قامشلو/ دعاء يوسف
أكدت الرئيسة المشتركة لمؤتمر الإسلام الديمقراطي، دلال خليل إلى الحاجة الملحة لاتحاد النساء؛ من أجل حماية كردستان، مبينةً ضرورة وجود موقف مشترك للمرأة في أجزاء كردستان الأربعة، وخارجها؛ لإنهاء الاحتلال التركي، ومنع وقوع هجمات جديدة على المنطقة.
احتل الشعب الكردي، وخاصة النساء الكرديات مكانة بارزة بين القوى الديمقراطية في العالم والمنطقة، في حين تشتد النزاعات، والصراعات العالمية، والإقليمية على أراضي كردستان، ويزداد طمع الاحتلال التركي في الاستيلاء على الأراضي المجاورة له لتطبيق الميثاق الملي؛ ولارتكاب المزيد من المجازر واستكمال مشروعه في إبادة الشعب الكردي، وحرمانه من الحصول على حريته؛ لذلك تشن دولة الاحتلال التركي هجماتها على مستوى روج آفا، وباشور كردستان، للقضاء على المكتسبات، التي حققها الشعب الكردي.
إلا أن المرأة الكردية، أخذت دوراً ريادياً في النضال ضد الفاشية، والهيمنة؛ لبناء حياة حرة وكريمة؛ لذا نجد أن حرب الإبادة، والحرب الخاصة تستهدف المرأة بشكل خاص؛ بهدف القضاء على قيمها، ولذلك يتم عزل، وتعذيب مئات النساء السياسيات، والوطنيات، والمناضلات في سجون الاحتلال التركي، ومازال هناك الكثير من النساء الإيزيديات أسيرات، في استمرارية استهداف النساء القياديات، منذ مجزرة باريس إلى كوباني، فالمرأة الكردية هي الأكثر عرضة لتداعيات سياسة الاحتلال، والإبادة، وبالمقابل لا تتخلى عن دورها القيادي في دعم مقاومة شعبها، حيث تلعب دورها تجاه مسؤوليتها الوطنية في حماية وجودها، وفي ثوابتها الوطنية.
وفي هذا السياق أعلنت 72 شخصية نسائية، عن تأسيس مبادرة “المرأة تدافع عن كردستان ضد الاحتلال”، لحاجتهنَّ للوحدة، ولموقف مشترك للمرأة في مناطق كردستان الأربعة، وخارجها.
المبادرة موقف فعال ومستقل للمرأة
التقت صحيفتنا “روناهي” بإحدى المشاركات في مبادرة الدفاع عن أجزاء كردستان ضد الاحتلال، الرئيسة المشتركة للمؤتمر الإسلامي الديمقراطي، دلال خليل، والتي حدثتنا عن الهدف من هذه المبادرة: “قمنا بهذه المبادرة؛ للتأكيد على دور المرأة، في مؤسساتها لبناء المجتمع الأخلاقي، والسياسي، وبناء كردستان حرة، والدفاع عنها ضد أي اعتداء، والوقوف في وجه أي انتهاك لحقوق الشعب الكردي في العيش بسلام في أرضه”.
وتابعت دلال حديثها: “من أجل حماية كردستان، يجب أن يكون هناك موقف فاعل، ومستقل للمرأة خارج مصالح الأحزاب السياسية، وضد الإبادة الجماعية، وضد الاحتلال، بهدف واضح، وهو رفع مستوى النضال ضد إبادة المرأة الكردية؛ لذا يتوجب علينا العمل من أجل وحدة شعوب المنطقة، وفضح الهجوم التركي المستمر على الشعب الكردي، خارج كردستان؛ من أجل الضغط على الرأي العام”.
وأضافت دلال: “سنعمل من الآن وصاعداً معاً وبشكل مشترك؛ لتعزيز موقف المرأة، وإنهاء الاحتلال التركي، ومنع اعتداءاته، من خلال تعريف العالم بجغرافية كردستان، وتاريخ الكرد الحضاري، والاتفاقيات والمبادرات، التي قام بها الكرد لتأسيس الوحدة الوطنية، والتحدث عن دور المرأة الكردية في هذا التاريخ”.
نشاطات وفعاليات المبادرة
وتطرقت دلال إلى النشاطات، التي ستقوم بها المبادرة:
1-فتح باب النقاش من خلال (برنامج زوم) مع شخصيات نسائية من مختلف دول العالم؛ لإيصال المعلومة الصحيحة عن تاريخ الكرد، والمرأة الكردية، وذلك بشكل دوري كل خمسة عشر يوما، حيث يتم طرح الموضوع سابقاً لتوفير المساحة والوقت المناسب للنقاش.
2-عرض أفلام وثائقية عن دور المرأة في ساحة النضال، مثل نضالها ضد مرتزقة داعش؛ لحماية البلاد والكرامة الإنسانية، وكذلك عرض هذه الأفلام ضمن المؤتمرات العالمية، التي يتم حضورها من قبل المنظمات النسائية الكردية.
3-طرح قضية شنكال، والنساء الأسيرات بشكل إعلامي عن طريق أفلام وثائقية، أو نقاش مفتوح عن شخصيات نسائية، مثل الإيزيديات، والنظر في قضية المرأة بشكل عام، لما تعانيه من الظلم الاجتماعي والاضطهاد الديني والقومي، والمجتمعي، ومن جرائم القتل، بدافع الشرف او الخروج عن تقاليد المجتمع.
4-فتح باب الحوار الكردي، الكردي بين نساء كردستان (الأجزاء الأربعة)؛ لمعرفة تجاربهن النضالية والثورية، والقيادية في المجال السياسي، والمجتمعي، والاقتصادي، ووضع خطة لمتابعة نشاطات المؤسسات النسائية كلها، والعمل على إقامة لقاءات دورية بينها.
دور المرأة بالدفاع عن كردستان
يمكن للمرأة أن تنجح في المهام الموكلة إليها كلها، عندما تمارس حقها في الإدارة، كما نوهت دلال: أن للمرأة دوراً كبيراً في الميادين النضالية، المدافعة عن وحدة الكرد؛ وقد دون التاريخ أسماء كثير من النساء، اللواتي ساهمن بشكل فعال لنصر قضية كردستان، فقد أثبتت المرأة الكردية قدرتها على النضال، وأعطت مثالاً راسخاً للعالم عن المرأة الحرة، واسترسلت دلال : “نحن نعلم أننا بحاجة إلى الوحدة، وإلى موقف مشترك للمرأة في مناطق كردستان الأربعة، وخارجها؛ لأن وحدة المرأة تلعب دوراً استراتيجياً في الدفاع عن كردستان، وفي إنهاء الاحتلال التركي”.
وبينت دلال، أنهن كنساء ينظرن لقضية كردستان، أنها قضية الحق والحياة: “لقد عانى الشعب الكردي من الويلات، والتشرد، والقتل، والإبادة، والتاريخ يشهد جبروت الحكام، والدول التي تحكمت بمصير الكرد، وتقويض حريتهم، ووحدة أرضهم، ولكننا نساء نحب الحرية، ونسير على نهج بطلاتنا، اللواتي حفرن اسم المرأة على صفحات التاريخ”.
واختتمت دلال حديثها، بالتأكيد على أن هذه المبادرة، هي واحدة من العديد من المبادرات، التي تؤكد على الوحدة الوطنية، وزادت: “إن للمرأة دوراً في الوقوف، في وجه الظلم والطغيان، وهذه المبادرة ستكون رسالة إلى العالم أجمع؛ لإثبات الوجود الكردي، وبيان أنه شعب يستحق العيش بكرامة، وبسلام”.[1]