图书馆 图书馆
搜索

Kurdipedia是世界上最大的为库尔德信息来源!


Search Options





高级搜索      键盘


搜索
高级搜索
图书馆
库尔德人的名字
大事年表
来源
历史
用户集合
活动
搜索帮助吗?
出版
Video
分类
随机项目!
发送
发送文章
发送图片
Survey
你的反馈
联系
我们需要什么样的信息!
标准的属性
条款使用
项目质量
工具
大约
Kurdipedia Archivists
关于我们的文章!
添加到您的网站Kurdipedia
添加/删除电子邮件
访客统计
商品统计
字体转换器
日历转换器
语言和方言的页面
键盘
方便的链接
Kurdipedia extension for Google Chrome
Cookies
语言
کوردیی ناوەڕاست
کرمانجی - کوردیی سەروو
Kurmancî - Kurdîy Serû
هەورامی
Zazakî
English
Française
Deutsch
عربي
فارسی
Türkçe
Nederlands
Svenska
Español
Italiano
עברית
Pусский
Norsk
日本人
中国的
Հայերեն
Ελληνική
لەکی
Azərbaycanca
我的帐户
登录
会员!
忘记密码!
搜索 发送 工具 语言 我的帐户
高级搜索
图书馆
库尔德人的名字
大事年表
来源
历史
用户集合
活动
搜索帮助吗?
出版
Video
分类
随机项目!
发送文章
发送图片
Survey
你的反馈
联系
我们需要什么样的信息!
标准的属性
条款使用
项目质量
大约
Kurdipedia Archivists
关于我们的文章!
添加到您的网站Kurdipedia
添加/删除电子邮件
访客统计
商品统计
字体转换器
日历转换器
语言和方言的页面
键盘
方便的链接
Kurdipedia extension for Google Chrome
Cookies
کوردیی ناوەڕاست
کرمانجی - کوردیی سەروو
Kurmancî - Kurdîy Serû
هەورامی
Zazakî
English
Française
Deutsch
عربي
فارسی
Türkçe
Nederlands
Svenska
Español
Italiano
עברית
Pусский
Norsk
日本人
中国的
Հայերեն
Ελληνική
لەکی
Azərbaycanca
登录
会员!
忘记密码!
        
 kurdipedia.org 2008 - 2024
 大约
 随机项目!
 条款使用
 Kurdipedia Archivists
 你的反馈
 用户集合
 大事年表
 活动 - Kurdipedia
 帮助
新项目
统计属性
文章 517,453
图片 106,114
书籍 19,164
相关文件 96,493
Video 1,307
传记
塔拉巴尼
的地方
迪亚巴克尔
的地方
埃尔比勒
图像和说明
正在接受割礼的七岁少女,库尔德斯坦
المقاوماتُ التاريخيةُ والبحثُ عن الحلولِ في مجتمعِ الشرقِ الأوسط
小组: 文章 | 文章语言: عربي
Share
Facebook0
Twitter0
Telegram0
LinkedIn0
WhatsApp0
Viber0
SMS0
Facebook Messenger0
E-Mail0
Copy Link0
排名项目
优秀
非常好
平均
添加到我的收藏
关于这个项目,您的评论!
项目历史
Metadata
RSS
所选项目相关的图像搜索在谷歌!
搜索在谷歌选定的项目!
کوردیی ناوەڕاست0
Kurmancî - Kurdîy Serû0
English0
فارسی0
Türkçe0
עברית0
Deutsch0
Español0
Française0
Italiano0
Nederlands0
Svenska0
Ελληνική0
Azərbaycanca0
Fins0
Norsk0
Pусский0
Հայերեն0
中国的0
日本人0

عبد الله أوجالان

عبد الله أوجالان
المقاوماتُ التاريخيةُ والبحثُ عن الحلولِ في مجتمعِ الشرقِ الأوسط
عبد الله أوجالان
أ- أزمةُ المدنيةِ وبحثُها عن الحلولِ الداخلية:
إنَّ تركيزَنا على نظامِ المدنيةِ المركزيةِ كحلقةٍ أساسيةٍ في موضوعِ البحثِ لدى قولنا بالمدنية، لا يعني إنكارَ المدنياتِ الأخرى أو التغاضي عنها، ولا نَقولُ بذلك أنها ليست هامة. بل أرمي إلى التشديدِ على كونِ مصطلحِ النهرِ الأُمِّ في التدفقِ التاريخيِّ مفيداً ومُطَوِّراً أكثر. في حين أن الأُخرَياتِ تُقَوِّي تدفقَه، ولكنها لا تستطيعُ تغييرَ مضمونِ وخصوصيةِ المدنية. لذا، فدراسةُ وتقييمُ النظامِ الذي يُحَدِّدُ العصورَ وراهنَنا بالأكثر كنظامٍ مركزيٍّ عالميّ، سوف يساهم في تقييمِ الفروعِ الأخرى أيضاً. حيث بمقدورِنا حينَها فهم التدفقاتِ التاريخيةِ المتكَوِّنةِ في أمكنةٍ وأزمنةٍ مختلفةٍ بنحوٍ أفضل، دون فُقدانِ التدفقِ التاريخيِّ الكونيّ. فالكلُّ قادرٌ على إيضاحِ الجزء، بينما الجزءُ لا يتسمُ بالقدرةِ على إيضاحِ الكلّ. لهذه الأسبابِ نُفَضِّلُ التعاطيَ القائلَ بالمدنيةِ المركزيةِ أو النظامِ العالميِّ الذي يتجاوزُ عمرُه خمسةَ آلافِ عام.
