منذ 27 يوماً وهي تسير من أجل السلام: إنه مطلبٌ اجتماعي وليس شخصي!
انضمت كلستان سفيم خلال عامين إلى ثلاثة مسيرات بدافع المطالبة بالسلام والحرية، وقالت: إنها مسؤولية تاريخية، لذا يجب علينا أن نناضل أكثر فأكثر من أجل السلام، حيث أصبح نضال المرأة خلال هذه العملية مصدر إلهامٍ بالنسبة لي.
تستمر المسيرة التي بدأت بقيادة حركة المرأة الحرة من مدينة آمد نحو أنقرة تحت شعار بالأمل نسير نحو الحرية، حيث من المقرر أن تصل 250 امرأة من المشاركات إلى أنقرة في السادس من تشرين الأول، بعد مسيرتهن عبر مدينة مرسين. وستعرض النساء مطالبهن في البرلمان، كما سيلتقين مع الأحزاب الأخرى لبحث قضاياهن.
ورغم صعوبة الطريق، تستمر المسيرة بكل فرح وحماس. ومن بين المشاركات كلستان سفيم، التي تشارك في المسيرات منذ عامين بدافع المطالبة بالسلام والحرية. وانضمت كلستان إلى المسيرة من مدينة سيرت، حيث فقد شخصان من عائلتها حياتهما أثناء الحرب، ما يعكس صمودها وإصرارها على استمرار النضال.
قالت كلستان سفيم: سأسير حتى يتحقق السلام والحرية، مؤكدة أنها تستمد عزيمتها وإصرارها وإرادتها من نضال المرأة المستمر من أجل الحرية.
وانضمت كلستان سفيم لأول مرة إلى مسيرة الحرية التي نُظمت في شباط الماضي احتجاجاً على نظام العزلة المفروض في سجن إمرالي. وبعد انتهاء مسيرة الخامس عشر من شباط، شاركت في مسيرة الإرادة التي انطلقت من ولاية وان وصولاً إلى جولميرك ضد نهب الوكلاء، وهي الآن حاضرة ضمن مسيرة النسائية الجارية.
وذكرت كلستان سفيم أنها لن تتراجع عن المشاركة في المسيرات بهدف نيل حقوق الشعب الكردي وتعزيز النضال، مؤكدة أن حرية الشعوب تتجسد بحرية القائد عبدالله أوجلان، ودعت الجميع لعدم الاكتفاء بالصمت.
إنه مطلبٌ اجتماعي، وليس بشخصي
دعت كلستان سفيم إلى تحقيق السلام الاجتماعي وإنهاء الحرب، قائلة: كامرأة شابة، أسير من أجل السلام والحرية، لأننا نريد إنهاء هذه الحرب وإراقة الدماء. مطلبنا الوحيد هو السلام، كما أن مطلبنا من أجل الحرية حاجة اجتماعية وليست شخصية فقط. نحن ندرك أنه لن يتحرر المجتمع إلا عندما يتحرر القائد عبدالله أوجلان، وعندها فقط ستتحرر ثقافتنا ولغتنا الأم وحقوق المرأة.
يجب علينا أن نتبنى هذه الدعوة
وتحدثت كلستان سفيم عن آلام الماضي، قائلة: خلال هذه المدة الزمنية فقدت اثنتين من شقيقاتي، وعانت والدتي كثيراً، لكنني لا أريد أن يعاني أي شخص آخر. لهذا السبب نحن حاضرات اليوم في كافة الفعاليات، لكيلا يفقد أي شخص حياته. على المستوى الشخصي، أشارك منذ عامين في جميع المسيرات، وأستمد قوتي من نضال المرأة. لذلك يجب علينا تبني هذه الدعوة والنضال من أجل الحرية، لأن السيد عبدالله أوجلان لا يستطيع التعبير عن أفكاره بحرية في سجن إمرالي.
نضال المرأة يمدني بإلهام
أشارت كلستان سفيم إلى أن فكر القائد آبو حول حرية المرأة يمدها بالإلهام، قائلة: انتشرت فلسفة السيد عبدالله أوجلان حول حرية المرأة في كافة بقاع الأرض، لذا ستستمر مسيرتي هذه حتى يتحقق السلام والحرية. كما يجب على المجتمع القيام بواجباته ومسؤولياته حيال هذه القضية، ويجب على الشعب الكردي خوض النضال من أجل التمسك بلغته الأم وثقافته وهويته. نحن نسير نحو أنقرة بهدف إنهاء إراقة الدماء، ولكي يستطيع كل شخص التحدث بلغته الأم، ولحماية بيئتنا وأشجارنا التي تتعرض للنهب والقطع الجائر.
يجب إظهار إرادة نابعة من الصميم
وصرّحت كلستان سفيم بأنه يجب على الدولة اتخاذ خطوات ملموسة لتجنب تراجع الإيمان والعزيمة بين الشعب، قائلة: كشعب نفعل ما بوسعنا من أجل السلام، لكن الدولة تفعل العكس ولم تتقدم بأي خطوة، ما يلحق الضرر بإيماننا وعزيمتنا. الإنسان يحتاج إلى خطوات واقعية، لا مجرد أقوال. نحن نكرر ذات المطالب في جميع المسيرات والفعاليات، لكن هناك صمت في المقابل. إذا كان هناك مطلب للسلام حقاً، فيجب إظهار إرادة صادقة من الأعماق ونابعة من الصميم. فذلك سيعزز إيماننا من جديد بالخطوات الملموسة على أرض الواقع، ولن ينتهي هذا الألم إلا بعد بناء طاولة حقيقية للسلام. [1]