Bibliothek Bibliothek
Suchen

Kurdipedia ist die grösste Quelle für Informationen


Suchoptionen





Erweiterte Suche      Tastatur


Suchen
Erweiterte Suche
Bibliothek
Kurdische Namen
Chronologie der Ereignisse
Quellen
Geschichte
Benutzer Sammlungen
Aktivitäten
Suche Hilfe?
Kurdipedische Publikationen
Video
Klassifikation
Zufälliger Artikel!
Registrierung der Artikel
Registrierung neuer artikel
Bild senden
Umfrage
Ihre Rückmeldung
Kontakt
Welche Informationen brauchen wir!
Standards
Nutzungsbedingungen
Artikel Qualität
Instrumente (Hilfsmittel)
Über
Kurdipedi Archivare
Artikel über uns!
Fügen Sie Kurdipedia auf Ihre Website hinzu
E-Mail hinzufügen / löschen
Besucherstatistiken
Artikel Statistik
Schriftarten-Wandler
Kalender-Konverter
Rechtschreibkontrolle
Sprachen und Dialekte der Seiten
Tastatur
Lebenslauf Nützliche Links
Kurdipedia extension for Google Chrome
Kekse
Sprachen
کوردیی ناوەڕاست
کرمانجی - کوردیی سەروو
Kurmancî - Kurdîy Serû
هەورامی
Zazakî
English
Française
Deutsch
عربي
فارسی
Türkçe
Nederlands
Svenska
Español
Italiano
עברית
Pусский
Norsk
日本人
中国的
Հայերեն
Ελληνική
لەکی
Azərbaycanca
Mein Konto
Anmelden
Mitgliedschaft!
Passwort vergessen!
Suchen Registrierung der Artikel Instrumente (Hilfsmittel) Sprachen Mein Konto
Erweiterte Suche
Bibliothek
Kurdische Namen
Chronologie der Ereignisse
Quellen
Geschichte
Benutzer Sammlungen
Aktivitäten
Suche Hilfe?
Kurdipedische Publikationen
Video
Klassifikation
Zufälliger Artikel!
Registrierung neuer artikel
Bild senden
Umfrage
Ihre Rückmeldung
Kontakt
Welche Informationen brauchen wir!
Standards
Nutzungsbedingungen
Artikel Qualität
Über
Kurdipedi Archivare
Artikel über uns!
Fügen Sie Kurdipedia auf Ihre Website hinzu
E-Mail hinzufügen / löschen
Besucherstatistiken
Artikel Statistik
Schriftarten-Wandler
Kalender-Konverter
Rechtschreibkontrolle
Sprachen und Dialekte der Seiten
Tastatur
Lebenslauf Nützliche Links
Kurdipedia extension for Google Chrome
Kekse
کوردیی ناوەڕاست
کرمانجی - کوردیی سەروو
Kurmancî - Kurdîy Serû
هەورامی
Zazakî
English
Française
Deutsch
عربي
فارسی
Türkçe
Nederlands
Svenska
Español
Italiano
עברית
Pусский
Norsk
日本人
中国的
Հայերեն
Ελληνική
لەکی
Azərbaycanca
Anmelden
Mitgliedschaft!
Passwort vergessen!
        
 kurdipedia.org 2008 - 2024
 Über
 Zufälliger Artikel!
 Nutzungsbedingungen
 Kurdipedi Archivare
 Ihre Rückmeldung
 Benutzer Sammlungen
 Chronologie der Ereignisse
 Aktivitäten - Kurdipedia
 Hilfe
Neue Artikel
Bibliothek
Der Kurdische Fürst Mîr Muhammad-î Rawandizî
27-04-2024
ڕاپەر عوسمان عوزێری
Bibliothek
Themen Aus Der Kurdischen Wortbildung
06-04-2024
ڕاپەر عوسمان عوزێری
Bibliothek
FREIHEIT FÜR DIE KURDISCHEN POLITISCHEN GEFANGENEN IN DEUTSCHLAND
03-04-2024
هەژار کامەلا
Bibliothek
Der Iran in der internationalen Politik 1939-1948
03-04-2024
هەژار کامەلا
Bibliothek
Die neue Kurdenfrage: Irakisch-Kurdistan und seine Nachbarn
03-04-2024
هەژار کامەلا
Bibliothek
Tausend Tränen, tausend Hoffnungen
03-04-2024
هەژار کامەلا
Bibliothek
Revolution in Rojava
28-03-2024
هەژار کامەلا
Bibliothek
Die türkische Filmindustrie
26-03-2024
هەژار کامەلا
Biografie
Müslüm Aslan
17-03-2024
هەژار کامەلا
Bibliothek
saiten Her biji Azadi!
17-03-2024
هەژار کامەلا
Statistik
Artikel  517,441
Bilder  105,844
PDF-Buch 19,160
verwandte Ordner 96,492
Video 1,307
Bibliothek
Die WELT hat mich VERGESSEN
Biografie
Said Nursi
Artikel
Gökay Akbulut zu Solidaritä...
Bibliothek
Konflikte mit der kurdische...
Bibliothek
Themen Aus Der Kurdischen W...
الجنسوية الاجتماعية هي الإيديولوجية الرسمية للسلطة
Kurdipedia ist die größte mehrsprachige Quelle für kurdische Informationen! Wir haben Archivare und Mitarbeiter in jedem Teil Kurdistans.
Gruppe: Artikel | Artikel Sprache: عربي
Teilen Sie
Facebook0
Twitter0
Telegram0
LinkedIn0
WhatsApp0
Viber0
SMS0
Facebook Messenger0
E-Mail0
Copy Link0
Rangliste Artikel
Ausgezeichnet
Sehr gut
Durchschnitt
Nicht schlecht
Schlecht
Zu meinen Favoriten hinzufügen
Schreiben Sie Ihren Kommentar zu diesem Artikel!
Geschichte des Items
Metadata
RSS
Suche im Google nach Bildern im Zusammenhang mit dem gewählten Artikel!
Googeln Sie das ausgewählte Thema.
کوردیی ناوەڕاست0
Kurmancî - Kurdîy Serû0
English0
فارسی0
Türkçe0
עברית0
Deutsch0
Español0
Française0
Italiano0
Nederlands0
Svenska0
Ελληνική0
Azərbaycanca0
Fins0
Norsk0
Pусский0
Հայերեն0
中国的0
日本人0

الجنسوية الاجتماعية هي الإيديولوجية الرسمية للسلطة

الجنسوية الاجتماعية هي الإيديولوجية الرسمية للسلطة
الجنسوية الاجتماعية هي الإيديولوجية الرسمية للسلطة
زاخو شيار
لَطالما تم تقسيم تاريخ البشرية وتصنيف المجتمعات البشرية وفق وجهات نظر مختلفة، لا داعي لذكرها هنا، كونها لا تخفى على أحد. لكن، سأحاول في مقالتي المتواضعة هذه تناول تاريخ البشرية من زاوية أخرى. حيث سأعمل على تقسيمه إلى قسمَين يُشَكِّلُ كلٌّ منهما، حسب رأيي، نوعاً أو صنفاً رئيسياً للمجتمع البشري، بحيث شهدَ التاريخ أعتى الحروب وأشدها ضراوة بين هذَين الشكليَن المجتمعيَّين على طولِ سياقِه.
