورة. فقوة النضال الذي سيرتها المرأة في كافة الميادين، في أصعب الظروف والشروط، خلال العامين المنصرمين في غرب كردستان، نابعة من استنادها إلى هذه الأسس. فنحن كنساء بقدر إيماننا وثقتنا بأنفسنا علينا بنفس القدر استنتاج الدروس والنتائج من قيم التاريخ والميراث التاريخي وإحياء الثورة على أساس تلك النتائج.
بشكل عام ظهر في شخصية المرأة في غرب كردستان بأنها استخلصت النتائج الصحيحة من كل الثورات والنضالات التي تم تسييرها في العالم بطليعة المرأة. فقبل أن يتم عيش هذه المرحلة تم خوض نضال قوي وجاد، وبالإضافة إلى ذلك يتم ومنذ سنوات طويلة تسيير نضال فكري ثقافي وتاريخي وسياسي في غرب كردستان. هذه شكلت الأساس المتين لثورة الحرية و الحياة الديمقراطية في غرب كردستان.
الثورة التي تتطور على هذه الأسس تمتلك فرصة النصر والنجاح بالتأكيد. إذا لم تتطور الثورة على هذه الأسس لا يمكن لها أن تنتصر أو تنجح. لأنه من الواجب تنظيم الحياة المشتركة والعيش سويا بالاستناد إلى فكر حر ونظرة ديمقراطية. لهذا السبب عندما نقول بأن ثورة الشعب الكردي في غرب كردستان بطليعة المرأة والشعب الكردي في غرب كردستان تعيش تطورات تاريخية وتكتب تاريخاً جديداً فهي تستمد حقيقتها من الأسس السليمة التي استندت إليها. وتجسدها على هذه الأسس.
إن منظور وتوجيهات الثورة في غرب كردستان كانت واضحة جداً وتم تسييرها بالشكل الصحيح لهذا السبب امتلكت الأرضية. فمثلا منذ عام 2010 وإلى يومنا الراهن بدأت حركة شعبية حركة قوية باسم ربيع الشعوب. بلا شك أن جميع أطياف المجتمع احتلت مكانة ضمن هذا الحراك فجوهر ربيع الشعوب كان نضال المرأة والشعوب ضد الحكام. فهذه القوى كانت في حالة صراع ضد بعضها البعض. أفلست النظام السلطوي الاستعماري التي كانت تصون صيرورتها بالاستناد إلى الأسس السلطوية في القرن الحادي والعشرين.
باتت فرصة نجاح هذه الأنظمة في صون صيرورتها من خلال الاستناد إلى إنكار الكدح وإنكار الشعوب ضعيفة. لهذا السبب نراها تبذل جهود ومساعي لضمان صيرورته وإطالة عمره. بالطبع لم يعد بالإمكان الآن الاستمرار بالمساعي التآمرية والاستعمارية والدولتية والتي تستند إنكار جنس المرأة. تعتبر هذه المرحلة مرحلة جديدة بالنسبة للمرأة. فهي مرحلة لخلق إرادتها ونظامها ومرحلة النظرة الديمقراطية والتحررية. مرحلة تنظيم المرأة نفسها باسمها وهويتها ولونها. تنظم نفسها في ميادين الحياة كافة. إن كنا نريد التحدث عن انتصار ثورة غرب كردستان من الواجب علينا أن نرى هذه الحقيقة. لهذا السبب إن دور المرأة في ثورة غرب كردستان كانت في مستوى الطليعة. فانسجام المرأة مع الثورة سهل جداً. فالمرأة لها القدرة على الانسجام مع الثورة أكثر من الفئات الأخرى من المجتمع. لأن المرأة منفتحة للتغيير والتحول اكثرً. بالإضافة إلى هذا عندما يرى مستقبلها ووجودها ضمن أمر ما أو ضمن نضال ما لها القدرة أن تصاحبه بسرعة كبيرة. وتنظم نفسها وفقها. فالمرأة قامت بهذا في ثورة غرب كردستان لهذا السبب وخلال العامين المنصرمين قامت بخلق الكثير من الأشياء الجديدة، وخلقت معها التجدد. يمكننا القول بأن حركة المرأة تحولت إلى نموذج يحتذى به بطليعة اتحاد ستار. فالآن يتم اعتبار اتحاد ستار كنموذج ليس فقط في غرب كردستان إنما على مستوى الشرق الأوسط من خلال نظامها وإدارتها ومجالسها والأساليب التي تتبعها من أجل إحلال تنظيمها. فالكل يتخذونها كنموذج لهم، لأنه وبكل وضوح يمكن رؤية المعايير الديمقراطية والحرية والنظرة الصحيحة في الميادين التي قامت اتحاد ستار بتنظيم نفسها فيها. لهذا السبب أن حركة اتحاد ستار يمكن لها أن تكون مثالاً يحتذى بها ليست فقط من أجل غرب كردستان إنما من أجل الشرق الأوسط وحتى العالم أيضاً.
