الثورة بطليعة المرأة
زلال جكر
كان عام 2014 عاماً هاماً بالنسبة للشعب الكردي، فقد كان عام إثبات وجود ونصر الشعب الكردي، وكان أكثر الأعوام التي شارك فيها الشعب الكردي بكل فئاته وأطيافه في المقاومة والنضال الثوري. هذه الثورة مستمرة بدخولها عامها الرابع في روج آفا، والمرأة هي أكثر الفئات التي انضمت إلى هذه الثورة ولعبت دورها وخاضت نضالاً عظيماً وصعدت من مقاومتها أكثر من خلال تبني الميراث النضالي الممتد لأكثر من ثلاثين عاماً وفكر القائد والسير على نهجه. لهذا السبب نسمي ثورة روج آفا بثورة المرأة، بالطبع لا نقول هذا الكلام من فراغ إنما من خلال الاستناد إلى الكثير من القيم والنضالات والممارسات العملية والوقفة التي تبديها المرأة ضمن هذه الثورة. انضمت المرأة إلى هذه الثورة بنسبة تفوق 50 % حيث نرى مشاركتها في جميع ساحات الثورة كالساحة السياسية والتنظيمية والحياتية والتدريبية وحتى العسكرية، فالمرأة صاحبة دور هام يراه الجميع. بالطبع تنظيم اتحاد ستار هو من قام بتنظيم المرأة في هذه الثورة. حيث تحول تنظيم اتحاد ستار إلى مظلة شاملة تضم جميع الحركات والتنظيمات الخاصة بالمرأة. حيث أن جميع النساء في روج آفا يعتبرن أعضاء ضمن اتحاد ستار، لهذا السبب يمكننا أن نقول بأنه قام بتنظيم المرأة بنسبة 75 % تقريباً في روج آفا ومازال مستمراً في نهج نضاله. فأكثر الأعمال والفعاليات التي نتوقف ونركز عليها في اتحاد ستار هي تطوير العلم والفكر لدى المرأة الكردية، هذه المرأة التي فرضت عليها كل أشكال العبودية عبر 5000 سنة، هذه المرأة التي كان لها دور هام في الثورة النيولوتية وفي خلق اجتماعية المجتمع وتطوير الإنسان وتطوير الطب والتكنولوجيا والصناعة والزراعة. لعبت المرأة الكردية دورا هاماً في هذه الجغرافيا وكانت السبب في تحول موزوبوتاميا إلى مهد الحضارة. ولكن مع الأسف وبعد ظهور السلطة الذكورية تم استهداف المرأة بشكل تآمري من قبل رهبان سومر، وتمت السيطرة أو السطو على العديد من القيم التي خلقتها المرأة وتم استخدامها ضدها, لهذا السبب تعيش هذه الجغرافيا المقدسة التي عاشت حياة حرة قبل 10000 عام، كل أنواع العبودية منذ5000 عام. كانت المرأة أكثر من لقي الضرر والمصاعب جراء هذه الذهنية خلال السنوات 5000 وعلى وجه الخصوص المرأة الكردية، لكنها في الوقت نفسه قامت برفض هذه العبودية وناضلت ضدها. عند النظر إلى تلك السنوات الطويلة نلاحظ أن آثار تلك المرأة المناضلة والمقاومة التي لم ترضَ في أي وقت من الأوقات بتسليم قيمها ووجودها لسلطوية الرجل تبرز حتى ولو كان نسبياً لدى المرأة الكردية في كردستان الرافضة لسلطوية الرجل عليها. فالمرأة الكردية مستعدة أكثر من أي فئة أخرى لخلق الحياة من جديد ولعب الدور الطليعي في تحويل هذه الجغرافيا إلى مهد لحضارة الأمة الديمقراطية والنجاح فيها. فعلى الرغم من قيام هذه المرأة بإبداء مواقف مناهضة للذهنية الرجولية والذكورية والنضال ضدها إلا أنها هي نفسها من عانت من تلك الحروب والصراعات التي تم إحياؤها على هذه الجغرافيا على مر 5000 عام. فهذه الذهنية هي التي دفعت بالمرأة للابتعاد عن قيمها وجوهرها وذهنيتها وهي التي دفعت بالمرأة للقيام بالنضال ضد نفسها وظهور شكل أو طابع المرأة التي تقبل بالعبودية. أي أنهم من خلال خلق شكل جديد للمرأة سعوا إلى استخدامها ضد المرأة المناضلة والمقاومة. إلا أن فكر القائد آبو الذي يبرز قيم المرأة وقدسيتها