الشكل الأول هو المجتمع الطبيعي، أو مجتمع الأمومة والنظام الأمومي، والذي عادةً ما عُرِف بمغالطةٍ متعمَّدةٍ في كتبِ التاريخ باسمِ «المجتمع المشاعي البدائي .» والمجتمع الثاني هو مجتمع الأبوة والنظام البطرياركي، والذي تنضوي تحت سقفه كافة الأشكال الأخرى المعهودة )العبودية، الإقطاعية، الرأسمالية، ..(.
أعتقد أن هذا التقسيم يستند إلى وجهة نظر موضوعية أكثر مما جرت عليه العادة في أنواع التقسيمات والتصنيفات المألوفة. فبينما تستند التقسيمات المألوفة إلى وجهة نظر تتخذ من البنى الفوقية وطريقة الحُكم، أو بمعنى آخر من شكل الدولة والسلطة معياراً أساسياً في منظورها ومنطلقاتِها؛ فإنّ المنظور الذي أتَّبعه هنا في التقسيم سيكون مرتكزاً أساساً إلى مفهوم أو مصطلح «الجنسوية الاجتماعية .»
حيث تؤكد كافة الأدلة والبراهين الناجمة عن كافة البحوث والتنقيبات والدراسات والحفريات المتعلقة بتاريخ البشرية حتى الوقت الراهن، على أن ثمانية وتسعين بالمائة من عمر البشرية مر بالعيش كمجتمع طبيعي يتخذ من «الكلان » شكلاً أساسياً للتجمع، بحيث لا يزيد عدد الأشخاص في كل كلان عن بضعة عشرات معدودة. وكانت المرأة الأم هي القوة المحركة لهذا الشكل من المجتمع البشري، وبالتالي، كانت تُحاط بهالة من التقديس الطوعي اجتماعياً، لِما تميزت به من دورٍ رئيسي في ترك بصماتها على الاكتشافات والاختراعات الأولى، والتي لا تزال العلوم تقلِّدها وتبني تقدمها على خلفيتِها بعد التعديل والتحوير، دون أن تضيف عليها اكتشافات أو اختراعات جدية تذكر على وجه التقريب. هذا بالإضافة إلى دورِ المرأة كأمٍّ منجبة للأطفال، وراعية لهم، ومنشئة إياهم. وبمعنى آخر، كانت تعد منبع الحياة الجديدة والتغير والتجدد والاستمرار في العيش كنوع اجتماعي مجتمعيّ.
وباعتبار الزلازل والفيضانات وما شابه كوارثاً طبيعية لا دخل لإرادة الإنسان فيها، أو بمعنى آخر، باعتبارها كوارثاً لم تخلقها إرادة الإنسان، وليست ناجمة عنه؛ فبالإمكان القول أن البشرية لم تَكن قد تعرفت على أية مشاكل اجتماعية تذكر خلال هذه الحقبة الطويلة من عمرها، أي، لم تتعرف على المشاكل المخلوقة بيد الإنسان وبإرادته. حيث أن كل شيء كان يسير في مجراه الطبيعي، فالمرأة تعتني بقطف وجمع الثمار إلى جانب تربية الأطفال وتنشئتهم، والرجل يهتم بالقنص والصيد. وهذا التقسيم كان تقسيماً طبيعياً فرضته طبيعة الجنسَين البيولوجية، وطبيعة الحياة… أجل طبيعة الحياة، التي عرفت كيف تتمحور حول قوتها الأساسية والمحورية متمثلة في المرأة، رمز التجدد والتغير والاستمرار والديمومة والسيرورة… إنها الإلهة الأنثى، والأم المقدسة، ومنبع الحياة… بالطبع ليس مرامي هنا تهميش الرجل أو التقليل من شأنه أو القول بعدم جدواه، بقدر ما هو لفت للأنظار إلى طبيعة عمل كل جنس، والتقسيم الطبيعي بينهما لأسباب بيولوجية، وكيفية سير الحياة الطبيعية في المجتمع الطبيعي.. ولم تتمخض عن هكذا تقسيم أو هكذا حياة أية مشاكل اجتماعية ترقى إلى حد القضية الإشكالية على مر دهور طويلة امتدت إلى 98 بالمائة من عمر البشرية. فكيفما أن الإنسان حينها أناط الكثير من الكائنات الحية من نبات مفيد أو حيوان مهيب أو أليف أو ذي فائدة بهالة من القدسية، وارتقى بشأنه إلى مرتبة الطوطم؛ فإن الألوهية التي أنيطت بها المرأة أيضاً، قد جاءت من رغبة اجتماعية ومجتمعية طوعية، تقديساً لِما ترمز إليه من مرتبة خاصة ومنزلة رفيعة…
لكن، وعندما بدأ الرجل بالحسد من المرأة، والغيرة من الألوهية والقدسية التي تتميز بها عنه.. وعندما أدرك نقصه لعجزه عن تأمين سيرورة الحياة بمعزل عنها، وأن مهنة الصيد التي احترفها لا تؤمِّن لقمة العيش على الدوام، بل تتحكم بها الصدف وألاعيب القدر، على عكس مهنة الزراعة وقطف الثمار وجمعها وتكديسها، والتي احترفتها المرأة، والتي تتميز بالاستقرار والعطاء المستمر على مدار السنة، وتتميز بالتنوع والتعدد حسب فصول العام، وتعتمد على الأرض الخصيبة والمعطاء التي لا تبخل بشيء على المرأة، وكأنه ثمة تحالف ضمني وثيق بين المرأة والأرض في إكمال وإتمام بعضهما بعضاً بالرعاية والحنان والعطاء… عندما توفرت كل هذه الشروط، وباستخدام الرجل لذكائه التحليلي الذي شحذته مهنة القنص وطورته الخبرة العملية للصيد على مدار السنين؛ راح ينسج أول خيوط مؤامرة تجاه المرأة الإلهة، موظفاً كل طاقاته في الانقلاب عليها وطرحها أرضاً لإعلان سيادته ونفوذه عليها… قد تتساءلون، ولماذا يرى الحاجة إلى نسج خيوط المؤامرة؟
إن الرجل في النظام الأمومي لا يتميز بدور رئيسي.. فلا المرأة مرتبطة بأي رجل كان بروابط الزوجية، ولا الرجل قادر على بسط نفوذه لاستملاك المرأة بالتذرع بأنها «زوجته ».. والمرأة لا تبحث عن الجماع مع الرجل لأجل اللذة، ولا تنجرّ وراء شهواتها، بل تمارس الجنس بقدر حاجتها كأي كائن حي آخر بهدف التناسل وسيرورة الحياة… كما إن الأطفال ينتمون إلى المرأة الأم، ويُنسَبون إليها، بينما يجهل الجميع مَن هو الأب.. فهي التي تنجبهم، وتغذيهم، وتنشئهم وترعاهم.. بالتالي، ما من شيء اسمه حق الأبوة… وعليه، فالعائلة النواة تتمحور حول المرأة الأم، وتتسع لتشمل الخال والخالة وأولادهما… أي أن العائلة أمومية… والاستقرار في أرض ما يعتمد على مدى خصوبة الأرض، بالتالي يستند إلى مهنة المرأة، حجر الزاوية في الثورة الزراعية… هذا بالإضافة إلى العديد من الأسباب الأخرى التي تطول اللائحة بها.. ولكننا سنكتفي بهذا القدر من الأسباب الأساسية التي حثت الرجل على الشروع بالتخطيط لقلب هذا النظام رأساً على عقب، وتعبيد الأرضية اللازمة لإنشاء هيكلية النظام الأبوي… فمهما يكن، فقد تكونت شخصية «الرجل الماكر والقوي ».. والذي بدأ يطمع في التخلص من الحصار الأمومي له لإثبات وجوده المستقل عنها، عله بذلك يردم هوّة النقص الذي يحس به في أعماقه… ومهما يكن، فهناك الشامان الشيخ الذي يتسم بالخبرة المتراكمة على مر السنين، والذي بات يتميز بمكانه مميزة مع بدء ظهور العشائر والقبائل.. فهو الحكيم الذي تتم مشاورته في الأمور، ومنه تُنهَل المعارف والحِكم، والجماعة بحاجة إلى عقله المصقول للتغلب على مصاعب الحياة.. ومهما يكن فقد تكونت شريحة واسعة من الشباب اليافعين، الذين يتطلعون بعين الغبطة إلى هذا الشيخ الخبير والحكيم، وذاك الرجل الماكر والحاذق والقوي…
وهكذا تكون قد نُثِرت بذرة أول تحالف بين هذه الفئات الثلاث: الرجل الماكر والقوي، الشاب اليافع، والشيخ الخبير… إنه أول بذرة نواة للتحالف السياسي والعسكري والأيديولوجي… والغاية الأساسية منه هو الانقلاب على جنس المرأة، وتحصين الذات الذكورية بالقدسية والألوهية، على حساب المرأة الأم والإلهة الأنثى.