نتحدث كثيراً عن التاريخ والقيم التاريخية والنضالات التاريخية. فالنضالات التي سيرتها المرأة عبر التاريخ يمكن لنا أن نرى انعكاسها على حركة اتحاد ستار. إن لم تصل المرأة رغم كل النضالات والكدح التي قدمتها منذ آلاف السنين إلى السوية المطلوبة بالتأكيد سيعتبر هذا نقصاً وضعفاً جدياً. فخطو خطوات عديدة من نواحي عدة وظهور إرادة المرأة في ميادين الحياة كافة وقيام المرأة بالتعبير عن نفسها تبرز حقيقة مصاحبة اتحاد ستار لتلك الثورات والنضالات التي تمت. أي أنها قامت بمصاحبة والوفاء للقيم التاريخية. إن تاريخ الإنسانية وتاريخ الكادحين وتاريخ الشعوب والمرأة تقوم بإحياء نفسها في غرب كردستان من جديد. هذه تحوز على الأهمية البالغة بالنسبة لنا. وكذلك تعتبر مهمة وطنية وتاريخية في نفس الوقت. لهذا السبب تلقى حركة اتحاد ستار اهتمام الكثيرين.
كل الأنظمة الموجودة في غرب كردستان أو منطقة الشرق الأوسط تم خلقها بلون وصوت الرجل. بدءاً من المجالس إلى السياسة والساحة الاجتماعية فالنسبة التي تم تخصيصها للمرأة من قبل الأنظمة التي تدعي بأنها ديمقراطية هي عشرة بالمائة. إلا أنه في ثورة غرب كردستان فالنسبة التي نتخذها أساسا في ميادين الحياة كافة هي 40 بالمائة بالنسبة إلى كلا الجنسين، فهذا المقياس الديمقراطي لا يمكن رؤيته في أي منطقة أخرى من العالم، لا عند الحركات الاشتراكية ولا لدى الحركات الرأسمالية ولا لدى الحركات التي تدعي بأنها ديمقراطية، لا يمكن رؤية نظرة بهذا الشكل لدى أي نظام كان، فهي تطبق فقط من قبل حركة حرية الكرد وتحولت إلى ثقافة ديمقراطية وبدأت حركة حرية الشعب الكردي تتحول إلى نموذج يتم الاقتداء بها. اتضح ضمن ثورة غرب كردستان بأنها هي أكثر الحركات ديمقراطية وتحررية والتي تسيير النضال بالاستناد إلى نظرة المرأة. هذه حقيقة تاريخية، حقيقة حياتية. بالتأكيد لا يمكن أن نراها كافية. علينا تسيير نضال أيديولوجي بشكل دائم وبأعلى المستويات لأن الشيء الذي يطور المرأة ويكسبها هويتها وثقافتها هي حقيقة نضالها. لهذا السبب من الواجب أن يكون النضال مستمر على أساس تغيير وتحول المجتمع والرجل كأسلوب للحياة لدى المرأة. إن تم إيقاف النضال في شخصيتها وأسلوبها من الممكن أن تؤدي إلى توقف التطور أيضاً. فالتطور هو نتيجة النضال المستمر. فتوقف النضال يساهم في تطور الخراب. وجود نضال في مكان ما يعني وجود تطور وولادة الثورات وخطو الخطوات والوصول إلى النتائج.