كانت حضارةُ المدينةِ السومريةُ تَعمَلُ بعطاءٍ بارزٍ في مَطلعِها، تماماً كالأداةِ التي تَخرجُ لِتَوِّها من الوَكالة. فأَكثَرَت من ذاتِها بسرعة، وتأسست المدنُ واحدةً تِلوَ الأخرى. وانطَلَقَت من ميزوبوتاميا السفلى لِتَنتَشِر في كافةِ الأرجاء، وعلى رأسها ميزوبوتاميا العليا. كلُّ مدينةٍ كانت تعني مزيداً من فائضِ القيمة. بناءً على ذلك، كان مُتَوَقَّعاً أنْ تَتَحَوَّلَ الهرمياتُ المستقرةُ إلى دولٍ سلالاتيةٍ بسرعة. فبينما سَرَّعَت الموادُّ الخام والمصنوعةُ من التجارة، كانت تُرغِمُ المدنَ أيضاً على التنافسِ لأجلِ الهيمنة. فالقوةُ المتحكمةُ بالتجارةِ كانت تُزيدُ من فُرَصِها في الهيمنة. كما كان تشييدُ عددٍ جمٍّ من المدائنِ في مساحاتٍ ضيقةٍ عامِلاً آخر يُثيرُ التنافسَ بينها ويُؤَجِّجُ صراعَها على الهيمنة. علاوةً على أنَّ التعدادَ السكانيَّ، الذي كان لازماً في البداية، بات قضيةً قائمةً بذاتِها نظراً لِتَضَخُّمِه الزائد. فالإثمارُ والعطاءُ كان يعني زيادةَ السكان. كان لِهذا النظامِ أنْ يَسيرَ بنجاح، طالَما الأرضُ وفيرةٌ وإمكاناتُ الريِّ مساعِدة. لكنَّ الأراضيَ المعطاءَ كانت محدودةً بجوارِ نهرَي دجلة والفرات. ومع إدراجِ هذه الأراضي في مرحلةِ التمدن، كان قد تمَّ بلوغُ عتبةِ الشروطِ الموضوعيةِ للأزمة.
استمرَّت أوروك بعهدِها حوالي 500 عام، لِتُسَلِّمَ مكانَتها وهيمنتَها إلى مدينةِ أور حصيلةَ التنافس. أي أنَّ أزمةَ أوروك أفسَحَت المجالَ أمامَ ظهورِ مدينةِ أور. ظهرت ثلاثُ سلالاتٍ في أور في الفترةِ ما بين 3000 – 2000 ق.م تقريبياً، وسلالةُ أكاد الساميّةُ بين 2350 – 2150 ق.م، ومع الأزماتِ التي عانت منها سلالةُ خودا الآريّة فيما بين 2150 – 2050 ق.م؛ يَكُون قد تمَّ بلوغُ نهايةِ هذه المرحلة. والوثائقُ التي بحوزةِ اليدِ تشيرُ إلى مدى كثافةِ نزاعاتِ المدنِ في تلك المرحلة. إذ نَعلَمُ أنّه ثمةَ بعضُ المدن مُسِحَت وأُزيلَت تماماً. وعلى سبيلِ المثال، نُشاهدُ من خلالِ قصةِ “لعنة أكاد” أنَّ العاصمةَ أكاد مُسِحَت من صفحاتِ التاريخِ بشكلٍ جدِّ مؤلم. وهناك العديدُ من القصصِ المشابهة. فعيشُ أزماتٍ وتنافساتٍ لا تَقلُّ حِدّةً وشأناً عن أزماتِ وتنافُساتِ راهننا، إنما هو حقيقةٌ قائمة. فالربحُ يعني دائماً فائضَ الإنتاج. بناءً عليه، فالنزاعاتُ الناشبةُ عليه ستَكُون نفسَها، وستُسفِرُ عن النتائجِ نفسِها في كلِّ زمان. جليٌّ أنَّ أزمةَ المدنيةِ قد تنامت. فالمدنُ المُدَمَّرةُ والحروبُ الضاريةُ تفيدُ – فقط وفقط – في تأييدِ هذه الحقيقة، تماماً كما العراقُ في راهننا. وإذ ما استَذكَرنا أنَّ “العراقَ” تأتي من “أوروك”، فسنُدرِكُ بنحوٍ أفضل مدى أسى وبؤسِ التاريخِ الذي تمّ عيشُه (إنه تاريخُ المدنية).
