بيار روباري
هنا لا بد من الإشارة والتوضيح أن التسميات الأربعة “البرج، العلقة، الشيخ” مصطلحات كريدية أصيلة وإليكما شرحها بشكل مفصل:
البرج:
تسمية كردية بهلوية رصينة، معربة وتعني العالي والجبل. وهي مأخوذة عن المفرد الكردية (بورگ). وحتى كلمة البرجوازية في اللغات العالمية ومنها اللغات الأوروبية، العربية والفارسية، وحتى إسم الجبل في اللغة الهولندية والسويدية مأخوذة عن هذه المفردة الكردية.
Borg —– Berz —– Burc
قلعة:
تسمية كردية معربة وتعني الحصن الممتنع في الجبل، وهي مأخوذة عن اللفظة الكردية القديمة (كلوت).
تعني في الكردية القديمة المدينة، لأن الناس كانت في القدم تعيش في قلاع محاطة بأسوار عالية ومبنية في مناطق عالية وعرة، بهدف حماية نفسها من الهجمات المعادية.
Kelot —– Kela —–قلعة
شيخ:
تسمية كردية معربة وتعني مالك الأرض، وهي مأخوذة عن التسمية الكردية المركبة (شاه-آخ). وهي تسمية مركبة من لفظتين الأولى (شاه) وتعني الملك. وكما نعلم في الماضي فقط الملوك كان يحق لهم إمتلاك الأرض، وبقية الناس كانوا مجرد عمال وعبيد عندهم. والمفردة الثانية (آخ) وتعني الأرض أو التراب، وهكذا التسمية كلها تعني “مالك الأرض”. وتسمية “جبل الشيخ” الملاصق لهضبة الگولان من الشمال، يعني “جبل الملك”.
وتسمية الشيخ، لا علاقة لها بالدين كما يعتقد البعض، وإنما تلطق ملاكي الأراضي الكبار (الأثرياء)، مثلها مثل تسمية البيك، وهناك مئات الأمثلة “الشيخ صباح الأحمد”، و”الشيخ سعد الحريري” وكليهما ليس برجال دين. طبعآ اليوم تطلق هذه التسمية أو اللقب على الأثرياء بحكم تطور الحياة وتغير الظروف واللغة كائن حي يتغير مع تغير وتطور المجتماعات البشرية. ولقد ظهرت مفردت “الشيخ” بين العرب في العام (859) ميلادي أي (244) هجري، ومن هنا يتضح أن لا علاقة له بالدين والإسلام ولا بالشيب كما حاول البعض كذبآ ربطها بذلك. لقب الشيخ تطلق على الشباب أكثر منه على الكهول، ومعروف لدى الجميع عبارة “شيخ الشباب”.
Şah: ملك
Ax: أرض، تربة
Şah + ax —– Şahax —– Şax —– Şêx.
جبل:
مفردة كردية قديمة معربة، وتعني ما علا من سطح الأرض وإستطال وجاوز التل إرتفاعآ. وهي مأخوذة التسمية الكردية (گبل). وأصل هذه التسمية اللغة تعود إلى لغة الگوتيين أسلاف الشعب الكردي، وأكد على العالم المصري”لويس عوض” أيضآ، وهو فقيه في اللغة العربية، وأورد ذلك في كتابه: “مقدمة في فقه اللغة العربية”. العرب فقط إستبدول حرف (گ) الغير موجود في اللغة العربية بالحرف (ج) وبات الإسم جبل.
