“محمد سليم تمو” ذاكرة الأغاني والملاحم الكردية
قامشلو – سلافا عبد الرحمن
40 عاماً ويتناقل الفنان “محمد سليم تمو”، الأغاني والملاحم الكردية الموروثة، ويحافظ على الفن والتراث العتيق للشعب الكردي من الضياع، فما هي قصته وكيف بدأ برحلته الفنية؟
التراث الشعبي أو الفلكلور، هو أحد أهم معالم الهوية الوطنية لأي شعب من الشعوب، ويعرف الفلكلور الذي تعود جذوره إلى خبرات متراكمة للشعوب بأنه مجموعة الآثار الفكرية والمادية التي تشير إلى ما خلّفه الأجداد من موروثات متعلقة بالمنتوجات الفكرية والثقافية والفنية.
يحافظ العديد من الفنانين على موروثات الشعب الكردي، بعضٌ منهم اشتهر وبعضٌ منهم منسيّ ومن بينهم الفنان محمد سليم تمو من مواليد 1957 في قرية “معمرلي” التابعة لناحية عامودا.
عاش الفنان محمد سليم تمو في كنف عائلة فنية مهنتها إحياء الحفلات والأعراس في أعوام السبعينات والثمانينات حيث كانت الأعراس تمتد من 3 إلى 7 أيام.
بدأ الفنان محمد سليم تمو مشواره الفني في عالم العزف منذ فترة الشباب، حيث غنّى أول موال له (Edûlê) عدولي “يغنّي فيها الملحمة الكردية المشهورة درويشي عفدي وعدولة المللية ويتغنى ببطولات درويش وأصدقائه”. كما ألّف أغنية حملت عنوان (Gula xwe nadim ti kesî)، وهي من كلماته وألحانه.
وتحدث محمد سليم تمو عن بداية مشواره الفني، لوكالة هاوار الكردية قائلاً: “بعد التعلم على العزف على آلة الطنبور، شاركت مع والدي الفنان تمو في إحياء الحفلات، وسجلت أول كاسيت لي تضمن أغاني أعراس، وذلك في مدينة عامودا، تلاها تسجيل عدة كاسيتات أخرى، وأول حفلة لي كانت في قرية “مركبة”.
آلة الطنبور التي يهواها محمد تمو وأصبحت ترافقه أينما حل، يعدّها تراثاً لا يستغني عنه، وموروثاً يجب أن يتناقل بين الأجيال، ويسعى إلى تعليم كل من يرغب في العزف على الطنبور، كما علّم عمه وشقيقه أيضاً العزف على آلة الطنبور والغناء، وهو يسعى إلى تعليم أبنائه وكل من يحب العزف وتعلم الغناء.
وبشوق وحنين لها، استحضر محمد سليم، الماضي الجميل وعزفه في الأعراس، قائلاً: “قديماً كنا نحيي الحفلات والأعراس بدون أي أجهزة صوت، وكنا نستمتع بها كثيراً ولا نكلّ، على الرغم من طول الحفلات، ولكن اليوم ما زلت للأسف حتى الآن أجد صعوبة في عملي لأنني لا أملك أي وسيلة نقل أو أجهزة حديثة بسبب الظروف المادية السيئة، ولم أستطع حتى الآن تسجيل كليبات خاصة بي”.
ويتحسر محمد سليم على الماضي بالقول: “الأعراس الكردية القديمة كانت تستمر لمدة ثلاثة أيام يُغنّى فيها أجمل المواويل والأغاني التراثية، كنت أغني لساعات دون أن أشعر بالتعب، وكان له طعم ولون، لأن الأغاني قديماً كان لها معنىً جميلاً وتحكي قصصاً وملاحم كردية عريقة تتناقل من جيل لآخر”.
ويشير محمد سليم تمو إلى أن الفن الكردي أو الإبداع الشعبي الشفهي جزء أساسي من التراث الشعبي، وينتقل من جيل إلى آخر بفضل الرواة والمغنين والمنشدين الشعبيين والناس العاديين، ليعكس روح الشعب وأفكاره ومعتقداته ويصور ممارساته اليومية والمناسبات الاجتماعية كافة.
وطلب من الفنانين الكرد أن يمارسوا ثقافتهم ويتناقلونها من جيل إلى آخر، كما طالب هيئة الثقافة والفن بدعم الفنانين المنسيين، وتقديم يد العون لهم من أجل إحداث تطور في الفن الكردي والحفاظ على الفن الكردي العريق.
[1]