خبات آندوك: بات القائد آبو الآن قائداً عالمياً
أدان عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني KCK، خبات آندوك، مؤامرة ال 9 من تشرين الأول، وقال: القوى التي أرادت تصفية قائدنا وحركتنا لم تنجح، لأن القائد آبو بات الآن قائداً عالمياً.
تحدث عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني KCK، خبات آندوك، لوكالة فرات للأنباء (ANF)؛ بخصوص مؤامرة ال 9 من تشرين الأول الدولية التي استهدفت القائد آبو.
صرّح خبات آندوك قائلاً: نُحي المناضل العظيم للحرية القائد آبو بكل احترام ومحبة وامتنان، ونُجدد ولائنا له، ونستذكر في شخص شهداء حملة لا يمكنكم حجب شمسنا بكل امتنان واحترام شهداء الثورة وخاصةً الشهداء الذين قاوموا ضد المؤامرة الدولية وارتقوا، ونجدد عهدنا نحو النصر.
وأوضح خبات آندوك أن المؤامرة تطورت بقيادة القوى المهيمنة مثل بريطانيا وأمريكا، وتابع قائلاً: كشف القائد آبو القوى التي نفذت المؤامرة وأمرها، وأصبح الجميع يعلم من كان وراءها. لا تزال هذه القوى تتحرك كما سابقاً. في البداية، خططت بريطانيا وأمريكا وإسرائيل لهذه المؤامرة، ونفذتها بتعاون قوى الناتو. استخدمت القوى المهيمنة سياسة جنوب كردستان، وخاصة عائلة بارزاني كأداة لتحقيق أهدافها، مع التأكيد أنه لم تكن هناك إرادة أو قوة في جنوب كردستان لتنفيذ هذه المؤامرة بنفسها، بل استُخدمت كغطاء لتحقيق أهدافها الخاصة.
وأضاف خبات آندوك: ونتيجة هذه المؤامرة تم تسليم القائد آبو لتركيا، ومهما قالت تركيا إنها لعبت دوراً في المؤامرة، فإن الحقيقة مختلفة. كان دور الدولة التركية ضئيلاً جداً، وأصغر دور في المؤامرة الدولية نفذ حتى بدونها. وقد أكد رئيس وزرائها آنذاك، بولنت أجاويد، في بيانه بكل وضوح: 'لم نفهم لماذا قاموا بتسليمنا عبدالله أوجلان'، مما كشف مستوى دور تركيا الحقيقي في المؤامرة. وما تزال مثل هذه المؤامرات تُحاك حتى اليوم. فعندما يُرتكب أي عمل ضد الكرد، يجب على تركيا أن تُفكر في سببه وأهدافه. حيث تُروج تركيا رسمياً بأنهم 'أصبحوا متعاونين معها ضد حركة التحرر'، لكن القوى المهيمنة لا تفكر إلا في مصالحها الخاصة، فهي تفتقر إلى الضمير والأخلاق.
وأشار خبات آندوك إلى أن المؤامرة استهدفت في الوقت ذاته شعب تركيا، مضيفاً: كان هدف القوى المهيمنة خلق حرب بعيدة المدى بين الشعب الكردي والتركي، وما تزال ألاعيب هذه القوى مستمرة حتى الآن. عندما تقوم هذه القوى بأي تحية أو إعلان، يجب دراسة سببها والتحري عنها، فهي لا تفكر إلا في مصالحها الخاصة، وكل شيء مجرد تجارة (بيع – شراء). على الدولة التركية أن تُمعن النظر في هذه الأمور والتفكير فيها.