Gebel —– Cebel
بقية هضبة الگولان مأهولة تقريبآ في معظم الأوقات، لتوفر المياه والأراضي القابلة للزراعة، والمناخ المعتدل وكانت تعتبر عصية على الغزاة غزوها بسبب إرتفاعها وسهولة الدفاع عنها. إستمر الوضع هكذا حتى أواخر (1300) القرن الثالث عشر الميلادي وبعد سيطرة المماليك بقيادة “الظاهر بيبرس” المنطقة وفدت إليها بعض العائلات المصرية من عائلة “فرحات” وبعض المسيحيين من مدينة صفد وهم من الأرثوذكس وسكنوا في “مجدل شمس” ومن هذه العائلات عائلة الصفدي وعائلة شحاذه. وفي منتصف (1800) القرن الثامن عشر، وصلت إلى مجدل شمس عشائر أخرى قادمة من جبل لبنان بعد
خسارتها في معركة عين دارا والحرب الأهلية الدامية بين الشهابيين والمعنيين من دروز لبنان، وكان من أكبر تلك العشائر عائلة أبو صالح، التي تعود أصولهم إلى حلب، والآن عائلة أبوصالح هي أكبر العائلات في مجدل شمس.
خامسآ، ديانة سكان الگولان الأصليين:
Deynê xelkê Golanê yên nijad
سكان الگولان الأصليين من الكرد الخوريين، كانوا يعتنقون الديانة اليزدانية إسوةً ببقية أبناء الأمة الخورية، كما هو معروف تاريخيآ فإن أسلاف الشعب الكردي من الخوريين لم يعبدوا يومآ الأصنام، بخلاف جميع شعوب الأرض. وديانتهم كانت تسمى “اليزدانية” وهي عقيدة كردية رصينة، تدعوا الناس إلى عبادة الخالق الواحد، وتخليص الروح من المادة، والى إحترام عناصر الحياة الأربعة: (النور، الهواء، الماء، التراب). وتعاليمها تقوم على تهذيب النفس البشرية، وتمكينها من الإنتصار على الشر أي (الأعمال السيئة) بتجلياتها المختلفة والوصول بالنفس إلى الذات العليا أي الراحة، أو ما يطلق عليه الفردوس، والفردوس هي حالة الهناء والطمأنية. ومن ناحية أخرى إن الديانة اليزدانية مبنية على تأليه العناصر الطبيعية وتحديدآ: الشمس، القمر، النجوم، الماء والأرض، والشمس هي مركز الديانة اليزدانية.
كما إن الطقوس والمراسيم الدينية اليزدانية تتم على أنغام الموسيقى التي تنعش الروح وتسمو بالمشاعر. لهذا ترى الكرد يرددون في جلساتهم الخاصة: “الكردي الذي لا يعشق الموسيقى والرقص مشكوك في كرديته، كون هذا الأمر متجذرٌ في جينات الشعب الكردي منذ ألاف السنين وحتى الأن”. واليوم يمكننا ملاحظة كل ذلك في فروع الديانة اليزدانية، والتي تشمل الفرق التالية: “الإيزيدية، الدرزية، الهلاوية -(العلوية)، الشبكية، اليارسانية، الإسماعيلية والكاكائية. والعقيدة اليزدانية عقيدة مسالمة وليست تبشيرية
ولا تعرف ثقافة التكفير، أو الجهاد والغزو، ولا السلب أو السبي والذبحٍ أو النهب (الغنائم) كما هو الحال مع اليهودية والإسلام.
للمعلومات الديانة اليزدانية لا تقر بمقولة (اللوح المكتوب)، فالخالق ليس مسؤولآ عن تصرفات البشر، فالإنسان نفسه هو المسؤول عن أعماله الإيجابية منها والسلبية. وتمنح اليزدانية المجال للإنسان للتفكير بحرية ولا يضع قيودآ على تفكيره، بل العكس يحثه على العمل والإبداع وتدعوه للإعتماد على النفس، ولا تقر الديانة اليزدانية بشيئ إسمه (القدر). إضافة لذلك فإن الديانة اليزدانية لا تقر بمفهوم الجنة والنار وإنما بتناسخ الأرواح ولا نبي لها.
