ライブラリ ライブラリ
検索

Kurdipediaはクルド情報の最大の源です!


Search Options





詳細検索      キーボード


検索
詳細検索
ライブラリ
クルド名
出来事の年表
ソース
履歴
ユーザーコレクション
活動
検索ヘルプ?
出版
Video
分類
ランダムアイテム!
送信
送信記事
画像を送信
Survey
あなたのフィードバック
お問い合わせ
我々は情報をどのような必要はない!
規格
利用規約
アイテムの品質
ツール
について
Kurdipedia Archivists
私達についての記事!
あなたのウェブサイトにKurdipediaを追加
/追加メールを削除
訪問者統計
アイテムの統計
フォントコンバータ
カレンダーコンバータ
言語やページの方言
キーボード
ハンディリンク
Kurdipedia extension for Google Chrome
Cookies
言語
کوردیی ناوەڕاست
کرمانجی - کوردیی سەروو
Kurmancî - Kurdîy Serû
هەورامی
Zazakî
English
Française
Deutsch
عربي
فارسی
Türkçe
Nederlands
Svenska
Español
Italiano
עברית
Pусский
Norsk
日本人
中国的
Հայերեն
Ελληνική
لەکی
Azərbaycanca
マイアカウント
サインイン
メンバー!
パスワードを忘れました!
検索 送信 ツール 言語 マイアカウント
詳細検索
ライブラリ
クルド名
出来事の年表
ソース
履歴
ユーザーコレクション
活動
検索ヘルプ?
出版
Video
分類
ランダムアイテム!
送信記事
画像を送信
Survey
あなたのフィードバック
お問い合わせ
我々は情報をどのような必要はない!
規格
利用規約
アイテムの品質
について
Kurdipedia Archivists
私達についての記事!
あなたのウェブサイトにKurdipediaを追加
/追加メールを削除
訪問者統計
アイテムの統計
フォントコンバータ
カレンダーコンバータ
言語やページの方言
キーボード
ハンディリンク
Kurdipedia extension for Google Chrome
Cookies
کوردیی ناوەڕاست
کرمانجی - کوردیی سەروو
Kurmancî - Kurdîy Serû
هەورامی
Zazakî
English
Française
Deutsch
عربي
فارسی
Türkçe
Nederlands
Svenska
Español
Italiano
עברית
Pусский
Norsk
日本人
中国的
Հայերեն
Ελληνική
لەکی
Azərbaycanca
サインイン
メンバー!
パスワードを忘れました!
        
 kurdipedia.org 2008 - 2024
 について
 ランダムアイテム!
 利用規約
 Kurdipedia Archivists
 あなたのフィードバック
 ユーザーコレクション
 出来事の年表
 活動 - Kurdipedia
 ヘルプ
新しいアイテム
統計
記事 517,441
画像 105,806
書籍 19,160
関連ファイル 96,492
Video 1,307
ライブラリ
カワと7にんのむすこたち クルドのおはなし
伝記
レイラ・ザーナ
ライブラリ
クルディスタンを訪ねて―トルコに暮らす国なき民
ライブラリ
クルディスタン=多国間植民地
عبادة النيران في الزرادشتية
グループ: 記事 | 記事言語: عربي
Share
Facebook0
Twitter0
Telegram0
LinkedIn0
WhatsApp0
Viber0
SMS0
Facebook Messenger0
E-Mail0
Copy Link0
ランキングアイテム
優秀
非常に良い
平均
悪い
悪い
は、私のコレクションに追加
は、この項目についてのあなたのコメントを書く!
アイテム履歴
Metadata
RSS
選択した項目に関連する画像は、Googleで検索!
選択した項目は、Googleで検索!
کوردیی ناوەڕاست0
Kurmancî - Kurdîy Serû0
English0
فارسی0
Türkçe0
עברית0
Deutsch0
Español0
Française0
Italiano0
Nederlands0
Svenska0
Ελληνική0
Azərbaycanca0
Fins0
Norsk0
Pусский0
Հայերեն0
中国的0
日本人0

عبادة النيران في الزرادشتية

عبادة النيران في الزرادشتية
مركز الزھاوی.
إن من احدى المسائل الهامة والتي ينبغي الالتفات اليها بشأن النظام الفكري والعقائدي والعملي للزرادشتية عند ظهور الإسلام، هي مسألة تعظيمهم للنار وتقديسهموعبادتهم لها، ولهذا العمل عندهم سوابق زمنية منذ أقدمالعصور التاريخية وهي باقية حتى اليوم، يقول الشيخ الرئيس أبوعلي الحسين بن على بن سينا الفيلسوف(المتوفى سنة 427ﮪ/1037م) في الفصل السابع من الفن الثاني من فنون الشفاء:“… وطبقات من القدماء الماثلين إلى القول بالأضداد وبأن الضدين مبدئان للكل، والواقفينفي ذلك إلى جنبة القول بالخير والشر والنور والظلمة.. أفرطوا في تمجيد النار وتعظيم شأنها وأهلوها للتقديس والتسبيح، وكل ذلك لنورها واضاءتها، ورأوا أن الأرض مظلمة لا يستضيئ باطنها بالفعل ولا بالقوة فأهلوها للتحقير والذم”. مرتضى مطهري، الإسلام وإيران عطاء وإسهام، ص184 – 185، نقلاً عن الفيلسوف ابن سينا، الشفاء – قسم الطبيعيات، ص177.
ونحن إذا اعتمدنا على قول هذا الفيلسوف رأينا: أن عبادة النيران انما نشأت من فكرة الثنوية في الوجود وفلسفة الخير والشر والنور والظلمة… أما اذا قبلنا ما يدعيه الباحثون المتأخرون قلنا: ان سوابق عبادة النيران ترجع إلى ادوار عبادة مظاهر الطبيعة، وكان الانسان إذ ذاك يعبد كل شيء مفید كی يفيده اكثر ويعبد كل شيءمضر كی يأمن من شره، و كان المعنى: أن الإنسان قبل أن يلتفت إلى مسألة الخير والشر بشكلها الفلسفي، أي قبل أن يری كل شيء مزيجا من عنصري الخير والشر والنور والظلام، قبل هذا كله كان يعبد النيران، و ان الانسان في تلك العهود انما كان يقسم جميع الاشياء إلى قسمين هامين: أحدهما حسن جميل، والآخر: شر مضر، ويجعل لكل قسم من هذين ربأ خاصا خيرا أوشراً! أما أن يرى ان كل موجود مركب من عنصرين مزيجين ضدين، فإنما هذا من افكار عهود التكامل الفكري للإنسان القديم… وعلى أي حال؛ فمن المسلم به أن لعبادة النيران سوابق قديمة لدى الايرانيين، وأنها كانت مثار اعجابهم أكثر من أي عنصر آخر…”.
