$عفرين تحت الاحتلال (28): اعتقالات واسعة ومجهولي المصير، سجون سرية وسيئة الصيت… في قرية حج بلال تعذيب جماعي وفرض أتاوى$
بات الخطاب المعلوك لحزب العدالة والتنمية وطاقمه برئاسة رجب طيب أردوغان حول مؤامراتٍ ينسبها لمعارضيه وللكُرد بشكل خاص واتهامهم بالإرهاب، ممجوجاً ومفضوحاً لدى الرأي العام داخل تركيا وخارجها، وأُولى المؤشرات على ذلك خسارته لمراكز مدن كبيرة وانخفاض مستوى شعبيته وتوسع الانتقادات ضده خلال الانتخابات المحلية التي جرت في 31-03-2019.
إحدى ركائز ذاك الخطاب كان ملف منطقة عفرين والعدوان عليها، وإن أصبح مكشوفاً مدى زيفه، فلا تتوانى سلطات الاحتلال التركي عن الاستمرار في سياساتها العدائية الممنهجة ضد أهاليها، والتي ترمي أساساً إلى تغيير ديمغرافي واسع النطاق، من خلال إجراءات ميدانية وانتهاكات وارتكاب جرائم مختلفة تستهدف نسيج المجتمع الكردي في المنطقة، ومن جملتها:
– اختطاف الشاب محمد عبد الرحمن مدير معهد آريا للموسيقى في جنديرس منذ أكثر من أسبوعين، ليست للمرة الأولى، ولا يزال مصيره مجهولاً، حيث أن معاهد الموسيقا والفن في مدينتي عفرين وجنديرس (دار ساز، آواز، آديك، آريا، أصلان آرت…) والتي كان يرتادها مئات الطلاب والموهوبين قد أغلقت.
– اعتقال المواطن المسن محمد علي رضا- قرية كفردلي فوقاني، في 30 آذار، والافراج عنه وإعادة اعتقاله في 3 نيسان.
– في 31 آذار، اعتقال المواطن حسين إيبش- قرية خربة شران، قيادي في حزب كردي منضوي في الائتلاف السوري المعارض الذي يتبع له ما يسمى بالجيش الوطني المنتشر فصائله في عفرين والموالي لحكومة أنقرة. وقد تعرض منزله منذ ثمانية أشهر للاعتداء من تكسير زجاج النوافذ والأبواب وتخريبها.
– حملة اعتقالات في قرى آفراز وكوبك وكوليكا، تطال أكثر من /20/ شخصاً، منهم (محمد أمين سيدو، صلاح سيدو، أمين علي، زياد قدور، محي الدين قره)، معظمهم قد اعتقل أكثر من مرّة، ودفعوا فدى مالية لأجل الإفراج عنهم سابقاً.
– وفي قرية عُمرا- راجو، تم اعتقال (محمد رفعت كلكاوي، شيار مجيد كلكاوي، آزاد علي بلال) ودفعهم غرامات مالية، وهناك تسعة مدنيين من القرية معتقلين منذ أوائل أيلول 2018 في تركيا بتهمة (الإرهاب).
– احتجاز المواطن عيسى فيو بن محمد عدنان وتعذيبه وتهديده والضغط عليه لأجل إخلاء منزله الكائن في شارع الفيلات، حيث أن الميلشيا المسلحة قد استحلت فيلا والده منذ عام.
– إجبار ميليشيات سليمان شاه الملقب بالعمشات في ناحية شيه (شيخ الحديد) بعض الأهالي وأعضاء المجالس والمخاتير على ارتياد المساجد والصلاة والدعاء لها.
– في قرية حبو- المعبطلي، اعتقال كل من (محمد عكيد بن شوكت حسين سيدي، وابنت عمه نجاح عكيد) مدة يومين.
