=KTML_Bold=حكاية من حكايات .. الإرتزاق السياسي الكوردي!!=KTML_End=
#بير رستم#
بما أن سيرة الإرتزاق قد فتح وفتح فإليكم حكاية مرتزق سياسي كوردي آخر؛ معلوم لنا جميعاً بأن الإخوة في حزب العمل الكردي _الوحدة حالياً_ قد خرجوا من صفوف البارتي في إنشقاق عام 1981 وكون البارتي لم يكن ملتزماً بالماركسية اللينينية، بل يهتدي به ويبرر ذلك بأنها حركة تحرر قومية وليست يسارية وقد كان ذاك مأخذاً من تيار اليسار الكوردي على الحركة البارتوية، وبما أن المناخ السياسي والثقافي العام في تلك الأيام كانت مناخات الأفكار اليسارية والماركسية ولكي يعطوا الإخوة في الحزب الجديد بعض الخصوصية لأنفسهم وخاصةً بين الأجيال الشابة وهي النسبة الغالبة في أي حركة سياسية ناشئة .. لذلك طرح الإخوة في الحزب الجديد _حزب العمل، في ذاك الوقت_ قضية الإلتزام بالماركسية اللينينية لينافسوا بذلك اليسار الكوردي وخاصةً حزب الإتحاد الشعبي على صوت الجيل الشاب بين أبناء شعبنا.
لكن هؤلاء الإخوة واجهوا قضية وإشكالية حقيقية بين صفوف المؤيدين والرفاق أنفسهم وخاصةً الجيل القديم والذي نشأ على مفاهيم البارتي بأنهم حركة تحرر قومية وقضايا الماركسية ليست من أولوياتهم، فكنت تجد الكثير من الجدل والممانعة على الطرح الجديد للحزب وقد حضرت شخصياً ندوة لأحد قيادي الحزب في أعقاب مؤتمرهم الذي تبنى الماركسية وهو يريد أن يقنع الرفاق _رفاقه ومؤيدي الحزب_ في بلدتي بجنديرس وذلك من خلال الوقوف على “فوائد الماركسية” على القضية الكوردية وبعد أكثر من ساعتين من الشرح والتوضيح والكثير من “الفزلكات السياسية والفلسفية” وحين فتح باب الحوار للحضور، قام أحد رفاق الحزب المعمرين وسأل القيادي الذي كان ضيف الندوة السياسية، السؤال التالي:
_ هڤال .. صارلك أكثر من ساعتين وأنت عم بتشيد بفوائد الماركسية مع العلم ومن عشرين سنة _عمره الحزبي_ وأنتم تلقنوننا بأن الماركسية لا تصلح لنا كوننا حركة تحرر قومي. ويقصد بذلك عندما كانوا جزء من البارتي .. للأسف وبدل أن يعتذر ذاك “القيادي الكوردي” عن خطأهم السياسي السابق _إن كان خطأً بالأصل_ فكان جوابه جواباً فظاً غليظاً، بل غير أدبي وأخلاقي ناهيكم عن أن يكون ديبلومسياً سياسياً حيث قال وبالحرف وللأسف:
_ لقد كنا وقتها “حميراً“. قالها بالكوردي، كون الندوة لحزب كوردي وفي منطقة كوردية وهكذا جاءت الجملة تماماً “Em wê wextê kerbün”. طبعاً لم أكن الوحيد وحضور الندوة بلغ ما يقارب الخمسون شخصاً، ربما بعض الإخوة والأهل رحلوا عنا لكن وبكل تأكيد فإن الأغلبية المطلقة من الحضور ما زال على قيد الحياة وتمنياتنا لهم بطول العمر والبقاء وهم شهود أحياء على الحكاية.
لكن الإشكالية لم تتوقف عند هذا “التوصيف الحيواني” ليس فقط لمرحلة تاريخية نضالية من عمر الحركة الكوردية والكوردستانية؛ كون البارتي ومعروف منذ التأسيس ولليوم جزء من منظومة الأحزاب الديمقراطية الكوردستانية والمعروف بالبارزانيين في وقتنا الحالي، بل كان وصفاً سخيفاً وتافهاً كالوصف الآخر ومن سياسي كوردي مرتزق آخر وهو يصف البارزانية ب((شجرة الخيانة التي كان يتسلقها الأب العميل مصطفى البرزاني بدأ بتسلقها الابن العميل مسعود البرزاني)) وذلك لكل التاريخ النضالي لهذه الحركة وشخصياتها وقياداتها ومناضليها، بل حتى لتاريخه الشخصي كونه هو الآخر “خدم النهج” لسنوات _رغم إني أشك بذلك_ .. لكن الطامة الكبرى ليست هنا، كما قلت في البداية، بل إن ذاك الذي قال عن تاريخه الإرتزاقي _وليس النضالي في صفوف البارتي؛ كونه بنفسه ألغى صفة النضال عن تلك المرحلة من حياته السياسية_ وذلك بقوله “كنا وقتها حميراً” هو اليوم (…) قصدي ذاك “القيادي الح..” مرة أخرى في صفوف البارتي، بلى قيادي في الصف الأول للحزب الديمقراطي الكوردستاني _ سوريا ويرتزق على البارزانيين في عاصمة إقليم كوردستان (العراق).
وأخيراً أقول لكل هؤلاء “المرتزقة” على الحركة والسياسة الكوردية؛ إنكم تذكرونني بحكاية تخوين القائد الداغستاني “شاميلوف” _هكذا هو الإسم إن لم تخني الذاكرة_ في رائعة (رسول حمزاتوف) “داغستان بلدي” وكيف أن الكاتب يعتذر من ذاك البطل التاريخي القومي عن نفسه وشعبه وبأنهم إنخدعوا وأنجروا مع التيار الماركسي اللينيني في تخوينهم لذاك القائد القومي .. وأنا هنا أسألكم أيها “القادة” _ولا أريد قول؛ أيها المرتزقة_ السؤال التالي: هل تملكون جرأة ونخوة وشجاعة (رسول حمزاتوف)؛ الكاتب الداغستاني الجميل، لتعتذروا للشعب الكوردي ولأحد أهم قادة الكورد، إن لم نقل القائد الكوردي الأهم _وهو كذلك_ الراحل والأب بارزاني وأنتم هكذا ترمونه بأسخف وأتفه ما لديكم من عبارات التخوين والتي لا تليق لا بمقام الرجل ولا بتارخه النضالي في خدمة قضية شعبنا الكوردي وذلك لنيل حريته وإستقلاله .. أشك في ذلك؛ كونكم تربيتم على الإرتزاق السياسي.
ملاحظة؛ رابط المقال على موقع ميلت نيوز
http://www.milletpress.com/arabic/?p=7074
[1]