يقول الباحث الايراني الدكتور محمد معين (1914 –1971م)”… ومع قطع النظر عن الاوستا ولاسيما قسم (الكاتها– الكاتا) الذي اختلف في تاريخه من 700 الی1100ق.م … فقد بقي من الآثار الايرانية القديمة نقش قديم من من العهد الميدي في منطقة اسحاق آوند جنوب بهستان (بیستون) يدعي اليوم (دكان داود) وهو موقع صخور أخميني متأخر يقع بالقرب من سربيل زهاب في مقاطعة كرمانشاه بإيران، تم اكتشاف الموقع بواسطة المستشرق البريطاني هنري راولينسون(1810 – 1895م) في عام 1836م، يتكون من قبر صخري محفور بارتفاع عدة أمتار في وجه صخري يعلو على راحة تسمى كيل إي داوود،يرجع تاريخه الى 800 ق.م، وهو عبارة عن قبر محفور في الجبل وعليه صورة رجل واقف امام النار بخشوع“. محمد معين، مزديسنا وأدب بارسى، ص278.
ويقول المستشرق الفرنسي رومى گریشمن (1895 – 1979م) بهذا الصدد:“ نحن نعرف ثلاثة قبور من عهد الهخامنشيين، أحدها في پاسارگاد قد حفر بأمر كورش، والثاني جزء من نقش رستم في كتيبة مقبرة داريوش، يحتمل أن يكون هو الذي أمر بحفره وصنعه. والثالث في شوش، ويظهر منه أنه من عهد أردشيرالثاني…“. محمد معين، مزديسنا وأدب بارسى، ص278.
والذي ينبغي النظر فيه هو أن نرى كيف كان موقف زرادشت من هذا العمل؟ فهل انه كان قد نهى عنه ولكنه عاد بعده مرة اخرى حتى أصبح العمل ركنا ًمن دینه؟ أو انه لم يكن يخالف الناس في تقديسهم وتعظيمهم للنار على ما كانوا عليه من ذلك؟
نحن إن جعلنا الافستا والروايات الزرادشتية مستنداً للإجابة على التساؤل المطروح، كان الجواب، أن زرادشت نفسه كان يوافقهم على هذا العمل. مرتضى مطهري، الاسلام وإيران، المرجع السابق، ص158 – 168.
ومن جانب آخر يقول الدكتور محمد معين: “وان اسم (آذر)انما هو اسم لأحد أرباب باب مزدیسنا، وهو رب النوع للنار أو الملاك الخاص الموكل بها: (آذر ایزد = ایزدان)ويدعى في الافستا أنه: أبن آهورامزدا (= كما قالت النصارى:المسيح ابن الله!)”. مطهري، المرجع السابق؛ و لذلك قال القس المسيحي (هاشو) الذي أطفأ النار المقدسة في أحد معابد النار بحالة من الغضب وقال:” إنه ليس بيتاً من بيوت الله، وليست النار بنتاً لله . ولكنها بنت تستخدمها الملوك والسفلة، الفقراء والصعاليك”. ارثر كريستنسن، إيران في عهد الساسانيين، ص135. وانما ارادوا بهذا التعبير عن عظمة النارعندهم، كما دعو (اسپندارمد) أو الملاك الموكل بالأرض: ابنة آهورامزدا (= كما قالت العرب: الملائكة بنات الله!) نظراً إلى كثرة منافع الأرض وطيباتها وقد جاء في البند السابع من كتاب يسنا 25 أحد أجزاءالافستا: ” نُبَجِجِلُك أيتها النار، يا إبن آهورامزدا سيد نظام الطقوس المقدس، نُبَجِل كل النيران، وجبل أوشي – دارينا المقدس الذي خلقه مازدا، ويازاد المتألق بالقداسة”. ياسنا، 25، الفقرة 7، ضمن كتاب الآفستا، اعداد خليل عبد الرحمن، دمشق، مطبعة دار الحياة، 2007م، ص106.
غير أن الترجمة الصحيحة للنص الافستي جاءت عند الدكتور محمد معيني بالشكل التالي والاقرب الى الحقيقة:” أن تعبد آذر ابن أهورا مزدا، ونثني علیك یاآذر المقدس وابن آهورامزدا وسید الحق والصدق، ونعبد جميع أنواع النار…” . مزديسنا وأدب بارسى، ص276.
ولا نستطيع أن تحصل على قرائن تاريخية تفيد أن زرادشت كان مخالفاً لتعظيم وتقديس النار.. بل نجد، في (الكاتا – الكاثا) الذي هو القسم الأكثر اعتبار من الافستاالساسانية من حيث النسبة الى زرادشت كلاما عن رفع الحاجة إلى آلهة النار… بل ويدعي البعض: أن عقيدة نفس زرادشت تختلف مع نراه ونجده عنه في قسمي: اليسنا واليشتها من الآفستا.
يقول المستشرق والدبلوماسي البريطاني جان ناس(1869- 1980م) بهذا الخصوص:” ولم يبق من الأعمال والعبادات والآداب التشريفات الدينية الزرادشتية الأصيلة شيءيذكر، وانما يعلم أن زرادشت قد نسخ مناسك ومراسمالايرانيين القدماء المبنية على العقيدة بالسحر وعبادة الأوثان، والتي كانت هي قبل نسخ زرادشت في طريقهاالى الزوال، وإنما بقي من مذهب زرادشت مرسوم عبادة واحد فقط، وهو كما قيل أن زرادشت قتل وهو واقف في محراب عبادته للنار المقدسة!، وقد جاء في أحد أناشيد(الكاتا) أن زرادشت كان یقول: “إني حين أرفع يدالضراعة الى النار المقدسة أراني براً صحيح العمل”. وقد عدت النار في موضع آخر من عطايا (يزدان) التي وهبها(آهورامزدا) للإنسان تكريماً له وتعظيماً! وليعلم أن زرادشت نفسه لم يكن يعبد النيران، بل كان يعتقد فيها ما كان يعتقد به آباؤوه في شأن هذا العنصر المقدس، وهو يختلف في عقيدته بشأنها مع ما يعتقده فيها عباد النار المتأخرون عنه، وإنما كان يرى أن النار رمز مقدس وشارة ثمينة من آهورامزدا يستطيع الإنسان أن يتوصل بها الى ماهية الحقيقة العلوية للرّب العليم”.