كما أنَّ الحلَّ المُصاغَ للأزمةِ تقليديّ. فالمدنيةُ لَم تَخسَر شيئاً من وتيرتِها وسَيرورتِها المتكاثفةِ حتى يومِنا الحالي. حيث تَجَسَّدَ هدفُها الأساسيُّ في الكشفِ عن مزيدٍ من مناطقِ الاستغلال، وفي امتلاكِ مزيدٍ من القوةِ والسلطةِ والدولةِ من أجلِ هذا الاستغلال. بابل هي القوةُ التي نَفَذَت من أزمةِ نهاياتِ أعوامِ 2000 ق.م وهي أكثر عزماً. فهي صاحبةُ مزيدٍ من القوةِ وإمكانياتِ الاستغلال. وقد بَرَزَت إلى المُقَدِّمَةِ في التجارةِ والصناعة. واستطاعَت التأثيرَ بهيمنتِها حتى أعوامِ 300 ق.م، مع بعضِ الانقطاعات. هكذا، فقدَ تَطَلَّعَت كافةُ هيمناتِ هذه الحقبةِ إلى أنْ تَكُون في بابل، مثلما الحالُ في مثالِ الإسكندر الأخير (يَلُوحُ أنّ كلمةَ الهيمنةِ هي أصلُ القيادةِ والسيادة). وأَفضَلُ مَن استفادَ من أزماتِ بابل هم جيرانُهم التُّجّارُ الآشوريون الذين أصبحوا ذئابَ التجارة، وكذلك كولونياتُهم. فالآشوريون ضربٌ من فينيقيي البَرّ. فما حَقَّقَه الفينيقيون تجارياً في البحرِ الأبيضِ المتوسطِ كان الآشوريون سيُحَقِّقونَه في بَرِّ الشرقِ الأوسط. والآشوريون الذين هم في تنافُسٍ حادٍّ مع بابل (لا يَزالُ التنافُسُ السريانيُّ – الكلدانيُّ يَعكِسُ هذا التقليد)، ما كان لَهم إلا أنْ يَحظَوا باحتكارِ التجارةِ في ظلِّ هيمنةِ بابل (2000 – 1600 ق.م).
ستتحقَّقُ انطلاقةُ قوتَين تاريخيتَين من الأزمةِ التي شَهِدَتها بابل بعد حمورابي: انطلاقةُ إبراهيم من الداخل (بين 1700 – 1600 ق.م على وجهِ التخمين)، وانتقالُ الهوريين خارجياً من الدفاعِ إلى الهجوم. وفي عامِ 1596 ق.م، تَنتَقِلُ بابل إلى إدارةٍ مشتَرَكةٍ مع السلالاتِ ذاتِ الأصولِ الهورية (المعروفون بالحثيين والكاسيين)، مُشَكِّلَةً بذلك وضعاً شبيهاً بإدارةِ بغداد الحالية.
ومع خُسرانِ بابل لِهَيمنتِها، تَظهَرُ قوتان مُهَيمنتانِ جديدتان على المسرح. إذ تتنامى الهيمنةُ الحثيةُ في بلادِ الأناضولِ الداخليةِ، مُتَّخِذةً من هاتوشا مركزاً لها (جورم Çorum – بوغازكوي Boğazköy الحالية)، والهيمنةُ الميتانيةُ في مركزِ واشوكاني Waşukanî (أي النبع الطيب، وهي سريه كانيه Serekâni – جيلان بنار Ceylanpınar الحالية على الحدودِ التركية – السورية). كِلتاهما تُؤَسَّسان (1600 – 1250 ق.م) على يدِ المقاطعاتِ التي هي بمثابةِ إماراتٍ مرتكِزةٍ إلى أنسابِ القبائلِ الهورية (الكرد الأوليون). يُمَثِّلُ ذاك العهدُ مرحلةً جديدةً بَرَّاقةً في مدنيةِ الشرقِ الأوسطِ مع عهدِ السلالةِ المصريةِ الجديدة. وتُعاشُ دبلوماسيةٌ مزدهرةٌ للغاية بين مراكزِ المدنياتِ الثلاث، وعهدٌ من العلاقاتِ الشبيهةِ بأمميةٍ بدائيةٍ تأسيساً على الزيجاتِ المتبادَلةِ من النساءِ على مستوى القصور. أما انهيارُ (نزاعاتُ السلالاتِ داخلياً، وهجماتُ القبائل خارجياً) الهيمنةِ الحثيةِ والميتانيةِ بسببِ الأزمةِ التقليدية (أزماتُ هذا العهدِ تتميزُ بفواصلَ بَينيةٍ أطول، حيث تتغير من فترةِ قرنٍ إلى أربعةِ قرون)، فيُمَهِّدُ الطريقَ أمامَ تصاعُدِ السلالاتِ الآشوريةِ المُتَرَصِّدةِ لها، لِتَغدوَ أعتى قوى الهيمنةِ في الشرقِ الأوسطِ على شكلِ مرحلتَين (1300 – 1000، و900 – 600 ق.م).
