$عفرين تحت الاحتلال (33): حملة توطين جديدة… تجريف ونبش تلال أثرية وسرقة محتوياتها$
افتضحت علاقات حكومة العدالة والتنمية- تركيا بالتنظيمات الاسلامية الراديكالية، داعش والنصرة على وجه الخصوص، لاسيما وأن عشرات الشهادات المنشورة وعشرات التقارير والتحقيقات الإعلامية والبحثية قد سلطت الأضواء على جوانب وتداعيات مختلفة لتلك العلاقات التي توطدت وتفاعلت منذ بدايات ما سمي ب “الربيع العربي”، وهي لاتزال ترعى تشكيلاتها العديدة في ارتكاب الانتهاكات والجرائم ضد أهالي منطقة عفرين المحتلة.
ما كان يقلق الأهالي أصبح واقعاً مخيفاً، فبعد البدء بحملة عسكرية في شمال حماه وجنوب إدلب، بدأت حركة نزوح كبيرة نحو الشمال، ووجد الجيش التركي والميليشيات الإسلامية التابعة لها ضالتها في حملة توطين جديدة لآلاف العوائل في جميع أنحاء منطقة عفرين، في سياق سياسة تغيير ديمغرافي ممنهجة، مما تُزيد من الأعباء على السكان الأصليين وتفتح الأبواب أمام توسع الانتهاكات وارتكاب الجرائم، حيث يتم الاستيلاء على منازل الغائبين منهم، بل وطرد البعض من بيوتهم وإسكان المستقدمين بدلاً عنهم، أو إشراكهم في المنازل عنوةً، مثل ما حصل في قرية قرمتلق – شيخ الحديد بطرد المسنة فاطمة أرملة المرحوم حنان جيلو والمسنة والدة المرحوم اسماعيل خليل إيبك من بيوتهن، وتم طرد بعض المسنين في قرى بربند وكيمار أيضاً، وكذلك إسكان المستقدمين في منازل غير مكسية داخل مدينة عفرين.
وقد وردتنا أنباء عن جملة انتهاكات:
– اعتقال المحامي عبد الرحمن برمجة من بلدة كفرصفرة، ليوم واحد، وتعرضه للضرب والتعذيب، إثر اعتراضه على عملية الاستيلاء على منزل شقيقه من قبل المسلحين.
– اختطاف المواطن إبراهيم محمد خليل جرجي الملقب ب (دادا) من بلدة بعدينا، الجمعة 3 أيار، أثناء تواجده في حقل زيتون له بوادي دروميه- ناحية معبطلي، ولا يزال مصيره مجهولاً.
– الثلاثاء 8 أيار، داهمت مجموعه مسلحة منزل المواطن عثمان نوري مصطفى من قرية جويق، فتعرض للضرب المبرح وسرقة عشرين رأس ماعز له. وأيضاً في نفس القرية منذ أسبوع قامت مجموعه مسلحة باقتحام منزل المواطن محمد حمدوش منان، وسرقت خمس عشر رأس غنم وماعز له، إضافةً إلى سرقة أجهزة هاتف نقال ومجموعة توليد كهربائية.
– منذ مدة، داهمت مجموعة مسلحة منزل المواطن المسن فتاح علي نعسو – غرب قرية تل طويل، حيث تقع أرضه، ووضعت وسادة على وجهه كادت أن تخنقه، وسرقت عشرة أغنام له.
– تعرض كرم عنب عائد للمواطن فوزي رشو من بلدة كوتانا، إلى سرقة ورق العنب والعبث بالشجيرات من قبل مجموعة رجال ونساء ممن تم توطينهم، أمام أعين صاحبه، بل وطرده من كرمه وتهديده.
– الخميس 9 أيار، تعرضت قريتا ساغونك وآقوبية- جبل ليلون الواقعتين تحت سيطرة الجيش السوري، لقصف من جهة الجيش التركي والجماعات المسلحة، مما حدا بأهاليهما الاختباء في الأقبية والكهوف.
– تعرض المواطن محمد كرو من قرية قرمتلق للاحتجاز والإهانة والتعذيب على يد مسلحي ميليشيا سليمان شاه والإفراج عنه بعد دفعه لفدية مالية، وكذلك فرض إتاوة ألفي دولار على المواطن (ب، ﮪ) من نفس القرية.