وسواءً أن كان زرادشت يقدس النار أولا يقدسها، وعلى فرض تقديسه لها فعلی أی صورة كان يفعل…؟ ، ومما هو معلوم أن تعظيم النار وتقديسها وتكريمها وعبادتها شاع بعد زرادشت بين أتباعه بحيث أصبح أكبر شعار الزرادشتية وهو بعد باق إلى اليوم، فبيوت النيران تبني بين المجوس كما تبنى الكنائس للمسيحيين، والكنيسات لليهودوالمساجد بين المسلمين. وعرفت الزرادشتية في عهد الساسانيين باسم عبدة النار(وكان المسيحيون الذين وجدوالأأقدامهم مواضع في بلاط الساسانيين – يجادلون مع هؤلاء بشأن عبادتهم للنار). وكتب كریستنسن يقول:اوجب تقدم دين المسيح في أراضي الأرمن اضطراباًللدولة الإيرانية، فشاور مهر نرسی ملك ایران مع علماء الزرادشتية، ثم كتب مرسوماً ملكيا دعا فيه النصارى في ایران إلى ترك دین عیسی وقبول دین زرادشت، وطلب فيه منهم أن يكتبوا له أصول دينهم. فكتبوا اليه كتاباًتجاسروا فيه عليه وذكروا فيه يقولون: “… فاعلم علم اليقين أننا لن نعبد أبداً ما تعبدون، لن نعبد العناصر والشمس والقمر والهواء والنار، ولن نعبد هذه الالهة كلها التي تسمونها في الارض والسماء. ولكنا، كما تعلمنا، نعبد إلهاً واحداً حقاً هو خالق السماء والارض وما فيها…”. ايران في عهد الساسانيين، ص 272.
وكتب المستشرق الدانماركي في الفصل الثامن من كتابه يقول:“… ان رجال دین زرادشت كانوا يتقهقرون كل يوم قدم إلى الوراء، ولم يبق لهم ما كانوا يتمتعون به من القدرة في البلاط و الدولة حتى يستطيعوا أن يصدوا ما يحدث بضدهم من حوادث دينية مضادة، ولهذا فقد تخفف ما كانوا يحملوه على الناس من ظلم و تجاوز باسم الدين… و تقدمت الحكمة و الفلسفة في الأوساط العلمية على احكام الدین، و كلما توسع أفق الفكر لديهم كانت الشكوك و الوساوس تتسع في أذهانهم شيئا فشيئا… و اخذت السذاجة و البساطة للاساطير القديمة الي كانت في بعض اجزاء مزدیسنا تقلق حتى علماء الدين و تؤديهم، ولهذا فقد اخذوا يصنعون لها تأويلات استدلالية لتوجيه الحكايات القصصية وحاولوا أن يوجهوها بالطرق العقلية… يقول أحد (المغان) في حواره مع جيورجيس (گیورگیس)المسيحي: “نحن لا ترى النار إلهاً من دون الله، بل ماتعبدها إلا لكی نعبد الله، كما تعبدونه انتم بواسطة الصليب”. فأجابه جيورجيس ( گیورگیس) المسيحيالذي كان هو أحد رجال دين زرادشت وقد ارتد إلى المسيحية بتلاوة بعض العبارات من الافستا اثنى فيها على النار ما یثنی على الله، فقلق ذلك (المغ) وحاول الاجابة فقال: “نحن انما نعبد النار لانها و آهورامزدا من عنصر واحد”، فسأله جيورجيس:” أفي في النار كل ما في آهورامزدا، أجابه المغ: نعم! فقال جيورجيس: أن النار تحرق الانجاس و الأرجاس و الأرواث و كل ما تجده، فهل أن اهورامزدا أيضا يحرق هذه الاشياء؟! فلما بلغ الكلام إلى هنا عجز المغ عن جوابه فسكت “.ارثر كريستنسن، ايران في عهد الساسانيين، ص418 – 419.
كما أن المغان الزرادشتيون حينما واجهوا علماء الإسلام حاولوا الدفاع عن أنفسهم ایضاً، ولكنهم حينئذٍ لميقولوا: انا نعبد النار لانها وأهورامزدا من جنس واحد وطبيعة واحدة، بل انكروا عبادة النار رأسا، وأدعوا: أنا نعبد آهورامزدا الذي هو الله المتعال، وانما نجعل النار قبلة لنا، كما يقف المسلمون حينما يعبدون الله المتعال ويصلون له الى طرف الكعبة المعظمة من دون أن يعبدوا نفس الكعبة، وأن الزرادشتيين حينما يتكلمون عن تعظيم النار وتقديسها يأتون بلفظة العبادة (پرستش) كما كان يقول آباؤهم، ولكنهم لكي يتخلصوا من تحامل المسلسين عليهمكانوا أحيانا يبدلون كلمة العبادة بعبارة أنها قبلة لنا!
رغم أن الآفستا تشير الى ذلك بصراحة:” أتقدم بقربان كامل، مقدس إليك أيتها النار، يا إبن آهورامازدا، والى كل النيران…”. ياسنا، الجزء 7، الفقرة 14، ضمن كتاب الآفستا، اعداد: خليل عبدالرحمن ، ص68.
كما أن الدقيقي الشاعر المجوسي الفارسي، الذي كان امام الفردوسي في نظم (الشاهنامة) بمعنى هو أول من بدأ بنظم الشاهنامة ثم عقبه الفردوسي وأكمل عمله وأمله! في نظمه كلام زرادشت بشأن النيران يأتي بكلمة العبادة (پرستش) حيث يقول :
“اذهب برسالتي هذه إلى الملك گشتاسب.
فقل له: يا رب الأرض والزمان، أوكلت الیك أمر كل نار…
كلما رأيت منها بأي مكان كان
لا يسعون في اطفاء النيران
الا بالماء اللطيف ولا بالتراب الثقيل.
وقل للموابدة ورجال الدين …
لأولنك الطاهرى القلوب من الهربدان
ليغلقوا المغان و يسعوا في
عبادة جميع النيران “. ينظر: الفردوسي، الشاهنامة.
وقد اتبع الفرودسی في تعبيراته نفس هذه الطريقة الزرادشتية وجاء بكلمة العبادة (پرستش) في كثير من موارد شعره، منها ما قاله في اسطورة كشف النار: إن هوشنك رأي يوماً حية عظيمة أو ثعباناً فحمل حجراً كبيراً وهجم عليها ليضربها، لم يصبها الحجر بل أصاب الحجر حجراً آخر فانقدح النار من بينهما… وهكذا اكتشفت النار… يقول: بدا نور من الحجرين، وتنور قلب الحجر من النور، ولم يقتل الثعبان ولكن ندت النار من ذلك الحجر، وكل من يضرب الحديد بالحجر يظهر منها النار… فأخذ الملك يدعو الخالق ويحييه، إذ وهب له هذا النور، وجعل هذا النور قبلة لنفسه وقال: هذا نور رباني، فينبغي أن تعبده – أيها الانسان – إن كنت من أولي الالباب”. الفردوسي، الشاهنامة، ص17.