وتتمحور الديانة اليزدانية أصلآ حول عبادة “إله الخور” أي إله الشمس، ولهذا سميوا (بالخوريين) كونهم كانوا يعبدون الإله “خور”، وتسمية الخور كانت تطلق على الشمس باللغة الكردية القديمة. وكلمة الشمس ذاتها هي الأخرى مأخوذة عن المصطلح السومري – الكردي “شمش”. والشعب الخوري حيث ما وجد، كان يعبد نفس الألهة ويمارس نفس الطقوس الدينية، وكلمة “دين” ذاتها مأخوذة عن المفردة السومرية – الكردية (دينا).
الديانة اليزدانية – الشمسانية:
بالمختصر الديانة اليزدانية هي عقيدة كردية رصينة قديمة جدآ ويعود تاريخها إلى (12.000) الف قبل الميلاد وبدأت في شمال كردستان منطقة خوران (حران) ورها. هذه العقيدة تدعوا الناس إلى عبادة الخالق الواحد وتخليص الروح من المادة، والى إحترام عناصر الحياة الأربعة (النور، الهواء، الماء، التراب) وتعاليمها تقوم على تهذيب النفس البشرية، وتمكينها من الإنتصار على الشر (الأعمال السيئة) بتجلياتها المختلفة والوصول إلى الذات العليا أي الراحة، أو ما يطلق عليه الفردوس، والفردوس هي حالة الهناء والطمأنية. ومن ناحية أخرى إن الديانة اليزدانية مبنية على تأليه العناصر الطبيعية وتحديدآ: الشمس، القمر، النجوم، الماء والأرض، والشمس هي مركز الديانة اليزدانية.
كما إن الطقوس والمراسيم الدينية اليزدانية تتم على أنغام الموسيقى التي تنعش الروح وتسمو بالمشاعر. لهذا ترى الكرد يرددون في جلساتهم الخاصة: “الكردي الذي لا يعشق الموسيقى والرقص مشكوك في كرديته، كون هذا الأمر متجذرٌ في جينات الشعب الكردي منذ ألاف السنين وحتى الأن”. واليوم يمكننا
ملاحظة:
كل ذلك في فروع الدين اليزداني والتي تشمل الفرق التالية: “الإيزدية، الدرزية، الهلاوية -(العلوية)، الشبكية، اليارسانية، الإسماعيلية والكاكائية. والعقيدة اليزدانية عقيدة مسالمة وليست تبشيرية ولا تعرف ثقافة التكفير، أو الجهاد والغزو، ولا السلب أو السبي والذبحٍ أو النهب (الغنائم) كما هو الحال مع اليهودية والإسلام.
والديانة اليزدانية لا تقر بمقولة اللوح المكتوب فالخالق ليس مسؤولآ عن تصرفات البشر، فالإنسان نفسه مسؤول عن أعماله الإيجابية منها والسلبية. وتمنح المجال للإنسان للتفكير بحرية ولا يضع قيودآ على تفكيره، بل العكس يحثه على العمل والإبداع وتدعوه للإعتماد على النفس، ولا تقر الديانة اليزدانية بشيئ إسمه الأقدار. إضافة لذلك فإن الديانة اليزدانية لا تقر بمفهوم الجنة والنار وإنما بتناسخ الأرواح، ولا نبي لها.
وتاريخيآ الشعب الخوري وكل أبنائه (السومريين، الإيلاميين، الكاشيين، لهكسوس، الميتانيين، الهيتيين،
الميديين، والكرد، لم يعتنقوا يومآ دينآ أخر، سوى هذا الدين لألاف السنين، ولم يعبدوا الأصنام بخلاف
كل شعوب الأرض. وبقيوا على دينهم اليزداني رغم كل ما تعرضوا له من غزوات وإحتلالات، وحتى النبي الكردي “زاردشت” عندما جاء بدينه الجديد رفضه الشعب الكردي، ولهذا لم تلقى الزاردشتية إنتشارآ واسعآ بين أبناء الشعب الكردي، إلا في حدود ضيقة للغاية، وذلك بسبب تعلق الشعب الكردي بدينه اليزداني السمح والمسالم.
