مدينة الدرباسية مدينة سورية ومركز ناحية الدرباسية في منطقة رأس العين التابعة لمحافظة الحسكة. تبعد عن مدينة الحسكة ما يقارب 85 كم إلی الشمال، وغرب مدينة عامودا التاريخية وهي من المدن الحديثة وقد تم بدء البناء فيها عام 1931 م عندما تم حفر بئر وظهر الماء العذب فيه.
الدرباسية مدينة تلاصق الحدود التركية من جهة الشمال فأصبحت الشطر الثاني لتوأمها في تركيا مدينة شنيورت (درباسية قبل التتريك) هكذا تسمی حالياً وأصل اسمها ايضا الدرباسية، والدرباسية تبعد شمالا عن مركز محافظة الحسكة ما يقارب 80 كم. خططت المدينة وبنيت في عهد الاحتلال الفرنسي بشكل هندسي متقن علی شكل مربعات الشطرنج بحيث يمكن للناظر أن يری جميع الاتجاهات من أية زاوية كانت، وبعض المعالم الفرنسية موجودة فيها حتی اڵان كمستودعات مكتب الحبوب الحالية التي بنيت عام 1943 م وغيرها من المعالم التي شيدت في ذلك الزمان.
كان ذلك في شهر نيسان من عام 1931 م عندما أراد الاحتلال الفرنسي نقل مركز المدينة من قرية قرماني التي تبعد عن الدرباسية شرقا 5 كم إلی مركزها الجديد. لقد قام الكابتن قاسم الضابط في الجيش الفرنسي بشراء الأرض من (كرمو نايف درباس) وهو كردي ويسكن حالياً أولاده في مدينة شنيورت وسميت بالدرباسية نسبة إلی كنية صاحب الأرض (درباس). قامت الحكومة الفرنسية ببناء ما يقارب 75 حانوتا من الطين، وبعد إتمام البناء تم الاتفاق علی يوم الانتقال إلی المدينة المشيدة في الثامن عشر من تشرين الأول من نفس العام ووزعت الحوانيت علی أصحابها بالقرعة، وكل حانوت بسعر إحدی عشرة ليرة ذهب ونصف. أما بيوت السكن فكانت مساحة كل بيت (400 متر مربع) وسعره بقيمة الطابع الذي يلصق علی وثيقة الطابو وهي ليرة واحدة، أما من ناحية الغرب فتم تخطيط الأرض لزراعة الكرم كل هكتار علی حدة وكل سعر الهكتار خمسة وعشرون ليرة قيمة الطابع الذي يلصق علی الطابو الممنوح للمشتري، وبنيت الدرباسية عام 1932 م مدرسه بإدارة القس يوسف رزقو وعينت عطية جرجس قاووغ المعلمة الوحيدة والمسؤولة عن المدرسة وفي عام 1935م بنی الأب يوسف رزقو وبمساعدة بعض التجار كنيسة مار جرجس للكاثوليك وفي نفس العام شيد الجامع الكبير ايضا أما مئذنته فقد بنيت في الخمسينات من القرن الماضي وكان إمام الجامع آنذاك الشيخ عبد الجليل السعدي. عينت الحكومة الفرنسية نجيب غنيمة مديرا للناحية والسيد سليم عبد النور رئيسا للبلدية وعباس چاويش خفرا للدركية وتم تعيين اسكندر كسبو للبريد وكان أول من سكنها من المسيحيين وبعضهم كان قد هرب من بطش النظام التركي عام 1915 م علی إثر مذابح الأرمن والذين جاؤوا ساكنين قری قرماني وتليلون والقری الأخری. فأراد الحكم الفرنسي أن يجمعهم وبدون أخذ رأيهم علی أساس حمايتهم في البلدة الجديدة وشاطرهم الحياة المهاجرون الأكراد من منطقة أومريا التابعة لولاية ماردين ومن مناطق أخری وكان معظم من يسكن البلدة في البداية إما للسعي من أجل لقمة العيش أو هربا من الخلافات العشائرية أو هاربين من السفر برلك. دبت الحياة في المدينة الجميلة فأصبحت مركزا للتسوق لأهالي القری المجاورة وكان أغلبية القاطنين فيها يعملون في الزراعة وعدد أقل في التجارة والصناعة ومنهم الأيدي العاملة واتسعت دائرة الدرباسية سنة بعد أخری. والدرباسية مدينة هائمة علی بركة من المياه الجوفية فتری من حولها السنابل الذهبية تزينها من كل الجهات فتجعل الزراعة عصبها الاقتصادي الهام والرئيسي لتكون من المدن الداعمة للاقتصاد الوطني فهي أول مدينة علی مستوی سوريا بالنسبة لعدد اڵابار الارتوازية فيها تقدر بأكثر من 2000 بئر ارتوازي. تتبع لمدينة الدرباسية أكثر من 200 قرية تم ضم 31 قرية منها إلی ناحية أبو رأسين.
التسمية
يقال أن السبب الحقيقي لتسميتها هو البناء الجملوني الشكل لمخازن الحبوب الفرنسية البناء والذي يسمی باللغة السريانية (دربيس) والذي أقيم بجانب القشلة (المخفر الفرنسي) وهو البناء الأول الذي تم تأسيسه ولا زال قائما ومستخدما وتأسست المدينة بالقرب منه ومع العلم أن أول من سكن المنطقة هم السريان المسيحيون والمحلمية المهاجرون من المناطق التركية مثل ماردين ومديات.
تقع مقابل محطة القطار التي أقيمت في العهد العثماني حوالي عام 1908 م لقطار الشرق السريع عند قرية تركية تسمی أيضا (الدرباسية).
السكان
قديماً قسمت المنطقة إلی قسمين:
(الحي الغربي): ويضم المسيحيين ومعظمهم من المهاجرين من مدينة ماردين وقراها بعد الانتداب الفرنسي عام 1920 م مع الأرمن وكان المسيحيون مسيطرين علی تجارة السوق ومعظم الصناعات والمهن اليدوية، من حدادة وتجارة وصباغة القش والأقمشة وصياغة الذهب والفضة. وراهنًا بقيت مجموعة من الأرمن في المنطقة وذلك بسبب هجرة معظم المسيحيين إلی المدن الأخری كحلب والحسكة.
(الحي الشرقي): ويضم الأكراد والعرب الذين قدموا أيضا من منطقة ماردين ومن القری المجاورة ويعمل معظمهم عمال بناء والرعي والقليل منهم بالتجارة.
[1]