منسقية إعلام المرأة الحرة: سنواصل إرث الصحافة الحرة على خطى غربتلي أرسوز
قالت منسقية إعلام المرأة الحرة: بعد غربتلي أرسوز، نحن عازمون على مواصلة وتوسيع تقليد الصحافة الحرة التي أنشأها، باعتبارها ذاكرة وصوت جميع الشعوب المضطهدة والنساء المتجاهلة، وخاصة الشعب الكردي.
أصدرت منسقية إعلام المرأة الحرة (RAJIN) بيانا بعنوان نحن نسير على خطى غربتلي أرسوز، التي وحدت الكلمات بالحقيقة ورفعت ستار الظلام.
قالت المنسقية: في التاريخ، قدمت نساءٌ إسهاماتٍ عظيمة للبشرية، لكن أسماؤهن لم تُخلّد، ورغم أن أسماء هؤلاء النساء مجهولة، إلا أن تاريخ البشرية قد بُني على يد نساءٍ ناضلنَ من أجل الحرية، بعض النساء رفضن هذا النظام وسطرن أسماؤهن بحروفٍ من ذهب في التاريخ، غربتلي أرسوز واحدةٌ منهن، لم تسطر اسمها في تاريخ تركيا وكردستان فحسب، بل وقفت أيضاً ضد إنكار وتجاهل وجود شعبها.
استشهدت الأكاديمية، العالمة، الصحافية، أول محررة في تركيا وكردستان، الثورية والمرأة الحرة غربتلي أرسوز مع عدد من رفاقها في ليلة 7-8 تشرين الأول عام 1997 في جنوب كردستان، في كمين نصبه لها الحزب الديمقراطي الكردستاني وتحت نيران الدبابات التركية.
وفيما يلي النص الكامل لبيان منسقية إعلام المرأة الحرة:
وُلدت غربتلي أرسوز عام 1965 في ناحية خاربيت التابعة ل العزيز، درست الكيمياء في جامعة جوكوروفا، وحصلت على درجة الماجستير، وعملت كمساعدة باحثة. بعد كارثة تشيرنوبيل (1986) ومجزرة حلبجة (1988)، بدأت رحلة بحثها عن الحياة، في عام 1989، اعتُقلت وتعرضت للتعذيب بسبب آرائها السياسية.
في عام 1993، تولت رئاسة تحرير صحيفة Ozgur Gundem، لتكون أول رئيسة تحرير في تاريخ تركيا، سعت جاهدةً لرفع ستار الظلم عن كردستان، ما أدى إلى اغتيال العديد من الصحفيين والناشرين.
وفي عام 1993، عندما استُهدفت الصحيفة، أُلقي القبض عليها مجدداً وأُطلق سراحها عام 1994. لم تستطع مواصلة مسيرتها الصحفية في تركيا، فتوجهت إلى الجبال عام 1995، واصلت نضالها هناك ونقشت قلبها على تلك الجبال، بنضالها من أجل شعبها، لم تعد مجرد غربتلي، بل أصبحت فداءً للوطن، وكما كتبت في مذكراتها، حاربت هيمنة الرجال، عززت مكانة المرأة، انطلاقًا من ذاتها.
أصبحت غربتلي أرسوز، بحياتها، رمزاً لحركة التحرر الكردستانية وهوية المرأة الحرة، وأظهرت موقفًا قوياً في عملها الصحفي، ساعيةً وراء الحقيقة، في الصحيفة، التي صدرت تحت شعار الحقيقة لن تبقى في الظلام، كشفت الحقيقة تحت عنوان الإنسانية تُستغل، وعندما قُصفت الصحيفة، انتفضت تحت عنوان هذه النار ستحرقكم أيضاً وأصبحت رمزًا للمقاومة.
وحدت غربتلي الكلمة بالحقيقة، وأدت واجبها التاريخي، ولعبت دورًا هامًا في الاعتراف بوجود الشعب الكردي، خاضت نضالًا عظيمًا خلال حياتها القصيرة التي لم تتجاوز 32 عاماً، وأصبحت رائدة في بناء تراث الصحافة الحرة، وبرزت كرائدة في مجال الصحافة النسائية، بعد استشهادها، أعلن أتباعها ذكرى استشهادها يوماً للصحفيات الكردستانيات.
اليوم، تسير مئات النساء على خطى غربتلي أرسوز بكاميراتهن وكلماتهن وكتاباتهن، يبحثن عن الحقيقة ويعززن المقاومة، من خلال مؤسساتهن، على شاشات التلفزيون والصحف والمجلات والإذاعات والمنصات الرقمية، يشككن في هيمنة الذكور، ويكشفن عن المرتكبين، ويهززن عرش السلطة، ويعززن النضال من أجل حرية المرأة.
بصفتنا منسقية إعلام المرأة الحرة، وعلى خطى غوربتلي أرسوز، فإننا عازمون على مواصلة وتوسيع إرث الصحافة الحرة التي أسسها، لتكون ذاكرةً وصوتًا لجميع الشعوب والنساء المضطهدة والمتجاهلة، وخاصةً الشعب الكردي، ونؤكد على عهدنا بتحقيق مُثُل شيلان باقي، شفين بينكول، كلناز إيجة، آيفر سرجة، دنيز فرات، نوجيان أرهان، دليشان، دلوفان، ناكيهان آكارسل، أمينة دمير، كليستان تارا، هيرو بهاء الدين، جيهان بلكين، وعشرات شهيداتنا اللاتي سرنّ على خطى غربتلي.
بإدراكنا للمسؤولية التاريخية للصحافة، سنعزز نضال المرأة من أجل الحرية والحقيقة في بناء مجتمع ديمقراطي. وفي هذه المناسبة، نبارك يوم الصحفيات الكردستانيات على جميع العاملات في مجال الصحافة اللواتي يسلكن درب الحقيقة. [1]