يُقالُ إن الإمبراطوريةَ الآشوريةَ هي من أكثرِ القوى التي عَرِفَها التاريخُ جَبَروتاً وجُوراً. ولدى الغوصِ في صُلبِ الأمر، فإنَّ جُورَها وتَعَسُّفَها يَكتَسِبُ معناه ارتباطاً بالربحِ الاحتكاريّ. لا فرق بين الآشوريين كشعب وبين الشعوبِ الأخرى مضموناً. لكنّ استنادَ هيمنتِهم إلى احتكارِ التجارةِ قد جَعَلَ العنفَ ضرورةً لازمةً في سبيلِ الربح. فالربحُ في الاحتكاراتِ التجاريةِ مستحيلٌ بِلا عنف، مثلما الحالُ في الاحتكاراتِ الزراعيةِ أيضاً (حُكمُ السومريين على الأرض). هذا هو الواقعُ الذي يَكمُنُ في أساسِ العنفِ الآشوريّ. من هنا، فما أَتت به الهيمنةُ الآشوريةُ على صعيدِ المدنية، قد يَكُونُ – بالحدِّ الأقصى – مَزيداً من السلطةِ لأجلِ مزيدٍ من الربح، ومَزيداً من العنفِ لأجلِ مزيدٍ من السلطة. واضحٌ أنه ثمة تعاظُمٌ في آفاقِ وحَيِّزِ العنف. ولهذا السببِ يُعَدُّ الحلُّ من الطرازِ الآشوريِّ أُمَّ الحلولِ ذاتِ الجذورِ العُنفيةِ تاريخياً. هذا التقليدُ، الذي لا يَزالُ التفكيرُ فيه سائداً كَحَلِّ للقضايا في الشرقِ الأوسط، مَدينٌ بالكثيرِ من الفضلِ للهيمنةِ الآشورية.
فَتَح العنفُ الآشوريُّ وجشعُ الربحِ الكامنُ في أساسِه جُروحاً عميقةً في ضميرِ البشرية (أَعتَقِدُ أنَّ مصطلحَي الربح والعنفِ على السواء ينحدران من الجذورِ الآشوريةِ – الآرامية). حيث لَم يَقتَصِرْ على إفساحِ السبيلِ أمام الأزمة، بل وبات سبباً في وصولِ الآشوريين إلى حالةٍ يَعجزون فيها عن تَقويمِ إظهارِهم، سواءً كقوةٍ سياسيةٍ وعسكرية، أم كشعبٍ ومجتمع. لقد مَهَّدَ الطريقَ أمام استذكارِ شعوبِ الشرقِ الأوسطِ إياهم (احتكارات السلطةِ والتجارة) بالذَّمِّ واللعناتِ الكبرى، وانتصابِها في وجهِهم وتَمَرُّدِها في سبيلِ الحرية. ومَلحَمَةُ كاوا الحَدّاد[1]، و”مقاوَماتُ الثلاثمائةِ عام” الشهيرةُ للميديين والأورارتيين هي من ثمارِ تلك المرحلة. والأهمُّ من ذلك بكثيرٍ أنه أَفسَحَ المجالَ أيضاً أمامَ العهدِ المُسَمّى تاريخياً بعصرِ الحكمة (600 – 300 ق.م). في هذه المرحلةِ، التي يُمكِننا تسميتَها أيضاً بعصرِ المعارِف والمعرفية، تَوَلَّدَت ضرورةُ التفكيرِ العظيمِ من أجلِ تحليلِ الكارثةِ الآشوريةِ الكبرى التي حَلَّت بالشعوب. أي أنَّ تَمَرُّدَ الفكرِ والضميرِ هو القوةُ المُوَلِّدةُ لهذا العصرِ الذي لعبَ زرادشت دورَه في مركزِه، وقامَ بوذا بِتَمثيلِه في الشرقِ – أي في الهندِ – وكونفوشيوس في الصين (القرن السادس ق.م)، بينما مَثَّلَه سقراط لدى الإغريقيين في الغرب. ذلك أنَّ الأزماتِ الكبرى قد تُهَيِّئُ الأجواءَ لِنُمُوِّ وتصاعُدِ الفكرِ والضميرِ العظيمَين إلى جانبِ تَمَخُّضِها عن العنفِ والتهاوي الكبيرَين.
