الأسم: ديلان أولوج
اللقب: عصيان منذر
إسم الأب: محمد
إسم الأم: حليقة
تاريخ الإستشهاد: #21- 07-2021#
مكان الولادة: مانيسا
مكان الإستشهاد: متينا
عصيان منذر
وُلدت رفيقتنا عصيان لعائلة تنحدر بأصولها من بدليس وفتحت عينيها على الحياة في مانيسا، وبعد ابتعادها عن كردستان، نشأت لديها حنين دائم إلى وطنها. ومن أجل العيش وفق قيمها الأصيلة وثقافتها العريقة، شرعت منذ سن مبكرة في رحلة البحث عن ذاتها. وخلال سنوات دراستها في مدارس النظام، ازداد وعيها بالتناقضات، ونمت لديها ردود فعل تجاه حياة الحداثة الرأسمالية الفارغة. وكشابّة كردية، أدركت سياسات النظام القائمة على انحلال وصهر الشبيبة الكردي وطمس هويتهم. ومع وعيها بواقع العدو، شعرت يوماً بعد يوم بالقرب أكثر من حزب العمال الكردستاني . كما بدأت تشكك في القيود التي يفرضها الفكر الذكوري السائد على المرأة، وانخرطت في رحلة التعرف على نفسها وفهم هويتها. ومع إدراكها للجهود الهائلة التي بذلها القائد آبو من أجل حرية المرأة، نما لديها تعاطف عميق مع حركتنا النضالية التحررية. وعندما لاحظت استغلال عمل المرأة وتحويله إلى سلعة في إطار النظام، ازدادت تناقضاتها الفكرية، مما دفعها إلى تطوير جهد فكري عميق للعثور على إجابات لهذه التناقضات. ومن جهة أخرى، أدت تصاعد هجمات دولة الاحتلال التركي على شعبنا إلى زيادة غضبها تجاه العدو. ومع إدراكها أن أكثر رد معقول على النظام هو الانخراط في صفوف النضال، شاركت لفترة في أنشطة الشبيبة الوطنية الثورية. ومن خلال هذه المشاركة، حظيت بفرصة التعرف عن كثب على حركة التحرر الكردستانية. شاركت رفيقتنا عصيان بحماس ومعنويات عالية في أنشطة الشبينة النسائية، وحققت تقدماً سريعًا في هذه الأعمال والنشاطات. وخلال سنوات دراستها الجامعية، أتيحت لها الفرصة لقراءة مواد حزب العمال الكردستاني، مما منحها فهماً أعمق للحزب ونشاطاته. وصلت رفيقتنا إلى عزم راسخ على تكريس نضالها، وبعد عامين من العمل في أنشطة الشبيبة الوطنية الثورية في أوروبا، انضمت في عام 2011 إلى صفوف الكريلا. ورفضت كل إمكانيات النظام الرأسمالي، وتركت الجامعة، متوجهةً نحو نضال شعبها من أجل الحرية وجبال كردستان المقدسة.
وشاركت رفيقتنا عصيان في التدريب والحياة بحماس، ومعنويات عالية، ونشاط فاعل، وبفضل هذه الصفات تمكنت من أن تكون قدوة لرفيقاتها مناضلة مقاومة نموذجية. وقد تأقلمت بسرعة مع الحياة العسكرية في الجبال. وبعد إتمام تدريبها بنجاح، شعرت بالحماسة للانتقال إلى الميدان العملي. تميزت رفيقتنا بشخصية صادقة، وعلى الرغم من كونها مناضلة جديدة، تركت تأثيراً على جميع رفيقاتها. ومن خلال تمسكها بخط القائد وموقفها الواضح، وخبرتها العملية المكتسبة في وقت قصير، أدت العديد من المهام بنجاح.
ولرغبتها في تطوير مهاراتها التكتيكية والمشاركة الفاعلة في مراحل الحرب الجارية، اقترحت رفيقتنا الالتحاق ب برامج التدريب التخصصي. ومن خلال التدريب الذي تلقته في الأكاديمية العسكرية، أصبحت خبيرة في العديد من تكتيكات الكريلا. وحرصت على مشاركة ما اكتسبته مع رفيقاتها وتعليمهن، فتولت دور المدربة في أكاديمية الشهيد ماهر. وبصفتها قيادية بارزة في صفوف وحدات المرأة الحرة-ستار، نقلت رفيقتنا خبراتها ومستوى أدائها العسكري، كما جسدت موقف المرأة الحرة في المقاومة. وبفضل تركيزها الدائم على تحسين أدائها وتطوير نضالها، عادت إلى الميدان العملي بروح مناضلة الانتصار. ولإصرارها على العمل في مناطق التي تشهد هجمات كثيفة من العدو، انتقلت رفيقتنا إلى ساحة متينا. وساهمت في العديد من الأعمال، بدءاً من إعداد أنفاق الحرب إلى أعمال البنى التحتية. ونقلت ما تعلمته إلى رفيقاتها وساهمت في تطويرهن، وبفضل رفاقيتها القوية وعلاقتها العميقة مع رفيقاتها، تمكنت رفيقتنا من أن تكون مثالاً يحتذى به كمناضلة في صفوف حزب حرية المرأة الكردستانية (PAJK) ومقاتلة في صفوف وحدات المرأة الحرة-ستار.
