وليد جولي: النظام اللامركزي هو الحل الأمثل لسوريا
أشار الباحث وليد جولي إلى أنّ تدخلات الدولة التركية تعيق تشكيل التحالفات والتفاهمات في سوريا، وأنّ الحكومة الانتقالية عاجزة، وقال: “النظام المركزي يسبب مشكلات وأزمات، والمهم في سوريا هو إرساء نظام ديمقراطي لامركزي”.
تحدث الباحث ومسؤول العلاقات العامة في مركز الفرات للأبحاث، وليد جولي، لوكالة هاوار حول الوضع الذي تمر به سوريا، وتدخلات الدولة التركية في المنطقة.
لفت وليد جولي إلى وصول “هيئة تحرير الشام” إلى السلطة بعد سقوط نظام البعث في سوريا، إذ تشكّلت الحكومة في دمشق بقيادتها، وهي تخوض هذه المرحلة دون مشاركة المكونات السورية، وقال: “الآن يتجهون نحو انتخابات مجلس الشعب، ومجدداً سيخوضونها بمفردهم، الوضع الحالي معقّد جداً، ويُلاحظ وجود دور دولي وإقليمي، وقد تحرّك الدور الدولي، أو دور أمريكا كوسيط دبلوماسي بشكل نشط جداً، وهذا يدل على أنّ هذه الحكومة خاضعة لنفوذها، كما أنّ إسرائيل توسّع جغرافية سيطرتها بشكل كبير، فقد رأت أن يكون جنوب سوريا منزوع السلاح بالكامل، كما كانت مصلحة دول الخليج ضمان عدم عودة إيران، وترغب بإبقاء سوريا ضمن المجتمع العربي”.
وعلّق وليد جولي على تدخلات دولة الاحتلال التركي والأضرار التي تلحقها، وذكر بأنّها تريد إقامة نظام قائم على معارضة إرادة الشعب الكردي ومنجزاته ومكونات شمال وشرق سوريا، وتابع: “أُبرم اتفاق 10 آذار على أساس وقف إطلاق النار على مستوى سوريا ككل، وعودة المدن التي احتلتها مجموعات المرتزقة بمساعدة الدولة التركية والتي هُجّر منها شعبنا، من عفرين إلى سري كانيه. فقد كان من أهم بنود الاتفاق عودة المهجرين، لكن تركيا تعرقل تنفيذه، فلطالما صرّحت تركيا بأنها صاحبة القرار في هذه القضية، وتعاملت معها حكومة دمشق أيضاً بهذه الطريقة، تؤدي التدخلات التركية إلى تأجيل هذه القضية”.
تابع وليد جولي حديثه قائلاً: “لهذا السبب، نقول إنّ الحكومة الانتقالية عاجزة، إذا تحررت الحكومة الانتقالية، من النفوذ التركي على وجه التحديد، فسيكون من الممكن أن تبدأ مرحلة تغييرٍ سياسي في سوريا، وستقود هذه المرحلة سوريا إلى مستقبل سلمي حقيقي”.
وأوضح وليد جولي أنّه يجب الاعتراف بأنه يجري بناء سوريا من جديد، ولكن لا يمكن تسميتها سوريا جديدة في الوضع الحالي، لأنّ الوضع في سوريا لم يُحسم بعد.
وأكد وليد جولي أن الدول التي تمرّ بالصراعات والأزمات تتغلب على أزماتها بضمانات دولية أو كيانات سياسية في مناطقها، ويجب على سوريا الاستفادة من محيطها، وقال: “يجب عقد اجتماع مع جميع المكونات السورية وتشكيل حكومة انتقالية بمشاركة الجميع”.
وذكر وليد جولي أنّ تجربة النظام المركزي في سوريا لم تكن ناجحة، وقال: “سوريا بلدٌ متنوع، يضمّ قومياتٍ وأدياناً ومذاهب متعددة، ويجب ضمان إرادة جميع هذه المكونات، ولضمان حقوق هذه المكونات، لا بدّ من إرساء إدارةٍ ذاتية، وهو شكلٌ من أشكال اللامركزية، أي اللامركزية الديمقراطية، في سوريا نوعان من اللامركزية؛ شكلٌ تُضمن فيه حقوق المكونات في سوريا ولا سيما الحقوق السياسيّة ضمن الدستور، والشكل الثاني تطبيق المركزية على قومية أو مكونٍ واحدٍ فقط، بحيث لا تُنتهك حقوق القوميات ولا حقوق المكونات، هذا يصلح لمناطق كثيرة في سوريا، وهذا هو الحل الأهم والأمثل”. [1]