فثورة غرب كردستان هي صاحبة حقيقة بهذا الشكل. وهذه الحقيقة تحققت نتيجة نضال المرأة. فخلال هذين العامين تم خلق وإنشاء نظام جديد وتم خوضنضال في ميادين الحياة كافة بلون وهوية وصوت المرأة من اجل سوريا ديمقراطية وإدارة ذاتية لكردستان. وأصبحت المرأة عائدة لنفسها وقامت بخلق أسلوب ونظام عائد لذاتها. فمن أجل أن تتطور السياسة الديمقراطية من الواجب على المرأة أن تلعب دورها في السياسة كمهمة مرحلية. إن كنا نريد إحلال تنوع في ميادين الحياة كافة من الواجب على المرأة الانضمام بلونها وهويتها، من الواجب على المرأة أن تحرر ساحة خاصة لنضالها تقوم فيها بتنظيم نفسها. إن لم تقم المرأة بصون وحماية ذاتها لا يمكنها التخلصمن التشبه بالنظام العام وبالنظام الرجولي والأسلوب العام ولا يمكنها الخلاص من أساليب عادية. من أجل هذا فكل الثورات التي تحققت في التاريخ تعتبر كأمثلة بالنسبة لنا. فمثلا قامت المرأة بالنضال في كل ميادين الحياة في الثورة الروسية التي تطورت بطليعة لينين وفكر ماركس وناضلت المرأة في كل نواحي الثورة حتى آخر يوم تم فيها نجاح الثورة.
ولكن نتيجة اتباعهم الأسلوب الخاطئ وتطور أسلوب خاطئ ك »سنترك قضية المرأة إلى ما بعد الثورة من الواجب أن يتم حل القضايا العامة « وبعد أن نجحت الثورة تم تخصيصساحة خاصة بتلك المرأة التي قامت بالنضال في الصفوف الأولى وفي أصعب الساحات، تلك الساحة التي انحصرت فقط بالمطبخ وإنجاب الأطفال والانشغال بالقضايا البسيطة. فالآن لا يمكن رؤية روسيا كمثال يحتذى به. وكذلك الأمر في الولايات المتحدة الأمريكية أيضا وفرنسا وحتى في مناطق الشرق الأوسط كتونس. فتونس الآن تبحث عما كانت عليها في السابق. كما أن المرأة الليبية هي الأخرى تحن إلى أيام عهد القذافي. وكذلك الأمر في مصر أيضاً.
وكما أن الوضع في العراق معلوم من قبل الجميع حيث هي الأخرى تحن إلى الأيام في عهد صدام حسين رغم ارتباطها بالخارج العراقي.
لهذا السبب من الممكن أن يتطور هذا الشيء في سوريا أيضاً، مثلا لنقل إذا استلم الإسلام الراديكالي السلطة سوف يعيد من جديد تقربات القرون الوسطى قرون الظلام المطبقة على المرأة. كيف كانوا يقومون بحرق النساء بالنار ووضعهن في قدور تحوي مياه مغلية بحجة إنها تمثل الشيطان وتخل بالنظام. أي من الممكن أن يعيد الحاكمية في شخصية المرأة التي تم فرضها على الشعوب والتاريخ نفسها مرة أخرى. هذا ليس بأمر بعيد، لا نستطيع نحن كحركة حرية المرأة وككوادر المرأة أن نتقرب بمواقف خيالية من الثورات. من الواجب أن نتقرب بعقلانية، إن لم تتطور سوريا ديمقراطية بالفعل فمن المحتمل أن يكون الوضع بالنسبة إلى المرأة أسوأ بكثير من مما كانت عليها في عهد النظام البعثي. فنظام الكونفدرالية الديمقراطية والنظام الديمقراطي والنظام الذي يسعى إلي إحلاله حركة الحرية أو تطويره تعتبر ضمان المستقبل بالنسبة للمرأة. هي ضمانة تاريخية ضمانة دفاعية. لهذا السبب من الواجب على المرأة أن تصر وتناضل بقرار في هذا النظام أكثر من فئات المجتمع الأخرى، لن تصبح فقط نموذجاً من أجل المرأة الشرق الأوسطية بل أنها ستكون بالنسبة للمرأة المصرية والمرأة التونسية ومن اجل أوروبا أيضا ومن أجل كافة دول العالم أيضاً ستصبح نموذجا ومثالاً. لأن قضية المرأة في أي مكان كانت هي نفسها لا تتغير.
السوية التي وصلنا لها نحن كنساء كرديات وكنساء شرق أوسطيات بطليعة اتحاد ستار تفوق بكثير تلك الدول التي تعتبر نفسها متقدمة. لهذا السبب أن التطرق إلى هذا كنتائج الثورة وتطويرها وإحيائها وتخليدها تحوز على الأهمية البالغة بالنسبة لنا نحن كحركة المرأة. لهذا السبب أن تحويل التطورات التي حصلت في فترة الثورة والطليعية التي وصلت إليها، إلى نضال مستمر أمر مهم جداً. النقاط الهامة بالنسبة لنا هو:
تجسيد نظامنا وإحلاله. فالتطور يتم على أساس النضال. فالنضال يتم من أجل تطبيق نظامنا.