إلا أن الفردوسي يقول:” إنه جعل النار قبلةً لنفسه، بينما هو يعبر عن تعظيم النار وتقديسها بالعبادة: (پرستش) وهذا من تلك التعبيرات التي وجدت بعد الاسلام دفاعاً عن تعظيم النار وتقديسها. ويعكس الفردوسي في بعض أشعاره دفاعه عن عبادة النيران فيدعي أنها إنما هي محراب لهم وقبلة لعبادتهم وليست معبوداً، فمثلاً يذهب في قصة ذهاب كيكاوس وكيخسرو الى معبد آذرگشناسب:
” كانوا هناك أسبوعاً في عبادة ربهم…
ولا تتوهم أنهم كانوا يعبدون نفس النيران…
إنما كانت النار حينذاك محراباً لهم…
وهم كانوا يعبدون ربهم بعيون باكية
إنما كانت النار لهم بجمالها…
كما يكون للمسلمين العرب محاريب الحجر”.
لكنهم حينذ يقولوا: انا نعبد النار لانها وأهورامزدا من جنس واحد وطبيعة واحدة، بل أنكروا عبادة النار رأسا، وادعوا: أنا نعبد آهورامزدا الذي هو الله المتعال، وانما نجعل النار قبلة لنا، كما يقف المسلمون حينما يعبدون الله المتعال ويصلون له الى طرف الكعبة المعظمة، من دون أن يعبدوا نفس الكعبة. أي أن الزرادشتيين حينما يتكلمون عن تعظيم النار وتقديسها يأتون بلفظة العبادة (پرستش) كما كان يقول آباؤهم، ولكنهم لكي يتخلصوا من تحامل المسلمينعليهم ليقولن الله، ولم يكونوا يذعنون بأنها هي خالقة السموات والارض وانما كانوا يخضعون لها بالعبادة. وليس عرب الجاهلية فقط بل أكثرعباد الأصنام في العالم … وعلى هذا فلو كان دین زرادشت دین توحيدى بالنظر إلى التوحيد الذاتي والافعالي، لیكن معنی افترضنا أن ذلك أن نراه توحيدية من حيث العبادة أيضا.
آن عبادة الزرادشتيين كانت منذ قدم الأيام في معابد النيران وفي محضرها، فماهي حقيقة هذه العبادة؟ هل أنهم يعبدون اهورامزدا في محضر النيران؟ ام نفس النار؟أن العربي الجاهلي كان يقول:” هؤلاء شفعاؤنا عند الله…وفي نفس الوقت كان يقر بعبادته لها فيقول: “ما نعبدهم الا ليقربونا إلى الله زلفي…”.
يقول الدكتور معين:” ان المسلمين الايرانيين كانوا يدعون الزرادشتيين: عبدة النار، نظرأ إلى تقديسهم للنار. في حين لم تكن النارعندهم آلهة خاصة أو رب نوع من أرباب الأنواع كما كان كذلك لدى الفرس قبل زرادشت. بل انما كانت النار محراب خمكا تكون الكعبة قبلة للمسلمين“.
ويقول أيضا:“ان النار تكمن في جميع الموجودات الطبيعية، وأن جوهر حياة البشر وجميع الأحياء هي تلك الحرارة الباطنية او الغريزية، وان النار في منبع جميع النشاطاتالانسانية… بل هي موجودة معنويا حتى في النباتات والجمادات أيضا… وقد عبر عن هذا المولوي الرومي في مثنويته، اذ قال:
“دان صوت النای من نار الغرام …
ان لون الخمر من نار الغرام...
آن صوت الناي نار لا هواء…
لا يكن من لم يكن ذا النار فيه“!. ينظر: جلال الدين الرومي، المثنوي.
وقد أخطأ الدكتور محمد معين هنا نفس الخطأ الذي تمت الاشارة اليه من ذي قبل، إذ التبس عليه الأمر بين الشرك في العبادة والشرك فی الخالق، فتخيل أن الذي يعبد يجب أن يكون له مقام في الخلق والايجاد، وحيث أن المجوس لا يقولون بهكذا مقام للنار فلیسوا مشركین، بينما لو كان الأمر كذلك لم يكن عرب الجاهلية أيضا مشركين؛ اذ لم يكونوا يعملون للأصنام شیئا سوی ماینبغي أن يكون لله أي الصلاة وتقديم القرابين، ولم يكونوا يرون أن هبل او عزی أوغيرها أرباب انواع مستقلة في الربوبية. والخطأالآخر الذي وقع فيه الدكتور هو زعمه أن الشئ لوكان مفيداًجداً لم يكن بد من عبادته وتقديسه!.
ان قياس تقديس النار بالتوجه إلى الكعبة حين الصلاة قياس باطل؛ إذ ما من مسلم مهما كان عاميا – يخطر بباله وهو يقف إلى الكعبة للصلاة أنه يريد أن يعظم بها الكعبة ويقدسها، والاسلام حينما قررأن تكون الكعبة قبلة لم يقصد أن يقدس الناس الكعبة حين الصلاة، بل الكعبة في جعلها قبلة ليست الا مثل نقطة الجنوب لوقيل للمسلمين أن يقفوا اليها للصلاة، فلا مفهوم لهذا أو ذاك سوى الأمر بأن يكون لهم حين الصلاة وضع واحد. و ليس في الاسلام ما يشير إلى أن هناك بين الله والكعبة رابطة وجودية خاصة، بل قد علم القرآن المسلمین عكس ذلك اذ قال: { وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }، البقرة : 115. اذن فالوقوف إلى الكعبة ليس إلا لحكمة و فلسفة اجتماعية، هي: اتحاد المسلمين في الجهة التي يختارونها حين عبادتهم، وعدم تفرقهم في ذلك، وثانيا: أن تكون نقطة وحدة المسلمين هي أول بيت وضع للناس للعبادة، وهذا أيضا يرجع إلى تعظيم عبادةالله سبحانه بينما عبادة المجوس ليست إلا تقديس لنفس النار، حسب اعترافهم والدكتور محمد معين. فكيف يمكن أن يكون تعظيم النار تعظيما لاهورامزدا؟!.
