الأسم: على كمال أرسلان
اللقب: روشر تولهلدان
إسم الأب: محمد
إسم الأم: عائشة
تاريخ الإستشهاد: #19-09-2019#
مكان الولادة: سمسور
مكان الإستشهاد: مناطق الدفاع المشروع
روشر تولهلدان
تُعتبر مدينة سمسور إحدى المدن العريقة في كردستان، التي لعبت عبر التاريخ أدواراً مهمة في الثقافة والفن والأدب والحياة الاجتماعية للشعب الكردي، ونظراً لهذه السمات المتميزة كانت دائماً عرضة لهجمات الأعداء، على مرّ التاريخ، قامت في الكثير من النضالات بأدوارها، لتصبح رمزاً لشعب قدّم منذ بداياته قلبه لحركة حرية كردستان، ولقد قدّمت مدينتنا سمسور الكثير من أبنائها الأبطال كشهداء في صفوف النضال، وصارت ساحة للمناضلين العظام مثل رفيقنا روشر.
وُلد رفيقنا روشر في مدينة سمسور في شمال كردستان ضمن عائلة علوية وطنية، في البيئة التي نشأ فيها، كان يتمتع منذ الصغر بدرجة من الوعي بالكردياتية، حوله برزت هوية العلوية بشكل كبير، واتخذها نهجاً، وبسبب مشاكل العائلة الاقتصادية، انتقل إلى إسطنبول، وكان ذلك إحدى المحطات الأولى التي غيّرت مسار حياته، وهناك، إلى جانب الهجمات على الهوية الكردية، شهد عن قرب أيضاً الهجمات على الهوية العلوية، نضال عائلته في سبيل الهوية كان سبباً لأن يتحوّل هو إلى قاعدة متينة ضد تلك الهجمات.
في سنوات طفولته وشبابه، كان شاهداً مباشراً على مختلف أشكال قمع النظام، وكانت تلك السنوات بالنسبة له قاعدة تشكّلت منها خطوات كبيرة، خلال المرحلة الثانوية، انخرط في علاقات مع الفصائل اليسارية، لكنه لم يجد فيها إجابة حقيقية عن بحثه عن الحقيقة، بدايات تعرّف رفيقنا على حركة حرية كردستان، وتكوينه وفهمه الأساسي، حصلت أثناء دراسته الجامعية في أنقرة، فالجامعة كانت بمثابة مصنع أساسي لأدوات الحرب الخاصة للنظام، خلال سنوات دراسته الجامعية، أدرك بوضوح إشكاليات الهوية الجوهرية ونتائجها، ومن ثمّ جعل النضال خياراً أقصر لحياته، ورأى أن محاولات العدو الرامية إلى فرض التذويب والاغتراب داخل الجامعات تُمارس بكثافة.
بعد المؤامرة الدولية، اشتدّت هجمات النظام الداخلية والخارجية لتصفية الحركة والقضاء على الكريلا، في خضم هذه المرحلة، وصل رفيقنا روشر من خلال تساؤلاته العميقة وتأملاته إلى قرار حاسم، وخرج بقرار راديكالي ضد حياة بلا أساس يفرضها العدو، بحثه عن حياة على خط الثورة حمله نحو تيار الآبوجية، وفي النهاية انضمّ عام 2004 إلى صفوف كريلا حرية كردستان.
رفيقنا روشر، اعتبر أولى لقاءاته ومعرفته المسبقة بالقضية الوطنية وانضمامه إلى صفوف الكفاح بمثابة ميلاد تاريخي له، أظهر رفيقنا روشر بوضوح أنه بعد وصوله إلى الوطن، وبفترة قصيرة، اتخذ خيار حياة الكريلا، سواء من منطلق الحماسة أو من منطلق القناعة العقلية، تلقى تدريباته الأولى في جبال الحرية، وهناك واجه حقيقة الوطن المعرّض للضياع، فوضع أسساً متينة لتطوير نضال الحقيقة من أجل الكرد وكردستان، شارك في التدريبات بروح منفتحة وتساؤلات عميقة، وبذل جهداً كبيراً لكي يوحّد في شخصه بين النظرية والممارسة، أمام العزلة والهجمات الشديدة التي تبعت المؤامرة ضد قائدنا، سعى بكل وسيلة لأن يبرز ممارسة قوية لحياة الكريلا الحرة، نضاله ضد حياة الفردية التي فرضها النظام، من خلال التزامه بمشروع القائد آبو، تحوّل إلى أساس أيديولوجي أكثر قوة.