ساهم في توعية المرأة أكثر، لهذا السبب نقول إن المرأة المناضلة مثل ساكينا جانسيز التي انضمت إلى نضال حركة الحرية الكردية منذ ولادة الحركة والتي تعتبر من مؤسسي هذه الحركة قامت بلعب دور هام في جميع الساحات بدءاً من المقاومة التي أبدتها ضد الفاشية في سجونها وكذلك في مجال سعيها لتوعية الشعب كما أنها قامت بلعب دور هام ضمن صفوف الكريلا في المناطق الحرة. لعبت الرفيقة ساكينا جانسيز دوراً هاماً حيث أنها كانت في الطليعة في تمثيل الحرية من خلال التحلي بفكر وأيديولوجية القائد آبو. لهذا السبب فإن الرفيقات أمثال ساكينا جانسيز و بيريفان وشيلان و شرفين تحولن إلى رمز للمرأة الحرة ولعبن دورا هاماً في هذا المجال. إن اتحاد ستار والمرأة الكردية في روج آفا يتخذان من الميراث النضالي الذي خلقته الشهيدة ساكينا جانسيز وباقي الرفيقات أساساً في النضال حيث أنهن تحولن إلى مشاعل نور تنير درب المرأة للوصول إلى الحرية. فتنظيم اتحاد ستار استطاع كحركة أن يخطو خطوات هامة في توعية المرأة وتبني الدور الطليعي في الوصول إلى الحرية.
نظمت المرأة الكردية في روج آفا نفسها من خلال تنظيم اتحاد ستار حتى وإن كان ذلك خلال فترة قصيرة، إلا أنها استطاعت خلال السنوات العشر الماضية لعب دور هام في تسيير فعالياتها بطليعة تنظيم اتحاد ستار. نضال اتحاد ستار توسع أكثر تزامناً مع الثورة، انضمت المرأة الكردية ولعبت دورا هاماً في النضال العام للحركة والمتمثل في نضال حركة المجتمع الديمقراطي والاتحاد الديمقراطي، وفي الوقت نفسه لعبت دوراً هاماً في نضال اتحاد ستار في توعية المرأة بصدد كيفية امتلاك المرأة لإرادتها وحماية قيمها وضمان حقوقها من خلال فتح دورات تدريبية ضمن هذا الإطار. حيث أن أهم الفعاليات التي قامت بها كانت تطوير الوعي والفكر والمعرفة لدى المرأة. لأنه عند امتلاك وتطور الوعي والفكر لدى المرأة لا يمكن لأي شيء أن يشكل عائقاً أمام تقدمها وتطورها. فالمرأة الكردية في روج آفا وصلت إلى مستوى متطور من المعرفة لهذا السبب على الرغم من كل الظروف الصعبة التي تمت معايشتها؛ أي أن انضمام المرأة وقيامها بتنظيم ذاتها على الرغم من تأثير القوالب التي فرضها المجتمع الإقطاعي وعادات وتقاليد ذاك المجتمع التي كانت تعيق قيام المرأة بدورها الفعال ضمن المجتمع مكان تقدير واحترام. فالمرأة الكردية وصلت لسوية بدأت تدرك فيها ذاتها، وتقوم بتنظيم ذاتها في حركة خاصة بها من خلال الاستناد إلى المعرفة والوعي الذين اكتسبتهما. هذه المرأة التي تعاني الكثير من الصعوبات والظلم والتعذيب والتي يتم قتلها في العديد من المرات باسم الشرف، هذه المرأة التي لا يريدها الرجل أن تصل إلى سوية متقدمة من العلم والمعرفة لاعتقاده بأن تطور المرأة يشكل خطراً وتهديدا على الرجل أي السلطة الذكورية، أي أنه يدرك أن توعية المرأة يعني تحررها من عبودية الذهنية الرجولية، لهذا السبب فهو يبدي مقاربات تعيق تقدمها وتطورها من الناحية الفكرية. انطلاقاً من هذا فإن الخطوة الأساسية التي خطاها اتحاد ستار في نضاله هو تطوير العلم والمعرفة والفكر لدى المرأة، لأنه إن لم تقم المرأة بتنظيم نفسها وتقوية ذاتها من غير الممكن لها أن تصل إلى حريتها ومن غير الممكن لها التحرر من السجن المفروض عليها من قبل السلطة الذكورية ومن غير الممكن لها أن تصون قيمها التي قامت بخلقها. لهذا السبب ينبغي على المرأة خوض نضال عظيم في جميع الميادين الاجتماعية.