وتتمحور الديانة اليزدانية أصلآ حول عبادة “إله الخور” بشكل أساسي أي إله الشمس، ولهذا سميوا (بالخوريين) كونهم كانوا يعبدون الإله “خور”، وهذه التسمية كانت تطلق على الشمس باللغة الكردية القديمة. وكلمة الشمس ذاتها هي الأخرى مأخوذة عن المصطلح السومري – الكردي “شمش”. ولألاف السنيين كان الشعب الخوري هو الشعب الوحيد، الذي يقيم في هذه المنطقة، والتي كانت تضم الكيانات الحالية التالية: (تركيا، سوريا، لبنان، العراق، الكويت، ايران، أذربيجان) وكلها كيانات مصطنعة. و الشعب الخوري حيث ما وجد، كان يعبد نفس الألهة ويمارس نفس الطقوس الدينية، وكلمة “دين” ذاتها مأخوذة عن المفردة السومرية – الكردية (دينا)، كي لا يزاود أحدٌ علينا نحن الكرد.
سادسآ، أثار الگولان:
Kevne şopên Golanê
الگولان كأي منطقة أخرى من كردستان، مليئة بالأثار المختلفة، والتي تعود لحقب وحضارات متعددة بسبب تعرضها كبقية مناطق ومدن وبلدات كردستان للإحتلالات المتعددة عبر تاريخها الطويل، ومن أقدم أثارها على الإطلاق هو المعبد الخوري اليزداني في بلدة “مجدل شمش”، وهذه البلدة التي كان من المفروض أن تكون مدينة الأن، لولا الإحتلال الإسرائيلي لها والمعارك التي جرت على أرضها في
الحروب المختلفة بين إسرائيل وسوريا، والتي تسببت في هجرة الألاف من أبناء الگولان منها، تحمل
نفس إسم هذا المعبد الشمساني اليزداني الكردي، وقد شرحنة معنى إسم هذه البلدة في المحور الذي تناول معنى وإسم هضبة الگولان.
هناك ترابط بين سمات أثار هضبة الگولان، وأثار عموم غرب كردستان، حيث كلها خضعت للحضارة الخورية – اليزدانية، وثم لنفس الإحتلالات سواء السامية منها كاليهودية والعربية، هذا إضافة للإحتلال المصري، الأكدي، الفارسي، الروماني – البيزنطي، ثم التتري والمغولي، العربي الإسلامي، فالعثماني، والأن الإحتلال الإسرائيلي.
وفق معاونة رئيس دائرة آثار “القنيطرة” لمدونة وطن السيدة “هناء قويدر”، فإن عدد المواقع التاريخية والأثرية، التي عثر عليها في هضبة الگولان وصلت إلى (209) مئتين وتسعة مواقع أثرية، وجميعها مسجلة بموجب القرار (146/أ) الصادر بتاريخ (03-90-1983) ميلادي. هذا وفقاً للدراسة التي نشرها المهندس الألماني “شوماخر” في كتابه عن “الگولان” في الأعوام (1883-1885م)، ومنها مواقع تؤرخ لعصور ما قبل التاريخ.
ترتيب المواقع الأثرية والتاريخية المكتشفة وتصنيفها بحسب العصور التاريخية وهي:
(15) موقعاً من العصور الحجرية.
• (12) موقاً لقديم العصري النحاسي والبرونز القديم.
(1) كنيسة الروم. دمرها المحتلين الإسرائليين.
(6) موقعاً اثريا من عصر البرونز الوسيط.
(6) مواقع من عصر البرونز الحديث.
• (98) موقعا اثريا وتاريخيا تعود للعصور الرومانية والبيزنطية.
• (72) موقعا تعود الى العهود الإسلامية المتلاحقة من القرن السابع للميلاد الى القرن التاسع عشر من الميلاد.
