عنوان الكتاب: تركيا الأمة الغاضبة
اسم الكاتب: أكرم أوكتيم
اسم المترجم: مصطفى مجدي الجمال
مكان الأصدار: مصر
تأريخ الأصدار: 2012 [1]
يسعى كتاب تركيا ..الأمة الغاضبة، لمؤلفه كِرم أوكتم( -ترجمة: مصطفى مجدي الجمال)،إلى تبيان وتفسير دور الدولة في التاريخ السياسي للبلاد، في واقع وريثة الامبراطورية العثمانية، راصدا التأثير الحاسم لحماة الجمهورية، غير المنتخبين، كما يقول المؤلف: (قيادة الجيش والقضاء الأعلى والبيروقراطية). إذ بقيت تلك المنظومة الثلاثية، تشكل وتصوغ السياسة التركية منذ الخمسينات في القرن الماضي، على الأقل.
يتمعن المؤلف في بحثه، ضمن نوبات الإصلاح السياسي والتغيير المجتمعي، ويحاول فهم الدور الغامض للاتحاد الأوروبي في العمليات التي شكلت تركيا في العقود الثلاثة الأخيرة. كما يتناول الانقطاعات والتدخلات الكثيرة في التاريخ الحديث للبلاد، التي شكلت فعليا، السير الحياتية لكل مواطن تركي.
يناقش أوكتم، في الفصول الخمسة للكتاب، جملة قضايا جوهرية في السياق. ويبدأ بمسألة ونقطة نهايات الدولة العثمانية وقيام الجمهورية التركية، موضحا أن السلاطين العثمانيون حكموا من العاصمة القسطنطينية، وعلى مدى خمسة قرون تقريبا، آسيا الصغرى والبلقان وجزءا كبيرا من العالم العربي، وحين بلغت قوة الإمبراطورية ذروتها عسكريا وسياسيا واقتصاديا في القرن السادس عشر، استطاعت التمدد، من النمسا والمجر إلى رومانيا والقِرم، في أوروبا والجزائر في جنوب المتوسط، لتشمل كل الأراضي بينها.. غير انه مع قدوم القرن الثامن عشر، فقدت هذه القوة تفوقها. دخل عصر الإصلاح ومفردات الحداثة إلى الأراضي العثمانية.
يشير المؤلف إلى أنه الفترة من العشرينيات وإلى العام 1946 في القرن الماضي شهدت نشأة الجمهورية التركية عام 1923م تحت قيادة مصطفى كمال (أتاتورك: أبو الأتراك)، التي سرعان ما تحولت إلى دولة حزب واحد تسلطية، ولكنها ذات أجندة تحديثية مثيرة. ومن ثم جاء انهيار الجمهورية جزئيا عام 1946م.
ويرى أوكتم، في فصل: الأزمات والأحلام ،
انه غلب على المرحلة اللاحقة، العقد العودة القوية لحراس الجمهورية، وتدخلهم في السياسة والمجتمع. وينتقل الى الحديث عن تركيا في ظل مرحلة بروز وحكم حزب العدالة والتنمية، مشيرا الى انه أثار النصر الانتخابي لحزب العدالة والتنمية عام 2002م الكثير من الدهشة، داخل تركيا وخارجها، وجزعت الدولة الحارسة والجيش والقضاء.
ويخصص أوكتم، مساحة موسعة للحديث عن واقع البلاد، حديثا: التحرك نحو الحاضر (2007-2010م). ومن ثم يلفت المؤلف الى أنه طبق أوغلو في الممارسة الخارجية، مبدأ انخراط تركيا مع العالم في الألفية الجديدة، وأطلق على هذا المبدأ اسم العمق الإستراتيجي. وكذا حققت سياسة الانفتاح هذه بعض الانقطاعات المهمة عن عقود من السياسات القمعية.
ويفرد أوكتم، بحثا خاصا بعنوانالانخراط في العالم، يفسر فيه كيف اتخذت السياسة الخارجية التركية مسارا ثابتا وواضحا وناجحا، يقوم على مبدأ العمق الإستراتيجي. وفي فصل مستقبل تركيا، يرى المؤلف انه، وبناء على مسار الأحداث في العقود الثلاثة الأخيرة، يبدو السيناريو الأكثر ترجيحا، أنه سيكون خليطا بين الدولة الليبرالية وعناصر من سيناريو الوصاية الإسلامية الجديدة، بكل ما يحمله هذا الجمع من تناقضات. [2]