لذلك كانت الأمور التي تم التوقف أو التركيز عليها في عام 2014 من قبل تنظيم اتحاد ستار كالتالي: افتتاح أكاديميات اتحاد ستار في العديد من مناطق مقاطعات الجزيرة وكوباني وعفرين، حيث يتم السعي إلى تفعيل دور هذه الأكاديميات لتطوير المرأة ضمنها. أما بالنسبة إلى المواضيع التي يتم التدريب عليها فهي تاريخ المرأة ذاك التاريخ الذي لم يتم تدوينه بعد، أي أنه قبل كل شيء يتم توعية المرأة من الناحية التاريخية كي تتمكن من تطوير وتوعية ذاتها. وإدراك تاريخ الإنسانية، ومعرفة الدور الذي لعبته المرأة في تاريخ الإنسانية، والتأثيرات السلبية التي فرضها تأثير السلطة الذكورية على المرأة، أي أنه يتم التوقف على هذه المواضيع ضمن الدورات التدريبية التي تتم ضمن بنية تنظيم اتحاد ستار. وبالإضافة إلى هذا معرفة الدور الطليعي الذي ينبغي على المرأة لعبه ضمن إحلال نظام الأمة الديمقراطية، وكيف يمكن لها خلق مجتمع حر، وماهي المكانة التي يتوجب عليها أن تأخذها ضمن نظام الأمة الديمقراطية. وما هو النضال الواجب عليها خوضه في جميع الميادين وكيفية تجاوز التخريبات التي خلفها النظام الذكوري على شخصية المرأة، وكيفية التحرر من الذهنية الذكورية المفروضة على المرأة منذ أكثر من 5000 عام وغيرها من المواضيع التي يتوجب على المرأة إدراكها، وإدراك وتجاوز قيود العبودية المفروضة عليها والتي باتت كمصير محتوم عليها، وخوض النضال بالاستناد إلى ذلك.
افتتاح رابطة الفكر والتوعية الخاصة بالمرأة في العديد من المناطق، فخلال عام 2014 تم التركيز على زيادة عدد هذه المؤسسات ومن ناحية أخرى تفعيل دورها في توعية المرأة، والسعي إلى توعية وتطوير المرأة في هذه المراكز أي أنها لا تقتصر على توعية المرأة المشاركة في المجالس أو المؤسسات الأخرى إنما تهدف إلى تطوير وتوعية جميع النسوة سواء كن مسنات أو شابات، وفي الوقت نفسه تقوم هذه المراكز بالنظر في القضايا أو المشاكل العائلية وحلها لأنه في العديد من المرات يرى بأن القوانين التي سنتها الدولة لا تعترف بحق أو حتى أبسط حقوق المرأة، بل على العكس تماماً تقوم بمساندة وصون والدفاع عن الرجل بغض النظر إن كان محقاً أو لا.