إن كل من حقيقة بنية الرجل الذكوري، استعمارية الرجل، تقرب الرجل المستند على إنكار المرأة وإنكار الشعوب على وشك القضاء عليه. هذه ليست قضية خاصة بمنطقة الشرق الأوسط وغرب كردستان بل هي قضية عالمية. لكونها قضية عالمية من الواجب أن تتطور توجيهات عالمية وتطوير نظرة ديمقراطية عالمية أيضاً. من الواجب على المرأة أن تتصدى للسلطوية الموجودة كجبهة مقاومة وكجبهة نضال. إن قامت المرأة بالتصدي بهذا الشكل بإمكانها إحراز التطور. وإلا فستصون هذه السلطوية الموجودة صيرورتها. لذا من الواجب علينا نحن كنساء إبداء مقاومة على أساس تنظيم قوي لهذا يجب أن لا تبقى أية امرأة من دون تنظيم بغض النظر عن هويتها ومعتقدها. لأن المرأة القوية هي المرأة المنظمة. المرأة القوية هي المرأة المدركة لوجودها. المرأة القوية هي المرأة التي قطعت صلتها بالسلطة المرأة القوية هي المرأة التي تسيير سياسة ديمقراطية. المرأة القوية صاحبة نظرة صحيحة للحرية وصاحبة نظرة ديمقراطية ومنفتحة للتحول والتغيير. نحن كإمرأة كردية وكحركة الحرية وصلنا إلى هذه السوية بتوجيهات القائد آبو. فإن كانت المرأة الكردية تتصدى وتقاوم السلطة في الأجزاء الأربعة من كردستان فهي نابعة من هذه القوة التي اكتسبتها.
فالشيء الواجب القيام به من أجل إحياء الطليعة التي تمت لثورة غرب كردستان حتى الآن في الأجزاء الكردستانية الأخرى هو التنظيم وإحلال نظام المرأة. أي توضيح ما هو طبيعة العالم الذي تريده المرأة. ما هي طبيعة سوريا وتركيا والعراق وإيرن التي تريدها المرأة وكيف تريد أن تحيا كيف تريد أن تعبر عن ذاتها كيف تريد أن تحمي وتدافع عن نفسها فمن أجل تخليد هذه الأمور من الواجب عليها أن تقوم بتطبيق نظامها في الميادين كافة. فالموضع الأكثر أهمية المستوجب أن نطور أنفسنا فيه هي الساحة السياسية.
حيث أن المرأة تهرب بشكل عام من هذه الساحة أي من السياسة. يتم رؤيتها كساحة عائدة للرجل أي وكأنه تم تقسيم الساحات فيما بين الرجل والمرأة حيث يتم اعتبار الساحة الاجتماعية عائدة للمرأة والساحة السياسية عائد للرجل. من الواجب علينا أن نتجاوز هذا الاختلاف أو التقسيم أو التمييز. في أي الساحات يمكن لنتائج الثورة أن تعبر عن نفسها؟
بالطبع ستعبر عن نفسها في الساحة السياسية. لهذا السبب ولكي يتم تسيير سياسة ديمقراطية من الواجب على المرأة أن تنظم نفسها في الساحة السياسية بشكل قوي جداً. وتقوم بالتعبير عن ذاتها ضمن تلك الساحة. تعبر ضمنها عن الثورة وتعبر عن الدور الطليعي التي قامت بها، وتعبر عن وجودها. لهذا السبب يعتبر تطوير السياسة الديمقراطية مهمة بالنسبة لنا نحن النساء كافة. لأن أكثر الساحات افتقاراً للمرأة ضمن الثورات وفي العالم هي ساحة السياسة الديمقراطية. كون الساحة السياسة الديمقراطية تعتبر ساحة طليعية للثورة تنشر الفكر وتخلق الذهنية الديمقراطية، لأهمية هذه الساحة من الواجب على المرأة أن تقوم بتنظيم نفسها بشكل قوي. تنظيم نفسها بهويتها بلونها وبخاصيتها. هذه ستفتح المجال أمام السياسة الديمقراطية كون السياسة وصلت إلى طريق مسدود في العالم. إن أكثرية القوى ترى الحل ضمن الساحة العسكرية أي يسعون إلى إيجاد حل بالإنكار والإبادة. لهذا السبب يكون عمر الحل الذي يتم تطويره قصير جداً لا يستمر طويلاً لأنه يبنى على أسس غير صحيحة. لهذا السبب علينا