– تعرض معظم كروم العنب في ناحية بلبل لحملات قطاف وسرقة ورقها من قبل المسلحين وعوائلهم وممن تم توطينهم، واندلاع اشتباكات بين فصائل السلطان مراد وفيلق الشام ولواء المعتصم، أدت في قرية قرنيه إلى مقتل أربعة عناصر، بسبب التنازع على كروم العنب وقطاف الورق.
– إجبار المواطنين في مركز ناحية راجو على الصيام والصلاة، واعتقال وإهانة من يتم مشاهدته في حالة إفطار، رغم أن عناصر من جماعات مسلحة لا يصومون.
– قيام الشرطة المدنية في مدينة عفرين باستجواب المارّة من عامة الناس إن كانوا صائمين أم لا.
– فرض إتاوة قدرها 10% على محصول ورق العنب في قرية قرمتلق- شيخ الحديد.
– اعتقال المواطن حسين شوكت عليتيه من قرية حبو- معبطلي منذ أسبوع.
– حملات تفتيش مباغتة لأجهزة الهاتف النقَّال في بعض قرى- ناحية شران، بهدف ابتزاز مقتنييها وتوجيه تهم ملفقة إليهم.
– إجبار كل عائلة في قرية جويق على دفع إتاوة شهرية /500/ ليرة سورية لصالح جماعة الحمزات المسلحة.
– منع أهالي قرية قيبار من الذهاب إلى حقول الزيتون (حوالي 5000 شجرة زيتون) المحيطة بموقع “المعسكر”، لأجل تقديم الخدمات الزراعية وجني المحاصيل.
– شيخ جامع مركز ناحية راجو وعائلته، ممن تم توطينهم، يقوم بسرقة ورق العنب من كرم عائد للمواطن مصطفى شيخ نور.
– قرارات حبس وفرض غرامات مالية متكررة بين مركزي راجو وعفرين بحق معتقلين كُرد، علاوةً على اختطاف متكرر وفرض فدى مالية بحقهم سابقاً.
– انتشار ظاهرة الابتزاز بحق أصحاب محلات البضائع المختلفة والسمانة، وعدم دفع الديون المترتبة، من قبل المسلحين وممن تم توطينهم في عموم منطقة عفرين، وفي أغلب الأحيان يتم إهانة وتهديد من يشتكي أو يطالب بمستحقاته.
وبالعودة إلى ثروات منطقة عفرين من آثار ومعالم تاريخية تعود لآلاف السنين ولم يجرى لها بحث وتنقيب جديين وكانت محمية لدرجة كبيرة، إذ تم استهدافها منذ بدء العدوان على المنطقة من قوات الجيش التركي والميليشات المسلحة المؤتمرة بأوامره، فقد قصفت مواقع (عيندارا، هوري، تقلكه، سمعان، براد) بالطيران الحربي والمدفعية الثقيلة، فتضررت وأزيلت عنها معالم قيمة، وتحولت منحوتات وأسُود معبد عيندارا من الحجر البازلتي إلى ركام، وعلى مدار أكثر من عام، بشكل ممنهج وبإشراف تركي مباشر، يتم تجريف ونبش تلال ومواقع أثرية عديدة بالجرافات والآليات الثقيلة وسرقة محتوياتها ونقلها، مثل ما جرى في تلال (جنديرس- وتحويله لمهبط طيران بتسوية سطحه وتعبيده بالبحص وفتح طريق إليه، زرافكه وكمروك وسيمالك- ناحية معبطلي، قيبار- منذ خمسة أشهر، كتخ ودروميه- مؤخراً، خرابه علو- قرية جوبانا بناحية راجو، بئر قرية كئورا- راجو، موقع أرض كلسيه- كنيسه وبئر علويته بين قريتي كئورا وشيخ بلال).
إن أهالي عفرين في الوقت الذي ينادون فيه المجتمع الدولي وقواه الفاعلة والحكومة السورية والقوى الكردية للعمل على وقف الانتهاكات والجرائم وإنهاء الاحتلال التركي لمنطقتهم، يناشدونهم أيضاً إلى جانب منظمة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة للعمل عاجلاً على رصد ووقف السرقات والتعديات على المواقع الأثرية والمعالم التاريخية في عفرين، كونها ممتلكات ثقافية وتعتبر من التراث الإنساني العالمي، وتحميل تركيا مسؤولية احترامها وحمايتها، بصفتها دولة احتلال، عملاً بمضمون اتفاقيات لاهاي وجنيف المشمولة بالقانون الدولي الإنساني.
11-05-2019
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]