بالإضافة إلى هذا فإن حث المرأة المحامية أو القاضية على لعب دورها بشكل يتوافق مع حقيقها وطبيعتها وذهنيتها أي وفق طبيعة وحقيقة وذهنية المرأة ضمن لجان الصلح والمحاكم التي تم تشكيلها وإصدار بعض القوانين الخاصة بالمرأة ولعب دور فيها يحوز على أهمية بالغة لصون حقوق المرأة في تلك المحاكم ويعتبر من أهم الأعمال التي تم التركيز عليها في عام 2014 . وفي الوقت نفسه فإن إصدار قوانين تعتبر كمبادئ للمرأة يعتبر خطوة جديدة الهدف منها صون حقوق المرأة ضمن القوانين والمحاكم المتشكلة وذلك بمنع زواج القاصرات، صون وحماية حقوق الفتاة الشابة والطفلة، وكذلك قضية تعدد الزوجات……. وغيرها من القضايا، حيث نعمل على توعية المجتمع بهذه النقاط والقوانين وكيفية ترجمتها على أرض الواقع من خلال عقد الاجتماعات للتوعية. وكلنا ثقة وإيمان بوصول كامل مجتمعنا إلى مستوى عالٍ من الفكر والوعي والتقرب بشكل يتوافق مع هذا الوعي، لأن أضرار وتأثير الزواج المبكر وتعدد الزوجات على المجتمع تمنع تطور وعي المجتمع وتقدمه، كما أنها تجلب معها العديد من التخريبات عند النظر أو التطرق إليها من الناحية السوسيولوجية أيضا، وتعيق تطور المجتمع بكامله فلا يمكنه خلق جيل يصن مستقبلاً مشرقاً للمجتمع للافتقاد إلى إدراك حقيقة كل من الرجل والمرأة. فترجمة القوانين التي تم إصدارها وتوعية المجتمع بها يحوز على أهمية بالغة من أجل تجاوز هذه النقاط أو التخريبات.
وفي الوقت نفسه نحن كاتحاد ستار نعتبر الوصول إلى المرأة في كل الساحات وعدم حصر هذه الحركة على المرأة الكردية والسعي لعقد العلاقات مع المرأة العربية والأرمنية والتركمانية والشركسية والمسيحية والمرأة ضمن الأحزاب الأخرى، والعمل على رفع مستوى الوعي والإدراك والمعرفة لديهن كما المرأة الكردية من أولويات نضالنا، حيث يمكننا القول بأنه قد تم خطو خطوات هامة في هذا الصدد. كان هناك ضعف في معرفة حقيقة المرأة من قبل المرأة العربية والمسيحية، إلا أنه وبطليعة المرأة الكردية ازداد الوعي لديهن مما دفع بهن لإبراز موقفهن وتطوير المعرفة لديهن، لهذا السبب نرى بأن انضمامهن للأكاديميات التدريبية التي أنشأها اتحاد ستار يكون من أجل الوصول إلى سوية تمكنهن من صون حقوقهن ضمن المجتمع. يمكننا القول بأن هذه الخطوة تعتبر من أكثر الخطوات أهمية. كما أن اتحاد ستار قام بلعب دور هام بخصوص تشكيل مبادرة المرأة السورية في عام 2014 لتتمكن كل من المرأة الكردية والمسيحية والأرمنية والمرأة من جميع مكونات المجتمع السوري من الانضمام والقيام بدورها الهام عن طريق هذه المبادرة، هذا الأمر كان مهماً بالنسبة لنا أي الوصول إلى عقلية تسعى إلى إحلال السلام والعدالة والمساواة ضمن المجتمع. كما أن الهدف الأساسي من هذه المبادرة هو توحيد النساء لتجاوز المهالك المحدقة بالمجتمع والتصدي للإبادة والمجازر التي يتعرض لها. كما أن انضمام المرأة لميدان التعليم والتدريب بشكل ملحوظ أي بنسبة تفوق 85 % يظهر مدى الارتباط المتين للمرأة بلغتها وأرضها وثقافتها وهذا مكان تقدير واحترام. فمشاركة المرأة بهذه النسبة في مجال التعليم نابعة من سعيها لإظهار ثقافتها ولغتها وتدريب جيل جديد له القدرة على بناء المستقبل. فلكي نقوم بتطوير ثقافتنا علينا أن نقوم بتنظيم أنفسنا ضمن جميع مجالات الثقافة سواء كان في مجال الشعر أو الموسيقا أو الفن. حيث أن النتاجات الفنية التي تم إنشاؤها هي نتاجات متطورة وذات معنى وهذا إشارة إلى وصول المرأة إلى مستوى متقدم من المعرفة وقدرتها على النضال ضمن السوية التي وصلت إليها.