وشعرت الرفيقة عصيان، التي تعرّفت على الحياة الحرة من خلال القائد آبو وانضمت إلى حركة التحرر، دائماً بأنها مَدينة للقائد آبو، وناضلت بإخلاص عميق من أجل حريته الجسدية. وفي عام 2021 كتبت رفيقتنا عصيان رسالةً من منطقة متينا إلى القائد آبو، عبّرت فيها عن مشاعرها بقولها:
نستقبل ربيعاً آخر من دونكم. ومهما أظهرت الطبيعة جمالها أمام أعيننا، فإن هذا الجمال يبقى ناقصاً بغيابكم عنا. يُقال إن الزاهدون حين يمرون قرب الورود يسمعونها تذكر أسماء أحبابها. نحن حين نصغي إلى الطبيعة نسمع اسمكم وأسماء رفيقاتنا ورفاقنا الذين رووا هذه الأرض بدمائهم. نسمع الطبيعة تقول حرية، ونسمعها تبوح بالحقيقة لمن يستطيع الإصغاء. كنا شعباً صُبَّ عليه الإسمنت، وشجرةَ إنسانيةٍ أُريدَ اجتثاث جذورها، فكنتم أنتم من أخرجنا من القبر وأعدتم الخُضرة لأغصاننا. على مدى سنوات تواصلون هذه المسيرة بلا كلل ولا ملل، والنور الذي صنعتموه أصبح اليوم يضيء ليس الشعب الكردي فحسب بل الإنسانية جمعاء. واليوم يرى العالم كله هذه الحقيقة ويلتحق بهذه المسيرة، وكل ذلك بفضل جهودكم العظيمة. كنّا نحن الذين فقدوا أنفاسهم في الظلام، فكنتم أنتم الشمس التي أخرجتنا من العتمة، والنَّفَس الذي أحيا حياتنا وأرشدنا إلى الطريق. ووجدنا فيكم الطريق إلى ذواتنا، وتعلمنا الخروج إلى الدرب والسير فيه. ومنذ سنوات ونحن مقصّرون في أن نكون لكم نَفَسًا، وأنتم قد أوضحتم لنا كل شيء، ومع ذلك ما زلنا نتعثر في الطريق. وبسبب تقصير رفاقيتنا وضعف مشاركتنا تُحتجزون أسيراً. بهذا المعنى نحن مقصّرون بحقكم ومشبعون بالخجل، وأعلم أن التاريخ لن يغفر لنا هذا. حبي وشوقي لكم أعجز عن التعبير عنه بالكلمات، وإنما يمكن أن تعبّر عنه مواقفي وممارستي العملية. وإن رؤيتكم والوجود بجانبكم واحتضانكم ولو مرة واحدة هو حلم كل واحد منا، وأرغب أن أكون من أصحاب الفكر الكبير والأفعال الكبيرة لتحقيق هذا الحلم لكل رفاقنا ورفيقاتنا. أنا مستعدة لفعل كل ما يلزم في هذا السبيل.
وارتقت الرفيقة عصيان، التي جسّدت فلسفة قائدنا في كل لحظة من حياتها، وكانت مثالاً يُحتذى بها كمقاتلة في صفوف وحدات المرأة الحرة-ستار بأسلوب الحياة الآبوجية، إلى مرتبة الشهادة في منطقة متينا، ناقلةً راية المقاومة إلى رفيقاتها. وبفضل نضالها المستمر بلا توقف أو تردد، تركت مكانة لا تُنسى في قلوب رفيقاتها. ونحن كرفيقات دربها، نجدد العهد بأن نرفع راية النضال التي سلمتنا إياها رفيقتنا عصيان، ونسعى لأن نكون على قدر جميع شهدائنا من خلال شخصها، وسنحيي ذكراها دائماً. [1]