الهيمنةُ الآشوريةُ، التي دُفِنَت في التاريخِ مع بروزِ التحالفِ الميديِّ – البابليّ، قد تَركَت مَكانَها للسلالاتِ البرسيةِ (550 – 330 ق.م) بعدَ فترةٍ وجيزةٍ من العهدِ الميديِّ والبابليّ (600 – 500 ق.م). يُقالُ أنَّ البرسيّين سَلَكوا في حلَّ القضايا أسلوباً مُعاكِساً للآشوريين. وقد يَكُونُ هذا صحيحاً على الصعيدِ الدياليكتيكيِّ أيضاً. فمِن المحاسِنِ التي شَمَلَها الأسلوبُ المذكورُ هي: التسامُح، إطلاقُ الحريةِ لثقافاتِ الشعوبِ دون تمييز، العدالةُ في الحُكم، وقولُ الصدق. وبالإمكانِ القول إنّ شعوبَ الشرقِ الأوسطِ استَقبَلَت حلَّ الطرازِ البرسيِّ بجانبِه هذا كأَهوَنِ الشَّرَّين. لقد تأسَّسَت أوسعُ هيمناتِ التاريخِ نطاقاً. حيث امتَدَّت حتى الهندِ في الشرقِ وحتى مقدونيا في الغرب، في حين بَقِيَت خارجَ حدودِ الصينِ والجمهوريةِ الرومانيةِ فقط. لكنْ أياً يَكُنْ، فقد كانت – مرةً أخرى – قوةَ مدنية. وتناقُضُها الأساسيُّ كان سيُظهِرُ تأثيرَه وسيُعَمِّقُ الأزمةَ أكثرَ فأكثر في غضونِ فترةٍ وجيزة. إذ أنَّ الصِّداماتِ المُحتدمةَ داخلَ السلالاتِ في الداخل، وهجماتِ القبائلِ من الخارجِ كانت ستَؤولُ بها إلى النهايةِ رويداً رويداً.
كان العمودُ الفقريُّ لقوةِ الإسكندرِ يَرتَكِزُ إلى أشرافِ القبائل، بينما سيفُ الإسكندرِ لَم يَكُ سوى ذريعة. أي أنّه، وبِعَكسِ ما يُعتَقَد، فالتَّفَسُّخُ الداخليُّ هو الذي قضى على الهيمنةِ البرسية، وليس مُحارَبَة الإسكندرِ الكبرى. وفي غضونِ خمسةِ قرونٍ على وجهِ التقريب (300 ق.م – 300 م)، بات عصرُ الهيلينيةِ تركيبةً جديدةً حقيقيةً للشرقِ والغرب. حيث بَرَزَت جمعيةٌ عظيمةٌ في تاريخِ البشرية، لدى الردِّ على ما طَوَّرَه البرسيون في الشرقِ بِما طَوَّرَه الهيلينيون في الغرب. وقد اقتاتَت المدنيةُ الإغريقيةُ (600 – 300 ق.م) من هذا السياق، وحَقَّقَت نقلةً كبرى مع الهيلينية. وبالرغمِ من كونِ روما هيمنةً عسكريةً وسياسية، إلا أنَّ الهيلينيين مَثَّلوا الرُّقِيَّ الثقافيّ. بينما لَم تُقَدِّمْ سلالاتُ البارثيين والساسانيين، الذين هم امتدادٌ للبرسيين، مساهَمةً ثقافيةً تُذكَر بالمعنى التاريخيّ. وحربُ الهيمنةِ التي دَخَلوها تجاه روما، قد أَفسَحَت المجالَ مُجَدَّداً أمام مقاوماتٍ وبحوثٍ عظمى في مجتمعِ الشرقِ الأوسط. وقد وُلِدَت المسيحيةُ والمانويةُ كنتيجةٍ لهذه البحوث. في حينِ أنَّ الانطلاقةَ الإسلاميةَ بمثابةِ استمرارٍ لهذا السياق.
انتقلَ عهدُ الهيمنةِ الرومانيةِ بِنِظامِ المدنيةِ خطوةً أخرى إلى الأمام. فقِسمٌ هامٌّ من أوروبا يَمتَدُّ حتى الجزيرةِ البريطانية، قد تَعَرَّفَ على المدنيةِ لأولِ مرة. كما بدأُ تَغَلغُلُه إلى أفريقيا وشبهِ القارةِ الهندية. بينما حُوصِرَت شبهُ الجزيرةِ العربيةِ بِطَوقِ المدنيةِ على يَدِ الساسانيين وروما والحبشيين معاً. ومن جانبٍ آخر، تَنشُرُ الصينُ مدنيتَها أفقياً وعمودياً. واضحٌ أنَّه مع وصولِنا الأعوامَ الميلاديةَ كانت قوى المدنيةِ قاصرةً عن إيجادٍ حلٍّ جذريٍّ لأزماتِها البُنيَوِيّة، رغمَ إطالةِ أَمَدِها بإدراجِ الجماعاتِ البشريةِ فيها. وعبارةُ بوذا الشهيرةُ تُعَبِّرُ عن هذه الحقيقة: “لا يُمكِنُكَ إخمادَ النارِ بالنار”. فتَجاوُزُ السلطةِ بمزيدٍ من السلطةِ ليس حلاً، بل هو أَشبَه بِتَوسيعِ النارِ لرقعةِ الأراضي التي تَلتَهِمُها ألسنتُها. وانهيارُ روما يَستمرُّ في تأييدِ قاعدتِنا هذه. إذ يَغدو لا مفرَّ من الانهيار، لدى اتحادِ النزاعاتِ الكبيرة بين الأباطرةِ في الداخل (كان قد شُوهِدَ عهدُ تَعَدُّدِ الأباطرةِ في غضونِ الشريحةِ الزمنيةِ ذاتِها من أواخِرِ تلك المرحلة) مع هجماتِ النظامِ القَبَلِيِّ على شكلِ موجاتٍ متتاليةٍ من الخارج. وللحركةِ الوجدانيةِ الكبرى في المسيحيةِ دورُها الهامُّ في هذا الانهيارِ أيضاً.
