$عفرين تحت الاحتلال (25): مناسبات آذار لا تُحيا… تغيير أسماء القرى في بطاقات التعريف الشخصية$
اعتاد رئيس تركيا وحزب العدالة والتنمية AKP رجب طيب أردوغان وطاقمه على النفخ في المشاعر الدينية والقومية التركية واستحضار (الأمجاد والانتصارات)، خاصةً قبيل خوض معارك انتخابية؛ إذ علا صوتهم مراراً بأن منطقة عفرين تحت سيطرة جيشهم في (أمان واستقرار) وهي خالية من (الإرهابيين)! ولكن الوقائع والحقائق لا تُخفى كما كانت أيام زمان، بل إن المنطقة خاضعة للتلسكوب العالمي بكل وسائله، رغم فرض أنقرة لحصار وتعتيم إعلامي عليها، بغض النظر عن طريقة التعامل مع الاستنتاجات واتخاذ المواقف والتي تخضع لحسابات العلاقات والمصالح، في وقتٍ تدنى فيه جانبها القيمي على المستوى العالمي.
صدر تقرير حقوق الإنسان السنوي عن وزارة الخارجية الأمريكية، والذي أشار في القسم الخاص بسوريا إلى انتهاكات وجرائم مرتكبة في عفرين (نهب ومصادرة المنازل المملوكة للسكان الأكراد، القوات المسلحة التركية قتلت مدنيين أثناء الحرب، الاعتقالات والاحتجاز التعسفيين والضرب وعمليات الاختطاف، تهجير قسري للمدنيين، نهب واسع النطاق والاستيلاء على منازل المدنيين والمستشفيات والكنائس ومزار إيزيدي، تدمير مواقع دينية إيزيدية… )، وذكر أيضاً (إذا ثبت أن أي فرد من أعضاء الجماعة المسلحة يتصرف تحت القيادة والسيطرة الفعليين للقوات التركية ، فإن لجنة التحقيق قدرت أن الانتهاكات المرتكبة قد تعزى إلى القادة العسكريين الأتراك الذين كانوا يعرفون أو يجب أن يكونوا على علم بالانتهاكات)، رغم أنه لم يشير صراحةً إلى مسؤولية حكومة أنقرة عنها.
كما أولى مكتب لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا اهتماماً خاصاً بالمذكرة التي قدّمها حزب الوحدة (يكيتي) بتاريخ 6 آذار، المتضمن ملاحظات عن تقريرها الأخير بخصوص عفرين، وقال أن فريقه سيقوم بدراستها بعناية، وأبدى استعداده لمناقشتها مع ممثلين عن الحزب.
وإذ كان الكُرد في سوريا منذ عشرات السنين معتادون على إحياء مناسبات شهر آذار، إلا أنهم هذا العام في منطقة عفرين كانوا محرومين منه، بل ومحظورين، حيث خلت مقابر وأضرحة الشهداء – التي تعرض معظمها للتخريب المتعمد – من الورود وزوارها في يوم الشهيد الكردي /12/ آذار، ومن أية أنشطة أخرى، وقفة حداد أو غيرها، وكذلك في ذكرى مجزرة حلبجة 16 آذار، وفي يوم المرأة العالمي، ورغم قرب حلول عيد نوروز فلا تلوح في الأفق أجواء الفرح والابتهاج، بل يُخيم مشاعر الحزن والاستياء في ظل الاحتلال التركي ومرتزقته، حيث أن المجالس المحلية التابعة له حذّرت الكُرد من إشعال نيران نوروز في المرتفعات والجبال ومن إحياء العيد في تجمعات جماهيرية، مؤكدةً في بيان لها أن المنطقة تمرّ “بظروف أمنية استثنائية”، لتُقرّ بعدم توفر الأمان والاستقرار.
وفي صباح مثل هذا اليوم 16 آذار 2018، أثناء خروج المدنيين من داخل مدينة عفرين، قصف الطيران التركي قافلة سيارات في حي المحمودية- قرب سوق المواشي، أدى إلى ارتكاب مجزرة، أكثر من /20/ شهيداً وعشرات الجرحى.
وفي هذه الأيام من العام الماضي كانت قوافل النازحين من عفرين، تحت وطأة القصف الهمجي للقوات التركية وميليشياتها، تسلك طريق جبل الأحلام- باسوطة، في صورةٍ تراجيدية تاريخية، باتجاه مناطق جبال ليلون – شيروا وسمعان وبلدات نبل والزهراء، ديرجمال وتلرفعت وفافين وغيرها من قرى الشهباء- شمالي حلب، بحثاً عن ملاذٍ آمن. فلم تنتهي بَعْد مأساة أهالي عفرين وهم يستقبلون يوم 18 آذار، مرور عامٍ على الاحتلال التركي لمنطقتهم.
هذا وتتواصل الانتهاكات:
سرقة محتويات وأثاث منازل المحامي حسين نعسو وإخوته في قرية ترموشا- شيه، من قبل الفصيل المسلح المسيطر.
اختطاف كل من (أحمد محمد بلال، ربيع سليمان سليمان) في مركز ناحية شيه/ شيخ الحديد، وتعذيبهما وطلب فدية من ذويهما.
مقتل الصيدلاني الشاب محمد حمو خليل عيشة من قرية بريمجة، في حي الأشرفية بعفرين، يوم الثلاثاء 12 آذار، وشكوك لدى الأهالي بترجيح وقوع جريمة قتل اقترفها مسلحون منضوين في ما يسمى (بالجيش الوطني الحرّ).
سرقة خزان الوقود، إضافة إلى مجموعة التوليد الكهربائية وبعض أجزاء أخرى التي تم سرقتها سابقاً، من منشرة حجر عائدة للمواطن أنور بربنه، قرب قرية كيل إيبو- كتخ.
كما قصفت قوات الاحتلال التركي قرية الزيارة الكردية الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري، يوم الأربعاء 13 آذار، أدى إلى إصابة المواطنة المسنة صديقة حنان مصطفى بجراح، التي اسعفت إلى مشفى آفرين في قرية فافين.
ومن جهةٍ أخرى تستمر أساليب إجبار المواطنين على إصدار بطاقات التعريف الشخصية، كما يتم تغيير أسماء القرى في بند (محل الإقامة) بدلاً عن الاسم الأصلي الذي يدون في بند (محل الولادة) لدى بعض مكاتب النفوس المحدثة، ففي ناحية راجو يتم استبدال أسماء القرى التالية بما هي بجانبها (كمرش- جرما، عطمانا- عثمانية، شديا- شيخ علي، دمليا- دلنبر).
نضالات وجهود المدافعين عن عفرين وأصدقائها تتواصل وتتوسع في فضح وتعرية سياسات حكومة أنقرة وكشف الانتهاكات والجرائم المرتكبة من قبل قواتها والفصائل الجهادية المسلحة الموالية لها، وأهالي عفرين تواقين إلى الحرية وإنهاء الاحتلال اليوم قبل الغد.
16-03-2019
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]