مدينة إيرانية تقع في منطقة جبلية إلى الجنوب من جبال زاغروس، اسسها داريوس الأول، وکانت المدينة عاصمة لإمبراطورية کسرى الأول.نهاوند مدينة کردية وسکانهم من الکرد
الفتح الإسلامي
تم الفتح الإسلامي لنهاوند سنه 29هـ ويقال 20هـ في زمن عمر بن الخطاب وکان أمير الجيش النعمان بن مقرن المزني
عن السائب بن الأقرع قال: زحف للمسلمين زحف لم يُرَ مثله قط، رجف له أهل ماه وأصبهان وهمذان والري وقومس ونهاوند وأذربيجان، قال: فبلغ ذلک عمر فشاور المسلمين.
فقال علي: أنت أفضلنا رأياً وأعلمنا بأهلک. فقال: لأستعملن على الناس رجلاً يکون لأول أسنّة يلقاها، -أي أول من يتلقى الرماح بصدره، کناية عن شجاعته- يا سائب اذهب بکتابي هذا إلى النعمان بن مُقرِّن، فليسر بثلثي أهل الکوفة، وليبعث إلى أهل البصرة، وأنت على ما أصابوا من غنيمة، فإن قُتل النعمان فحذيفة الأمير، فإن قُتل حذيفة فجرير بن عبد اللـە، فإن قُتل ذلک الجيش فلا أراک.
لما انتصر المسلمون في القادسية على الفرس کاتب يزدجرد أهل الباب والسند وحلوان ليجتمعوا فيوجهوا ضربة حاسمة للمسلمين، فتکاتبوا واجتمعوا في نهاوند.
وأرسل سعد بن أبي وقاص إلى عمر: (بلغ الفرس خمسين ومائة ألف مقاتل، فإن جاؤونا قبل أن نبادرهم الشدة ازدادوا جرأة وقوة، وإن نحن عاجلناهم کان لنا ذلک).
وأرسل عمر إلى سعد محمد بن مسلمة ليخبره أن يستعد الناس لملاقاة الفرس، فغادر سعد الکوفة إلى المدينة ليخبر عمر بخطورة الموقف شفاهة، فجمع عمر المسلمين في المدينة، وخطب فيهم وشرح لهم خطورة الوضع، واستشارهم، وأشاروا عليه أن يقيم هو بالمدينة، وأن يکتب إلى أهل الکوفة فليخرج ثلثاهم لمساعدة الجيش الإسلامي وأهل البصرة بمن عندهم. ثم قال عمر: أشيروا عليّ برجل يکون أوليه ذلک الثغر غداً، فقالوا: أنت أفضل رأياً وأحسن مقدرة، فقال: أما والله لأولين أمرهم رجلاً ليکونن أول الأسنة – أي: أول من يقابل الرماح بوجهه – إذا لقيها غداً، فقيل: من يا أمير المؤمنين ؟ فقال: النعمان بن مقرن المزني، فقالوا: هو لها.
ودخل عمر المسجد ورأى النعمان يصلي، فلما قضى صلاته بادره عمر: لقد انتدبتک لعمل، فقال: إن يکن جباية للضرائب فلا، وإن يکن جهاداً في سبيل الله فنعم. وانطلق النعمان عام (21) للـەجرة يقود الجيش، وبرفقته بعض الصحابة الکرام.
وطرح الفرس حسک الحديد – مثل الشوک يکون من الحديد – حول مدينة نهاوند، فبعث النعمان عيوناً فساروا لا يعلمون بالحسک، فزجر بعضهم فرسه فدخلت في يده حسکة، فلم يبرح الفرس مکانه، فنزل صاحبه ونظر في يده فإذا في حافره حسکة، فعاد وأخبر النعمان بالخبر، فاستشار جيشه فقال: ما ترون؟ فقالوا: انتقل من منزلک هذا حتى يروا أنک هارب منهم، فيخرجوا في طلبک، فانتقل النعمان من منزله ذلک، وکنست الأعاجم الحسک فخرجوا في طلبه، فرجع النعمان ومن معه عليهم، وقد عبأ الکتائب ونظم جيشه وعدده ثلاثون ألفاً، وجعل على مقدمة الجيش نعيم بن مقرن، وعلى المجنبتين: حذيفة بن اليمان وسويد بن مقرن، وعلى المجردة القعقاع بن عمرو، وعلى الساقة مجاشع بن مسعود، ونظم الفرس قواتهم تحت إمرة (الفيرزان)، وعلى مجنبتتيه (الزردق) و(بهمن جاذويه) الذي ترک مکانه ل(ذي الحاجب).