ان للعبادة في قاموس المعارف الإسلامية مفهوماً واسعاً؛ اذأن أية طاعة نبعت من طاعة الله هی عبادة في الإسلام، وكل طاعة لم تنبع من طاعة الله هی شرك بالله وسواء كانت طاعة لانسان آخر أو حتى للنفس الأمارة، الا أنه شركضعيف لا يستلزم الخروج عن ربقة الإسلام. أما الاعمال التي تتحقق بقصد انشاء العبادة و اظهار العبودية، التي لا معنى ولا مفهوم لها سوى التقدیس والتنزیه و اظهار العبودية؛ كالركوع و السجود والتضحية وغيرها فلا تجوز في الإسلام لغير الله قط، لا لنبیّ ولا لملك ولا لولي ولا لأي شئ آخرما سوى الله سبحانه، واذا تحقق شئ من هذه الأعمال لغير ذات الله كان شركاً بالله تعالى، سواء كان عنعقيدة بالشرك أوعن عقيدة بالتوحيد: توحيد الذات والصفات.مرتضى مطهري، الاسلام وإيران، ص191.
ويستطرد السيد المطهري لتوضيح قصده في معنى العبادة والخضوع والفرق بينهما بقوله:” ولتوضيح هذا المعنى يمكن القول : ليس كل خضوع لاي شئ شرك اوعبادة له. بل انما الخضوع الذي يحتوي على التقديس والتنزيه، اذ لو كان الخضوع نابعاً من تصغير النفس أمام الآخرين فقط كان تواضعا، وأما إن كان لاكرام الغير وتعظيمه كان ذلكاكراما واحتراما، و ليس التواضع والاكرام عبادة للغير. والفرق بين التواضع والتعظيم في أن معنی التواضع: هو اعلان تصغير النفس فقط، وأما معنى التعظيم: فهو اعلان اكرام الغير وتعظيمه، أما لو كان خضوع الإنسان أمام الآخر لتقديسه و تنزهه عن النقص كان ذلك عبادة له، و هذا هو الذي لا يجوز لغير الله سبحانه، اذ هو وحده الذي يستحق التقدیس والتنزيه عن النقائص فقط. المرجع السابق، ص191 – 192.
و التسبيح و التقديس نوعان: لفظی، وعملی: فالتسبيح اللفظی كأن يقول سبحان الله اي اسبح الله واقدسه وانزهه وابریه من كل نقص، أو الحمدلله أي انه هوالفاعل الحقيقي لجميع النعم وهو منشأ جميع الخيرات والبركات و الكمالات، ولذلك فالحمد يخصه لاغير، أو الله اكبر أي أن الله اكبر من كل ما يتصور بل هو أجل من أن يوصف او يؤهم. فلايجوز مثل هذا لغير الله، سواء كان نبيا مرسلاً او ملكا مقرباً. وأما التقديس العملى: فهو ان ينشئ الإنسان عملا يعطي معني تقديس ذلك الموجود الخاص الذي يقدس، كالركوع والسجود وتقديم القرابين. نعم لاصراحة في العمل فبالامكان أن تتحقق نفس هذه الأعمال لا للتعظيم بدون تقدیس، وحين فلا تحسب هذه الاعمال عبادة بل تعظیم و تكرم (؟) الا أن الأعمال التي تبدى أمام الأصنام أو النيران او غيرها فلايمكن ابعادها عن معنى التقديس. إن من فطريات الإنسان أن يقف أمام موجود كامل مبرا من النقص فيقدسه، والذي يجعله يقوم بهذا العمل هو غريزة فيه تبعثه على الثناء على الكامل المطلق؛ فالتقدیس اذن نابع من احساس فطرى في الإنسان. وهو توأم فيه مع الاستشعار باستقلال ذلك المقدس في الوجود سواء شعر بذلك الانسان ام لم يشعر! و بعبارة أخرى نقول : بما أن العبادة و التقديس نابعان من أحساس غريزي في الإنسان، فلا يلزم أن يعتقد الإنسان العابد في شعوره الظاهر باستحقاق ذلك المقدس للتقديس ولا بتنزهه عن النقائص ولا بالاستقلال الذاتي أو الفعلى لذلك المعبود.نعم، هذا معنى التقديس، وهذا هو الفرق بين التقديس والتواضع، و هكذا الفرق بين التقديس والتعظيم العادي، و هكذا الفرق بين التقديس وجعل الشئ قبلة. والشئ الذي يعمله المجوس في مورد النيران هومن التقديس لا التعظيم العادي ولا التواضع ولاجعلها قبلة، و العمل اذا كان تقدیس كني في أن يعد عبادة للشئ، سواء كان توأمة مع العقيدة الصريحة مقام الربوبية المطلقة لذلك الشئ أوربوبية نوعية أولا هذا ولا ذاك. مرتضى مطهري، الاسلام وإيران، ص192.
وفضلا عن هذا، فلا يقول المجوس للنار بمقام اقل من ربوبية نوعية على خلاف مايقوله الدكتور محمد معين، بل إنهم كانوا يرون للنار قدرة خارقة و تأثير روحيا ومعنويا. ولا يزالون يقولون بذلك. وقد نقلنا قبل هذا: أن النار لقبت في الافستا (آذر ایزد) أی آنها (ابن الله) . ويقول، كریستنسن بهذا الصدد: “ان النار في هذا الدين من أهم جميع سائر العناصر الموجودة، و يعلق على هذا في الهامش يقول: “يعتقد هرتل في مقالاته التي كتبها تحت عنوان (منابع التحقيقات الهندو ایرانية) يعتقد: “بأن الايرانيين كانوا يرون آن عنصر النار نافذ في كل صغير و كبير في هذا العالم “، ويضيف كریستنسن بالقول:”وآنا أعتقد أن الذي يقوله هرتل لا يخلو من حقيقة في المقام“. وكتب نفس الدكتور المعين بشأن معبد (آذر برزین مهر)أحد معابد النيران الكبيرة والأصيلة، يقول: “جاء في البند الثامن من الفصل 17 : آن معبد آذر برزین مهر كان قائما حتى عهد گشتاسب، وكان ملجأ للعالمين حتى آمن بزرادشت انوشیروان و گشتاسب، فحمل گشتاسب معبد آذر برزین مهر إلى جبل ریوند الذي يدعی پشتاسپان وپشت أيضاً وينقل عن خرده اوستا (الافستا الصغيرة) أنه يقول : “ان الفلاحين يصبحون أعلم وأطهر وانقى ثيابا ببركة هذه النار، وببركة هذه النار تساءل گشتاسب و تلقى الجواب“ ويقول بشأن( آذر فرنبغ) الذي هو الآخر احد المعابد الأصيلة للنار: “كان هذا المعبد يخص للموابذة الكبار، وقد جاء في البند الخامس من التفسير الپهلوی انار بهرام في دعاء خرده اوستا : “ان هذا المعبد اسمه: آذر فرنيغ، وهي نار عليها يكون حماية سائر النيران، وببركة هذه النار يجد الموابذة والدساتير العلم والكبراء وأصحاب الجاه و الشأن الرفيع، و هذه النار هي التي قاومت الضحاك “.