شَهِدَ الساسانيون أيضاً مرحلةً مشابهة. فلدى اتحادِ النزاعاتِ الداخليةِ مع الحركاتِ الدينيةِ والقَبَلِيَّة، يَغدو لا مَهرَبَ من اشتدادِ حِدَّةِ الأزمةِ فالانهيار. والقرنان الرابع والخامس هما عهدُ الأزمةِ الكونيةِ لنظامِ المدنيةِ المركزية (النظام العالميّ). ضمن إحصائيةِ فترةِ الأعوامِ الأربعةِ آلاف المنصرمة، أُقفِلَ على المرأةِ كلياً كعاهرةٍ خاصةٍ وعامة، وصُيِّرَت موضوعَ مُلكٍ خاصٍّ وعامّ، فتم بذلك تَشييئُها وتبضيعُها. أما شريحةُ القرويين المستقرين والحِرَفِيين المَدينيين، فاستُعبِدوا بعدَ المرأةِ مِثلَها تماماً، مُتَحَوِّلين بذلك إلى أداةٍ لإنتاجِ “الذُّرِّيَّة” بغرضِ الجزيةِ والضرائبِ والحروب. وفيما عدا الشريحةِ الفوقيةِ المُؤَلَّهَة، أُخضِعَت كافةُ عناصرِ المجتمعِ الرسميِّ (من الصعبِ القول إنها طبقات أو شرائح) القابعِ تحت مراقبةٍ مُشَدَّدةٍ إلى شروطِ عبوديةٍ عامة. أي أنَّ أَذرُعَ انطلاقاتِ المدنيةِ في الصينِ والهندِ، بل وحتى في أفريقيا وأمريكا الغَضَّتَين، جاثمةٌ تحت نِيرِ نظامٍ “كاستِيٍّ” أكثر صرامةً وتَصَلُّباً. لذا، سوف تتنامى المقاوَماتُ والبحوثُ ضد هذا النظام.
ومثلما الحالُ في أزماتِ الرأسماليةِ البُنيوية، فجميعُ أزماتِ المدنيةِ تُؤَكِّدُ مِصداقيةَ ثلاثِ مزايا أساسيةٍ للنظامِ القائم. أُولاها؛ هي أنَّ علاقةَ المركز – الأطراف دائمةٌ إضافةً إلى كونِها متغيرة. ثانيتُها؛ المنافسةُ والاشتباكاتُ مستمرةٌ بين قوى النظامِ بباعثِ الربح. ثالثتُها؛ وكنتيجةٍ للميزتَين السابقتَين، فالنظامُ مُرغَمٌ على المرورِ دوماً بمراحلَ متأزمةٍ هابطةٍ – صاعدة. أما النتيجةُ الطبيعيةُ لهذه المزايا الثلاثِ معاً، فهي فَرضُها على النظامِ حُكماً ذا طابعٍ مهيمنٍ كضرورةٍ لا مفرَّ منها. فالمدنياتُ لا تَسِيرُ بلا هيمنة. أما المُحَصِّلَةُ المشترَكةُ لمجموعِ كلِّ هذه المزايا، فهي وضعُ الانتشارِ الدائمِ للعَولَمةِ اتساعاً وعُمقاً. هذه المزايا الأربعُ الرئيسةُ تُحَتِّمُ على المدنياتِ أنْ تَكُونَ كونيةً منذ مطلَعِها. ينبعُ هذا الواقعُ من طبيعةِ احتكاراتِ السلطةِ ورأسِ المال. فبقدرِ ما تتَّسِعُ أكثر أفقياً وعمودياً، فإنِّ القوةَ والربحَ يُغَذِّيانِ بعضَهما ويتعاظمان بالمِثل. من المؤكدِ أنّ بينهما تَبَعِيةٌ متبادَلة. ولَئِنْ باتت المدنيةُ في راهننا قد احتَوَت الحياةَ في طَوقٍ من الحصارِ الفظيع (كلّ المعطياتِ السوسيولوجيةِ تُؤَيِّدُ صحةَ هذا الواقع)، ولَئِنْ لَم تَبقَ الأزمةُ منحصرةً في البشر، بل وتَعَدَّتهم لِتُهَدِّدَ البُنيةَ الأيكولوجيةَ أيضاً؛ فالعِلَّةُ الحقيقيةُ في ذلك تَكمُنُ في مزيةِ الدمارِ والبربريةِ التي احتوَتها في بُنيتِها منذ البداية. أما المُجرياتُ، فتعني مضموناً طَفوَ ما يَحصلُ على السطح.