أهم المواقع الأثرية التي تعود للعصر الحجري – النحاسي في الگولان:
تقع أهم وأشهر الأثار التي تعود لهذه الحقبة الزمنية في وسط وجنوب الهضبة ومنها:
“شلالات الداليات، سير الخرفان، رسم خربوش، المجامع، تل فانوس، خربة الحوتية، عين الفارس، رسم الكبش، الشعبانية، الشعاف، الأربعين، تل السلوقية، عين الحريري، خربة عين زيوان”.
أهم المواقع الأثرية التي تعود للفترة البرونزية في الگولان:
“قلعة نمرود، رجم العفريب، خربة عين النورية، خربة دير السباع، وادي طعيم، خربة غدير البستان، خربة الصمدانية الشرقية، خربة تل كروم، خربة زبيدة الشرقية، خربة غدير الجاموس”
أهم المواقع الأثرية التي تعود للفترة الرومانية – البيزنطية في الگولان:
“قصرين، مدفن خان أرنبة، بريقة، بئر عجم، مسحرة، مجدولية، هيبوس، وتعتبر إحدى أهم المدن العشر المشهورة “الديكابوليس” في الحقبة الرومانية وأثارهم”.
هناك مواقع أثرية أخرى موزعة في مناطق الهضبة منها:
1- موقع تل القاضي ووادي السمك، يقعان في جنوب الهضبة.
2- موقع رجم الهري واللاوية يقعان بالقرب من بحيرة طبرية.
3- موقع ادي الرقاد وتل الجوخدار، يقعان في شمالي الهضبة.
4- قلعة الحصن، تقع إلى الغرب من مدينة “فيق”.
4- موقع بانياس – فيق – العال – خسفين – الرفيد الكرسي – صرمان – سكوفيا – الحمة.
أهم المباني الأثرية التي تعود للعصر الإسلامي:
1- مبنى خان أرنبة الأثري.
2- مبنى خان سويسة والجامع الكبير في مدينة القنيطرة.
3- قلعة الصبيبة. التي تعتبر من أهم القلاع في الجنوب الغربي من (سوريا)، وتقع بالقرب من بلدة “بانياس” وكان لها دور بارز في صد الهجمات الصليبية.
القصر الروماني في قرية قصرين:
Kevneşopên gundê Qesrên
قصرين: قرية من قرى مدينة القنيطرة التابعة للگولان ويبلغ عدد سكانها حوالي (500) شخص حاليآ وترتفع عن سطح البحر نحو (360) مترآ، وتقع على الحافة الغربية للگولان، وتحديدآ غرب وادي “زويتينان” وعلى بعد (22كم) إلى الجنوب الغربي من مدينة القنيطرة. القصر يعود للفترة الرومانية ويمتاز بأقواص حجرية وله بوابة فخمة وعلى جانبيها زخارف ملفتى للنظلا، وإلى جانب القصر يوجد مبنى أخر ملحق به، يوجد في داخله بئر ماء وكنيسة وصور وكتابات رومانية. وسميت القرية بالقصرين نسبة لهذا القصر الروماني.
موقع رجم الهري:
يعتبر من أهم الآثار الموجودة في هضبة الگولان شكله على شكل قرص شمس كبير أو عجلة عمالقة. ويقع “رجم الهري” في وسط الگولان وعلى مسافة (16) كيلومتراً إلى الشرق من الشاطئ الشمالي لبحيرة “طبريا”، وذلك في أعلى وادي “الدالية”،. يرتفع الموقع عن سطح البحر بحوالي (515) متراً.
وهذا الأثر عبارة عن أكمة من حجارة البازلت البركانية السوداء متمركزة بالوسط، تليها خمس حلقات حجرية قطر أكبرها (156) متراً، وعرض الجدران نحو (3) ثلاثة أمتار، أما إرتفاعها يترواح ما بين (2-3) المترين والثلاثة أمتار. ويعود تاريخ “رجم الهري” إلى العصر البرونزي المبكر، أي نهاية الألف الرابع قبل الميلاد (3200). ويبلغ وزن الحجارة المستخدمة في بناء الأثر (42) ألف طنا، وفي الوسط مبنى مركزي عملاق يرتفع أكثر من (8) ثمانية أمتار، بالإضافة إلى بوابتين عملاقتين.