وجاء في البند الثامن من الفصل السابع عشر بشأن” آذرگشناسب التي هي ثالث المعابد الكبار والأصيلة: “كانت آذرگشناسب حتى ملوكية كیخسرو ملجأ للعالمين، وحينما خرب كيخسرو بحيرة چچست جلست هذه النار على عرف فرسه فدفعت عنه الظلام و السواد وهيتئة النور والضياء حتى استطاع أن يخرب معابد الأصنام، فبنى في ذلك المحل على جبل اسنوند معبد ايران و جعل تلكالنيران في ذلك المعبد. وفيه:” ان معبد آذر گشنسب هي احدى ثلاث شرارات من الجنة نزلت إلى عالم التراب لامداد العالمين، وقد استقرت بآذربایجان”. ويقول فردوسی بشأن ذهاب كیكاوس و كیخسرو إلى معبد آذر گشنسب:
نقوم عند النار على قدم وساق…
حتى يهدينا يزدان الطاهر…
فحيث يكون یزدان راقدا…
يجد ممثل العدل الطريق اليه…!“.
فليت شعري! آية طائفة من طوائف عباد الاصنام كانت تقول باكثر من هذه القدرة
المعنوية الخارقة لأرباب أنواع يقولون هم بها؟!. ينظر: مرتضى مطهري، الاسلام وإيران، ص193 – 194.
وقد كتبت مجلة (هوخت) الناطق بلسان ندوة الزرادشتيين في طهران، مقالة بقلم الموبد اردشیرآذرگشنسب بعنوان: رد الاتهامات، جاء فيها:” أن الزردشتيين لم يكونوا يعبدون النيران ولا يعبدون، ويستمر يقول: “نحن نأتي بآيات من الكتب السماوية فنثبت بها أن الله هو نور الانوار و منبع جميع الانوار، ومن هناك نعلم أن الزرداشتيين باقبالهم على النارو النور في حين صلاتهم ودعائهم، انما هم يناجون ربهم و يستعينون منه بواسطة هذه الانوار، وأن هذا لا يخل بتوحيدهم بأي وجه من الوجوه، كما يتوجه اتباع سائر المذاهب في حين صلاتهم إلى الكعبة ولا ينبزهم بذلك أحد بالشرك وعبادة الاحجار او التراب“. مطهري، الاسلام وايران، ص 194 .
ثم شرح الموبد اردشیر آذرگشنسب فوائد النار الواضحة بعنوان أنها عنصر شریف و مقدس، وبعد ذلك يقول: “و على أي حال، فانما تيسر كل هذا التقدم للانسان القديم بمساعدة النيران الحمراء و المحرقة، وعلى هذا فهو كان على حق اذ أذعن للنار بحرمة فائقة وحسبها رسالة سماوية انزلت عليه لمساعدته، وبنى لها المعابد وجعلها مشتعلة دائما لا يطفئها بل يمنع من اطفائه”.
ويرد الاستاذ مرتضى مطهري (1919- 1979م) على الموبد اردشیرآذرگشنسب بالقول: “نعم أن الله هو نورالأنوار، لكن لا معنى أنا نقسم الأشياء إلى قسمين: أنوار وظلمات، ونحسب أن الله هو نور الانوار وليس نورا للظلمات! بل أن الله نور الانوار یعنی. بما أن الوجود يساوى النور بالنسبة إلى الظلام الذي يساوى العدم، لهذا نقول إن الله هو نور الأنوار، ونقول:{ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءعَلِيمٌ } ، سورة النور، الاية: 35، ولا فرق في هذا بين النور المحسوس كالنار والشمس والقمر والمصباح وبين الحجر والتراب، وليس معناه أنا إذا توجهنا إلى النار نكون قد توجهنا إلى الله أما إذا توجهنا الى الحجر نكون قد توجهنا إلى غير نور الأنوار.
يقول هذا الموبد المجوسی: “ان الزرادشتيين يتوجهون إلى الله بواسطة النار!“.
و أنا أقول: لكن التوحيد أن لا يجعل الانسان لاقباله على الله واسطة بينه و بين الله اذا يقول: «و اذا سألك عبادي عني فاني قریب» 133 فلا يلزم بل لاينبعى أن يجعل الانسان بينه وبين الله واسطة للإقبال عليه.
أما قياس هذا الموبد التوجه إلى النار بالتوجه إلى الكعبة؛ فقد بحثنا حوله قبل هذا وتبين أنه قياس مع الفارق. ويقول هذا الموبد: أن في النار فوائد كثيرة للانسان، و لذلك فهوعلى حق لو اذعن لها بحرمة فائقة
ونقول : هنا بيت القصيد؛ بل انما بعث الانبياء كی يعرفوا الانسان منبع الخيرات والبركات و النعم و الآلاء، وكي يعطوه بصيرة نافذة في امثال هذه الأمور، وكي يوجهوه من الأسباب إلى مسبّها ، وكی یفسروا له: أن: الحمد لله رب العالمين، يعني: أن كل ثناء و دعاء انما يخص ذات الله رب العالمين بالاستحقاق.
ثم نتساءل فنقول : هل أن النار رسالة سماوية نزلت لمساعدة الإنسان فحسب؟! لو كان المقصود من السماء هذا الجو الذي على رؤوسنا فلاشئ من النار ولا ما يقول هذا الموبد المجوسی: “ان الزرادشتيين يتوجهون إلى الله بواسطة النار!”.
و أنا أقول: لكن التوحيد أن لا يجعل الانسان لاقباله على الله واسطة بينه و بين الله اذا يقول:{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }، سورة البقرة: الآية 186، فلا يلزم بل لاينبعى أن يجعل الانسان بينه وبين الله واسطة للدعاء والتضرع إليه.
الرسوم والتشريفات:
وليس تقديس النار وتعظيمها وعبادتها من الأشياء الساذجة والبسيطة، بل لها تشريفات عجيبة وغريبة، ونحنننقل هنا قسماً من هذه التشريفات عن كتاب (مزدیسنا وادب پارسی) للدكتور محمد معين (1914 – 1971م) الاستاذ في جامعة طهران، الذي يدافع عنها أوعلى الاقلعن تعظيمﮪا وتقدسيﮪا، ويوجد قسم منها في سائرالكتب المجوسية والتي تدافع عنهم، وهي بعد باقية بينهمالى اليوم. ينظر: مرتضى مطهري، الاسلام وإيران، ص169.