ب- مقاوماتُ القبائل، العشائرِ والأقوام (الأثنيات):
لَم يَسْرِ أو يَنشُطْ النظامُ كضرورةٍ من ضروراتِ الأمرِ الإلهيّ، بالرغمِ من مزاعِمِ النظامِ العالميِّ في ذلك كثيراً عبرَ تَصَوُّراتِه الأيديولوجية. واضحٌ أنَّ النظامَ والأوامرَ الإلهيَّةَ (معنى “الأمر” و”النظام” ساطعٌ سطوعَ الشمسِ بالنسبةِ لي، رغمَ هذا الكمِّ من مساعي الحجبِ الأيديولوجيّ) يُجَسِّدان أوامرَ وقواعدَ الشريحةِ الحاكمةِ المتأسسةِ على الفوائضِ الاجتماعية (الحاكم + العسكري + الراهب). لم يستطعْ نظامُ الظُّلمِ والطغيانِ والنهبِ كلياً النجاحَ في سَترِ ذاتِه والقَبولِ بها، رغمَ بسطِ وفرضِ هذه الهيمنةِ الأيديولوجيةِ على المجتمعِ من قِمَّتِه إلى العبدِ الذي في القاعِ وكأنها ضرورةٌ وواقعٌ إلهيّ، مع توخّي زيادةِ دقتِها وخفائِها وتكرارِها بلا انقطاع مدى آلافِ السنين (كالمَثَلِ القائل: إذ ما قُلتَ لشخصٍ أربعين مرةً أنه مجنون، فسوف يجنّ). ذلك أنَّ التمرُّداتِ بَرَزَت بين صفوفِ القبائلِ والأقوامِ التي تحيا في كنفِ النظامِ القَبَلِيِّ خارجَ نطاقِ النظامِ القائم، والتي ظَلَّت دائِماً وجهاً لوجهٍ أمامَ “حروبِ” النظامِ في السلبِ والاستعباد. واكتَسَبَت تلك التمرداتُ سيرورتَها مع الوقت، تماماً كما حالُ نظامِ المدنية. لقد قامَ النظامُ بالترويجِ لهذه الحركاتِ على أنّها “بربرية”. لكن العكسَ هو الصحيح، انطلاقاً من الأسبابِ التي أَوضَحتُها. أي أنّ نظامَ المدنيةِ هو “آلةُ البربرية”. أما الذي لا يشاءُ الانقطاعَ عن الحياةِ الإنسانية، فهو نظامُ العشيرةِ – الكومونة (المشاعة).
ينبغي التبيانَ بشكلٍ خاصٍّ أنه، وبقدرِ ما هناك شعوبٌ نَجَحَت في إظهارِ حضورِها تاريخياً، إلا أنّ غالبيتَها الساحقةَ عَجِزَت عن النجاحِ في ذلك. في الحقيقة، كان يجبُ ألا يَكُونَ التاريخُ كما هو مكتوب. فأنا واثقٌ من أنَّ التاريخَ الحقَّ هو تاريخُ أولئك العاجزين عن إظهارِ وجودِهم وتدوينِ تاريخِهم. فكدحُ ومقاومةُ واختراعُ واكتشافُ سَوادِ المجتمعِ قد جُعِلَ مخفياً على الدوام. وقد حَصَلَ ذلك عن قصدٍ وتلقائياً في آنٍ معاً. حيث استُولِيَ على مُنجزاتِهم الاجتماعية، وصُيِّرَ أصحابُها الحقيقيون مَجهولين، غيرَ مُدَوَّنين، أو غيرَ قادرين على التدوين. ونخصُّ بالذكرِ أنَّه، وبالرغمِ من أنّ اختراعاتِ واكتشافاتِ المُزارِعين والرُّعاةِ والحِرَفِيّين، إلى جانبِ ما يَعودُ إلى المرأةِ منها، تَكادُ تُشَكِّلُ مجموعَ كلِّ الاختراعاتِ والاكتشافات؛ إلا أنّ التاريخَ لا يَعتَرِفُ بتاتاً بهذا الواقع. فمُناشَدَةُ الإلهةِ إينانا للآلهةِ – المُلوكِ الذكور، وعبارتُها التي تُعَدِّدُ فيها اكتشافاتِها واحدةً تِلوَ الأخرى قائلةً: “أَلَم تَسرِقوا مني ماءاتي Me المائةَ والأربع (الاكتشافات والاختراعات والقواعد الاجتماعية)؟”؛ هي أكثرُ العباراتِ إثارةً للأنظارِ في ملحمةِ إينانا، التي تُعَدُّ المَلحَمَةَ الأخيرةَ للتاريخِ الحقيقيّ، على الرغمِ من أنها قد تأتي على المسامِعِ ساذجةً وبلا معنى (ذلك لأنّه تمّ تَعويدُ الآذانِ على ذلك). يَلُوحُ أنَّ التاريخَ كان أدنى إلى الحقائقِ في مَلحَمَةِ دوموزي وأنكيمدو[2]، عندما ذَكَرَ عالَمُ المُزارِعِ والرّاعي أهميةَ كَدِّه واختراعاتِه واكتشافاتِه بهكذا ملاحِم (أعتَقِدُ أنها ملحمةُ مُحاوَراتِ الراعي والمُزارِع). بينما التواريخُ القوميةُ الوضعيةُ الراهنةُ هي الأمثلةُ الميتافيزيقيةُ السيئةُ الأبعد عن الحقائق، رغمَ كلِّ عباراتِها العلمية. وإذ ما أَخضَعنا السوسيولوجيا العلمويةَ – الوضعيةَ الأوروبيةَ المِحوَرِ وميثولوجيا العهدِ السومريِّ للتمحيصِ والتفسيرِ المُقارِن، فإنَّ الدُّنُوَّ إلى الحقائقِ الاجتماعيةِ سيَكُونُ لصالحِ الميثولوجيا السومرية. وبأقلِّ تقدير، فإيماني وعقلانيَّتي تَستَبصِرُ ذلك سلفاً.