’لم يقبل القائد آبو بالسياسة الممارسة ضد الكرد وكردستان‘
كما أشار خبات آندوك إلى أن القائد آبو أفشل بموقفه الثابت خطط القوى المهيمنة، قائلاً: إن القوى المهيمنة أقدمت على أسر القائد آبو لأنه كان يتمتع منذ طفولته بشخصية حرة مستقلة، فكل الناس يترطبون بأمهاتهم، لكن القائد آبو لم يكن كذلك أيضاً، حيث نرى أن القائد آبو لم يقبل أبداً الإطار والمصير اللذين حددهما له المجتمع والنظام القائم، لقد أسس مجتمعه الخاص به، وهناك ظهور قائم على هذا الأساس، من جهة أخرى، يرفض القائد آبو سياسة نظام الحداثة الرأسمالية ضد الكرد وكردستان، ويعتبر القائد آبو نفسه فرداً حراً ولا يعتبر نفسه تابعاً لأحد، عندما أسس قائدنا حزباً وأصبح قائداً للقضية والشعب الكردي، سعت القوى المهيمنة إلى ضمه إلى صفوفها وضمه إلى النظام، لكن قائدنا، الذي يعتمد على الإرادة الحرة والتصميم، لم يقبل بذلك، وبالتالي عندما رأوا أنهم لا يستطيعون أخذ قائدنا إلى طرفهم واستخدامه، استهدفوه هذه المرة، وقلّب قائدنا مخطط القوى المهيمنة بشأن كرد وكردستان رأساً على عقب، لأن هذه القوى المهيمنة تركت كردستان بلا مكانة، وجعلت الشعب الكردي في براثن الإبادة الجماعية، وأرادوا استخدام الشعب الكردي عندما رأوا ذلك ضرورياً وفقاً لمصالحهم، لقد أحبط قائدنا مخططهم، وفي إطار مخططات هذه الدول، مُنح الحزب الديمقراطي الكردستاني والكرد القوميون دوراً مهماً، إنهم يطالبون بإقامة دولة، هذا يدفعهم أيضاً إلى استخدام الكرد كأداة ضد الشعوب، لقد حرر قائداً، بأيديولوجيته ومنهجه النضالي، الشعب الكردي من كونه أداة، وساهم في بروز الكرد الأحرار، لذلك، وجدوا من الضروري التدخل في مسار قائدنا وأسره.
’الإصرار في الاشتراكية، الإصرار في الإنسانية‘
وأضاف خبات آندوك أن القائد آبو يُمثل الاشتراكية، وقال: بعد انهيار التجربة الاشتراكية القائمة، ضعفت الثقة بالاشتراكية، وأصيب الكثير من الاشتراكيين والديمقراطيين وأنصار قضايا المساواة والحرية باليأس والإحباط. ومع ذلك، جسّد قائدنا الاشتراكية الحقيقية حتى في أسوأ الظروف، وأصرّ على أن الإصرار على الاشتراكية هو الإصرار على الإنسانية. وبدأ نضالاً فريداً ضمن حركة التحرر، وجعل هذا الموضوع على جدول أعمال الشعب الكردي، وقد أصبح أعمق وأكثر انتشاراً في يومنا هذا، يمكن القول إن مؤامرة القوى الرأسمالية المهيمنة نُفذت ضد اشتراكية المجتمع الديمقراطي بقدر ما كانت ضد قائدنا.
بدأت قوات السلطة المهيمنة الحرب العالمية الثالثة في تسعينيات القرن الماضي، واستهدفت الشرق الأوسط، حيث تشن هذه القوى حرباً أيديولوجية، وتسعى إلى تغيير ثقافة الشرق الأوسط، وإحداث تغييرات جذرية في التنظيمات السياسية فيه، وفي الوقت نفسه، ومنذ ذلك الحين، شهدنا تغييرات وتحولات جذرية في الشرق الأوسط، ولا تزال هذه العملية مستمرة، وتعتبر هذه العمليات في الوقت نفسه عمليات فوضى، ومن المعروف في العلوم الاجتماعية أن عمليات الفوضى هي مراحل بالغة الأهمية، لأنها تتيح لأمور صغيرة جداً أن تُحدث عواقب وخيمة، حيث اغتنمت حركة التحرر في الحرب بين إيران والعراق، الفرصة جيداً وعززت قوتها، كانت تخشى القوى المهيمنة أيديولوجية الاشتراكية الديمقراطية، إذ رأوا أن الأمور ستخرج عن السيطرة في الشرق الأوسط، ف دبروا مؤامرة وأسروا قائدنا، لكن مثّل قائدنا هنا الاشتراكية، الثقافة المعنوية لمجتمع الشرق الأوسط، واتخذ موقفاً حازماً ضد الحداثة الرأسمالية، عندما يُنظر إلى كل هذه التمثيلات، يُدرك المرء أن المؤامرة لم تُنفذ ضد قائدنا فحسب، بل نُفذت في شخصه ضد المجتمع، والإنسانية والأيديولوجيا.
