الأسم: إلياس بينبيرداغ
اللقب: بربانك جياكر
إسم الأب: تيمور
إسم الأم: نازلين
تاريخ الإستشهاد: 2018
مكان الولادة: وان
مكان الإستشهاد: مناطق الدفاع المشروع
بربانك جياكر
وُلد رفيقنا بربانك في منطقة قلقلي التابعة لوان، المعروفة بولائها العميق لنضالنا التحرري، وتصديها القوي لهجمات الإبادة. نشأ في كنف عائلة وبيئة متمسكتَين بالقيم الوطنية الكردية، وحرصتا على الحفاظ على هذه القيم رغم جميع الصعوبات، مما ساعده على التمسك بجذوره وهويته.
ترعرع رفيقنا في بيئة قروية طبيعية، واكتسب خصائص الشخصية الأصيلة التي تميّز منطقة سرحد. وخلال دراسته لفترة في مدارس الدولة التركية، تعرّف لأول مرة على حقيقة العدو، وشهد بنفسه السياسات الإبادية التي ينتهجها النظام التركي بحق شعبنا. فرفض هذا الواقع والنظام القائم عليه، ومنذ البداية، اتخذ رفيقنا بربانك موقفًا متحفّظًا من المدرسة والموظفين المرتبطين بتلك السياسات. وبعد إتمام التعليم الإجباري، قرر ترك الدراسة.
عمل بعد ذلك في عدد من المهن ليساهم في إعالة أسرته، وظل دائمًا مرتبطًا بالعمل والكدّ، وأدّى أصعب الأعمال بمحبة وإرادة، دون أن يعرف الكلل أو التعب. وجعل من الصفات التي اكتسبها في هذه المرحلة أساسًا لحياته الثورية لاحقًا.
وكأي شاب كردي يتابع عن كثب النضال التحرري الكردستاني، بدأ رفيقنا بربانك بالتعرّف على حركتنا عام 2009. تأثر بشدة بالتصعيد الحاصل في الحرب آنذاك، وبما جرى من استشهادات، وشعر بضرورة أن يقدّم دعمه لنضال شعبنا التحرري. فانخرط في مرحلة من التركيز الذاتي، وأدرك أن الطريقة الأكثر فاعلية لتحقيق ذلك هي الانضمام إلى صفوف الكريلا. وقد أثّر فيه بشكل خاص نضال الكريلا القائم على روح التضحية، والضربات المؤثرة التي وُجّهت إلى العدو، فبدأ يحلم بلقائهم والانضمام إليهم بأسرع وقت ممكن.
ورغم سعيه لتحقيق هذا الهدف لفترة، لم يتمكّن من بلوغه في حينه، غير أنه استمر في تعمّقه الفكري، منتظرًا اللحظة المناسبة. ومع بدء هجمات الإبادة التي شنّها تنظيم داعش ضد شعبنا في شنكال وروج آفا منذ عام 2014، والتي راح ضحيتها آلاف من أبناء شعبنا، شعر رفيقنا بربانك بأنه يجب أن يقاتل ضد هؤلاء المرتزقة. فانتهز أول فرصة أتيحت له، وتوجّه إلى جبال كردستان وانضم إلى صفوف الكريلا.
تلقّى رفيقنا أولى تدريباته على حياة الكريلاتية في منطقة بوطان، حيث بقي هناك لفترة. وخلال وجوده فيها، سنحت له الفرصة للتعرّف على العديد من مقاتلي الكريلا ذوي الخبرة، فتأثر ليس فقط بتجاربهم الحياتية والعسكرية، بل أيضاً بصفاتهم الشخصية. وكان أكثر ما لفت انتباهه هو نمط الحياة الجماعية (الكومينالية) للكريلا، والبيئة الحرة التي يعيشونها. ولهذا، سعى بكل طاقته لتعلّم هذا النمط الجديد من الحياة، وبذل جهده ليصبح مناضلًا آبوجيًا متمكنًا.
لاحقًا، وبناءً على توصية من رفاقه، انتقل إلى مناطق الدفاع المشروع لتلقي تدريبات أكثر تفصيلًا، حيث انضم إلى دورة تدريبية للمقاتلين الجدد. ومن خلال ما تلقّاه هناك من تدريب، أصبح أكثر تأقلمًا مع حياة الجبل والكريلا، وأبدى رغبة قوية في الانتقال بأسرع وقت إلى المناطق التي تدور فيها الحرب على أشدّها. كان هدفه الأساسي هو الدفاع عن شعبنا، ومن أجل تحقيق ذلك، عمل على تأهيل نفسه عسكريًا بشكل جيد.
وقد شهد خلال فترة الحرب ملاحم بطولية من المقاومة الفدائية في العديد من مناطق كردستان، وكان على وعي تام بأن مشاركته يجب أن تكون على ذات المستوى. ومن هذا المنطلق، آمن بضرورة تكريس نفسه للنضال من جميع الجوانب، وأدرك أن ذلك يتطلب أساسًا أيديولوجيًا وعسكريًا راسخًا. كان رفيقنا بربانك مدركًا تمامًا لمهام المرحلة ومسؤولياتها، وسعى بكل جهده إلى إنجازها على أعلى مستوى، بما يليق بتضحيات وجهود القائد آبو. ورأى أن بإمكانه تحقيق ذلك من خلال الانضمام إلى صفوف القوات الخاصة، فتقدم بطلب للانضمام إلى هذا الإطار الفدائي. وبفضل ثباته في الحياة، وطريقته في المشاركة، وشخصيته الصادقة التي منحت الثقة لرفاقه، تم قبول طلبه، وانضم إلى القوات الخاصة.
كوّن رفيقنا بربانك، من خلال التدريبات التي تلقاها هناك، أساسًا أيديولوجيًا قويًا، وفهم منذ وقت مبكر أن الفدائية ليست مجرد خيار، بل أسلوب حياة. ولهذا، بذل جهدًا استثنائيًا لبناء شخصية نضالية فدائية آبوجية حقيقية. وبإعادة خلق نفسه على مستويات متعددة، حقق نقلة نوعية في مسيرته، وسعى بكل طاقته إلى الوفاء بالمسؤوليات التي تحمّلها عبر تكريس حياته للنضال.
وقد أصبح رفيقًا يُحتذى به بفضل طابعه الكادح وتفانيه، إذ أتمّ كل عمل أُوكل إليه بنجاح كبير، وتحوّل بهذه الروح إلى نموذج للمناضل الآبوجي بين رفاقه. عمل في عدة مناطق من مناطق الدفاع المشروع، وأدى مهامه الثورية بإصرار وجهد لا يعرف الكلل، وبطاقة لا تنضب. وقد عمّق ارتباطه بالشهداء، الذين كان ولاؤه لهم هو الدافع الأول لانطلاقه في المسيرة الثورية، وأبقى ذكرى كل رفيق شهيد عاش معه حيّة في وجدانه، من خلال تعميق نضاله وتوسيع نطاقه.
نال رفيقنا بربانك شرف الشهادة في هجوم شنّه العدو وبفضل عمقه الأيديولوجي، وصدق علاقاته الرفاقية، ومشاركته الفدائية، حظي بمكانة مرموقة لا تُنسى في قلوب جميع رفاق دربه. وإننا، كرفاق دربه، نُجدّد عهدنا بالوفاء لذكراه، والبقاء أوفياء لمسيرته حتى تحقيق النصر. [1]