هناك رأيان حول هذا الأثر الخوري، الفريق الأول من علماء الآثار يعتقد، أن الموقع هو مرصد فلكي نظراً لدقة اتجاهات جدرانه وبوابتيه مع محور الأرض بالنسبة للشمس قبل (5000) خمسة آلاف عام.
وفي هذا السياق أجرى البروفيسور “أنتوني أفيني” من جامعة كولغيت الأمريكية بحثآ معمقآ حول موقع “رجم الهري”، وإعتبره أحد أهم المواقع في العالم لدراسة طريقة فهم القدماء لعلم الفلك في عصور ما قبل التاريخ الشائع، حيث أكد على أهمية دراسة هذا الموقع إذ أنه لا يقل أهمية عن موقع “ستون هينغ” البريطاني الشهير، إضافة لحضارات المايا والأزتك القديمة، والأهرامات المصرية.
الفريق الثاني من علماء الأثار، أن الموقع عبارة عن معابد ومقابر وأماكن لمراسم تقديم الأضاحي، أو مركز احتفال ديني لعموم المنطقة في ذلك الزمن. وأنا شخصيآ أميل لرأي الفريق الثاني. حيث بني هذا المعلم على شكل قرص الشمس كون سكان الگولان “خوريين – يزدانيين”، وهذا البناء ليس الوحيد في شكل وطن الخوريين كردستان. هناك حاجة ماسة لدراسة معمقة من قبل علماء أثار يتقنون اللغة الكردية
ولديهم إطلاع واسع وشامل عن الديانة اليزدانية.
سابعآ، معنى تسمية الدروز وأصلها:
Wateya navê Dirûz û koka wî
البعض يرجع أصل هذه التسمية إلى “نشتكين الدرزي”، الذي قدم إلى مصر في عصر سادس الخلفاء الفاطميين (أبي علي المنصور الفاطمي)، الملقب “بالحاكم بأمر الله” (985 – 1021)، الذي تولى حكم مصر في القرن الرابع الهجري. لكن هؤلاء المؤرخين العرب، لم يقولوا لنا من أين جاء ومن كان معه؟ ثم ما معنى إسم نشتكين ودرزي؟
بعض القومجيين العرب نسبوا أصلهم للفرس، لأن في عقلية العرب والأتراك لا يوجد شعب كردي، فكل شيئ ينسبونه للفرس حتى لو كان الإسم كرديآ مئه بالمئة مثل إسم النبي زرادشت!!!! تعالوا معي لنفكفك الإسمين: “نشتكين” و”درزي” ونتعرف على معنى كل واحد منهم على حدى.
Niştekîn
Ev nav di rastiya xwe de: (Niştecî ye). Ereban jibo kanibin bihêsanî bikar hûnin tîpa (c) bi tîpa (k) guharîn û bû Niştekîn.
Durzî/ Durzî:
Li gor dîtîna min, vî navî du jêder xwe hene.
Yekemîn jêder:
Peyva kurdî (Diruste), jiber rêçola (Durzî) tê wateya rêya rast û dirust. Û ez vê ji ya din dirustir dibînim.
Duyemîn jêder:
Li cîhanê pevde peyva (dirzî) di du zimanan de tê dîtin. Yekemîn ziman zimanê Çîkî (Drzy) û tê wateya bêperwerde. Ez bawernakim kû mirovek heşê xwe hebe, navek wisa xerab li xwe ke!!
Û duyemîn ziman zimanê kurdî ye (Rizîn). Û ji rizînê peyva dirize û ji wê bi demê re (ê) bi tîpa z hatî guhartin û bûyî (Dirûz).