بمعنى آخر، فأول ضربة في التاريخ كانت موجّهة من الرجل إلى المرأة بهدف استملاكها.. وأول مكيدة كانت متمحورة حول نزعة الملكية الخاصة، بطمع الرجل في تملكُّ المرأة والأولاد… هكذا، باتت المرأة جزءا مولودا من «ضلع » الرجل، بل وبالتحديد من ضلعه «الأعوج »!! وبات الأطفال يُنسَبون إلى الأب.. وباتت العائلة متمحورة حول «رب » الأسرة الذي راح يرغب في الإكثار من الأولاد «الذكور » بصورة خاصة، لأنه يرى في زيادتهم «قوة سياسية » و »حاشية عسكرية » لا تضاهيها قوة أخرى…
وتحولت كل ممارسة جنسية للرجل إلى «عملية سلطوية » يثبت من خلالها رجولته وسيادته كإمبراطور يبسط نفوذه على إمبراطوريته الصغيرة «المنزل » بكل أفرادها )العِباد المستَعبَدين من زوجات وأطفال(.. وتحولت المرأة إلى سلعة جنسية لا تُضاهى..
إنها بداية العملية التي قام بها الرجل حين «سرق » نار الحضارة من المرأة، مدّعياً أنه هو مَن شكَّلها وكوَّنها.. وأن المرأة تدور في «فلكه » هو لأنها «ناقصة » العقل والإيمان!! إنها بداية النظام الأبوي والبطرياركية..
بداية ظهور السلالاتية.. وبداية التوجه نحو المجتمع الطبقي..
وبإلقاء نظرة خاطفة على ما ذكرناه آنفاً، سندرك أن أول تمايز طبقي، وأول مكيدة )أول قضية اجتماعية جادة(، وأول انقلاب، وأول تحالف ذكوري واسع، وأول «سرقة » )لصوصية(، وأول «مُلكية خاصة » كانت تتسم بطابع «جنسويّ »… أي بتآمر جنس الذكَر على جنس الأنثى.. بعُلُوِّ مرتبةِ جنس الرجل على حساب جنس المرأة، بعدما كان الجنسان متعاضدَين ومتكاتفَين في النظام الأمومي ويكملان بعضَهما بعضاً في العمل والحياة والوظائف والمهام والأدوار المنوطة بهما..
هكذا، فإن السلالات استفادت من قواها العسكرية )الشبان اليافعين( في إضرام نار «ثورتها السياسية » )الرجل الماكر والقوي( ورسم ملامح «أيديولوجيتها » الذكورية )الشامان، الشيخ الخبير، الراهب الساهر على شرعنة النظام الجديد بابتكار الأفكار الجديدة( ورصف أرضية نظامِها الخاص «النظام البطريركي الأبوي ». إنها الدولة.. بكل خبطاتها الثقيلة.. وبدويِّها المهيب.. إنها ثقافة السلطة المتشكلة وسط أجواء المكائد والحيل، والمعتمدة على العنف والاستغلال غير المحدودَين، والمزدهرة بفضل الحروب المتواصلة بهدف المزيد من الربح، والربح فقط… إنه مجتمع المدنية الجديد.. مجتمع الجنسوية الاجتماعية المضادّ للمجتمع النيوليتي… وفي هذا المجتمع الجديد، ستهبط منزلة المرأة من إلهة مقدسة لها معابدها الخاصة ونظامها الخاص، إلى امرأة عاهرة تسهر على إشباع نزوات الرجل داخل معابده التي تحولت مع الزمن إلى بيوت دعارة عامة… لا أدري لماذا خطرت ببالي الآن المقاربة التي لطَالما أسمع بها أو أقرأ عنها، والتي تشبِّه السلطة بالعاهر التي تختل الطامعين بها وتغويهم وتسلب عقولهم، فتجعلهم لا يدخرون جهداً في سبيل الحصول عليها، حتى ولو اقتضى ذلك منهم الدوس على كل الثوابت والمبادئ والأخلاق.. بل وحتى قتل أقرب الناس إليهم!!
وبالرغم من أن هذا التحول لم يكن يسيراً بقدر يُسر كتابة هذه السطور القليلة، بل تخللته صراعات ومقارعات محتدمة وطاحنة دافعت خلالها المرأة عن «ماءاتها » )اكتشافاتها واختراعاتها( المائة والأربع، وجهدت بدأب لاسترجاع نار الحضارة المسروقة منها.. بالرغم من كل ذلك، إلا إن قوة الذكاء التحليلي للرجل قد فاقت بمكائدها وألاعيبها على قوة الذكاء العاطفي الشفاف لدى المرأة..
فصارت الزوجة تابعة للرجل وتدور في فلك «رب الأسرة ».. وصار الولد «الذكَر » موضع غبطة، والمولودة «الفتاة » محط شؤم وعار واستياء.. وتحولت المرأة من إلهة مقدسة إلى عاهر.. إلى «حقل للرجل يحرثه كما يشاء » آلة لإنجاب الذرّيّة، وبالأخص الأطفال الذكور.. إلى مخلوق دونيّ.. وأعيد تكوين ملامح المرأة بموجب تقاليد التأنيث الخنوعي.. أي إن التأنيث في جوهره خاصية اجتماعية، تفيد برفض أخلاق الحرية، وتحمُّل شتى أشكال الإهانة والازدراء والشتم والعنف والرياء والخنوع والذل.. إنها بداية الانحطاط بالمجتمع البشري، وتردي أخلاقه وخُلقُه.. إنها بداية تأنيث المجتمع، وتأنيث الرجل أيضاً..
أجل، تأنيث الرجل.. حيث بدأ الشباب اليافعون في المدنية الإغريقية )إحدى أعظم المدنيات التي عرفها التاريخ!( يُقدَّمون ك »غلمان » للرجل الخبير.. أوَليس سقراط هو أفضل مَن أوجزَ الهدف من ظاهرة «الغلمانية » )أي اللوطية( في عبارته التي تشير إلى أنه «ليس مهماً الاستفادة الدائمة من الغلام، بقدر ما يهمّ تربيته )ترويضه( على يد سيده »؟؟ أي «تكييف » الشاب مع الخصائص الأنثوية وتعويده عليها.. وبمعنى آخر، بناء مجتمع مستأنَث..