’القائد آبو مصدر لكافة المقاومات‘
لفت خبات آندوك الانتباه إلى أن الأعوام السبعة والعشرين الماضية لم تكن سنوات مؤامرة فحسب، بل كانت أيضاً سنوات شهدت مقاومة على أعلى المستويات، وتابع قائلاً: إن هدف المؤامرة يتماشى مع مصالح القوى المهيمنة، ولإفشال هذه الأهداف كانت المقاومة ضرورة، وقد كان قائدنا هو من أبدى هذه المقاومة. فمنذ اللحظة الأولى وحتى يومنا هذا، كان القائد آبو مناضلاً عظيماً في وجه المؤامرة الدولية، وبفضل عقله الثاقب أدرك أهدافها جيداً، فطوّر مقاومةً متكاملة تتوافق مع مصالح الشعب في كل المراحل، وأحبط، ببصيرته وثباته، هذه المؤامرة حتى الآن. بالطبع، لم يكن القائد آبو وحده في المقاومة، بل شارك الشعب الكردي إلى جانبه وما زال يقاوم. وقاوم مقاتلو ومقاتلات حركة التحرر الكردستانية، بكل فروعها وأعضائها ومناضليها، في أعلى المستويات، وتوحّد أصدقاء الحركة حول نضال قائدنا ووقفوا في وجه القوى المتآمرة. وبقيادة الشهيد خالد أورال، تحوّل رفاقه إلى كرات من النار، كما قاوم الرفاق في السجون، والأمهات والأطفال في الوطن وكافة أنحاء كردستان، لتتشكّل مقاومة فريدة ضد المؤامرة. وكان القائد آبو حاضراً في جذور كل هذه المقاومات، ولذلك واجه المؤامرة كفرد، وناضل الذين اتخذوا موقفه أساساً لهم بالروح نفسها، فهزموا المؤامرة بهذه الطريقة. ويتجلى هذا الموقف القيادي في فدائية مقاتلي الكريلا، إذ إن القائد، بما يمتلكه من روح مقاومة وإرادة صلبة، ألهم مقاتليه ليسيروا على نهج الفداء ذاته.
’الجميع يقبل بالقائد آبو كقائد له‘
كما أشار خبات آندوك إلى أن الشعب الكردي تُرك دون سند، إلا أن القائد آبو، من خلال مقاومته في إمرالي، أصبح قائداً عالمياً، وقال: الجميع يقبل بالقائد آبو كقائد، وقد توحّد الكثيرون حول الأيديولوجية التي طوّرها في مواجهة الحداثة الرأسمالية، إذ أصبحت مقاومته رمزاً للموقف المبدئي في وجه قرار المؤامرة.
وأضاف آندوك أن النساء الكرديات، وعلى وجه الخصوص النساء في مختلف أنحاء العالم، تبنيّن نضال القائد آبو بوصفه نضالهنّ، وتابع: تستلهم النساء روح المقاومة من إمرالي، ويستمددن القوة من أفكار القائد آبو، وقد أُحبطت هذه المؤامرة بفضل قيادة القائد آبو ومقاومته.
