عنوان الكتاب: العلاقات بين أذربيجان وإيران في ظلّ تحدّيات القومية التركية
اسم الكاتب: بيرم سنكايا
مكان الإصدار: قطر
مؤسسة النشر: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات
تأريخ الإصدار: 2024
شكّل استقلال جمهورية أذربيجان في تشرين الأول/ أكتوبر 1991، والنزاع الذي تبع تلك المرحلة بين أذربيجان وأرمينيا بشأن إقليم ناغورنو قره باغ، مجموعة جديدة من التحدّيات للجمهورية الإسلامية الإيرانية. وكان أحد هذه التحدّيات أنّ إيران باتت تواجه نزاعًا عسكريًا بين دولتين مجاورتين لها، ما أدّى إلى نشوء حالة من عدم الاستقرار قرب حدودها، سرعان ما لبثت أن تحوّلت إلى نزاعٍ طويل الأمد. صحيحٌ أنّ إيران ادّعت وقوفها على الحياد، إلّا أنّ أذربيجان اتّهمتها بتقديم دعمٍ ضمنيٍ لأرمينيا. أمّا التحدي الآخر، فتمثّل في صعود أبو الفضل إلجي بيك الشيبي إلى السلطة في باكو في حزيران/ يونيو 1992، ما أشعل فتيل ما يُسمّى بتهديد القومية التركية؛ تهديدٌ يُزعم أنه كان يستهدف السلامة الإقليمية الإيرانية. وكان الشيبي قوميًّا تركيًا مندفعًا، تنبّأ بسقوط إيران وأيّد توحيد أذربيجان مع أذربيجان الجنوبية (الواقعة في إيران)، ما أثار قلق المسؤولين الإيرانيين بشأن المخاطر الأمنية التي قد تنشأ عن أذربيجانَ قويّةٍ ومستقلّة. ومع ذلك، كانت العلاقات التي تربط بين باكو وطهران علاقات عملية، بخاصةٍ بعد استبدال الشيبي بحيدر علييف رئيسًا لأذربيجان في عام 1993. وعلى الرغم من التوترات العرَضية التي سادت بين الدولتين المتجاورتين بشأن الترويج الإيراني المزعوم للإسلام السياسي، وتعزيز إيران أنشطتها الاستخباراتية داخل أذربيجان، فضلًا عن الدعم الإيراني لأرمينيا في ما يتعلّق بنزاع قره باغ، ودعم أذربيجان المزعوم للقومية العرقية بين الأذريين الإيرانيين، فإنهما تمكّنتا من الحفاظ على علاقات مستقرة وعملية نسبيًا.[1]