الصحفيات الكرديات :إرث غربتلي أرسوز مستمر في نضال المرأة والحرية
أكدت الصحفيات الكرديات، في الذكرى السنوية لاستشهاد الصحفية غربتلي أرسوز ، أن إرثها النضالي سيبقى شعلة تضيء دروب النساء في كردستان، وأن الصحافة الكردية للمرأة هي استمرار لمقاومة الأجيال ضد القمع والظلم.
في الذكرى السنوية لاستشهاد الصحفية غربتلي أرسوز، تتجدد الذاكرة بالمرأة الكردية النضالية، التي لم تكتفِ بنقل الخبر، بل كانت روحاً مقاومة وشعلة أضاءت دروب الحرية أمام النساء في كردستان. فقد كانت غربتلي صوتاً حراً، ورمزاً للصحافة المستقلة والمقاومة، وسطرّت تاريخاً جديداً للمرأة الكردية مبنياً على الإرادة والشجاعة، متحدية القيود المجتمعية والسياسية، وأصبح إرثها منارة لكل الصحفيات الكرديات اللواتي يسرنّ اليوم على خطاها.
وفي هذا السياق، تحدثت الصحفية جيان خليل، مقدمة البرامج في فضائية JIN TV ، لوكالة فرات للأنباء (ANF) عن الذكرى السنوية لاستشهاد غربتلي أرسوز، قائلة: في البداية، وفي شخص الشهيدة غربتلي أرسوز، نستذكر جميع شهداء الحرية من الصحفيات والصحفيين الذين ضحّوا بأرواحهم في سبيل إيصال صوت الحقيقة والحرية.
وأضافت: لم تسنح لنا الفرصة للتعرّف على الشهيدة غربتلي أرسوز عن قرب أو العيش معها، لكن من عرفوها نقلوا لنا صورة امرأة استثنائية، قوية، محبة لعملها، متجذرة في قضيتها، ومؤمنة برسالتها في الصحافة والإعلام. حيث كانت صوتاً حراً للمرأة الكردية ووجهاً من وجوه النضال في سبيل الحرية والكرامة.
وتابعت: في#07-10-1997# ، ارتقت غربتلي أرسوز إلى مرتبة الشهادة، لكنها لم ترحل من بيننا، فهي ما تزال حيّة في وجداننا، نعيش فكرها ونواصل طريقها. نحن اليوم كنساء صحفيات نسير على خطاها، نجسّد أحلامها، ونرفع راية الحرية والمقاومة من خلال كاميراتنا وأقلامنا. ومع كل ذكرى لاستشهادها، نجدد عهدنا بأن يبقى صوت الحرية مدوّياً، وأن نكون شعلة تُضيء دروب النساء الأخريات، حامِلات رسالة 'المرأة – الحياة – الحرية' إلى العالم أجمع.
وعن دور المرأة في الإعلام، وخاصة في يوم صحافة المرأة الكردية، أكدت جيان خليل: يحمل هذا اليوم قيمة عظيمة بالنسبة لنا كنساء كرديات. لم يكن الطريق سهلاً أمام المرأة الكردية لتبلغ هذه المكانة في الصحافة، ولتكون صوت النساء المظلومات ورسولة لنجاحات المرأة الكردية إلى العالم. ففي روج أفاي كردستان، التي عُرفت بثورة المرأة، واجهنا العديد من الصعوبات، لكننا في كل عام نرى أعداداً متزايدة من النساء اللواتي اخترن طريق الصحافة والنضال بالكلمة والصورة.
وأضافت: اليوم، وأنا أتحدث كصحفية أمام امرأة صحفية أخرى تُجري هذا اللقاء على أرضنا الحرة، أشعر بأننا معاً نواصل المسيرة. نعمل بجدّ وإصرار من أجل التغيير، من أجل مجتمع أكثر وعياً وعدلاً، ومن أجل أن تبقى قضية 'المرأة – الحياة – الحرية' نابضة في كل كلمة نكتبها وكل صورة نوثقها. قبل أن نكون صحفيات، نحن نساء كرديات من روج آفاي كردستان، نحمل في داخلنا جوهر النضال ونسعى لإيصال صوت الحقيقة والحرية إلى العالم.
وأكدت الصحفية لورستان، مقدمة البرامج في فضائية JIN TV، أن المرأة الكردية لم تكن مجرد ناقلة للخبر، بل كانت روحاً تقاتل بالقلم وشعلة أضاءت دروب الحرية أمام النساء في أكثر المراحل ظلاماً.
وقالت لورستان: في المرحلة التي كانت تعمل فيها الشهيدة غربتلي أرسوز، لم تكن الظروف سهلة، بل كانت محاطة بجدران من الذهنية الذكورية، ومراقبة الدولة، وضغط النظام الأبوي، لكنها كانت كالجبل، لا تهتز أمام العاصفة. كانت تقاوم، لا بالكلمة وحدها، بل بحضورها، شجاعتها، وإصرارها على أن تكون المرأة فاعلة وصانعة للحقيقة. كانت مقاومتها مدرسة في التحدي، وبفضلها وبفضل كل شهيدة وقفت في وجه الظلام، استطاعت المرأة الكردية أن تفتح لنفسها طريقاً في قلب النار، طريق الحرية والكرامة.
وتابعت: دور المرأة في الصحافة ليس تفصيلاً، بل هو عمق إنساني وسياسي لا يمكن تجاهله. فالمرأة حين تكتب، لا تكتب بيدها فقط، بل تكتب بذاكرة الأمهات، بدموع الشهداء، وبنبض الأرض التي تنزف. ليست المفاضلة بين المرأة والرجل المقصودة، بل الحقيقة أن المرأة أكثر التصاقاً بوجع المجتمع، وأكثر إحساساً بآلامه، لأنها حملت عبء الحياة والموت معاً. فهي التي تنظّم المجتمع، وتعيد بناءه، وتمنحه الوعي حين يُراد له أن ينسى ذاته. ولهذا، فإن نضال المرأة لم يكن خياراً، بل قدراً، لأنها في جوهرها حارسة الذاكرة وناقلة النور.
ونوّهت الصحفية لورستان إلى عملية السلام والمجتمع الديمقراطي التي دعا إليها القائد عبدالله أوجلان، معتبرةً أن فلسفة القائد منحت المرأة معنى وجودياً جديداً، إذ جعلت من حريتها معياراً لحرية المجتمع بأسره. وأضافت: رغم أن الحديث عن السلام والديمقراطية يملأ الخطابات، إلا أن الواقع في أجزاء كردستان الأربع يكشف أن المرأة ما زالت تُحاصر، وتُعتقل، وتُعدم لأنها تجرؤ على الكلام. ففي شمال كردستان تُزج الصحفيات في السجون، وفي الجنوب تواجه النساء التهديد والنفي والتهميش، وفي شرق كردستان تُنفَّذ الإعدامات بحق الناشطات والصحفيات اللواتي لم يفعلن سوى حمل رسالة الحرية بصدق وجرأة نادرة. هذه الممارسات محاولة لإسكات صوت الحقيقة، لكن التاريخ علّمنا أن صوت المرأة الكردية لا يُسكت، لأنها هي الذاكرة، وهي الوعي، وهي الاستمرار.
وختمت لورستان حديثها بالقول: نحن لا نكتب من أجل الكتابة، بل من أجل أن نحيا بحرية. فكل امرأة كردية تكتب، تناضل، وتقاوم، هي امتداد ل غربتلي أرسوز ولكل شهيدة جعلت من روحها جسراً تعبر عليه الأجيال نحو فجر أكثر إنسانية وعدلاً. [1]