يقول الدكتور معين :” في دين مزديسنا تشريفات كثيرة،كما في الكاثوليك، وعلى خلاف الإسلام. أما التشريفاتفي مورد معابد النيران: فينبغي أن يكون المعبد في فسحةوسيعة، ويوجد في كل معبد كانون خاص لايقاد النيران لايحق لاحد الدخول اليه إلا للموبد المحافظ على النيرانأو(آتربان) وحينما يدخل (آتربان) الى النيران يجب أنيتلثم على فمه بلثام يسمى (پنام) كی لا تتلوث النيرانمن أنفاسه، وفي الطرف الايمن من مقر النيران غرفةوسيعة مربعة تنقسم الى أقسام متعددة متساوية، كل قسممنها لوظيفة خاصة، تسمى هذه الغرفة (يزشن گاه) أيمحل تشريفات العبادة… وكان قد تقرر في شريعةزرادشت: أنه لا ينبغي أن تسطع الشمس على النارالمقدسة. والعجيب أن الزرادشتيين والمدافعين عنهم يحاولون توجيه تقديس النار بعنوان أنها من جنس النور، والنورعنصر مقدس لأن الله هو نور الأنوار، وهم من ناحية أخرى يرون أن سطوع الشمس على النار يسبّب تلويث النيران؟!.
ولهذا فقد عملوا في بناء غرفة النيران طريقة خاصة: جعلوها مظلمة يتوسطها كانون النيران، ويوجد في معابدالنيران مشاعل مختلفة باختلاف درجات الأسرالإيرانية: (آتش خانه: نارالاسرة)، و(آتش قبيلة: نارالقبيلة)، و(آتشقرية: نار القرية)، و(آتش بلوك: نارالاقليم)، ويسمىمحافظ نارالأسرة (مانبذ). وكان قد تقرر لصيانة النيرانرجلان من رجال الدين، ولصيانة نارالاقليم هيئة روحانيةبرئاسة موبد من الموابدة. ومن نسك الافستا الساسانیةمنسك یسمى (سوزگر) وقد كتب بشأنه في باب عبادةالنيران تفصيل خليط بقصص وأساطير جاء فيه: كانالمعبد مليئاً من ريح الكندر(هو نوع من النباتات، التي يُستخرج منها صمغ الشجر أو اللبان، الذي يمكن مضغه، كما يُستخدم كبخور بسبب الرائحة الجميلة، التي تنتج عند حرقه)، وغيره من المواد العطرية، وكان عند النار رجل منالروحانيين قد تلثم بلثام على فمه أي لایلوث بنفسه النار،وبيده عود قد طهر طبق الآداب الدينية يقلب به الناريوقدها، وكان ﮪذا العود غالباً من نبات موسوم به (هدانهاپتا)، أجل كان ذلك الرجل الروحاني يقلب النار كل حينبهذا العود الذي كان يسمى (برسمه)، وكان قد قطع طبقاًلآداب خاصة، يشعل النار به ويدعو بدعوات خاصة، ثمكان سائر الروحانيين ينثرون (هئومه) وكانوا في اثناءتلاوة الأدعية أوالآفستا يدقون أغصان نبات (هئومه)في هاون بعد تطهيرها، وكان يوجد في (يزشن گاه= محلعمل التشريفات) آلات وأدوات كل منها تفيد في تشريفخاص من التشريفات، هي كما يلي:
ا و 2 – هاون و مدها، وهي بمنزلة ناقوس المسيحيين وتستعمل الآن عندهم كذلك، وكان في الأصل لدق اغصان نبات هئومه .
3- برسمه، الذي كان يقطع من شجر(هدانه اپتا) وهو شجر كالرمان، واليوم
يصنع من الفضة او البرونز، ويقلب به النار.
4- برسمدان = محل عود برسمه.
5– برسمچين، وهوسكين صغير يقطع به عود برسمه من شجر(هدانه اپتا).
6- كؤوس لنبات هوم وپراهثوم والمياه المقدسة.
7- طوس صغار من نوع الطسوت لنفس نبات هثوم و پراهثوم، وهي فيها تسع ثقوب.
8- الورس، و هو حبل صغير حیك من شعر البقر، ويشد به عود برسمه.
9- حجر كبير باسم (أرو يس گاه) وهو حجر مربع، تجعل عليه تلك الآلات السابقة .ينظر: محمد معين، مزديسنا وأدب بارسى، ص297 – 305.
ويستطر الدكتور معين بالقول: “جاء في القواميس الفارسية: برسمه: فروع رفيعة لا عقدة فيها، وهي بمقدار شیر، يقطع من شجرهثوم، وهو شجر يشبه شجر (گز)فان لم يكن هوم فن الگز، فان لم یكن گز فمن شجر الرمان. وأدب قطعه: أن يطهر برسمچین – وهو السكين الصغير لقطعه – بالماء ثم يتلى عليه بعض الأدعية التي تتلى حين عبادة النيران وغسل الابدان واكل الطعام – ويجب ان يكون ممسكة المدية أيضا من حديد – ثم يقطع بها عود برسمه“. المرجع السابق، ص401.
ثم يقول :“حينما يشتغل موبد بقراءة الأدعية حاليا، يراقب النار موبد آخر يأخذ بيده فروع برسمه من برسمدان و يديرها ثم يعطيها من يمينه لشماله وبالعكس ثم يرجعها الى برسمدان.
بعد ذلك ينقل الدكتور محمد معين مقطعاً طويلاً من كتاب زند آفستا الذي الفه المستشرق اليهودي الفرنسي دارجيمس مشتاتر بقوله”: كتب دار مستتر في زندآوستا يقول: لنا قسمان من معابد النيران: معابد كبارتدعی (آتش بهرام) وصغيرة تدعى (آدران) او (اگبارى). ويوجد الآن في مبي(= بومبي) هندوستان ثلاثة من القسم الأول ومئة من الثاني. والفرق بين الأول والثاني في كيفية النار وكيفية تحضيرها؛ فان تحضير ناربهرام يمتد سنة كاملة، وهي تتشكل من(13) من أنواع النيران فهی تعد كجوهر روحى لجميع النيران المعبودة، وهي تستلزم تشريفات مختلفة جاء توضيحها في وندیداد– فنديداد (أحد اجزاء الافستا الساسانية). وقد جرت السُنة لدى المجوس أن يكون في كل حوزة من البهدينين أي الزردشتيين من النوع الأول (بهرام)واحد. ويعتقد بعض رجال دينهم بأنه لا يجب أن يكون لهم اكثر من (بهرام) واحد فقط في كل اقليم؛ اذ هونار الملكولايمكن أن يكون ملكان لاقليم واحد!، وبما أنها نارالملك فيلزم لها اريكة ملوكية، ولذلك فهم ينظمون لها ستة قطع من خشب الصندل بصورة أريكة مدرجة“. محمد معين، مزديسنا، المرجع السابق، ص355 – –57.