كان رفيقنا روشر شخصية حيّة وقيّمة، كان يتناول الأحداث والحياة بمنظور أيديولوجي، ويرتقي دوماً بمعايير نضاليته، كما أن التزامه العميق برفاقيته جعله يحتل موقعاً ثابتاً داخل نضال الكريلا، أسلوبه ونهجه وقربه كان دائماً واضحاً وبنّاءً، اعتبر تقدير الحياة أساساً لوجوده، وبنى علاقاته على هذا الفهم، من قنديل إلى زاب، من كارى إلى أمانوس، ومن آمد إلى تولهلدان، أظهر في كل جبهة اسلوبه وموقفه الثوري.
ظلّ شوقه للوطن وإرادته في نضال الكريلا حيّاً دائماً، لأنه كان يؤمن أنه يجب أن يكون في المقدمة في كل ساحة من أجل ذلك، انضمّ بإرادة قوية إلى القوات الخاصة، وبلغ هناك مستوى يلبي متطلبات المرحلة، بهذه القناعة، انتقل عام 2010 إلى إيالة أمانوس، وبعد قيادة عملية قوية وفق متطلبات المرحلة، انتقل إلى إيالة آمد، وحتى عام 2013 شارك في الأعمال هناك، وفي عام 2017 نال الفرصة التي كان يحلم بها لسنوات، ووجّه وجهه نحو منطقة تولهلدان، شارك في العمل القيادي هناك من خلال الممارسات التي خاضها.
في هذه المهام الطويلة، أظهر من خلال نضاله في أوج المعارك وفاءه لإرث الشهداء ووفاءه لرفاقه، أصبح قائداً يتمتع بروح الانتصار، بصفاته من بساطة وحماس وصفاء القلب، كان شخصية لا تُنسى بالنسبة لرفاقه، بالنسبة له، كانت منطقة تولهلدان، حيث وُلد وتفتّحت شخصيته أول مرة، ميداناً لتجميع خبراته وتجسيدها في تنظيم اجتماعي ونضالي على نطاق أوسع، بوعيه بأن الكريلايتية والمسؤولية في ساحته ذات قيمة أعمق، عاش القيم والمعايير النضالية بقوة، وأصبح ممثلاً حقيقياً لهذه القيم، في تلك المنطقة، في مواجهة هجمات العدو واستشهاد رفاقه، بذل جهداً كبيراً لتطوير الكريلايتية وتنظيم المجتمع، حتى في أصعب الظروف حاول أن يحوّل ما هو مستحيل إلى ممكن، فهم من أعماقه الأفكار الأيديولوجية والفلسفية للقائد، وعاش وفقها.
كان رفيقنا روشر كابن نبيل الذي تربى في كنف الشعب الكردي، وبقي حتى آخر لحظة مناضلاً صادقاً باسمه المقاتل والقائد، في هجوم العدو عام 2019 في سمسور، قاوم حتى اللحظة الأخيرة، ونال شرف الشهادة ببطولة، في نور أيديولوجية القائد، عاش مثل الكثير من شهدائنا بروح التضحية وأصبح خالداً، وكرفاق هؤلاء الشهداء، نعلم أنهم لم يكونوا مقاومين فحسب، بل أصبحوا أيضاً كرامة الشعب الكردي والإنسانية جمعاء، نضالهم المليء بالعظمة ووفاؤهم للحقيقة هو الجواب لنداء الحرية الذي يعلو من أعماق التاريخ الكردي، الحرية تتحقق بفهم هؤلاء الشهداء العظام ونقل نضالهم حتى النصر، في شخص رفيقنا روشر، نجدد عهد الانتصار لعموم الشهداء بتصميم كبير. [1]