هكذا تمأسست العبودية داخل المجتمع الطبقي، مجتمع الدولتية الهرمية.. وتأسست على عبودية المرأة كافة أشكال العبودية الأخرى متضاعفة ومتراكمة واحدةً فوق الأخرى.. وهكذا نرى أن السلطة والجنسوية متلازمتان متساويتان ومتوازيتان… وأنهما مَرَضان اجتماعيان متفشيان في خلايا مجتمع المدنية كما السرطان.. فوجود أحدهما مرهون بوجود الآخر.. وهما يُكثِران من بعضِهما بعضاً؛ تماماً مثلما تتكاثر الخلايا السرطانية..
وتعددت الدعامات التي قامت عليها الدولة وهي تتخذ آخر شكل لها وأكثره حداثة ألا وهو الدولة القومية. وباتت العلموية والدينوية والجنسوية ركائز رئيسية لقيام الدولة القومية المتمأسسة.. ولكن، بالإمكان القول أن الاستغلال الجنسي والجنسوية يعتبر من أهم وسائل النظام في بسط هيمنته وتحقيق تمأسسه، بحيث لم يقتصر النظام على تبضيع الجنس وتصنيعه، بل وحوّله إلى دين قائم بذاته.. إنه دين الجنسوية الذكورية، وحجر الزاوية في جميع الآداب والفنون، وأداة تخدير لا تضاهى في تحويل أفراد المجتمع إلى مخلوقات شاذة جنسياً )وخاصة عن طريق الدعايات الإعلامية التي باتت المرأة والجنس موضوعها المحوري(، وتحويل العائلة «المقدسة » إلى «صومعة جنسية » تلعب فيها المرأة الأم دور «الزوجة الشمطاء » القابعة في زاوية مهملة تنتظر «رَجُلَها » وتجهد لإسعاده ونيل رضاه وإشباع نزواته..
لقد أصبحت الجنسوية الاجتماعية أيديولوجية رسمية للسلطة في كنف الدولة القومية.. وغدت كافة أشكال الثقافة والفنون، بل وحتى الأديان، تعمل على شرعنة السلطة بالترويج لهذه الأيديولوجيا على قدم وساق بهدف دكِّ كل ما يتعلق بثقافة «المجتمع الطبيعي »، أو بتسميته الحديثة الأخرى والأدق «المجتمع الأخلاقي والسياسي ،» ولاستعمار المرأة. أجل، استعمار المرأة.. أوَليست المرأة يد عاملة مجانية في المنزل، ويد عاملة رخيصة خارجه؟
أليست المرأة أثمن سلعة، بل ومَلِكةُ السلع والبضائع في ميدان الإعلام؟ أليست المرأة بمثابة المصنع الذي يؤمِّنُ مجال سلطةِ الرجل ويحقق ديمومة المجتمع الذكوري؟ أوَليست هي زوجةُ فلان، وأم فلان؟ أوَليست هي أداة جنسية وإباحية لا ند لها؟ أوَليست المرأة عبداً رقيقاً ولطيفاً ونبتة زينة جميلة؟
وأخيرا،ً وليس آخرا.ً. وإذا حاولنا اختزال كل ما قلناه سابقاً، فما علينا سوى التذكير بالمقطع الذي قال فيه قائد الشعب الكردي، القائد الفذ عبد الله أوجلان: )تاريخُ المدنيةِ هو تاريخُ خُسرانِ وضياعِ المرأةِ في الوقتِ نفسه. هذا التاريخُ بآلهته وعباده، بحُكامه وأتباعه، باقتصادِه وعلمه وفنه؛ هو تاريخُ رسوخِ شخصيةِ الرجلِ المسيطر. بالتالي، فخُسرانُ وضياعُ المرأةِ يعني التهاويَ والضياعَ الكبيرَ باسمِ المجتمع. والمجتمعُ المتعصبُ جنسوياً هو ثمرةُ هذا السقوطِ والخُسران. فالرجلُ المتعصبُ جنسوياً يتميزُ بِنَهَمٍ كبيرٍ لدى بسطِه نفوذَه الاجتماعيَّ على المرأة، لدرجةِ أنه يُحَوِّلُ أيَّ تَماسٍّ معها إلى استعراضٍ للسيطرة. إذ بُسِطَت علاقةُ السلطةِ باستمرار على ظاهرةٍ بيولوجيةٍ كالعلاقةِ الجنسية.
فلا يَنسى الرجلُ بتاتاً أنه يُضاجِعُ المرأةَ جنسياً بنشوةِ الانتصارِ عليها. لقد كَوَّنَ عادةً جِدَّ وطيدةٍ على هذا الصعيد، وابتَدَع الكثيرَ من العباراتِ مثل: «تَمَكَّنتُ منها « ،» أَنهَيتُ أمرَها « ،» العاهرة « ،» لا تُنقِصْ المَنيَ من رَحمِها، ولا العصا عن ظهرِها! « ،» الفاحشة، المومِس « ،» إنه صبيٌّ كالبنت « ،» إذ ما أطَلقَتَ عِنانَ ابنتِكَ، فستَهربُ إلى الطَّبَّالِ أو الزَّمَّار »، و »اعقِلْها فورا »ً وغيرها مِن القصصِ غيرِ المعدودةِ التي يُضرَبُ بها المَثَل. ساطعٌ سطوعَ الشمسِ كيف تُؤَثِّرُ العلاقةُ بين الجنسويةِ والسلطةِ ضمن المجتمع. فحتى في يومنا الراهنِ يَتَمَتَّعُ الرجلُ بحقوقٍ لامَعدودةٍ على المرأة، بما فيها «حقُّ القتل »؛ كواقعٍ سوسيولوجيٍّ قائم. وتُمارَسُ تلك الحقوقُ يومياً. بالتالي، فالعلاقاتُ تتسمُ بطابعِ الاعتداءِ والاغتصابِ بنسبةٍ ساحقة(.
من هنا نستخلص أن قضية المرأة هي منبع كافة القضايا، وأن حل قضية المرأة هو الأساس الركن لفك عقدة جميع القضايا الاجتماعية الشائكة العالقة.. وأن أية أيديولوجية تتمحور حول حرية المرأة، وتتناولها بنحو استراتيجيّ، وتبني عليها أفكارها وهيكليتها الثورية أو المجتمعية، وتجعل منها فلسفة الحياة الحرة والكريمة؛ هي الأيديولوجيا الصحيحة والسليمة المخوَّلة لدك دعائم مجتمع المدنية الذكوريّ هذا، واسترداد المرأة لمنزلتها وشأنها الذي أضاعته عبر آلاف السنين، ورد الاعتبار إلى كينونتها وذاتانيتها.. وهي المنطلق القويم لنفض غبار آلاف السنين الذكورية عنها، وإنعاش روحها الأنثوية الشفافة، والتطلع إلى شمس الحرية، وإرواء شجرة عطشها بالعلم النسائي السليم )علم المرأة( المتلون بطابعها النسائي الخاص بها، والمبني على منظورها الخاص بها إلى كل ما يتعلق بها وبالحياة الاجتماعية…
فتعريف المرأة لذاتها كإنسان، ووعيها لنفسِها ككائن قائم بذاته، وتحديد دورها في الحياة الاجتماعية شرط أساسي لأجل حياة صحيحة وسليمة.. وبمجرد النجاح في ذلك، سيكون ذلك بداية لصياغة تعريف صحيح للرجل أيضاً، وخطوة أولى على درب بناء المجتمع الأخلاقي والسياسي والديمقراطي السليم كقلعة حصينة تتحدى أقوى أشكال الدولة عموماً، والدولة القومية على وجه الخصوص. وللكلام بقية…
فيسبوك تويتر لينكدإن ‏Tumblr بينتيريست ‏Reddit ‏VKontakte Odnoklassniki بوكيت
زاخو شيار
لَطالما تم تقسيم تاريخ البشرية وتصنيف المجتمعات البشرية وفق وجهات نظر مختلفة، لا داعي لذكرها هنا، كونها لا تخفى على أحد. لكن، سأحاول في مقالتي المتواضعة هذه تناول تاريخ البشرية من زاوية أخرى. حيث سأعمل على تقسيمه إلى قسمَين يُشَكِّلُ كلٌّ منهما، حسب رأيي، نوعاً أو صنفاً رئيسياً للمجتمع البشري، بحيث شهدَ التاريخ أعتى الحروب وأشدها ضراوة بين هذَين الشكليَن المجتمعيَّين على طولِ سياقِه.