كما قامت المرأة بالمشاركة في عملية إنشاء قوات الأسايش في روج آفا، هذه القوة التي تعتبر قوة لصون أمان وأمن المجتمع، انضمت المرأة إلى هذه القوة عن معرفة وإدراك لأنها وصلت إلى حقيقة ألا وهي ضرورة حماية المرأة. نعم يتم توعية المجتمع بكل فئاته عن طريق التدريب ولكن هناك ضرورة إلى وجود قوة تقوم بصون الأمن والأمان والحماية للمجتمع والمرأة، لهذا السبب نرى بأن المرأة الشابة انضمت بوعي وإدراك إلى هذه القوة كي تستطيع حماية وصون حقوق المرأة مقابل كل الانتهاكات والتجاوزات التي تمارس بحقها.
الفعالية والنضال الأكثر الأهمية في يومنا الراهن هو انضمام المرأة الشابة في روج آفا إلى صفوف وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة. أي أن المرأة الشابة في روج آفا وصلت لسوية من المعرفة والوعي تجعلها تدرك أنه من الواجب عليها أن تقوم بتطوير ذاتها والمشاركة في وضع حد لهذه الحروب والمجازر. فانضمام المرأة الكردية إلى صفوف الحرب كمناضلة غير نابع من حبها الشديد لهذه الحرب بل على العكس تماماً هي تنضم إلى هذه الحرب للحد منها وإيقافها وخلق ضمانات تحقيق السلام والحرية. حيث ان انضمام هذا القدر من المرأة الشابة لوحدات حماية المرأة دليل ساطع على هذه الحقيقة وكل من الشهيدة آرين والشهيدة زيندا والشهيدة سلافا والشهيدة بروين اللواتي تحولن إلى رموز للحرية في يومنا الراهن خير مثال على هذا، حيث أن الشهيدة آرين من خلال عمليتها الفدائية وجهت رسالة إلى العدو مفادها «لا يمكنكم المساس بقيمنا ومقدساتنا التي انتفضنا من أجلها ونقوم بحمايتها ». وقد تحولن إلى مشاعل نور تنير درب المرأة للوصول إلى الحرية.
هذه الحروب تتطور بذهنية الرجل وتجلب معها على الدوام النهب والقتل والمجازر والإبادات. ومن الملاحظ أنه لم يتم تدوين لماذا يتم خوض هذه الحرب؟ ومصالح من تخدم؟ وما هو تأثيرها على الشعب؟ وكيف ينضم الشعب إليها وكيف يقوم بتلبية متطلبات حياته ضمن هذه الحرب التي يفرضها الرجل منذ 5000 عام في أي تاريخ كان. فالتاريخ عرف على الدوام بأنه تاريخ الطبقة المستعمرة والحاكمة والسلطوية وليس بتاريخ المرأة التي لم يتم تدوين تاريخ حقيقتها ولا تاريخ الشعوب المضطهدة. والمرأة الآن تقوم بوضع حد لتطور تاريخ الحرب المستند إلى النهب والسلب والمجازر والإبادة. فهي باتت تدرك أنه لا ذنب للأطفال والأمهات في هذه الحرب التي تخدم مصالح سلطة أو فئة أو طبقة أو جماعة معينة. فبتوجه النساء جميعاً إلى ساحات الحرب والقتال يوجهن رسالة مفادها « إننا نتوجه إلى ساحات القتال والحرب من أجل حماية قيم الإنسانية ومن أجل الحياة الحرة ومن أجل حماية إرادة المرأة والإنسانية ». بالطبع هذا مكان تقدير بالنسبة للمرأة في روج آفا، وخوض نضال بهذا الشكل باسم وحدات حماية المرأة كان خطوة عظيمة جدا للعب دور هام وطليعي ليس فقط بالنسبة لروج آفا بل لجميع النساء في العالم، ويساهم في تحرر المرأة من ظلام آلاف السنين وكأنها تقول علينا أن نقوم بوضع حد لهذه الحروب لهذا السبب انضممت إلى هذه الحرب وليس لعشقي للحرب انضممت إلى الحرب بحقيقة وذهنية المرأة وبالاستناد إلى حقيقة الدفاع المشروع كي أتمكن من صون قيم المرأة والإنسانية.
