أحمد عكاش (أحمد علي حسن)
من الشخصيات الثقافية البارزة التي تميّزت بحضور فارق في الساحة الكردية، نجده في كل مكان يتعلق بمجال الفن والأدب والإعلام، نهمٌ في امتداده ومتعدد في اهتماماته، واسع الخبرة ومتجدد العطاء، يدرك جيداً أن المثقف يقع على عاتقه صنع الجمال والحب وبالتالي السلام وأن المثقف هو التجلّي الأمثل لانتصار المعاني الإنسانية الجميلة، يمضي نحو الحرية والهوية والإنسان فيعانق الموسيقى عناق العاشقِ الذي يخاف الفقدان في زمن كُثر فيه الضجيج …ضجيج الفن والأصوات الصاخبة فيضيف بذلك كل ما هو شجيّ ورقيق وعذب في عالم التلحين.
يجيد أيضاً رسم ملامح الكلمة فينتصر بها ومعها على وجع الحياة وأنين الوطن هذا الوطن الذي أثقل كاهله ودفعة للخوض في معترك السياسة ليناضل بكل الأسلحة حتى أنه امتهن مع الوقت مهنة الصحافة والاعلام ليقول ويوصل شيءً آخر خارج إطار الموسيقى والشعر فيجمع بين كل هذه الأصوات ويوازن بينها بقاسم مشترك هو حب الوطن.
وُلد أحمد عكاش في مدينة#حلب# عام 1967 حيث عاش وكبُر فيها، ينحدر من عائلةٍ هاجرت من شمال كردستان إلى روج آفا كردستان نتيجة الخلافات والنزاعات العائلية، درس الابتدائية والاعدادية والثانوية في مدارس حلب ليلتحق بعدها بكلية الآداب بجامعة حلب قسم اللغة العربية ولكنّه لم يكمل دراسته ففي السنة الثالثة انشغل بالعمل السياسي ومن ثم عاود الالتحاق بالجامعة ودرس في كلية الحقوق وتخرّج منها عام 2012.
أدرك أهمية الحرف وهو صغير وتفاعل معها بكتابة الشعر في سن الرابعة عشر وانحصرت قصائده باللغة العربية بدايةً، وفي عمر السادسة عشر نُشرت أشعاره في مجلات “الحرية، إلى الامام، الهدف” الفلسطينية وكان ذلك عام 1983، ثم بدأ بكتابة الشعر باللغة الكردية عام 1985.
ينتمي أحمد عكاش إلى عائلة فنية ووطنية تشرّبت روح الموسيقى والفن بقدر ما شربت من ماء الوطن ليظهر ذلك جلياً في شخصيته المحبة للفن فكانت الانطلاقة الأولى له في مجال التلحين عام 1986 حيث أعاد تأسيس “Koma Agrî” مع مجموعة من الأصدقاء وفي أول ألبوم يصدر عنها لحّن العديد من الأغاني ومنها ” Ay Lo Bira”، وفي ثاني ألبوم يصدر عن “Koma Agrî ” لحّن وكنب كلمات الكثير من أغانيها كما كتب ولحّن أغلب أغاني التسجيل العربي الذي صدر عنها ومنها “لسنا عشّاق الدمار، على الثورة صفوف صفوف،” وغيرها.
في عام 1987 نال جائزة أفضل أغنية في حفلة الجبهة الديمقراطية التي أقيمت في جامعة حلب عن أغنية “فلسطينو فلسطينو” وفي عام 1989 خاض تجربة العمل المسرحي شعراً ولحناً للأطفال مع صديقين له “محمد وفريد سرور” بعنوان (Qaz û Rovî) وكانت أول مسرحية استعراضية على مستوى غربي كوردستان، كما أنجز مسرحية ثانية باسم”Gur û Pez”
نال التلحين حيزاً كبيراً من اهتمام أحمد عكاش ليحول حبه للموسيقى إلى نغمات ساحرة ترتقي بنا من حسية الحب إلى صوفيته، فلحّن العديد من الأغاني منها “”Tu Bo Dengê Zeredeşt حيث غنّاها أكثر من 30 فنان ومغني كما كتب كلمات كل الأغاني في الألبوم الذي أصدره أخاه الفنان “حسن عكاش” باسم Efrîne min” ” وتشمل 9 أغاني ولحّن أغلبها، وفي الألبوم الثاني للفنان حسن عكاش باسم “Tenê Tu” كتب ولحّن أغلب أغانيها، وفي تلك الفترة لحّن وكتب لفنانين آخرين منهم أوصمان جان في أغنيته:”ger tu ne qasî mine te çima hezkir ”
في عام 2012 في بدايات الأزمة السورية آثر الانتقال إلى جنوب كردستان وعمل في قناة روداو بداية عام 2013 حيث شغل منصب مسؤول قسم شمال كردستان في إدارة القناة وعمل هناك خمس سنوات وله الكثير من المقالات والتقارير المعدّة في القناة.
أسّس أحمد عكاش في جنوب كردستان مع عدد من الأصدقاء ” Koma Serxubon ” وكتب كلمات أغنية “Şengal” وساهم في تلحينها وبعد ذلك قام بكتابة وتلحين أغلب أغاني الألبوم الأول ل Koma Serxubon وعددها تسع أغاني باسم “Penaber” وأيضاً لحّن وكتب بعض أغاني الألبوم الثاني لنفس الفرقة وشمل 11 أغنية.
في نهاية عام 2017 غادر جنوب كردستان إلى ألمانيا ليستقر فيها و هناك كتب ولحن العديد من الأغاني لأخته الفنانة روكان عكاش ومنها :Kuva Herim,Newroz,Dayê””، كما لحّن وكتب العديد من الأغاني لعفرين غنّاها حسن عكاش وصلاح بريم وفي ألمانيا كتب ولحّن للفنان دلو دوغان أغنية وكتب لحكمت جميل “بانكين” وللفنان يحيى بريم لم تصدر الأغنية بعد.
له العديد من الأعمال التي لم تنشر والتي فُقدت نتيجة الحرب التي عاشتها البلاد حيث تم نهب واتلاف كامل منزله في مدينة حلب”ثلاث دواوين كردية واثنتان عربية وروايتان”.
ينشر مقالاته المتعلقة بالشأن الكردي والكردستاني على صفحات التواصل الاجتماعي ويتقن الكردية ” كرمانجي وصوراني “والعربية والتركية وقليل من الألمانية والإنكليزية.
يقوم الآن أحمد عكاش بالتحضير لبرنامج يتضمن “لقاء فنانين كرد” في قناة kurd max للأغاني ومشاريع أخرى تتعلق بالفن الكردي قيد التفكير.
[1]
Evlin Ibesh