– في قرية ماسكا- راجو (حوالي 150 عائلة، عاد منها حوالي 70، وتم توطين حوالي 25 عائلة فيها)، تم اختطاف المواطن أمين بن شيخ رسول عماري /27/ عاما منذ أربعة أشهر، ولايزال مصيره مجهولاً، واعتقال بشار بن كمال حسين مصطفى، حيث اعتقل سابقاً بعض الرجال والنساء وتم الافراج عنهم بعد دفع فدى أو غرامات مالية.
– إقدام ميليشيا العمشات في قرية حج بلال- شيخ الحديد (حوالي 35 عائلة) على جمع الرجال ونقلهم إلى مركز لها في قرية خليل، وضربهم وتعذيبهم واهانتهم وإجبارهم على دفع أتاوى مالية تتراوح بين /1-3/ ألاف دولار عن كل عائلة، حيث أصاب بعضهم ضعف في السمع أو جروح مختلفة، وتم تهديدهم بعقوبات أشدّ في حال فضحهم لتلك الانتهاكات، ومن لا يتمكن من دفع المبلغ يضطر إلى الهرب والرحيل، وقد تعرض أهالي القرية سابقاً للكثير من الانتهاكات.
– إقدام ميليشيا السلطان مراد بالسيطرة على حوالي /30/ محلاً لبعض أهالي مدينة عفرين- الحي القديم المُهجَّرين و تأجيرها لصالحهم، وفي خبرٍ متصل نشره موقع “عفرين بوست”، استولت أيضاً على حوالي /40/ منزلاً وأقدمت على سرقة ثلاجة تقدر سعرها ب /300/ ألف ليرة سورية من محل للكهربائيات.
هذا وبعد ثلاثة أيام من اعتقال مجموعة من مدرسي ومعلمي مدارس (صالح العلي، التقدم، ميسلون)- عفرين، بينهم (رشيد بيرم، بهزاد خليل، صديقة خليل، روناهي شيخ سيدي)، أفرج عنهم يوم الأثنين 1 نيسان، حيث أن بعضهم كان قد اتبع دورات تربوية في تركيا.
ومن جهةٍ أخرى، يوم الجمعة 5 نيسان، استهدفت الميليشيات المسلحة والجيش التركي المتواجد في قرية كيمار- جبل شيروا بالقذائف قرية ساغونك المجاورة والواقعة تحت سيطرة قوات الجيش السوري، ووقع تفجير في حافلة لمسلحي الميليشيات بين قريتي كيمار وبراد.
يُذكر أن معظم المختطفين والمعتقلين سابقاً ومن تعامل مع الإدارة السابقة بأي وظيفة أو لجنة أو مجلس، وإن كان لأكثر من مرة، يتعرضون للاعتقال مجدداً من قبل ما تسمى الشرطة العسكرية وبإشراف الجيش والأجهزة التركية، حيث يتم توثيق بياناتهم الشخصية وحبسهم لمدة تصل إلى /40/ يوماً ودفعهم غرامات مالية تصل إلى /200/ ألف ليرة سورية.
وما يقلق الأهالي هو المصير المجهول لأكثر من /1100/ معتقل أو مختطف، حيث هناك سجن الراعي- شمال منطقة الباب السيء الصيت، وسجون سرية، تعج بمئات المحتجزين في ظروف قاسية ودون محاكمات عادلة.
إن المنظمات الحقوقية ولجنة التحقيق الدولية المعنية بسوريا وحكومات الدول الفاعلة في الشأن السوري مدعوةٌ اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى للعمل على دفع حكومة أنقرة والضغط عليها لأجل وضع جدٍ للانتهاكات والجرائم التي ترتكب في منطقة عفرين المحتلة، وكذلك الكشف عن مصير المعتقلين والمختطفين والإفراج عنهم، مع إغلاق السجون السرية، رغم أن الحل هو إنهاء الاحتلال وعودة المنطقة إلى السيادة السورية ولأهاليها.
06-04-2019
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]