في عام 2014 تم الإعلان عن الإدارة الذاتية الديمقراطية في روج آفا، حيث شاركت المرأة في جميع هيئات هذه الإدارة بنسبة هامة، حتى أنها شاركت في السياسة أيضاً حيث قامت بترأس مقاطعة كامرأة سياسية توجه السياسة ضمن المحافل الدولية. فالسياسة كانت تعرف وتمارس وفق الذهنية الذكورية. هذه السياسة المستندة إلى ذهنية الرجل لم تقم بخدمة مصالح الشعوب أبداً بل على العكس قامت بخدمة مصالح السلطويين وتسيير مصالح الدولة فقط.
لهذا السبب كان يتم تعريف السياسة على أنها نوع من الخداع المستند إلى الكذب والحيل لخدمة بعض المصالح الشخصية أو مصالح بعض الدول أو القوى. لكن بمشاركة المرأة في روج آفا في السياسة بفكر القائد آبو استطاعت أن تكشف عن حقيقة السياسة الواجب اتباعها والتي تقوم بخدمة المجتمع وليس خدمة مجموعة معينة. استناداً إلى هذا تقوم المرأة الكردية بدورها الفعال والطليعي في هذا المجال سواء كان في رئاسة المقاطعة أو في رئاسة الهيئات أو في أية مؤسسة من مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية في روج آفا. هذه المرأة التي يتم تنظيمها و توعيتها تقوم بلعب دورهام في جميع مجالات الحياة. فالمرأة تجاوزت مفهوم تخصيص الأعمال فيما بين الجنسين أي أن تكون بعض الأعمال عائدة للرجل وبعضها عائدة للمرأة. أي أنه يتم التوقف والتركيز على كيفيقة إحلال حياة عادلة متساوية بين الرجل والمرأة بعيداً عن ذهنية السطلة سواء من قبل المرأة أو من قبل الرجل لخلق حياة حرة عادلة ضمن العائلة والمجتمع. الشيء الآخر الذي ركزنا عليه مؤخرا كان المجالس, كنا قد أسسنا المجالس لكننا لاحظنا أن هناك نقصاً أو شيئاً من الخطأ في أسلوب تشكيلها ولم تستطع المرأة أن تلعب الدور المطلوب والموكل لها ألا وهو الوصول إلى كافة فئات المجتمع النسائي، لذلك كانت هناك حاجة لإعادة النظر في أسلوب إنشاء تلك المجالس لأنه لوحظ وجود فراغ ضمن النظام المراد إحلاله، لهذا السبب كان من الواجب أن نبدأ من الخلية الصغيرة أي من القاعدة المتمثلة في تشكيل الكومونات كي تلعب مجالسنا دورها المطلوب وتستطيع الوصول إلى كافة الشرائح وتؤدي دورها الطليعي في المجتمع وتصل إلى جميع النساء وتقوم بتنظيمهن. المرأة تشارك في كل لجان الكومونة؛ في لجان الحماية واللجان الخدمية والاجتماعية وغيرها وعلى هذه الأسس تنظم المرأة نفسها وهذا يعتبر نقطة هامة أي القيام بتشكيل تنظيم خاص بها بهذا الشكل. في عام 2014 تم التوصل إلى هذا القرار وفي عام 2015 نحن على ثقة تامة بأننا سنحرز نجاحات وانتصارات كبيرة.
