الأسم: أوزجان بكداش
اللقب: جكدار بيزار
إسم الأب: محمد
إسم الأم: خديجة
تاريخ الإستشهاد: #19-09-2019#
مكان الولادة: سمسور
مكان الإستشهاد: مناطق الدفاع المشروع
جكدار بيزار
كل الجمال هو ثمرة تجارب إنسانية منذ الولادة وحتى آخر لحظة، في كردستان، سعوا إلى حرمان الحياة من كل جمال، وكان النضال ضد هذا التحدي شاقاً للغاية، نضال الأشخاص الأزليين والخالدين هو أمل جغرافية كردستان، هو عامل الإيمان الذي نشأ في هذه الجغرافيا قد منحنا أيضاً سبباً حيوياً لواجب تعزيز قيم الفرد والمجتمع والبشرية جمعاء، أولئك الذين حققوا هذا الهدف سطروا أسماءهم في التاريخ.
إحدى الساحات التي جسّدت هذا النضال والإيمان بكل قدسية وعاشت به هي مدينة سمسور في شمال كردستان، هذه الأرض التي شهدت ولادة حضارات، أنجبت أيضاً مناضلين كبار، وقدّم الكثيرون أرواحهم فداءً للحرية، رفيقنا جكدار وُلد في مدينة كومور التابعة لسمسور، ضمن عائلة وطنية، التعلّق بالأرض التي وُلد ونشأ فيها شكّل جوهر إحساسه وفكره، رفيقنا الذي كان صاحب عقيدة علوية، منح على الدوام قيمة للإنسان والطبيعة، وكبر بهذه الطريقة، رفيقنا، الذي عاش في محيط كان يتعرّض للظلم مراراً بسبب هويته الكردية وإيمانه العلوي، كبر على مقاومة ذلك، ومنذ طفولته، بفضل ميزاته من الجد والاجتهاد، نال محبة واحترام محيطه، لم يبقَ صامتاً أمام الظواهر والقضايا الاجتماعية، وكان طالباً متفوقاً في مدارس النظام، إلا أنه في المرحلة الثانوية أحسّ بأن هذا التفوق لن يمنحه مستقبلاً حقيقياً، عندها بدأ يشعر بحقيقة مجتمعه ونضاله، فانخرط في النشاطات المحلية، لكنه وجد أن تلك الجهود غير كافية، فترسّخت لديه القناعة بضرورة اتخاذ خطوة أكبر، وبهذا الإدراك اتخذ قراراً جذرياً، فالتحق عام 2011 بصفوف مقاتلي حرية كردستان ليبلغ جوهر ذاته هناك.
رفيقنا جكدار، بفضل شخصيته الجذابة والعميقة المنبثقة من جوهره، اكتسب منذ البداية مكانة مؤثرة بين رفاقه، ورأى خطوته الأولى في صفوف الكريلا كولادة جديدة له، تدريباته الأولى وسط الكريلا كشفت له عن وعي عميق ويقظة كبيرة وروح متجددة، وفي فترة قصيرة تمكن من الإلمام بكافة تفاصيل حياة الكريلا، وطوّر نفسه في كل جانب من جوانب مسيرته، تجاربه ونجاحاته العملية جعلته يتولى أدواراً ريادية، وصار مثالاً لتطوير الذات من كل جانب.
رفيقنا، الذي أحرز تقدماً سريعاً في المجال العسكري، لم يطوّر نفسه جسدياً فحسب، بل أيضاً على الصعيد التكتيكي، لذلك، ركّز هو ورفاقه على دراسة استراتيجيات وتكتيكات العدو الأساسية، وحاولوا تطبيقها خطوة بخطوة عملياً، ومع تدريبات الأكاديمية العسكرية، استطاع أن يرسّخ تلك الخبرات على أرضية أكثر تنظيماً، فشارك في كل مسؤولياته في صفوف الكريلا بجدية عالية وشعور عميق بالمسؤولية، لديه مبدأ ثابت هو وحدة المعرفة مع الحياة، وفي الممارسة الكريلايتية، بفضل قراراته الحاسمة ونجاحاته، وصل حتى مستوى قيادة الوحدات، رفيقنا جكدار، برؤيته الاستباقية في الحياة والحرب، وبعلاقته مع المقاتلين تحت إمرته، وتعاطفه الكبير مع رفاقه، وسعيه لاتخاذ أنسب القرارات، تميّز بصفات بارزة جدًا.
كانت النظرة الجميلة في عينيه تعبيراً عن الكنز الذي يمتلكه، لم يتنازل قط حول الوقوع في الأخطاء، رفيقنا، الذي لفت انتباه رفاقه بمهاراته في جميع المجالات، استغل صلاته الوثيقة بالحياة لبناء صداقات متينة.
رفيقنا جكدار، الذي لم ينتهي شوقه لوطنه وارتباطه بالنضال أبداً، تقدّم باقتراح بأن يشارك ككريلا على الأرض التي وُلد فيها ليسدّد دينه لشعبه الكردي، بعد قبول اقتراحه، توجه في عام 2015 إلى شمال كردستان ليواصل نضاله الكريلايتي هناك، كان دائم السعي لتطوير نضاله وتنفيذ ولائه للقائد أوجلان، وعندما وصل إلى إيالة آمد، شارك بفعالية في النشاطات هناك، وبفضل شخصيته القوية، تكيّف بسرعة مع المنطقة، قدّم الأفكار لتطوير العمل، وأثبت أن حركتنا اتخذت القرار الصائب، وبعد ممارسته العملية هناك، توجه إلى منطقة تولهلدان التي أحبها كثيراً، ثم مع مجموعة من رفاقه عاد إلى سمسور، حيث جسّد عملياً كل ما تلقّاه من الحزب، وأظهر أداءً استثنائياً، في مواجهة الحرب الخاصة وهجمات العدو، دخل وتيرة عالية من القتال، وواجه العدو باستعدادات قوية، على الأرض التي كان العدو يظن أنه قد أنهى فيها وجود الكريلا، وأعلن أنه لم يعد بإمكانهم التقدم، أثبت جكدار عملياً قوة نضال الكريلا.
رفيقنا جكدار، في كل موقع تواجد فيه، ترك بصمات قوية ودائمة، وبشخصيته الصادقة والنقية كان قدوة لرفاقه، وكمقاتل من مقاتلي خط أوجلان، جسّد حتى اللحظة الأخيرة وفاءه للقائد أوجلان وللشهداء، رفيقنا جكدار، بفضل رفاقيته القوية، ومثله المستمدّة من التقاليد العريقة، وثوريته الفدائية، استشهد عام 2019 خلال عملية للعدو، بعد أن خاض مقاومة بطولية حتى آخر لحظة، وانضم إلى قافلة الشهداء. [1]