لِنُلقِ نظرةً الآن إلى الأمثلةِ العَينيةِ للمقاوَماتِ التاريخية:
1-ملحمة كاوا الحدّاد: أسطورة كردية تنصّ على أنه في قديم الزمان أصيب الملك الشرير ضَحّاك بمرض عضال، فقرر حكماؤه أن علاجه هو أدمغة الأطفال. لذا كان كل يوم يُقتَل اثنان من الأطفال. وكاوا كان حداداً محلياً ضحى بأطفاله الستة عشر ولم يبق له سوى أصغرهم، وهي بنت. فأخرج ابنته إلى ذرا الجبال، وأَطعَمَ الملكَ دماغ خروف. واحتذى به القرويون إلى أن خلق جيشاً من الأطفال، فنزل واقتحم بهم قلعة الملك، ووجّه كاوا الحداد الضربة القاتلة إلى الملك ضحاك بمطرقته الحديدية. ولإيصال نبأ انتصاره، بنى مشعلاً كبيراً فغدت شعلة النار رمز التحرر من الظلم، وكان ذلك بداية نوروز أي اليوم الجديد (المترجِمة).
2-ملحمة دوموزي وأنكيمدو: أنكيمدو إله الفلاحة والزراعة. ودوموزي إله الخير والإنجاب. تقول الأسطورة بوجودِ خلاف بينهما، خاصة في موضوع الزواج من الإلهة إينانا. إذ يتعارك الراعي دوموزي مع إله الفلاحة أنكيمدو، ويموت الأول، ثم ينزل إلى الجحيم، وتأتي العذراء إينانا لإنقاذه، بعد أن حزنت عليه كل الكائنات الحية، فذبلت الأوراق وماتت الحياة. وإكراماً لدوموزي، دخل التقويم الأكادي شهر تموز وهو الشهر الرابع من السنة السامية القديمة، حيث كانت تبدأ بشهر نيسان (المترجِمة).
[1]
此项目已被写入(عربي)的语言,点击图标,以在原来的语言打开的项目!
دون هذا السجل بلغة (عربي)، انقر علی ايقونة لفتح السجل باللغة المدونة!
此产品已被浏览861
HashTag
挂钩项目: 15
传记
文章
小组: 文章
文章语言: عربي
Publication date: 22-11-2018 (6 年份的)
Publication Type: Born-digital
书: 历史
文件类型: 原文
方言: 阿拉伯语
普罗旺斯: Kurdistan
Technical Metadata
项目质量: 99%
99%
添加( ئاراس حسۆ 08-06-2023
本文已被审查并发布( زریان سەرچناری )on09-06-2023
URL
此产品根据Kurdipedia的美元尚未敲定!
此产品已被浏览861
Kurdipedia是世界上最大的为库尔德信息来源!
图像和说明
正在接受割礼的七岁少女,库尔德斯坦

Actual
传记
塔拉巴尼
20-10-2013
هاوڕێ باخەوان
塔拉巴尼
的地方
迪亚巴克尔
20-10-2013
هاوڕێ باخەوان
迪亚巴克尔
的地方
埃尔比勒
20-10-2013
هاوڕێ باخەوان
埃尔比勒
图像和说明
正在接受割礼的七岁少女,库尔德斯坦
20-10-2013
هاوڕێ باخەوان
正在接受割礼的七岁少女,库尔德斯坦
新项目
统计属性
文章 517,453
图片 106,114
书籍 19,164
相关文件 96,493
Video 1,307
Kurdipedia是世界上最大的为库尔德信息来源!
图像和说明
正在接受割礼的七岁少女,库尔德斯坦

Kurdipedia.org (2008 - 2024) version: 15.42
| 联系 | CSS3 | HTML5

| 页面生成时间:秒!