بهدف حماية الثقافة الدينية، أدرجت هيئة التربية والتعليم في شمال وشرق سوريا مادة التربية الدينية (#الإيزيدية# #والإسلامية#) في المنهاج المدرسي، بينما يتم الاستعداد لتجهيز منهاج التربية الدينية المسيحية.
في خطوة هي الأولى من نوعها، أقرّ المؤتمر التاسع لهيئة التربية والتعليم في شمال وشرق سوريا العام المنصرم 2021، تدريس مادة التربية الدينية الإسلامية والإيزيدية والمسيحية في المرحلتين، الابتدائية والإعدادية.
وعليه تم تشكيل لجان للمباشرة بإعداد كتب التربية الدينية، وهذه اللجان مختارة من قبل مؤسسة المناهج ولجنة من أكاديمية الإسلام الديمقراطي لإعداد كتب عن الديانة الإسلامية، ولجنة موحدة بين مؤسسة المناهج ومكتب الأديان في البيت الإيزيدي للعمل على إعداد كتب عن الديانة الإيزيدية، في حين يستمر العمل والتواصل مع اللجان المعنية لإعداد مادة الديانة المسيحية.
في هذا الصدد، نوّه الرئيس المشترك لمؤسسة المناهج، مكسب الصياح، في حديث لوكالتنا إلى أن مشروع إعداد هذه الكتب ليس جديداً، فقد طُرح منذ بداية إعداد منهاج الإدارة الذاتية، ولكن لعدم وجود الكادر المختص تأخر هذا المشروع. كما أن فكرة هذه المواد كانت موجودة، ولكن لم تبصر النور إلا هذا العام، وسوف تكون هذه الكتب بين أيدي الطلبة مع بدء العام الدراسي 2022-2023.
الصيّاح قال ندرك أهمية الجانب الروحي لأبناء المنطقة التي تتخذ العقيدة والجانب الروحي أساساً لهم، لذلك أردنا أن تكون هذه الكتب ممثلة للأديان خير تمثيل، وتكون خلاصة الدين وجوهره بشكله الصحيح.
وتابع الصياح نحاول خلق جيل يتقبل فكرة الآخر والتعايش والتسامح والمحبة ونشر السلام، وجمع كل تلك الخصائص في هذه الكتب، لأنها تمثل جوهر هذه الأديان وتم اختيار لجان مختصة لإعداد المنهاج الديني لمكونات المنطقة.
جميع العقائد تسعى إلى بناء الإنسان
قال الصياح المرحلة الابتدائية والإعدادية هي المستهدفة من كتب التربية الدينية، حيث يكون الطالب قد نضج فكرياً ويكون قادراً على تقبل الأفكار العقائدية والروحية التي تخص العقيدة مشيراً إلى أن جميع العقائد تسعى إلى بناء الإنسان بشكل صحيح.
وأضاف سيتم إعداد كتب التربية الإسلامية باللغة العربية للمكون العربي، أما المكون الكردي فالكتب جاهزة للصف السادس الابتدائي باللغة الكردية، وعن كتب الديانة الإيزيدية فهي أيضاً جاهزة للصف الرابع.
وعن كتب الديانة المسيحية قال الصيّاح المشروع قائم لإيجاد لجنة تقوم بالعمل على إعداد كتب للديانة المسيحية، مؤسسة المناهج على أتم الاستعداد لإعداد الكتب الدينية ويتم التنسيق من أجل ذلك.
توجهات أخرى للمرحلة الثانوية
قال الرئيس المشترك لمؤسسة المناهج مكسب الصيّاح ركزنا على تعلم كل طالب عقيدته وديانته، أما في المرحلة الثانوية فلنا توجّه آخر وهو أن يكون هناك كتاب يختص بالأديان والمعتقدات ويشمل الديانات الأخرى، بحيث يصل الطالب إلى مرحلة من الوعي بعد إتقان التعاليم الأساسية لديانته ومعتقده، والانفتاح على ديانات ومعتقدات الشعوب الأخرى.
وعن مادة الديانة الإيزيدية التي سيتلقاها تلاميذ الصف الرابع من المرحلة الابتدائية ولأول مرة في تاريخ سوريا قال الكتاب يمنحهم حرية الاعتقاد ويدفعهم نحو الأمام، إذ لا يمكن بناء مجتمع وحضارة إن لم يكن هناك تنوع وتعدد، فالتنوع أساس إثراء وإغناء الحياة المجتمعية بثقافات ومعتقدات متنوعة، حيث يعطي للمجتمع جمالية أكثر وصبغة ديمقراطية.
الإيزيديون يدرسون ديانتهم بلغتهم الأم
https://www.hawarnews.com/ar/uploads/files/2022/09/17/175203_nsym-shmw.png
مسؤول لجنة إعداد منهاج الديانة الإيزيدية نسيم شمو، بيّن أن المجتمع الإيزيدي حُرم خلال السنوات السابقة، من التعلم بلغته الأم (الكردية)، وبعد إعلان الإدارة الذاتية التي احتوت المشروع الديمقراطي للتعددية القومية والحزبية والدينية، وبعد إعلان المؤتمر التاسع لهيئة التربية والتعليم سيتمكنون من تلقي دروس دينية هذا العام بلغتهم الكردية لأول مرة في تاريخ سوريا.
نسيم شمو تحدث عن أهمية هذا القرار بالقول: كان الطلاب الإيزيديون يدرسون ديناً غير دينهم وثقافة غير ثقافتهم مما خلق تناقضاً لديهم وهي سياسة متعمدة من قبل الأنظمة الديكتاتورية بهدف صهر المجتمع الإيزيدي، حتى أصبح في المؤسسات الحكومية والمحاكم يتزوج ويحكم عليه وفق الشريعة الإسلامية، مضيفاً حرم الكثير من أبناء المجتمع الإيزيدي من الجنسية السورية فأجبروا على السفر إلى الخارج.
نوّه نسيم شمو إلى أنه وبعد القرار تم تشكيل لجنة مختصة بالتعاون بين البيت الإيزيدي وهيئة التربية ومؤسسة إعداد المناهج وعملت خلال الأشهر السابقة بعد مراجعة العديد من الشخصيات الإيزيدية والأكاديمية وتم إعداد منهاج الديانة الإيزيدية للصف الرابع وهم بصدد إعداد منهاج حتى الصف السادس وبلغتهم الكردية في العام الدراسي القادم.
(س)
ANHA
[1]