الشكل الأول هو المجتمع الطبيعي، أو مجتمع الأمومة والنظام الأمومي، والذي عادةً ما عُرِف بمغالطةٍ متعمَّدةٍ في كتبِ التاريخ باسمِ «المجتمع المشاعي البدائي .» والمجتمع الثاني هو مجتمع الأبوة والنظام البطرياركي، والذي تنضوي تحت سقفه كافة الأشكال الأخرى المعهودة )العبودية، الإقطاعية، الرأسمالية، ..(.
أعتقد أن هذا التقسيم يستند إلى وجهة نظر موضوعية أكثر مما جرت عليه العادة في أنواع التقسيمات والتصنيفات المألوفة. فبينما تستند التقسيمات المألوفة إلى وجهة نظر تتخذ من البنى الفوقية وطريقة الحُكم، أو بمعنى آخر من شكل الدولة والسلطة معياراً أساسياً في منظورها ومنطلقاتِها؛ فإنّ المنظور الذي أتَّبعه هنا في التقسيم سيكون مرتكزاً أساساً إلى مفهوم أو مصطلح «الجنسوية الاجتماعية .»
حيث تؤكد كافة الأدلة والبراهين الناجمة عن كافة البحوث والتنقيبات والدراسات والحفريات المتعلقة بتاريخ البشرية حتى الوقت الراهن، على أن ثمانية وتسعين بالمائة من عمر البشرية مر بالعيش كمجتمع طبيعي يتخذ من «الكلان » شكلاً أساسياً للتجمع، بحيث لا يزيد عدد الأشخاص في كل كلان عن بضعة عشرات معدودة. وكانت المرأة الأم هي القوة المحركة لهذا الشكل من المجتمع البشري، وبالتالي، كانت تُحاط بهالة من التقديس الطوعي اجتماعياً، لِما تميزت به من دورٍ رئيسي في ترك بصماتها على الاكتشافات والاختراعات الأولى، والتي لا تزال العلوم تقلِّدها وتبني تقدمها على خلفيتِها بعد التعديل والتحوير، دون أن تضيف عليها اكتشافات أو اختراعات جدية تذكر على وجه التقريب. هذا بالإضافة إلى دورِ المرأة كأمٍّ منجبة للأطفال، وراعية لهم، ومنشئة إياهم. وبمعنى آخر، كانت تعد منبع الحياة الجديدة والتغير والتجدد والاستمرار في العيش كنوع اجتماعي مجتمعيّ.
وباعتبار الزلازل والفيضانات وما شابه كوارثاً طبيعية لا دخل لإرادة الإنسان فيها، أو بمعنى آخر، باعتبارها كوارثاً لم تخلقها إرادة الإنسان، وليست ناجمة عنه؛ فبالإمكان القول أن البشرية لم تَكن قد تعرفت على أية مشاكل اجتماعية تذكر خلال هذه الحقبة الطويلة من عمرها، أي، لم تتعرف على المشاكل المخلوقة بيد الإنسان وبإرادته. حيث أن كل شيء كان يسير في مجراه الطبيعي، فالمرأة تعتني بقطف وجمع الثمار إلى جانب تربية الأطفال وتنشئتهم، والرجل يهتم بالقنص والصيد. وهذا التقسيم كان تقسيماً طبيعياً فرضته طبيعة الجنسَين البيولوجية، وطبيعة الحياة… أجل طبيعة الحياة، التي عرفت كيف تتمحور حول قوتها الأساسية والمحورية متمثلة في المرأة، رمز التجدد والتغير والاستمرار والديمومة والسيرورة… إنها الإلهة الأنثى، والأم المقدسة، ومنبع الحياة… بالطبع ليس مرامي هنا تهميش الرجل أو التقليل من شأنه أو القول بعدم جدواه، بقدر ما هو لفت للأنظار إلى طبيعة عمل كل جنس، والتقسيم الطبيعي بينهما لأسباب بيولوجية، وكيفية سير الحياة الطبيعية في المجتمع الطبيعي.. ولم تتمخض عن هكذا تقسيم أو هكذا حياة أية مشاكل اجتماعية ترقى إلى حد القضية الإشكالية على مر دهور طويلة امتدت إلى 98 بالمائة من عمر البشرية. فكيفما أن الإنسان حينها أناط الكثير من الكائنات الحية من نبات مفيد أو حيوان مهيب أو أليف أو ذي فائدة بهالة من القدسية، وارتقى بشأنه إلى مرتبة الطوطم؛ فإن الألوهية التي أنيطت بها المرأة أيضاً، قد جاءت من رغبة اجتماعية ومجتمعية طوعية، تقديساً لِما ترمز إليه من مرتبة خاصة ومنزلة رفيعة…
لكن، وعندما بدأ الرجل بالحسد من المرأة، والغيرة من الألوهية والقدسية التي تتميز بها عنه.. وعندما أدرك نقصه لعجزه عن تأمين سيرورة الحياة بمعزل عنها، وأن مهنة الصيد التي احترفها لا تؤمِّن لقمة العيش على الدوام، بل تتحكم بها الصدف وألاعيب القدر، على عكس مهنة الزراعة وقطف الثمار وجمعها وتكديسها، والتي احترفتها المرأة، والتي تتميز بالاستقرار والعطاء المستمر على مدار السنة، وتتميز بالتنوع والتعدد حسب فصول العام، وتعتمد على الأرض الخصيبة والمعطاء التي لا تبخل بشيء على المرأة، وكأنه ثمة تحالف ضمني وثيق بين المرأة والأرض في إكمال وإتمام بعضهما بعضاً بالرعاية والحنان والعطاء… عندما توفرت كل هذه الشروط، وباستخدام الرجل لذكائه التحليلي الذي شحذته مهنة القنص وطورته الخبرة العملية للصيد على مدار السنين؛ راح ينسج أول خيوط مؤامرة تجاه المرأة الإلهة، موظفاً كل طاقاته في الانقلاب عليها وطرحها أرضاً لإعلان سيادته ونفوذه عليها… قد تتساءلون، ولماذا يرى الحاجة إلى نسج خيوط المؤامرة؟