Li cîhanê pevde peyva (dirzî) di du zimanan de tê dîtin. Yekemîn ziman zimanê Çîkî (Drzy) û tê wate ya bêperwerde. Ez bawernakim kû mirovek heşê xwe hebe, navek wisa xerab li xwe ke!!
Û duyemîn ziman zimanê kurdî ye (Rizîn). Û ji rizînê peyva dirize û ji wê bi demê re (ê) bi tîpa z hatî guhartin û bûyî (Dirûz).
Li gor min jêdera yekemîn dirustire û navê (Durziyan) ji peyva (dirust) hatî.
كلمة الدروز لا توجد في اللغات السامية نهائيآ، هي فقط موجودة في اللغات هندو- إيرانية ومن ضمنهم تلك اللغات اللغة الكردية.
السيد “وليد جنبلاط” بفمه، قال في مدينة أمسترام أثناء حضوره المؤتمر التأسيسي للبرلمان الكردستاني في المنفى “أنا كردي الأصل وعربي الثقافة” أثناء إلقائه كلمة في المؤتمر وكنت من بين الحاضرين في ذاك المؤتمر.
وهذا صحيح كون عائلة (جان بولات) عائلة كردية وكان جده والي على ولاية عنتاب (ديلوك) الكردية ومازال بيتهم في حلب موجود لليوم، وحسب علمي ينتمي بجذورة إلى عشيرة “الأومريين” وهي أكبر عشائر كردستان على الإطلاق. ولقب البيك محنت الدولة العثمانية لجده الأكبر.
Can: الجسد
Polat: الفولاذ
Can + polat —– Canpolat: الجسد الفولاذي
وعائلة أرسلان لقبهم هو “مير” وكلمة مير تم تعريبها من خلال إضافة حرف (أ). ولليوم ينادى طلال ارسلان إبن خال وليد جنبلاط بالمير طلال، ووليد لقبه بيك وشرحنا معناها في المحاور السابقة، وكلا اللقبين ألقاب كردية.
Mîr: أمير
Mîran: أمراؤ
Mîrî: أميري
Mîrşîne: إمارة
Mîr —– Mîran —– Mîrşîne.
المعتقد الدرزي غنوصي ولا يتختلف بشيئ عن الياراسنية واليزيدية وليس دينآ، ولو كانوا مسلمين لما إنفصلوا عنه، مثلهم مثل الهلويين (العلويين) الكرد. إسمهم فقط علويين وهم في الحقيقة يزدانيين، وتبنوا هذه التسمية لكي ينجون بجلودهم، وكي لا يضطروا الإنتساب للإسلام. والصورة التي يرفعونها هي ليست صورة علي وإنما صورة نبي الكرد زرادشت.
إستطاع الحاكم بأمر الله، توسيع منطقة نفوذه وإحتلال منطقة حلب بشمال سوريا وكان يسكنها الكثير من الدروز، وحلب بناها الكرد. ولهذا تأثر الحاكم بأمر الله بالمعتقد الدرزي الانتقائي، وفي نهاية عهده أخذ
يطور الديانة الدرزية وينشرها. والدروز هم من منحه لقب “الحاكم بأمر الله”. يعني ذلك أنه يجب التمييز
بين بوتقة إنصهار الديانة الدرزية، لا سيما مصر وبين الأصل الجغرافي (كردستان) ومجموع المعتقدات والعادات التي جمعوها خلال رحلتهم التاريخية في الشرق الأوسط.
الصبغة الوراثي للدروز:
أثبت علماء الوراثة أن البسمة الوراثية للدروز تسم بسمات شبه قوقازية وهم يقصود بذلك منطقة أرارات وهي غير شائعة في المنطقة العربية. وضع نظام (ج ب س) الوراثي الدروز بين جبال زاگروس في كردستان وجبل أرارات، فيما وضع باقي شعوب الشرق الأوسط (من حيث بصمتهم الوراثية) إلى الجنوب من سوريا.