أنشب النعمان القتال يوم الأربعاء، ودام على شکل مناوشات حادة إلى يوم الخميس، والحرب سجال بين الفريقين، وکان الفرس خلالها في خنادق. خشي المسلمون أن يطول الأمر فاستشار النعمان أصحابه، فتکلم قوم فردت آراؤهم، ثم تکلم طليحة فقال: أرى أن تبعث خيلاً مؤدبة، فيحدقوا بهم، ثم يرموا لينشبوا القتال، ويحمشوهم – أي يغضبوهم –، فإذا أحمشوهم واختلطوا بهم وأرادوا الخروج أرزوا – أي انضموا- إلينا استطراداً – أي خديعة -. وأقر الجميع هذا الرأي فأمر النعمان القعقاع أن ينشب القتال فأنشبه، فخرج الفرس من خنادقهم، فلما خرجوا نکص القعقاع بجنده، ثم نکص ثم نکص، وخرج الفرس جميعاً فلم يبق أحد إلا حرس الأبواب، حتى انضم القعقاع إلى الناس، والنعمان والمسلمون على تعبيتهم في يوم جمعة في صدر النهار، وأقبل الفرس على الناس يرمونهم حتى أفشوا فيه الجراحات، والمسلمون يطلبون من النعمان الإذن بالقتال، وبقي النعمان يطلب منهم الصبر.
فلما جا و الزوال وتفيأت الأفيا و وهبت الرياح أمر بالقتال، کل ذلک إحيا و لسنة رسول الله الذي کان يختار هذا الوقت للقتال، وعندئذ رکب فرسه وبدأ يحرض المسلمين على القتال، ثم قال: فإن قتلت فالأمير بعدي حذيفة، وإن قتل فلان.. وعد سبعة.
وکبر النعمان التکبيرة الأولى ثم الثانية، ثم قال: اللـەم اعزز دينک وانصر عبادک، واجعل النعمان أول شهيد اليوم على إعزاز دينک ونصر عبادک، اللـەم إني أسألک أن تقر عيني اليوم بفتح يکون فيه عز الإسلام، أمنوا رحمکم اللـە. فبکى الناس.
وکبر النعمان التکبيرة الثالثة، وبدأ القتال، وأثنا و تقدم القائد بدأ الفرس يترکون الساحة وزلق بالقائد فرسه من کثرة الدما و في أرض المعرکة، فصرع بين سنابک الخيل، وجاءه سهم في جنبه، فرآه أخوه نعيم فسجاه بثوب، وأخذ الراية قبل أن تقع وناولها حذيفة بن اليمان فأخذها، وقال المغيرة: اکتموا مصاب أميرکم حتى ننتظر ما يصنع الله فينا وفيهم؛ لئلا يهن الناس.
ولما زلق فرس النعمان به لمحه معقل بن يسار فجاءه بقليل من الماء، فغسل عن وجهه التراب، فقال النعمان: من أنت ؟ قال: أنا معقل بن يسار، قال: ما فعل الناس ؟ قال: فتح الله عليهم، قال: الحمد للـە، اکتبوا بذلک إلى عمر، وفاضت روحه.
ولما أظلم الليل انهزم الفرس وهربوا دون قصد فوقعوا في واد، فکان واحدهم يقع فيقع معه ستة، فمات في هذه المعرکة مائة ألف أو يزيد، قتل في الوادي فقط ثمانون ألفاً، وقتل ذو الحاجب، وهرب الفيرزان، وعلم بهربه القعقاع فتبعه هو ونعيم بن مقرن فأدرکاه في واد ضيق فيه قافلة کبيرة من بغال وحمير محملة عسلاً ذاهبة إلى کسرى، فلم يجد طريقاً فنزل عن دابته وصعد في الجبل ليختفي، فتبعه القعقاع راجلاً فقتله.
وحزن المسلمون على موت أميرهم وبايعوا بعد المعرکة أميرهم الجديد حذيفة، ودخلوا نهاوند عام 21هـ بعد أن فتحوها
النشاط الاقتصادى
تشتهر مدينة نهاوند بخصوبة تربتها وتوفر مراعيها لذا يزرع بها الخضروات المختلفة والحبوب والبقول والفواکة، کما تشتهر بصناعة السجاد الإيرانى الفاخر