إن الرجل في النظام الأمومي لا يتميز بدور رئيسي.. فلا المرأة مرتبطة بأي رجل كان بروابط الزوجية، ولا الرجل قادر على بسط نفوذه لاستملاك المرأة بالتذرع بأنها «زوجته ».. والمرأة لا تبحث عن الجماع مع الرجل لأجل اللذة، ولا تنجرّ وراء شهواتها، بل تمارس الجنس بقدر حاجتها كأي كائن حي آخر بهدف التناسل وسيرورة الحياة… كما إن الأطفال ينتمون إلى المرأة الأم، ويُنسَبون إليها، بينما يجهل الجميع مَن هو الأب.. فهي التي تنجبهم، وتغذيهم، وتنشئهم وترعاهم.. بالتالي، ما من شيء اسمه حق الأبوة… وعليه، فالعائلة النواة تتمحور حول المرأة الأم، وتتسع لتشمل الخال والخالة وأولادهما… أي أن العائلة أمومية… والاستقرار في أرض ما يعتمد على مدى خصوبة الأرض، بالتالي يستند إلى مهنة المرأة، حجر الزاوية في الثورة الزراعية… هذا بالإضافة إلى العديد من الأسباب الأخرى التي تطول اللائحة بها.. ولكننا سنكتفي بهذا القدر من الأسباب الأساسية التي حثت الرجل على الشروع بالتخطيط لقلب هذا النظام رأساً على عقب، وتعبيد الأرضية اللازمة لإنشاء هيكلية النظام الأبوي… فمهما يكن، فقد تكونت شخصية «الرجل الماكر والقوي ».. والذي بدأ يطمع في التخلص من الحصار الأمومي له لإثبات وجوده المستقل عنها، عله بذلك يردم هوّة النقص الذي يحس به في أعماقه… ومهما يكن، فهناك الشامان الشيخ الذي يتسم بالخبرة المتراكمة على مر السنين، والذي بات يتميز بمكانه مميزة مع بدء ظهور العشائر والقبائل.. فهو الحكيم الذي تتم مشاورته في الأمور، ومنه تُنهَل المعارف والحِكم، والجماعة بحاجة إلى عقله المصقول للتغلب على مصاعب الحياة.. ومهما يكن فقد تكونت شريحة واسعة من الشباب اليافعين، الذين يتطلعون بعين الغبطة إلى هذا الشيخ الخبير والحكيم، وذاك الرجل الماكر والحاذق والقوي…
وهكذا تكون قد نُثِرت بذرة أول تحالف بين هذه الفئات الثلاث: الرجل الماكر والقوي، الشاب اليافع، والشيخ الخبير… إنه أول بذرة نواة للتحالف السياسي والعسكري والأيديولوجي… والغاية الأساسية منه هو الانقلاب على جنس المرأة، وتحصين الذات الذكورية بالقدسية والألوهية، على حساب المرأة الأم والإلهة الأنثى.
بمعنى آخر، فأول ضربة في التاريخ كانت موجّهة من الرجل إلى المرأة بهدف استملاكها.. وأول مكيدة كانت متمحورة حول نزعة الملكية الخاصة، بطمع الرجل في تملكُّ المرأة والأولاد… هكذا، باتت المرأة جزءا مولودا من «ضلع » الرجل، بل وبالتحديد من ضلعه «الأعوج »!! وبات الأطفال يُنسَبون إلى الأب.. وباتت العائلة متمحورة حول «رب » الأسرة الذي راح يرغب في الإكثار من الأولاد «الذكور » بصورة خاصة، لأنه يرى في زيادتهم «قوة سياسية » و »حاشية عسكرية » لا تضاهيها قوة أخرى…
وتحولت كل ممارسة جنسية للرجل إلى «عملية سلطوية » يثبت من خلالها رجولته وسيادته كإمبراطور يبسط نفوذه على إمبراطوريته الصغيرة «المنزل » بكل أفرادها )العِباد المستَعبَدين من زوجات وأطفال(.. وتحولت المرأة إلى سلعة جنسية لا تُضاهى..
إنها بداية العملية التي قام بها الرجل حين «سرق » نار الحضارة من المرأة، مدّعياً أنه هو مَن شكَّلها وكوَّنها.. وأن المرأة تدور في «فلكه » هو لأنها «ناقصة » العقل والإيمان!! إنها بداية النظام الأبوي والبطرياركية..
بداية ظهور السلالاتية.. وبداية التوجه نحو المجتمع الطبقي..
وبإلقاء نظرة خاطفة على ما ذكرناه آنفاً، سندرك أن أول تمايز طبقي، وأول مكيدة )أول قضية اجتماعية جادة(، وأول انقلاب، وأول تحالف ذكوري واسع، وأول «سرقة » )لصوصية(، وأول «مُلكية خاصة » كانت تتسم بطابع «جنسويّ »… أي بتآمر جنس الذكَر على جنس الأنثى.. بعُلُوِّ مرتبةِ جنس الرجل على حساب جنس المرأة، بعدما كان الجنسان متعاضدَين ومتكاتفَين في النظام الأمومي ويكملان بعضَهما بعضاً في العمل والحياة والوظائف والمهام والأدوار المنوطة بهما..
هكذا، فإن السلالات استفادت من قواها العسكرية )الشبان اليافعين( في إضرام نار «ثورتها السياسية » )الرجل الماكر والقوي( ورسم ملامح «أيديولوجيتها » الذكورية )الشامان، الشيخ الخبير، الراهب الساهر على شرعنة النظام الجديد بابتكار الأفكار الجديدة( ورصف أرضية نظامِها الخاص «النظام البطريركي الأبوي ». إنها الدولة.. بكل خبطاتها الثقيلة.. وبدويِّها المهيب.. إنها ثقافة السلطة المتشكلة وسط أجواء المكائد والحيل، والمعتمدة على العنف والاستغلال غير المحدودَين، والمزدهرة بفضل الحروب المتواصلة بهدف المزيد من الربح، والربح فقط… إنه مجتمع المدنية الجديد.. مجتمع الجنسوية الاجتماعية المضادّ للمجتمع النيوليتي… وفي هذا المجتمع الجديد، ستهبط منزلة المرأة من إلهة مقدسة لها معابدها الخاصة ونظامها الخاص، إلى امرأة عاهرة تسهر على إشباع نزوات الرجل داخل معابده التي تحولت مع الزمن إلى بيوت دعارة عامة… لا أدري لماذا خطرت ببالي الآن المقاربة التي لطَالما أسمع بها أو أقرأ عنها، والتي تشبِّه السلطة بالعاهر التي تختل الطامعين بها وتغويهم وتسلب عقولهم، فتجعلهم لا يدخرون جهداً في سبيل الحصول عليها، حتى ولو اقتضى ذلك منهم الدوس على كل الثوابت والمبادئ والأخلاق.. بل وحتى قتل أقرب الناس إليهم!!
وبالرغم من أن هذا التحول لم يكن يسيراً بقدر يُسر كتابة هذه السطور القليلة، بل تخللته صراعات ومقارعات محتدمة وطاحنة دافعت خلالها المرأة عن «ماءاتها » )اكتشافاتها واختراعاتها( المائة والأربع، وجهدت بدأب لاسترجاع نار الحضارة المسروقة منها.. بالرغم من كل ذلك، إلا إن قوة الذكاء التحليلي للرجل قد فاقت بمكائدها وألاعيبها على قوة الذكاء العاطفي الشفاف لدى المرأة..
