أرومية (بالأذرية: اورومو / Urmiya، بالسريانية: ܐܘܪܡܝܐ، بالكردية: ورمێ، Ûrmiyê) أو رضائية كما هو اسمها سابقاً حتی عام 1979 م، هي إحدی الحواضر الإيرانيَّة الواقعة في شمال غرب إيران إذ هي مركز محافظة أذربيجان الغربية ومقاطعة أرومية (بالفارسية: شهرستان اروميه). وقد بلغ عدد سكان هذه المدينة (وفقاً لإحصاء سنة 1390 حسب التقويم الفارسي) 667,499 نسمة ممَّا يجعلها عاشر أكبر مدينة في إيران، وثاني أكبر مدينة في منطقة شمال غرب إيران، وذلك حسب عدد السكان. تقع أرومية علی ارتفاع 1332 متر عن مستوی سطح البحر إلی الغرب من بحيرة أرومية، وتغطي مساحة أرومية بعض السهول الواقعة بمحاذاة التلال، وجوها حار نسبياً في الصيف، وبارد في الشتاء.
لأرومية تاريخ عريق يمتدُّ إلی حوالي ثلاثة آلاف عام، ممَّا يجعلها أقدم مدينة (قائمة حتی اڵان) في منطقة شمال غرب إيران، أي باستثناء ما اندثر من المدن والحواضر في تلك المنطقة. لهذا السبب؛ فقد سجِّل اسم أرومية ضمن قائمة أعدَّتها منظمة اليونسكو للمدن التاريخية في إيران، كانت أرومية في هذه القائمة المدينة التاسعة عشرة. ويذهب بعض الباحثين في التاريخ إلی أنَّ أرومية هي محل ميلاد زرادشت مؤسس الديانة الزرادشتية. وشهدت المدينة في فترات ما أحداث مهما كالاحتلال العثماني لها تارة، والاحتلال الروسي تارة أخری. وقد اكتسبت أهمية لموقعها الاستراتيجي بين القوقاز وبلاد الرافدين وآسيا الصغری مما جعلها مركزاً تجارياً مهمّاً.
تُشتهر أرومية ضمن ما تشتهر به بين سائر المدن الإيرانية بكونها حاضنة أول مستشفی عصري في إيران، وأول مركز تعليمي طبي، وأول مدرسة عصرية، وأول قناة محلية، وأول نشرة محلية، وكذا أنها ثاني أكثر المدن الإيرانية ازدحاماً، وتُعرف كذلك بأنها عاصمة كرة الطائرة في إيران، ومن ألقاب مدينة أرومية الشائعة بين الإيرانيين؛ ودار النشاط، ومدينة الماء، ومدينة الأديان والمذاهب والأقوام، وپاريس إيران.
سكان المدينة هم في الغالب من الأذر الذين يتحدثون باللغة الأذرية. هناك أيضًا أقليات من الأكراد والفُرس واڵاشوريين والكلدان والأرمن. المدينة هي مركز تجاري لمنطقة زراعية خصبة حيث تُزرع الفواكه (وخاصةً التفاح والعنب) والتبغ.
التاريخ المسيحي لأرومية محفوظ بشكل جيد ويتضح بشكل خاص من خلال العديد من كنائس المدينة وكاتدرائياتها بالإضافة إلی حضور المجتمع المسيحي المُندمج في المدينة. وأضخت المدينة مدينة هامة بحلول القرن التاسع، وتضم المدينة مجموعة متنوعة من السكان تضم في بعض الأحيان المسلمين (الشيعة والسُنّة) والمسيحيين (الكاثوليك والبروتستانت والنسطوريين والأرثوذكس) واليهود والبهائيين والصوفيين. في حوالي عام 1900 شكلّ المسيحيون من اڵاشوريين والكلدان والأرمن أكثر من 40% من سكان المدينة. ومع ذلك، فقد فر معظم المسيحيين في عام 1918 بسبب تدهور العلاقات مع المسلمين ونتيجة للإبادة الجماعية للأرمن واڵاشوريين علی يد الحكومة العثمانية.
صل التسمية
يتكون اسم أرومية من شقّين؛ الشق الأول هو كلمة أور والتي تعني المدينة في اللغة الآشورية كما توجد هذه الكلمة في اسم أورشليم التي تعني مدينة السلام، وأما مية فتعني الماء، فأرومية أو أورمية تعني بالآشورية مدينة الماء وقد غُير اسم المدينة في عهد حكم رضا شاه إلى رضائية نسبة إليه، ونُقل أن ذلك لشدة محبته للمدينة، ثم أُعيدت التسمية القديمة للمدينة بعد الثورة الإيرانية الإسلامية. وقد شاع للمدينة بالإضافة لاسمها الحالي أرومية استخدام مثل هذه الأسماء: أورمية، أو أرْمية، أو أرم، ويشيع بين الأذربيجانيين في إيران تسمية أرومية بأورومو (Urumu).
تاريخ
يُعتقد أن أرومية قد أُسّست في الألفيّة الثانية قبل ميلاد المسيح.[1]