نحن كحركة حرية المرأة في روج آفا في مرحلة الإنشاء، وندرك صعوبة هذه المرحلة، لأننا في المرحلة الأولى من الإنشاء والبناء أي يمكننا القول بأننا كنساء نقوم بلعب دور هام جداً في هذه العملية لهذا السبب على المرأة أن تقوم بلعب دورها الفعال والطليعي في كل المجالات التي تطرقنا لها بالشكل التام وأن لا يكون انضمامها إلى تلك المجالات لإتمام العدد فقط. أي هناك حاجة لخلق امرأة تكون قادرة على الكشف عن حقيقة وجوهر المرأة التي تحمي قيم الإنسانية, وتلعب دورها الفعال في إنشاء الأمة الديمقراطية. بالطبع توعية المرأة فقط غير كافٍ للوصول إلى هذه الأهداف، فالمشاريع والحملات التي ينبغي علينا القيام بها خلال هذه المرحلة والمرحلة المقبلة هي أن تقوم المرأة الواعية والتي وصلت لسوية من الإدراك والمعرفة بتوعية وتطوير الفكر ليس لدى المرأة فقط إنما لدى الرجل أيضاً، وأن تلعب دورا هاماً في تطوير الرجل أيضاً، أي ينبغي على المرأة خوض النضال على هذه السوية، والقيام بتولي مهامها بهذا الشكل. إننا على ثقة تامة بقدرتنا على تحويل عام 2015 إلى عام تطوير الرجل في الوقت نفسه أي قيامنا بتغيير مفهومه وذهنيته أيضاً، لهذا السبب نحن كحركة الحرية وتنظيم اتحاد ستار على الرغم من كل المصاعب التي نصادفها وعادات وتقاليد المجتمع السلبية على ثقة تامة بأنه سيتم خطو خطوات هامة في هذا العام، نحن متفائلون بأن القرن الحادي والعشرين سيتحول إلى قرن تحرر المرأة. كما يشير القائد آبو حيث يقول «هذا القرن هو قرن تحرر المرأة » ونحن على ثقة تامة بأننا سنقوم بلعب هذا الدور الهام والطليعي، لهذا السبب ينبغي على كل امرأة وصلت لسوية من الوعي والإدراك الفكري أن تسعى للوصول إلى النساء الأخريات وإيصالهن إلى تلك السوية من الفكر والمعرفة وتطويرها، ويجب أن تنضم كل امرأة إلى هذه الكومونات المتشكلة كي تتمكن من صون حقوقها.
يمكننا القول بأن المرأة تقوم بلعب دور هام في النضال وتقوم بخلق التطور والتقدم اللازم، لهذا السبب نسعى إلى تنظيم كل النساء في روج آفا خلال عام 2015 من خلال الاستناد إلى قول القائد آبو « إن الثورة التي لا تنظم المرأة ذاتها فيها لا يمكن أن تكون ثورة والتنظيم الذي لا يمكنه شمل أو ضم كل النساء لا يمكن أن يكون تنظيماً ». نتخذ من التوجيهات التي طرحها القائد آبو في الثامن من آذار من عام2014 أساساً في نضالنا ومسيرتنا. ونحن على أمل بأننا سنحول يوم الثامن من آذار في هذا العام إلى يوم للانتفاضة والسرهلدان بأن تقوم جميع النساء بالمشاركة فيه، وتعتبر كل أيام السنة أياماً للمرأة وليس فقط يوم الثامن من آذار.
ونحن على ثقة تامة بأننا نستطيع الوصول إلى هذا من خلال التطورات التي تحرزها المرأة ضمن هذه المرحلة.[1]