فصارت الزوجة تابعة للرجل وتدور في فلك «رب الأسرة ».. وصار الولد «الذكَر » موضع غبطة، والمولودة «الفتاة » محط شؤم وعار واستياء.. وتحولت المرأة من إلهة مقدسة إلى عاهر.. إلى «حقل للرجل يحرثه كما يشاء » آلة لإنجاب الذرّيّة، وبالأخص الأطفال الذكور.. إلى مخلوق دونيّ.. وأعيد تكوين ملامح المرأة بموجب تقاليد التأنيث الخنوعي.. أي إن التأنيث في جوهره خاصية اجتماعية، تفيد برفض أخلاق الحرية، وتحمُّل شتى أشكال الإهانة والازدراء والشتم والعنف والرياء والخنوع والذل.. إنها بداية الانحطاط بالمجتمع البشري، وتردي أخلاقه وخُلقُه.. إنها بداية تأنيث المجتمع، وتأنيث الرجل أيضاً..
أجل، تأنيث الرجل.. حيث بدأ الشباب اليافعون في المدنية الإغريقية )إحدى أعظم المدنيات التي عرفها التاريخ!( يُقدَّمون ك »غلمان » للرجل الخبير.. أوَليس سقراط هو أفضل مَن أوجزَ الهدف من ظاهرة «الغلمانية » )أي اللوطية( في عبارته التي تشير إلى أنه «ليس مهماً الاستفادة الدائمة من الغلام، بقدر ما يهمّ تربيته )ترويضه( على يد سيده »؟؟ أي «تكييف » الشاب مع الخصائص الأنثوية وتعويده عليها.. وبمعنى آخر، بناء مجتمع مستأنَث..
هكذا تمأسست العبودية داخل المجتمع الطبقي، مجتمع الدولتية الهرمية.. وتأسست على عبودية المرأة كافة أشكال العبودية الأخرى متضاعفة ومتراكمة واحدةً فوق الأخرى.. وهكذا نرى أن السلطة والجنسوية متلازمتان متساويتان ومتوازيتان… وأنهما مَرَضان اجتماعيان متفشيان في خلايا مجتمع المدنية كما السرطان.. فوجود أحدهما مرهون بوجود الآخر.. وهما يُكثِران من بعضِهما بعضاً؛ تماماً مثلما تتكاثر الخلايا السرطانية..
وتعددت الدعامات التي قامت عليها الدولة وهي تتخذ آخر شكل لها وأكثره حداثة ألا وهو الدولة القومية. وباتت العلموية والدينوية والجنسوية ركائز رئيسية لقيام الدولة القومية المتمأسسة.. ولكن، بالإمكان القول أن الاستغلال الجنسي والجنسوية يعتبر من أهم وسائل النظام في بسط هيمنته وتحقيق تمأسسه، بحيث لم يقتصر النظام على تبضيع الجنس وتصنيعه، بل وحوّله إلى دين قائم بذاته.. إنه دين الجنسوية الذكورية، وحجر الزاوية في جميع الآداب والفنون، وأداة تخدير لا تضاهى في تحويل أفراد المجتمع إلى مخلوقات شاذة جنسياً )وخاصة عن طريق الدعايات الإعلامية التي باتت المرأة والجنس موضوعها المحوري(، وتحويل العائلة «المقدسة » إلى «صومعة جنسية » تلعب فيها المرأة الأم دور «الزوجة الشمطاء » القابعة في زاوية مهملة تنتظر «رَجُلَها » وتجهد لإسعاده ونيل رضاه وإشباع نزواته..
لقد أصبحت الجنسوية الاجتماعية أيديولوجية رسمية للسلطة في كنف الدولة القومية.. وغدت كافة أشكال الثقافة والفنون، بل وحتى الأديان، تعمل على شرعنة السلطة بالترويج لهذه الأيديولوجيا على قدم وساق بهدف دكِّ كل ما يتعلق بثقافة «المجتمع الطبيعي »، أو بتسميته الحديثة الأخرى والأدق «المجتمع الأخلاقي والسياسي ،» ولاستعمار المرأة. أجل، استعمار المرأة.. أوَليست المرأة يد عاملة مجانية في المنزل، ويد عاملة رخيصة خارجه؟
أليست المرأة أثمن سلعة، بل ومَلِكةُ السلع والبضائع في ميدان الإعلام؟ أليست المرأة بمثابة المصنع الذي يؤمِّنُ مجال سلطةِ الرجل ويحقق ديمومة المجتمع الذكوري؟ أوَليست هي زوجةُ فلان، وأم فلان؟ أوَليست هي أداة جنسية وإباحية لا ند لها؟ أوَليست المرأة عبداً رقيقاً ولطيفاً ونبتة زينة جميلة؟
وأخيرا،ً وليس آخرا.ً. وإذا حاولنا اختزال كل ما قلناه سابقاً، فما علينا سوى التذكير بالمقطع الذي قال فيه قائد الشعب الكردي، القائد الفذ عبد الله أوجلان: )تاريخُ المدنيةِ هو تاريخُ خُسرانِ وضياعِ المرأةِ في الوقتِ نفسه. هذا التاريخُ بآلهته وعباده، بحُكامه وأتباعه، باقتصادِه وعلمه وفنه؛ هو تاريخُ رسوخِ شخصيةِ الرجلِ المسيطر. بالتالي، فخُسرانُ وضياعُ المرأةِ يعني التهاويَ والضياعَ الكبيرَ باسمِ المجتمع. والمجتمعُ المتعصبُ جنسوياً هو ثمرةُ هذا السقوطِ والخُسران. فالرجلُ المتعصبُ جنسوياً يتميزُ بِنَهَمٍ كبيرٍ لدى بسطِه نفوذَه الاجتماعيَّ على المرأة، لدرجةِ أنه يُحَوِّلُ أيَّ تَماسٍّ معها إلى استعراضٍ للسيطرة. إذ بُسِطَت علاقةُ السلطةِ باستمرار على ظاهرةٍ بيولوجيةٍ كالعلاقةِ الجنسية.
فلا يَنسى الرجلُ بتاتاً أنه يُضاجِعُ المرأةَ جنسياً بنشوةِ الانتصارِ عليها. لقد كَوَّنَ عادةً جِدَّ وطيدةٍ على هذا الصعيد، وابتَدَع الكثيرَ من العباراتِ مثل: «تَمَكَّنتُ منها « ،» أَنهَيتُ أمرَها « ،» العاهرة « ،» لا تُنقِصْ المَنيَ من رَحمِها، ولا العصا عن ظهرِها! « ،» الفاحشة، المومِس « ،» إنه صبيٌّ كالبنت « ،» إذ ما أطَلقَتَ عِنانَ ابنتِكَ، فستَهربُ إلى الطَّبَّالِ أو الزَّمَّار »، و »اعقِلْها فورا »ً وغيرها مِن القصصِ غيرِ المعدودةِ التي يُضرَبُ بها المَثَل. ساطعٌ سطوعَ الشمسِ كيف تُؤَثِّرُ العلاقةُ بين الجنسويةِ والسلطةِ ضمن المجتمع. فحتى في يومنا الراهنِ يَتَمَتَّعُ الرجلُ بحقوقٍ لامَعدودةٍ على المرأة، بما فيها «حقُّ القتل »؛ كواقعٍ سوسيولوجيٍّ قائم. وتُمارَسُ تلك الحقوقُ يومياً. بالتالي، فالعلاقاتُ تتسمُ بطابعِ الاعتداءِ والاغتصابِ بنسبةٍ ساحقة(.