البروفسور “ألموج” و”الدكتور الحايك” مقتنعان أن هذه المكتشفات تشهد بوضوح على أن أصل الدروز هو الشعوب الإيرانية، التي عاشت شمال شرقي تركيا وجنوب أرمينيا.
كما أكد الدكتور محمد الصویري” أن المعنيين أجداد الدروز هم من سلالة السيد معن بن ربيعة الأيوبي الكردي، كان أجدادهم يعيشون في بلاد فارس ثم في الجزيرة الفراتية، ومنها إنتقل جدهم معن بن ربيعة الأيوبي الكردي إلى جبل لبنان في القرن السادس عشر الميلادي”. وقد أكد صحة هذا النسب ما ذكره المؤرخ (محمد أمين المحبي) في كتابه “خلاصة الأثر” بقوله إن بعض أحفاد فخر الدين المعني كانوا يروون عنه أنه كان يقول: ”أصل آبائنا من الأكراد سكنوا هذه البلاد”، وأصبح أحفاد هذا الأمير من أشهر حكام جبل لبنان والشوف خلال سنوات 1516-1697م، وعرفوا بأمراء الدروز.
أصل تسمية الموحيدين:
Koka navê yekirneyan
أصل هذه التسمية من فعل توحيد (الله)، وفي الحقيقة هذه التسمية لا معنى لها. كون هناك ممن سبقوا هذه الطائفة بتوحيد الإله. أما الإسم (دروز)، فقد سميوا بهذه التسمية كما قلنا سابقآ نسبة إلى السيد “محمد بن إسماعيل الدرزي”، الذي كان يعرف بإسم “نشتكين الدُرزي” اوكان أحد دُعاة هذا الدين، إلا أنه إختلف مع مُجدّد دين التوحيد (حمزة بن علي بن أحمد) المشهور بلقبه (الزوزني) فتم عزله ومن ثم تصفيته أي الدرزي.
تجديد الدعوة:
تجديد الدعوة تمت على يد السيد “حمزة بن علي بن أحمد الزوزني”، المولود في منطقة خرسان بشرق
كردستان في قرية تسمى (زوزَن)، والذي عاش بين الأعوام (985 – 1021 م). في العام (1014) ميلادية، سافر “حمزة الزوزني” إلى مصر، وهناك قام الإتصال بالخليفة الفاطمي الحاكِم بالله (985 – 1021) ميلادي. وبعدها تواصل مع العديد من العلماء من مناطق مختلفة وعقد معهم عدة لقاءات بهدف
بلورت هذا الدين ونشره وتم كل ذلك بموافقة الخليفة الفاطمي. وفعلآ باشر بنشر دعوته بين الناس في العام (1018) ميلادية بمدينة القاهرة.
ومن المهم أن نذكر أن “حمزة الزوزني” لم يكن وحيدآ في بلورة مشروعه هذا، بل كان هناك شخصان آخران يشاركانه الدعوة وهما: الأول إسمه “حسن بن حيدرة الفرغاني”، وكان معروفآ لقبه (الأخرم).
الثاني كان “محمد بن إسماعيل الدُرزي” المعروف بلقبه (نشتكين) الذي جئنا على ذكره سابقآ. السيد الدُرزي سبق الأثنان الأخرين إلى نشر الدعوة، لذلك تمت تسمية الدعوة بإسمه، وسميت الطائفية بإسم الدروز أو الطائفية الدرزية.
أخر المجددين:
أخر المجددين في العقيدة الدرزية، كان السيد “بهاء الدين علي بن أحمد”الذي ولد في قرية (سموقا) في ريف مدينة حلب، وعاش بين الأعوام (979 – 1043 م). تولى شؤون الدعوة التوحيدية بعد اختفاء (حمزة الزوزني) كما أنه كتب الكثير من الرسائل التوحيدية وإستمر في نشاطه حتى إعتزاله بسبب الاضطرابات التي لحقت بالدين التوحيدي، وأقفل باب الإجتهاد في العقيدة الدرزية حرصاً على الأصول والأحكام.[1]