حيّت قوات سوريا الديمقراطية الجهود الخيرة لشعوب العالم بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع مقاومة #كوباني#، وقالت إنه وبعد 8 سنوات لا تزال المنطقة تتعرض للتهديدات الانتقامية، لذا دعت شعوب العالم ودولها إلى تجديد وفائها ومنع الذهنية العصاباتية التركية من إفساح المجال مرة أخرى ل#داعش# لإحياء نفسه.
أصدر المركز الإعلامي لقوّات سوريا الديمقراطية، اليوم الثلاثاء، بياناً كتابياً إلى الرأي العام، حيّت اليوم العالمي للتضامن مع مقاومة كوباني، والذي يصادف اليوم (1 تشرين الثاني/ نوفمبر) وتطرقت إلى الظروف المحيطة بمقاومة كوباني، كما أهابت بشعوب العالم للضغط لوقف الاعتداءات التركية ومنع إحياء داعش.
وجاء في نص البيان:
يصادف اليوم، الأول من تشرين الثاني، اليوم العالمي للتضامن مع مقاومة كوباني ضد مرتزقة داعش الذين شنّوا في الخامس عشر من أيلول 2014 هجوماً إرهابياً شرساً على المنطقة بدعم إقليمي واضح وعلني، حيث قدّم مقاتلونا ومقاتلاتنا في وحدات حماية الشعب YPG ووحدات حماية المرأة YPJ آنذاك وبمشاركة المئات من المتطوعين الكردستانيين والأمميين أمثلة حيّة في التضحية والفداء ستظل ملهمة للإيثار لدى مقاتلينا وشعبنا وكلّ الشعوب التوّاقة للحرية والحياة.
وبهذه المناسبة، فأننا نستذكر جميع شهدائنا الأبطال، وكذلك نتوجه بالتحية لشعوب العالم من آمد #الكردستانية# وصولاً إلى أفغانستان والأرجنتين وكل بلدان العالم التي انتفضت ونزلت إلى الساحات والشوارع لإعلان تضامنها مع مقاومة مقاتلينا، وكذلك الشخصيات والجمعيات والمنظمات والنقابات التي حشدت كافة مواردها وطاقاتها للفت أنظار المجتمع الدولي إلى المقاومة العظيمة وحثها على دعمها ومساندتها، حيث عبرت صرخات الملايين من المتظاهرين في العالم عن وجدان الأمم التواقة للحرية ووحدتها في مواجهة ظلم داعش وداعميه.
مما لا شكّ فيه، أن الصمود الاستثنائي والتضحية بالغالي والنفيس كان وما يزال مبدأً لمقاتلينا ومقاتلاتنا بمواجهة قوى الشر ومخلفاتها، حيث أثبتت المقاومة الأسطورية في كوباني انتصار الإرادة والمعجزات بمواجهة قوة إرهابية مدججة بالأسلحة الثقيلة كداعش الذي فرض نصره على جيوش إقليمية كانت تمتلك كافة الأسباب المادية للصمود، على عكس مقاتلينا الذين كانوا يزحفون على صدورهم باتجاه دبابات العدو ويفجرون أنفسهم لإيقافها بسبب عدم توفر الأسلحة والذخيرة الكافية لإيقاف الهجوم الداعشي الواسع.
ولكن، كانت إرادة الحياة والمقاومة لدى مقاتلينا أكبر من كافة الأسلحة والمؤامرات والدعم الإقليمي لداعش، لذا تكررت العمليات الفدائية انطلاقاً من عملية مقاومة سرزوري، مروراً بالعملية الفدائية للشهيدتين ريفانا وآرين ميركان وصولاً إلى العمليات الفدائية لرفيقتنا آفستا خابور في عفرين ورفيقنا برخدان آمد في تل أبيض/ كري سبي وكذلك العشرات من الأمثلة الحيّة للعمليات الفدائية لرفاقنا ورفيقاتنا.
إن جسارة الأعمال القتالية التي نفذها مقاتلونا -على الرغم من نقص الإمكانات- بمواجهة داعش في الجبهات الأمامية وخلف خطوط العدو في كوباني وتحقيق النصر رغم التضحيات الهائلة كانت رسالة شعبنا في شمال وشرق سوريا لكافة شعوب ودول العالم بإمكانية النصر على داعش على الرغم من تفوقه العددي والتقني وتخليص العالم من شروره في حال توفرت الإرادة الوطنية والأخلاقية والإنسانية لذلك.
إن مقاومة كوباني، أسست مرحلة جديدة من التفاعل والوحدة بين كافة الشعوب على اختلاف لغاتها وانتماءاتها، حيث دخلت في عمقها الأممي والذي يليق بتضحيات رفاقنا، وأزالت اليأس عن نفوس الكثيرين الذين فشلوا في التصدي لداعش، وأعادت الاعتبار للقيم الإنسانية والحرية والرحمة، لذا، كان التحرك الدولي الشعبي والرسمي صدى لتلك المقاومة ووفاءً للدماء الطاهرة التي أُريقت على صخور وسهول كوباني وبداية النهاية لتنظيم داعش الإرهابي.
لقد كان الدفاع عن كوباني دفاعاً عن الإنسانية وعن ثورة المرأة التي انطلقت في مناطقنا بشمال وشرق سوريا، وألهمت النساء في كافة أنحاء العالم وغيرت واقع الكثيرات منهن، وباتت من القيم الخالدة في المنطقة والعالم.
اليوم، وبعد مرور ثمان سنوات على إعلان اليوم العالمي للتضامن مع كوباني، لا تزال المنطقة تتعرض للتهديدات الانتقامية، وفي مقدمتها تهديدات الاحتلال التركي بغزو جديد، حيث يشكّل الانتقام لهزيمة داعش جوهر تلك التهديدات والاعتداءات التركية، ومن هنا، فأننا ندعو مجدداً شعوب العالم ودولها والتي تبادلت الوفاء مع شهدائنا قبل ثمان سنوات، ندعوها إلى تجديد وفائها والضغط على المجتمع الدولي لوقف الاعتداءات التركية ومنع الذهنية العصاباتية التركية من إفساح المجال مرة أخرى لداعش لإحياء نفسه والهجوم على المنطقة وتشكيل الخطورة مجدداً على الأمن والسلم العالميين.
وعلى هذا الأساس، فأننا نحيّ مرة أخرى كافة الجهود الخيرة لشعوب العالم تجاه مقاومتنا للإرهاب والاحتلال، ونؤكد أن تلك الجهود لا يمكن نسيانها أبداً، وهي محل فخر واعتزاز لقواتنا ولشعبنا، كما نجدد عهدنا مرة أخرى بالدفاع المؤثر عن مناطقنا وفي مقدمتها كوباني بمواجهة أي تهديد سواء من داعش أو داعميه.[1]
(س ر)