من هنا نستخلص أن قضية المرأة هي منبع كافة القضايا، وأن حل قضية المرأة هو الأساس الركن لفك عقدة جميع القضايا الاجتماعية الشائكة العالقة.. وأن أية أيديولوجية تتمحور حول حرية المرأة، وتتناولها بنحو استراتيجيّ، وتبني عليها أفكارها وهيكليتها الثورية أو المجتمعية، وتجعل منها فلسفة الحياة الحرة والكريمة؛ هي الأيديولوجيا الصحيحة والسليمة المخوَّلة لدك دعائم مجتمع المدنية الذكوريّ هذا، واسترداد المرأة لمنزلتها وشأنها الذي أضاعته عبر آلاف السنين، ورد الاعتبار إلى كينونتها وذاتانيتها.. وهي المنطلق القويم لنفض غبار آلاف السنين الذكورية عنها، وإنعاش روحها الأنثوية الشفافة، والتطلع إلى شمس الحرية، وإرواء شجرة عطشها بالعلم النسائي السليم )علم المرأة( المتلون بطابعها النسائي الخاص بها، والمبني على منظورها الخاص بها إلى كل ما يتعلق بها وبالحياة الاجتماعية…
فتعريف المرأة لذاتها كإنسان، ووعيها لنفسِها ككائن قائم بذاته، وتحديد دورها في الحياة الاجتماعية شرط أساسي لأجل حياة صحيحة وسليمة.. وبمجرد النجاح في ذلك، سيكون ذلك بداية لصياغة تعريف صحيح للرجل أيضاً، وخطوة أولى على درب بناء المجتمع الأخلاقي والسياسي والديمقراطي السليم كقلعة حصينة تتحدى أقوى أشكال الدولة عموماً، والدولة القومية على وجه الخصوص. وللكلام بقية…[1]
Dieser Artikel wurde in (عربي) Sprache geschrieben wurde, klicken Sie auf das Symbol , um die Artikel in der Originalsprache zu öffnen!
دون هذا السجل بلغة (عربي)، انقر علی ايقونة لفتح السجل باللغة المدونة!
Dieser Artikel wurde bereits 937 mal angesehen
HashTag
Quellen
Verlinkte Artikel: 17
Gruppe: Artikel
Artikel Sprache: عربي
Publication date: 31-10-2018 (6 Jahr)
Art der Veröffentlichung: Born-digital
Dialekt: Arabisch
Dokumenttyp: Ursprache
Inhaltskategorie: Sozial
Inhaltskategorie: Artikel und Interviews
Inhaltskategorie: Frauen
Provinz: Kurdistan
Technische Metadaten
Artikel Qualität: 99%
99%
Hinzugefügt von ( ئاراس حسۆ ) am 08-06-2023
Dieser Artikel wurde überprüft und veröffentlicht von ( زریان سەرچناری ) auf 09-06-2023
URL
Dieser Artikel ist gemäss Kurdipedia noch nicht finalisiert
Dieser Artikel wurde bereits 937 mal angesehen
Kurdipedia ist die grösste Quelle für Informationen
Artikel
Monika Morres: Mutig und beharrlich weitermachen
Artikel
Die Ezid:innen und das Ezidentum
Biografie
Ismail Küpeli
Biografie
Halil Öztoprak (Xalil Alxas)
Bibliothek
Themen Aus Der Kurdischen Wortbildung
Biografie
Kenan Engin
Artikel
KNK-Vorsitzende rufen zur Einheit auf
Bibliothek
Der Iran in der internationalen Politik 1939-1948
Biografie
Dilan Yeşilgöz
Biografie
Leyla Îmret
Biografie
Saya Ahmad
Biografie
Cahit Sıtkı Tarancı
Biografie
Fevzi Özmen
Bibliothek
FREIHEIT FÜR DIE KURDISCHEN POLITISCHEN GEFANGENEN IN DEUTSCHLAND
Biografie
Mely Kiyak
Bibliothek
Der Kurdische Fürst Mîr Muhammad-î Rawandizî
Bibliothek
Die neue Kurdenfrage: Irakisch-Kurdistan und seine Nachbarn
Artikel
Spontane Feiern zur „Revolution von Wan“ in Kurdistan und der Türkei
Artikel
„Die irakische Regierung muss Haltung gegenüber den Angriffen beziehen“
Biografie
Sebahat Tuncel

Actual
Bibliothek
Die WELT hat mich VERGESSEN
28-11-2018
نالیا ئیبراهیم
Die WELT hat mich VERGESSEN
Biografie
Said Nursi
19-01-2022
هەژار کامەلا
Said Nursi
Artikel
Gökay Akbulut zu Solidaritätsbesuch in Amed
30-07-2022
سارا ک
Gökay Akbulut zu Solidaritätsbesuch in Amed
Bibliothek
Konflikte mit der kurdischen Sprache in der Türkei
11-06-2023
هەژار کامەلا
Konflikte mit der kurdischen Sprache in der Türkei
Bibliothek
Themen Aus Der Kurdischen Wortbildung
06-04-2024
ڕاپەر عوسمان عوزێری
Themen Aus Der Kurdischen Wortbildung
Neue Artikel
Bibliothek
Der Kurdische Fürst Mîr Muhammad-î Rawandizî
27-04-2024
ڕاپەر عوسمان عوزێری
Bibliothek
Themen Aus Der Kurdischen Wortbildung
06-04-2024
ڕاپەر عوسمان عوزێری
Bibliothek
FREIHEIT FÜR DIE KURDISCHEN POLITISCHEN GEFANGENEN IN DEUTSCHLAND
03-04-2024
هەژار کامەلا
Bibliothek
Der Iran in der internationalen Politik 1939-1948
03-04-2024
هەژار کامەلا
Bibliothek
Die neue Kurdenfrage: Irakisch-Kurdistan und seine Nachbarn
03-04-2024
هەژار کامەلا
Bibliothek
Tausend Tränen, tausend Hoffnungen
03-04-2024
هەژار کامەلا
Bibliothek
Revolution in Rojava
28-03-2024
هەژار کامەلا
Bibliothek
Die türkische Filmindustrie
26-03-2024
هەژار کامەلا
Biografie
Müslüm Aslan
17-03-2024
هەژار کامەلا
Bibliothek
saiten Her biji Azadi!
17-03-2024
هەژار کامەلا
Statistik
Artikel  517,441
Bilder  105,844
PDF-Buch 19,160
verwandte Ordner 96,492
Video 1,307
Kurdipedia ist die grösste Quelle für Informationen
Artikel
Monika Morres: Mutig und beharrlich weitermachen
Artikel
Die Ezid:innen und das Ezidentum
Biografie
Ismail Küpeli
Biografie
Halil Öztoprak (Xalil Alxas)
Bibliothek
Themen Aus Der Kurdischen Wortbildung
Biografie
Kenan Engin
Artikel
KNK-Vorsitzende rufen zur Einheit auf
Bibliothek
Der Iran in der internationalen Politik 1939-1948
Biografie
Dilan Yeşilgöz
Biografie
Leyla Îmret
Biografie
Saya Ahmad
Biografie
Cahit Sıtkı Tarancı
Biografie
Fevzi Özmen
Bibliothek
FREIHEIT FÜR DIE KURDISCHEN POLITISCHEN GEFANGENEN IN DEUTSCHLAND
Biografie
Mely Kiyak
Bibliothek
Der Kurdische Fürst Mîr Muhammad-î Rawandizî
Bibliothek
Die neue Kurdenfrage: Irakisch-Kurdistan und seine Nachbarn
Artikel
Spontane Feiern zur „Revolution von Wan“ in Kurdistan und der Türkei
Artikel
„Die irakische Regierung muss Haltung gegenüber den Angriffen beziehen“
Biografie
Sebahat Tuncel

Kurdipedia.org (2008 - 2024) version: 15.42
| Kontakt | CSS3 | HTML5

| Generationszeit Seite: 0.516 Sekunde(n)!