حماية وتطوير المساعي التي يقدمها القائد آبو ونطبقها ونجعلها حلاً قوياً. لهذا السبب حققت الثورة التي بدأت بطليعة المرأة في غرب كردستان وبانضمام جميع فئات المجتمع إليها، الأحلام العائدة لآلاف السنين. لهذا تعتبر خطوة استراتيجية. فنظام الرئاسة المشتركة ونظام المجالس ونظام الكومونات والنظام الديمقراطي ونظام خلق حياة مشتركة تعتبر أشياء جديدة، وتحولت إلى أسلوب للحياة بالنسبة لنا. أن تطوير القوانين التي صدرت مؤخراً كعقود اجتماعية، والقيام بالتنظيم كحركة على أساس هذا العقود ستضمن نجاح ثورة غرب كردستان وهي كفيلة بنجاحها. إن قيام كل النساء اللواتي تعشن في غرب كردستان بفتح جبهة مشتركة من أجل سوريا ديمقراطية وإدارة ذاتية لكردستان مهمة جداً. فتسيير نضال مشترك تعتبر كإحدى مكتسبات هذه الثورة. بلا شك أن العمل على دمقرطة الساحة السياسية وقيام بخلق ثقافة ديمقراطية وفق نظرة المرأة. وتجسيد دور المجالس بشكل قوي، وتسير نضال مشترك في جميع ميادين الحياة باسم اتحاد ستار تعتبر من المكتسبات التي حققتها الثورة. وهي نتيجة النضال الذي خاضتها المرأة. إلا أن نضالنا لم ينتهي بعد حيث إننا في البداية.
في الحقيقة أن المرأة الكردية في غرب كردستان قامت وخلال العامين المنصرمين بتسيير نضال راديكالي في ساحات النضال كافة، سيّرن نضال ذو نتائج قوية، قد تكون كل واحدة منا بذلت جهود كثيرة إلا أن تطوير هذه الجهود والمساعي من أجل حياة حرة ديمقراطية تحوز على الأهمية من أجلنا. فلكي نتمكن من حماية قيمنا التاريخية الممتد لألاف السنين والوفاء والإخلاص لوجودنا من الواجب أن نقوم بجمع قيم الثورة بحساسية وإيمان وإدراك ومعرفة كبيرة تحت سقف نظامنا.
والقيام بتنظيم أنفسنا وفرض القبول بوجودنا وتطويرها. قدمنا الكثير من الجهود من أجل هذا، وعانينا الكثير من الآلام. إن كل من النساء والأطفال هم أكثر من يلاقون المصاعب يعانون الآلام في فترات الحروب والثورات.
إن الالتجاء والاستثمار والاغتصاب واستخدام المرأة كغنيمة حرب وغيرها من الأمور تتطور أثناء الحروب. لهذا السبب بقدر تمثيل المرأة لدورها الأساسي وبقدر كونا القوة الطليعية في مراحل السلم والحل. فبنفس القدر يعتبر المرأة كغنيمة في مراحل التخريب والدمار والحرب. فلكي نتمكن من التصدي لهذه الذهنية ونخوض النضال ضده من الواجب علينا أن نكون صاحبات الدور الطليعي في الفكر والتنظيم. بقدر الدور الطليعي الذي قمنا به في العمليات الديمقراطية.
إن إحياء نتائج الثورة التي تم خلقها بهيجان وبهجة كبيرة خلال العامين المنصرمين في غرب كردستان والتي تعتبر نتيجة النضال المستمر خلال أربعون عاماً مهمة مرحلية. حيث اتضح خلال العامين المنصرمين بأن المرأة امتلكت سوية عالية في كل النواحي الأيديولوجية و التنظيمية و السياسية والعسكرية. لا توجد لأية حركة آليات كما هي في حركة اتحاد ستار. أي الآلية السياسية والعسكرية والثقافية والاجتماعية والتنظيمية والأيديولوجية. نحن كحركة اتحاد ستار ظهرنا كقوة في كل الميادين الحياة. لكي نقوم بخلق سوريا ديمقراطية وإدارة ذاتية لكردستان وحياة مشتركة وحرة في ثورة غرب كردستان بطليعة المرأة. فالمرأة اعتادت على الثورة ولن تقبل الحياة من دون ثورة. إن دخولها إلى جميع الميادين الحياتية على إنها ميادين الثورة ذو أهمية. وتعتبر مهمتها المرحلية.[1]