وفي الاخير يعلق المفكر والعلامة الايراني مرتضى مطهري على هذه المراسم والتشريفات الخاصة بطقوس عبادة النيران بقوله:” أجل؛ هذا هو قسم من مراسم وتشريفات تعظيم وتقديس النيران للزرادشتيين. ولا كلام لي الآن حول توحيدية هذه الاعمال أوشركها؟ لكني أود أن تفكر أنت أيها القارئ في هذه المراسيم منطقياً وعقلياً، ثم ترى هل تجد أنت أشد خرافة من هذه الأعمال في العالم ؟ ثم قسها أنت بالعبادات الاسلامية: الصلاة والأذان والجمعة والجماعة، والحج والمساجد ونسك العبادات في الإسلام، والأذكار والأوراد والتسابيح الإسلامية، ثم ترى أنت بنفسك البون الشاسع بينها، ثم ترى هل كان يحق للامة الايرانية حينما واجهت هذه التعاليم القيمة ان تنبذ ما كان يعبد آباؤها أم لا؟!“. مطهري، الاسلام وإيران، ص198.
ولا بأس هنا أن نورد شيئا من صدی بوم من البومة ونعرف القراء الكرام بقيمة هذه الاصداء و النعرات… كتب ابراهیمپورداود بشأن بيت النار في بلدة (نوسارى) الهندية، التي تعرف باسم (ایرانشاه) وهي من نوع (بهرام آتش) يقول:مسطورفي سُنة الفرس: أن الايرانيين حملوا نار بهرام معهم من ایران، ولعله حق، اذ نقرأ في: تاريخ الطبري والمسعودي: أن الايرانيين كانوا يحملون نار بهرام معهم حين هزيمتهم إلى مناطق أوغل في ایران وأبعد عن الفاتحين(= المسلمين)، مخافة أن تقع النيران بأيديهم فيطفئوها، وبيوت النارالايرانية وأن خمدت تدريجيا وأبدلت بمساجد، ولكنهم لم يألوا جهداً في صيانتها عن الخمود. وأن یزدجرد الثالث(= الملك الساساني الاخير) حينما انهزم في (نهاوند) حمل معه نار(وی) المقدسة إلى (مرو)بشخصه. أن كان بيت نار (ایرانشاه) في (سنجان) بنيت عام 719م مع ذلك مضى اليوم عليها أكثر من 1230عاما، وهي لا زالت تراقب عن كثب حيرة أتباعها في الاقليم الاجنبي لكنها لم تفقد لونها الأحمر في حوادث الدهر، بل كانت تدعو أصحابها بلسانها الحار إلى الاستقامة والحرارة. وبعد هزيمة (سنجان) أقامت في (نوساری) 235 عاما، إلا انها خمدت عامين من عام 1733م الى 1732م … ويمضي عليها اليوم 204 أعوام وهی تضي في هذه القرية، وحولها آلاف من الزرادشتيين فيهم الدساترة والموابدة والهيربدان والبهدینان، ويزورها مجوس ایران وفرس هندوستان ولا سيما في أشهر اردیبهشت وآذرماه، وفي هذا البيت (ایران خديو) أي (ایرانشاه) يعلو صوت نشد اوستا من الموابدة البيض كل صباح وضحی ومساء. ان ایرانشاه تذكرنا بخدامها الذين يبلغون المئات – ببيوت: نارشیزه، وري ، واستخر ما كان لها من جلال الساسانيين. محمد معين، مزديسنا، ص358 – 359.
بعد ذلك يصب الاستاذ مرتضى مطهري جام غضبه على الاكاديمي والباحث الايراني ابراهیم پورداود (1886 –1968م) فهل من أحد يصدق أن يتجاهل هكذا، رجل يدعي أنه من اساتذة جامعة طهران؟! ولا أدري أهي جهالة أم تجاهل؟ ولكني اقول: شاهت وجوه ربائب المستعمرینالعملاء الخونة المجرمين!…، نقلاً عن مطهري في كتابه: الاسلام وإيران، ص196 – 199.[1]
この商品は(عربي)言語で記述されてきた、元の言語でアイテムを開くには、アイコンをクリックして
دون هذا السجل بلغة (عربي)، انقر علی ايقونة لفتح السجل باللغة المدونة!
このアイテムは594表示された回数
HashTag
ソース
リンクされたアイテム: 10
グループ: 記事
記事言語: عربي
Publication date: 24-05-2022 (2 年)
Publication Type: Born-digital
ドキュメントの種類: 元の言語
プロヴァンス: Kurdistan
Technical Metadata
アイテムの品質: 99%
99%
は、 ( ئاراس حسۆ 05-02-2023上で追加しました
Denne artikkelen har blitt gjennomgått og utgitt av ( ڕاپەر عوسمان عوزێری ) på 06-02-2023
最近の( ڕاپەر عوسمان عوزێری )によって更新この商品: 06-02-2023
URL
この項目はKurdipediaのによると規格はまだ確定されていません!
このアイテムは594表示された回数
Kurdipediaはクルド情報の最大の源です!
イメージと説明
カズィ・ムハンマド大統領の処刑

Actual
ライブラリ
カワと7にんのむすこたち クルドのおはなし
01-06-2015
هاوڕێ باخەوان
カワと7にんのむすこたち クルドのおはなし
伝記
レイラ・ザーナ
18-10-2013
هاوڕێ باخەوان
レイラ・ザーナ
ライブラリ
クルディスタンを訪ねて―トルコに暮らす国なき民
17-10-2013
هاوڕێ باخەوان
クルディスタンを訪ねて―トルコに暮らす国なき民
ライブラリ
クルディスタン=多国間植民地
18-10-2013
هاوڕێ باخەوان
クルディスタン=多国間植民地
新しいアイテム
統計
記事 517,441
画像 105,806
書籍 19,160
関連ファイル 96,492
Video 1,307
Kurdipediaはクルド情報の最大の源です!
イメージと説明
カズィ・ムハンマド大統領の処刑

Kurdipedia.org (2008 - 2024) version: 15.42
| お問い合わせ | CSS3 | HTML5

| ページ生成時間:0.704 秒(秒) !