ونوّه خبات آندوك إلى أن الحداثة الرأسمالية سعت بكل الوسائل للسيطرة على العالم في كافة المجالات، لكنها فشلت في تحقيق ذلك، مضيفاً: تحاول الحداثة الرأسمالية فرض هيمنتها، غير أنها تفتقر إلى سيادة العقل، بينما طوّر القائد آبو نهجاً مختلفاً في مواجهتها، محافظاً على حياة تستند إلى جوهر الإنسان والمجتمع.
وأكد خبات آندوك أن القائد آبو اعتمد منذ اليوم الأول وحتى الآن على مبدأ تقرير المصير والمساواة بين الشعوب، قائلاً: الكرد ليسوا مشكلة أو أزمة، ومن يراهم كذلك هو في ذاته يشكّل المشكلة والأزمة. لقد تبنّت القوى الدولية ذهنية كهذه، وبسبب النهج ذاته الذي اتبعته دولة الاحتلال التركي وسائر الدول، انتهجوا سياسات الإنكار والإمحاء، ما أدى إلى النتيجة نفسها. فالمشكلة الحقيقية تكمن في ذهنية الحداثة الرأسمالية، وطالما بقيت هذه الذهنية قائمة، سيُنظر إلى الكرد على أنهم مشكلة، غير أن الكرد سيواصلون وجودهم ومقاومتهم بكل السبل في وجهها.
’يجب على الدولة التركية اتخاذ خطوات جدية من أجل عملية السلام‘
كان القرن الحادي والعشرين قرن الكفاح المسلح، إلا أن القائد يسعى اليوم إلى تغيير هذا النهج. فهو يريد ألا يُنظر في ذهنية الدولة التركية إلى الشعب الكردي بوصفه مشكلة، بل يسعى إلى حلّ القضية الكردية عبر الحوار وعلى أساس علاقة متكافئة. وقد انطلقت في الظروف الراهنة مبادرة جديدة ممكنة بفضل جهود قائدنا، الذي يبذل قصارى جهده لحلّ هذه القضية في إطار السياسة الديمقراطية ومنع الحرب. ومع ذلك، لم تُبدِ الدولة التركية أي ردّ إيجابي تجاه مبادرته، ولا تزال متمسكة بأساليبها التقليدية. ولم يسمح قائدنا باستخدامه، في حين أن هدف الدولة التركية هو تصفية الحركة، وهو أمر مستحيل. وبسبب هذه الذهنية، لا تزال جهود القائد من أجل السلام دون استجابة، إذ لم تُتخذ حتى الآن أي خطوات ملموسة لبناء الثقة في المجتمع، وكل ما جرى كان خطوات أحادية الجانب اتخذها القائد نفسه. وإن عملية السلام هي السبيل الوحيد الممكن من الآن فصاعداً، وإذا كانت قوى الحداثة الرأسمالية تدعم الدولة التركية في سياق إنكارها للكرد، فعليها أن تُراجع موقفها، لأن ذلك يُعمّق الهوة بين الشعب الكردي والدولة التركية ويُفاقم انعدام الثقة بينهما. وإذا كانت المشكلة داخلية الطابع، فإن المطلوب هو التخلي عن ذهنية الإنكار والضعف والتدمير، والتوجّه مباشرة إلى القائد، إذ إن تحقيق السلام والوحدة الكردية-التركية يتطلب تغييراً جذرياً في هذا السياق، يقوم على قبول وجود الشعب الكردي وهويته وحقه في تقرير المصير.
واختتم خبات آندوك حديثه مؤكداً أن هذه العملية تُعد فرصة تاريخية، قائلاً: إن القائد يمتلك من العمق والمعرفة الشاملة ما يؤهله لقيادة هذه المرحلة، وقد ضحّى بما فيه الكفاية من أجل إنجاحها، إنها فرصة عظيمة للدولة التركية، ويجب عليها تقييم هذه الخطوات بالشكل الأمثل. [1]